أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أسويق - يوميات تجوالية في أسواق الريف















المزيد.....

يوميات تجوالية في أسواق الريف


محمد أسويق

الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 16:54
المحور: الادب والفن
    





[سوق كتامة]
بالأكيد ستأتي لحظة ليست بالبعيدة نتأسف فيها على ما تم إحراقه من أكوام الكيف و القنب الهندي .. ليس لأننا نريد أن نتحشش أو أننا من مدمني السبسي أو للمتاجرة به
بل استغلال هذه النبتة البرية في العقاقير الطبية كما هو شان المرفين الذي تسوقه الشركات الطبية والصيدلانية الاجنبية كمسكن للألم الخبيثة ويباع باهض الثمن
وقت ذاك يكون الحال في خبر كان لا ندرك بتاتا

………. ……………….. ………………

ها أنت تجول في رحاب سوق كتامة
تتأمل تلك المشاهد البسيطة
في قرية نائية متواضعة شاردة التحملق
وجموع الأمهات الطاعنات في السن
يزاحمن المكان بلباسهن التقليدي
يعتمرن شاشيات من الحلفاء البلدي
مثقلات الخطوات ......
واهنات......القد.......
كالعائدات من زمن غرناطة
يجرن دوابهن
ويعبرن من رحبة لاخرى في صمت الظهيرة
لا يبالين بصياح الباعة
يتبضعن لأسبوع كامل
شيء من الخضر وقليل من السردين
وكثيرا من التوابل ولحم الجدي النحيف
ذي رائحة الكيف المنبعثة من
السوق الممتلئ على آخره
فيه زحام ..........و غبار ورعب
ولا رجل واحد تراه يتبعض
ماعدا نسوة القرية
ماعدا امهات البلدة
اللواتي جئن في صمت وفي خوف
حتى لا تدركهن عيون أعوان السلطة
وتسأل خيمة الشاي عن الرجال
وعن تللك الجموع التي كانت تفد على السوق
من أجل المزاد في العشب الاخضر
أين الحدادون.........
وبائعي المحارث والفؤوس ................
والخبز و القماش والقطاني
أين الطهات في الخيام الفواحة بعصير الفل
والبيض المسلوق و الفلفل المقلي
اين الرجال بجلالبهم الصوفية وهم يتعانقون
ويسألون عن ثمن الكيلوكرام الواحد للنبتة البرية الجميلة
ذهب الريف المنسي
ولا يتفرقون وينفضون نحو ترجيست وبني احمد وبني سدات*
إلا وهم في غاية البشرى
مطمئنين عن محصولهم الموسمي
قوت أهل البلد
منه فطرة العيد
وشرط الفقيه ..........
وعيشة الأهل ما أصعبها في هذا الفج
ما زلت أسأل ؟
هذا الصبي.....
هذه العجوز ....
عن غياب الرجال من السوق
لكن السوق وحده من يتجرأعن الجواب
ويحكي قصة العمربين التجاويف
ووحده الكتامي من يدري حقيقة الأمر
الرجال ياسيدي
ممنوعون من السوق.........
والتسوق ...........
والسياقة ..............
مشمرين على الساقين

كلهم اختفوا في الأعالي
لانهم متابعون قضائيا
وصك الإتهام بيع الكيف
والمهنة تاجر الياقوت
يبتز يوميا وعن آخره
اوقفوا المتابعات
أعيدهم لنشوة السوق
يتبضعن لنسوة
يحسن عجن خبز القمح
ودك السنابل في المهراز
مادك وما عجن رغيفا للفقراء
وما تطاير وتساقط أرضا
نبتة حبة مكانها عاج في الغرب
اوهنا نعجة لا تثغو ولا تجري




[سوق الريف]
وكالمعتاد ...
حزمت سلتك القصبية
وامتطيت صهوة الأتان
في الطريق بعضهم يترجلون حفاة
يسارعون الخطو
علهم يصلون باكرا
ويعودون للأشغال المؤجلة إلى حين
ها باب السوق
وها زحام المتسوقين الأتيين من القبائل الاربعة للريف
يجوبون رحاب السوق
علهم يلتقون بصديق عزيز طالما انتظروه
عند حلاق السوق
جيئة وذهابا
تطل على رحبة المواشي
ومرة على بائع البطاطس والبصل
وحينا يستوقفك فضولك
وتسمع بائع الأعشاب والعنبر
وقالع الاضراس
وفقيه التمائم الذي يخطب في الناس على عجل
ولا تصادف من تبحث عنه
و لم يتسوق
وانت إليه كم تتشوق
تتذكره كلما حان الغروب والشفق
الوقت منتصف النهار ياصاحبي
وأنت مازلت تسأل عن اصدقاءك القدامى
وتلعن ذكريات المكان
هنا شربنا الشاي
من هنا تبضعنا جلابة الشتاء
والمعاول الإسبانية
وحلوى للاطفال
والسواك والحناء لربات البيوت
والفاسوخ للعرائس
ربي احترت في أمري
اين صاحي طول هذا االوقت
سيدتي من أنابك ان تتسوقي
والثأر سار في البلاد
سيدتي سوق الرجال اليوم في عباءت النسوة
فكيف لكن بسوقين ؟
وحدكن من يترائ لنا بالزي المحلي الأمازيغي
وحين نسألكن عن الرجال
*MAYJJAN …MAYJJAN
ياتينا صدى المكان
ياتينا غرق القبيلة *المهجورة
كلهم هاجروا
وغابوا ليلة الامس
في الزورق المنسي
شق عباب بوسكور* صباديا *
وتمسمان *
ولم يبال بكعب الموج العالي

[إمرأة شيوعية لا تعرف لينين]

تهور شاب بعد أن ا ستمع لبض الخطابات الماركسية

وامتثل لقولة [ الدين أفيون الشعوب ]
فكان يفطر في رمضان
حتى يبين لرفاقه أنه ملتزم بأهم مبادئ الشيوعية
فذات يوم دخل المنزل ولمح أمه تفطر هي الأخرى في رمضان
فجاء مسرعا لرفاقه
يخبرهم أن أمه ماركسية وعلى نفس المبادءئ بالإبن المتمركس
اعتبر الأمر مكسب بروليتاري وان الوعي الثوري تغلغل في اقصى صفوف الجماهير
رفع شارة النصر
خفنا ان يموت على جهالته
فقلنا له :
امك حائض يارفيق
والصوم بعد الجنابة لايجوز ولا يليق
فأي تحليل مادي هذا
أعليه الثورة ستفيق
أم شهيتك اكلة النقانق

[ مقهى ملتقى الطرق]
بالأمس كان رواد هذه المقاهي
من البوليس السري وهم :
يعدون خطو ابن السبيل
يتحققون من سحنات المارين
يتنصتون على دردشاتهم
يتاكدون من معاطفهم الصوفية
عفوا السوفياتية

اليوم زبناء هذه المقاهي مثليون يتقنون المكياج
وتصفيف الشعر المبلل بزيت الخروع كما القبرات*
أو هم زيروا نساء
يحتلمن في اليقظة
خلف مؤخرات النساء المكتنزات
مساحات هي من يستوي
بين المقهى والقهوة
فيتلصص الزبناء على نسوةالمدينة
وهن يلجن سوق المدينة للتبضع على خفة نمل
علهن يعدن قبل أن يعودوا رجالهم
المتسكعين بين الفناجين يحملقون في أفخاذ المتسوقات
نصف يوم كانوا يتعرشوا على كرس خشبي
ينتظرون المتصوفات المتشوفات
يقتادوهن للمضاجع بالعيون الواهنات
بالامس إلتزام واتزان
والظهيرة عولمة وإباحية كل فستان وبستان
[زواج تقليدي ]
في الحديقة المجاورة للحي القديم
كانت العشيقة تتمرغ مع عشيقها على الارض المعشوشبة
يداعبها يعانقها يقبلها

فلمحتهم عجوز تؤم الطبيب
فسارعت تتامل المشهد الهيامي بنظارتها الطبية
وحين لمحها حارس الحديقة مشدوهة
قال لها ما تتأملينه ياسيدتي فقالت :
جئت أستكمل نصف ديني
فزوجي ما كان يداعبني
قبلني مرة واحدة ليلة الزفاف
ودعاني في المطبخ وانصرف
وما ترحمت على الزواج القاسي



فما ذنبي انتظر موتي
بلا عشق الذكريات



#محمد_أسويق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسكاس
- صيف بنكهة زرقاء
- الشعر الأمازيغي القديم جمالية البلاغة وسؤال الهوية
- السكرتير العام لحركة شعراء العالم في لقاء تواصلي بشعراء الأم ...
- البنيات الإجتماعية والقبلية بالريف :قراءة في خلفيات الإنحلال ...
- Autonomiaالحكم الذاتي ..............أو التدبير المحلي للشأن ...
- لامبيدوزا
- الأدب الأمازيغي المكتوب بالعربية :هوة ألسنة أو هوية ذاكرة
- الحركات اليسارية بالمغرب/المنطلقات الإيديولوجية و المرجعيات ...
- إيقاع الشذرات
- الكاتبة فاطمة الزهراء المرابط تحاور الشاعر والكاتب الأمازيغي ...
- مرثية العجم
- أزمة العمل الجمعوي الأمازيغي بالمغرب:أزمة فكر أم أزمة تفكير. ...
- وجبة التوابل والمرق
- عري النشيد
- سلام على الكأس والإشتهاء
- نونجا NONJA
- سمفونية الماء
- مساء الجعة
- أزمان azman


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أسويق - يوميات تجوالية في أسواق الريف