أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بودواهي - رد على مقال السيد مدبولي : هاجم وانتقد....















المزيد.....

رد على مقال السيد مدبولي : هاجم وانتقد....


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 00:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد قراءته للواقع المستجد في كل من أوربا وشمال إفريقيا ومنطقة الشام ومصر والعراق ، توصل السيد مدبولي إلى استنتاج هام جدا مفاده أن العرب المسلمين أصبح وجودهم في هذه البقاع غير مرغوب فيه ، وأن المطالبة بعودتهم إلى من حيث أتوا أمر وارد جدا .
وفي سياق كلامه هذا نعت التواجد العربي الإسلامي بغير المطاق ، وأن التحرر منه شبيه بالتحرر من ربقة الاستعمار أو الاحتلال ، وهو أمر إن حدث فإنه يستدعي الرحيل ( ولقد وقع مثل هذا الحدث في كل من الأندلس وزنجبار ) ، وتساءل مدبولي إلى أين يذهب من سماهم بالغلابة ( العرب المسلمين ) في حال حدوثه حيث يؤكد أن لا مستقبل لهم في مصر ولا في سوريا ولبنان وفلسطين والاردن وفي شمال إفريقيا وفي العراق وكذلك في أوربا . فما هو المصير إدن يتساءل ؟ وإلى أين المفر ؟ إنه بالضرورة الرجوع إلى صحراء نجد والحجاز في شبه جزيرة العرب .
هكذا كتب السيد مدبولي كما هي العادة في مجمل كتاباته ومقالاته . فهو غالبا ما يختار من المواضيع تلك التي تحمل في مضامينها بعض الأفكار التحرشية والاستفزازية محاولا بدلك اختلاق الأحداث وصناعة المشاكل وإثارة المزيد من القلاقل عوض العمل على تهدئة النفوس والخواطر. ففي الوقت الذي يكون فيه المجتمع في حالة من الحراك والتدافع السلبي الناتج عن اختلافات مذهبية أو عقائدية أو طائفية أو إثنية ، فمن المفروض على المثقف الواعي والوطني الملتزم بقضايا وواقع ومستقبل شعبه وبلده أن يكون مقتنعا كامل الاقتناع بأن عمله وتدخله الإيجابي يجب أن يكون من منطلق الحياد التام والاستقلالية الكاملة وعدم الموالاة لأي طرف كان على حساب طرف آخر ، بل أن تصب كل مجهوداته في انتقاد الأخطاء والمخطئين وتحديد أماكن الخلل في الأطروحات الضارة والمسيئة لمصلحة الوطن ومستقبل الشعب ، وطرح الأفكار البديلة القادرة على رأب الصدع وإصلاح الاعوجاج الحاصل .
والسيد مدبولي عوض أن يسلك مثل هذا النهج الإصلاحي المحايد والمترفع عن عقلية التخندق والاصطفاف الديني والعقائدي المقيت ، نراه يخوض في نقاشات وكتابات أقل ما يقال عنها أنها مستفزة لمشاعر من هم ليسوا من طائفته أو معتقده ، حيث تصل به الانفعالات في بعض الأحايين حتى مناصرة الظالم على المظلوم ، وتزكية اعتداءات المعتدي ، وتغاضي الطرف عن المسبب الحقيقي للمشاكل وإلصاقها عنوة بالمعتدى عليه كما حصل للأقباط عندما تم اتهامهم بالتسبب في الأعمال الإجرامية التي استهدفتهم مؤخرا ، وذلك من خلال بعض كتاباته التي تضفي على كل تلك الاعتداءات صبغة المشروعية وطابع المصداقية والتي يكون الهذف منها صب المزيد من الزيت في النار المشتعلة أصلا
إن ما هو حاصل حقا ، في بعض ادعاءات السيد مدبولي ، هو استشعار خطورة ما يخطط له المتأسلمون المتزمتون ، أفراد وأحزاب وحركات وحتى دول ذات توجهات إسلاموية متشددة ، من طرف شعوب المنطقة المسماة عربية في الشام ومصر وشمال إفريقيا وحتى من طرف العديد من الدول الأوربية . لقد أصبح الإسلام السياسي مصدر إزعاج حقيقي للعديد من الشعوب والدول التي احتضنت هذا الدين كما احتضنت معه مئات الآلاف بل وملايين العرب الذين نزحوا إلى هذه البلدان في فترات تاريخية متفرقة سواء عن طريق الغزوات التي شنوها إبان أوقات المد الأسلامي الاستعماري ، أو عن طريق الهجرات الجماعية التي حدثت في فترات الجفاف والحروب ، أو طلبا للعمل في أوربا .
والمعرف تاريخيا أن هؤلاء العرب استطاعوا الحفاظ على دينهم الأسلام ولغتهم العربية ، بل وعملوا على نشرهما وسط الشعوب التي استضافتهم دون أن يتعرضوا لأي نوع من الضغط والابتزاز للتخلي عن هذا الدين أو اللغة مقابل اعتناق الدين المحلي أو تعلم اللغة المحلية . وبعد أن تمكنوا من الوصول إلى السلطة عن طريق الانقلابات التي دبروها انقلبوا على كل شيء وتنكروا لكل الفضائل والسماحة والطيبوبة والسلوك الحسن الذي قوبلوا به ، فكشفوا الستار عن الفضاضة والفجاجة التي تتميز به شحصيتهم فأطلقوا العنان لكل الأعمال الغادرة لاجتثات كل ماهو مخالف لهويتهم العروبية الإسلاموية ، فأبادوا اللغات والثقافات المحلية مقابل نشر اللغة والثقافة العربيتين ، وحاربوا العادات والتقاليد السامية والمتنورة للشعوب اللأصلية وروجوا مكانها لعادات وتقاليد بالية ومتخلفة ، واستهجنوا كل الديانات السماوية والأرضية ليدعوا أن ما جاء به إسلامهم هوالدين الحق والصحيح و الكامل . وقاموا بتثبيث كل هذه المتغيرات على مستوى الدساتير حتى يتم العمل به رسميا وبقوة القانون كلغة وديانة رسميتين ، فأصبحت كل هذه البلدان ، بقدرة قادر ، بلدانا عربية إسلامية لا مكان ولا وجود فيها لقبطي أو أمازيغي أو كردي او آشوري أو تركماني أو كلداني أو بابلي أو فينيقي أو فرعوني أو مسيحي أو يهودي أو زردشتي أو ......... فالعربية والإسلام هي الكل في الكل
وحتىالعقود الخمسة أو الستة الأخيرة - وبتمويل من البترودولارالسعودي والإيراني - استطاع الإسلام السياسي أن يستقطب متعاطفين ومؤيدين كثر على مستوى العالم الإسلامي ، وقد ساعده في ذلك احتضانه من قبل الأنظمة العروبية والعالم ثالثية القروسطية لمحاربة التنظيمات الشيوعية واليسارية والديموقراطية التي تناضل من أجل التغيير الحقيقي لمصلحة الشعوب ، كما ساهم في ذلك أيضا تساهل الدول الغربية اتجاهها حيث الأنظمة الديموقراطية التي لا يمكن بتاتا أن تمس بحرية التعبير وحرية الاعتقاد قيد أنملة . مما جعل الإسلام السياسي يعرف امتدادا أخطبوطيا في كل الاتجاهات وفي جميع مناطق العالم بدون استثناء .
والآ ن ، وبعد أن فطن الجميع لخطورة المخططات الجهنمية لهذه التنظيمات السلفية الرجعية التي لا مشكل لديها في القيام بأي عمل مهما كبرت وقاحته ومهما تعاظمت وحشيته من أجل أسلمة المجتمع الدولي دون مراعاة ما سينجم عن هذه المغالاة من قتل لنعم التعددية والاختلاف وإبادة للمبادئ السامية للديموقراطية والحداثة والعلمانية ، فإن من حق هذا الجميع أن يدافع عن قيمه الحضارية العقلانية المتنورة وعن التقدم الذي أصبحت عليه البشرية بعد أن قدمت من أجله الغالي والنفيس ، ولو بطرد كل معتنقي هذا الإسلام السياسي المتخلف إلى عقر داره بصحراء نجد المقفرة .



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركات الاجتماعية واليسار أية علاقة ؟
- النظام الفدرالي وبناء صرح الديموقراطية
- الفشل المنتظر
- الإسلام السياسي مصائب ومآسي
- بعض أوجه الخلاف بين الديموقراطية والشورى
- اوربا وتطور النزعة الإنسانية
- الإيجابيات المزعومة للعولمة وسياسة التضليل
- مصر والجزائر رياضة وإعلام
- الحوار المتمدن منبر كل المحاصرين
- الدولة غير العلمانية وسياسة الإجحاف الديني
- الإنماء الاقتصادي رهين بالإنماء الثقافي
- الإقصاء والتمييز الهوياتي و سياسة التخلف
- النظام الرأسمالي وسيرورة التطور نحو الحتف
- استقلالات الوهم في ظل الاستعمار الجديد


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بودواهي - رد على مقال السيد مدبولي : هاجم وانتقد....