أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - أستيراد الحصن للحلة














المزيد.....

أستيراد الحصن للحلة


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 19:00
المحور: كتابات ساخرة
    



لا أدري هل هو طيش أم غباء أم استهزاء بالواقع العراقي فقد أقر مجلس محافظة بابل الموقر على خلفية اجتماع أعضائه الأشاوس شراء مجموعة من الخيول العربية الأصيلة ومجموعة من اليخوت أو اليختات في محاولة منه لإعادة التراث البابلي إلى مدينة بابل الأثرية حيث سيتم استحداث عربات ملكية بابلية يستعملها زوار المدينة الأثرية لإعطاء انطباع جيد عن أهمية التراث وضرورة أحيائه فيما سيكون شط الحلة مليئا باليخوت الفارهة ليستخدمها السادة المسئولين وأصحاب الدخل الوطني من كبار الأثرياء في المدينة وهنا لنا أن نتساءل،هل نظر بعين المسئولية الأخوة في مجلس المحافظة إلى شط الحلة والإهمال الذي يعانيه حيث اندثرت شواطئه الجميلة بفعل ما يترسب من طمي وأوساخ ترمى على جانبيه ومن يشاهده لا يشاهد نهرا بما تعنيه كلمة النهر وإنما نهر من قمامة وقد تآكلت أسيجته الكونكريتية التي أنشأت سابقا وأصبح منظره يحز في النفس لما وصل إليه حال النهر الخالد هذا النهر الذي شهد أجمل الأوقات أيام الخير والانفتاح العراقي فعلى شاطئيه تنساب الحمائم الحلية في العصاري متشابكة الأيدي تتنزه في ظلال الأشجار وأزيز المياه وهي تنساب بسيمفونية رائعة لا يعكر صفوها شيء آخر،وترى الشباب يقضون أمتع الأوقات يتنزهون على شاطئيه يمارسون مختلف أنواع اللهو لتزجيه الوقت والتمتع بمباهج الحياة فهنا موفق محمد يقتعد مكانا على شاطئه يناجي آلهة الخمر باكوس والى جانبه ثلة من الورود الفتية تستمع لأعذب القصائد التي ترسم صورة لحياة يحلم بها الجميع وهنا كازينو ابو سراج التي كانت منتدى أدبي يقتعد أرائكها مثقفي الحلة والمتنورين من أبنائها وهنا وهناك تجمع لهذه المجموعة أو تلك يتسامرون فيما يجعل من الحياة شيئا مقبولا لمن شاء له الحظ أن يتزود من كأسها مرارة الحياة .
واليوم لا خبر جاء ولا وحي النزل فشطان النهر تملئها النفايات وترتسم على شاطئيه صور الإهمال والتردي لسوء الخدمة والإدارة في محافظة كانت الأولى بين محافظات العراق لما عرف به أهلها من ذوق وحب للحياة ومتعها لعلمانيتهم البعيدة عن مهاوى الزيغ والبهتان ،فالحلة مدينة يقطنها اليهود والنصارى ،الكرد والعرب السنة والشيعة الأبيض والأسود وكلهم أخوة متحابون يؤمنون بمواطنتهم فكيف إذ تسلط عليهم من تردى بأردية تظهر غير ما تبطن وتخفي غير ما تظهر.
كان على مجلس المحافظة الموقر فتح باب الاستثمار على مصراعيه لإنشاء كورنيش الحلة الذي إذا قدر له الانجاز أن ينقل المدينة من القرون الوسطى التي تعيشها إلى أواسط القرن العشرين إلى الخمسينيات والستينات من القرن الماضي يوم كنا نتمتع بالماء والخضراء والصهباء والوجه الحسن فأين هاتيك الحسان في زمن .....وهل تفكر الحكومة المحلية يوما بالترفيه عن أبناء المدينة الذين انتخبوهم لتدينهم وتقواهم على أمل أن يكونوا الأفضل والأحسن والأنقى ولكن ساء ما يظنون ،فقد أنكشفت الحقائق ووضحت الصورة فهل سيخطئ الحلي بانتخاب من فشل في الارتقاء به نحو الأحسن وهل سيعيد التاريخ نفسه لترجع الحلة:
من لم تر الحلة الفيحاء مقلته فأنه بانقضاء العمر مغبون



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنغام في مسيرة الرفيق جليل حسون عاصي
- لكم والله فضحتونا
- هل حقا أنهزم اليسار في الانتخابات العراقية
- قمع التظاهرات وادعاءات الديمقراطية في العراق
- لم يكفر زيباري
- كيف تحل مشكلة رئيس الوزراء
- لا علاوي ولا المالكي سيكون رئيسا للوزراء
- آني أعرف ....منو أبوه
- لماذا لا يدفع العراق تعويضات إلى إيران
- مع الأستاذ جاسم المطير ومعضلة الذاكرة(الحلقة الأخيرة)
- هل الحل في أعادة الانتخابات
- لماذا لا يحكم العراق امرأة
- حساب عرب
- مع الأستاذ جاسم المطير ومعضلة الذاكرة(2)
- مع الأستاذ جاسم المطير ومعضلة الذاكرة1
- الحاج سّمير الاشتراكي
- مذكرات جعفر هجول 4
- مذكرات جعفر هجول3
- ضرورة المحاكمة العلنية لجرائم الفساد
- علي الشبيبي أديبا ومناضلا وأنسانا (2)


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - أستيراد الحصن للحلة