أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الرقص على السّلم














المزيد.....

الرقص على السّلم


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 21:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال لي : إن كتاباتك لا تعجب أحدا ، التيار الديني يكره ما تكتب ، والحكومة لا تستريح لما تكتب ، فأنت تهاجم الحكومة وتتهمها بالفساد وبأنها حولت قوة الشباب وحيويتهم إلى التطرف ، وفى نفس الوقت تهاجم التطرف وشيوخ التطرف ، وبذلك حصدت كراهية الجميع ، وليس ذلك من الكياسة أو السياسة ..
قلت له : أنت على حق بمعيار السياسة ، فالسياسة هي فن المنفعة والمصلحة ، وفى سبيل المصلحة يجوز فى السياسة الكذب وقلب الحقائق وتغيير المواقف ، وذلك ما تراه عند المشغولين بالسياسة فى داخل الحكومة والمعارضة .. وإنا بمقياس السياسة مثل الذي يمارس الانتحار فى كل مقال وكتاب ، أو بتعبير المثل الشعبي مثل الذي يرقص على السلم ..
ولكنني لا أعمل بالسياسة ولا أريدها ، إنني باحث مسلم فى تاريخ المسلمين وتراثهم وقد عشت فى عصر أصبح التراث فيه مادة للارتزاق السياسي ، حيث يريد التيار الديني السياسي إرجاع بلدي إلى الخلف بحجة أن هذا هو الإسلام ، وما أعرفه عن الإسلام من خلال بحثي يخالف كل الأطروحات السياسة للتيار الديني ، لذا رأيت من واجبي أن أوضح الحقائق الإسلامية والتاريخية التي تنقذ الإسلام والمسلمين ومصر وغيرها ..
قال : وأنت بذلك جلبت على نفسك كراهية التيار الديني السياسي الذي يسعى الجميع لإرضائه وتملقه ، وفى نفس الوقت لم تستفد من الحكومة إلا الاضطهاد .
قلت : لأنني لا أفعل ذلك حرصا على الحكومة ، وإنما حرصا على بلدي وديني .. ثم أنني اعتبر الحكومة مسئولة عن الفساد وتضييع آمال الشباب وتحويلهم للتطرف والضياع ، وكان حتما انتقادها ، ولم اكتب ما أندم عليه فى انتقاد الحكومة أو انتقاد التطرف ، فإذا كانت السياسة هي فن المصلحة فلا مصلحة لي هنا أو هناك ، وإذا كانت السياسة هي قلب الحقائق وتغيير المواقف ، فموقفي ثابت ومع ما أعتبره حقا ويرضى عنه ضميري ..
قال :ولكنك كاتب ومفروض أن تحرص على أن يتكاثر القارئون لك ..
قلت : أنا أعلم أن احترام عقل القارئ أهم كثيرا من خداعه والتلاعب بعواطفه ، وأعلم أن بعض ما أكتب يصدم ما تعارف عليه القراء ، وقد يحولهم إلى أعداء ، كلمة الحق قد لا تجعل لك صديقا ، لكنها تكسب فى النهاية ، أننا فى عصرنا الرديء تتكاثر سحب الخرافات والأكاذيب حتى تحجب التمسك بقول الحق ، الله تعالى يقول " أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض ".
قال : لست أتكلم عن الغد ، وإنما أتكلم عن اليوم فماذا تفعل لو فقدت قراء اليوم انتظارا للقارئ المجهول فى الغد ؟
قلت : أنت تسيء الظن بالقارئ المصري ، قد ينخدع قليلا بما يكتبه المرتزقة وأصحاب المصالح ، ولكنه يعود سريعا إلى رشده . قد يصدق أحيانا بعض محترفي التدين من رافعي الشعارات ولكنه يترك مساحة فى عقله للانتقاد والتشكك والتدقيق.وفى النهاية سيعرف مصلحته ، وسيعرف من يكلمه ويخاطب عقله بآيات الله تعالى وحقائق التاريخ يدعوه للتفكر والتعقل دون أن يطلب زعامة أو جاها أو أجرا ، وسيعرف أيضا أولئك الذين يخدعونه ويتلاعبون بعواطفه ليسير معهم هنا وهناك ..
ثم أؤكد لك أنهم لن يتركوا القارئ يكتشف ذلك بنفسه ، بل هم الذين سيساعدونه فى كشف أنفسهم وخداعهم . لأن فن السياسة القائم على المنفعة وقلب الحقائق وتغيير المواقف سيجعلهم ينكشفون ، بينما الذي يسير مع مبدئه لا يحيد عنه لا يقع أبدا فى تناقض مع ما يكتب . فالفيصل هنا فى موضوع الأجر أو المنفعة أو المصلحة ، ولذلك يقول تعالى " اتبعوا من لا يسألكم عليه أجرا وهم مهتدون " فالذي يدعو للحق لا يريد أجرا من الناس كى يتبعوه ، ثم هو يكون أكثر الناس التزاما بما يقول واهتداء بما يدعوا إليه . أما محترفو التدين والسياسة فلديهم هدف ثابت يحرصون عليه وهو الأجر والمنفعة ، إما يطلبون حكما وجاها يسعون لتحقيقه ، وإما يطلبون استمرار الحكم والجاه الذي يرتعون فيه، وفى سبيل ذلك يخدعون الناس بالشعارات وأفانين القول .. والأيام كفيلة بفضحهم جميعا ..
قال : ولكنهم قد يجتمعون عليك .. وهذا وارد .. بل مؤكد
قلت : يقول ربى جل وعلا " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا ".. وما أعظم أن يموت الإنسان فى سبيل الله تعالى .. فى سبيل الحق ..
ثانيا
نشرت هذا المقال بتاريخ 14 مارس عام 1994 ، فى مسلسل ( قال الراوي ) فى جريدة الأحرار. وكان من أواخر المقالات التى نشرتها الأحرار إذ سرعان ما منعونى من النشر فيها ، وقد كتبته وقت معركة خفية بين القوى الليبرالية فى حزب الأحرار و القوى الاخوانية ، والتى انتصرت فى النهاية .
بعد 16 عاما من نشر هذا المقال ، حدثت تغييرات كثيرة فى مصر ، وجرت مياه كثيرة فى النهر ، و تبادل بعضهم الأدوار ، و انفضح البعض وسقط البعض ودارت الساقية بهم الرتفاعا وانخفاضا وتغيرا فى المواقف و الآراء ، وفى كل هذا الصخب و تلك التقلبات السياسية والفكرية لازلت فى موقعى ، لا أتغير ، سواء كنت فى مصر أو فى أمريكا .
فمن الذى ـ فى الحقيقة ـ يرقص على السلم ؟



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحملات الصوفية الشعرانية
- هؤلاء الخلفاء ..وغرامهم بالنساء.
- تخرّ له الجبابر ساجدينا
- فلسفة الهجرة فى تاريخ الأنبياء
- أستر يا رب .!!
- لمحات قرآنية عن معركة وليس (غزوة ) بدر :
- بيان المركز العالمى للقرآن الكريم عن منع عبد اللطيف سعيد من ...
- إمسك حرامى
- السياسة الأموية والفلسفة الجبرية
- القرآن والواقع الاجتماعى (8 ) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ ؟
- رعاية الطفل فى الاسلام ( 2 / 2 ) : رعاية الطفل في تراث المسل ...
- رعاية الطفل فى الاسلام ( 1 / 2 )
- كتاب ( شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى ) الخاتمة
- كتاب ( شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى ) ف2 ثانيا :الإسلام ومصر ...
- القرآن الكريم والمنطق الحيوى :2 / 2 ( فقه المصالح فى رؤية قر ...
- كتاب ( شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى ) ف 2 ، أولا : الفتح الإ ...
- بسبب حلقة وحيدة فى قناة الحياة حدث كل هذا الجنون .فكيف لو كا ...
- كتاب ( شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى ) ف1 سابعا – مصر المملوك ...
- كتاب ( شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى ) ف1 سادسا :مصر الأيوبية ...
- كتاب ( شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى ) ف 1 : خامسا : مصر الفا ...


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الرقص على السّلم