أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - أمريكا الأمنية: الوجه الآخر لأمريكا بعد 11 سبتمبر















المزيد.....

أمريكا الأمنية: الوجه الآخر لأمريكا بعد 11 سبتمبر


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أيام تحل الذكرى التاسعة لاحداث 11 سبتمبر المؤسفة وسط جدل هو الأشد من نوعه منذ سنوات طويلة عن علاقة امريكا بالإسلام الأمريكى والمسلمين داخل أمريكا. أمريكا بعد هذه السنوات التسع تغيرت كثيرا عن أمريكا السابقة على 11 سبتمبر، ليس فقط من ناحية الجدل حول الإسلام ولكن أيضا فيما يتعلق بالوضع الأقتصادى، والتوجهات السياسية والعسكرية،وسياسات المجتمع المفتوح ،والتشريعات الوطنيية..... والأخطر الترتيبات الأمنية.
أمريكا الأمنية بعد 11 سبتمبر تشمل على جانيبن شديدى الضخامة بشكل ربما يفوق تصور الكثيرين،فما ينفق سنويا على الجانب الأمنى فقط بشقيه الظاهر والسرى، وذلك بخلاف الجانب العسكرى طبعا، يفوق الناتج السنوى الكلى لدولة مثل مصر عدة مرات.
الجانب الأمنى الأول هو التغيرات الظاهرة فيما يتعلق بحماية المنشأت والمطارات والطائرات والمبانى الإدارية والشركات ووسائل المواصلات والمنشأت العامة والمجال الجوى والبحرى، وكل ما يمت بصلة لأمريكا فى الخارج.... ،وهذا الجانب يتكلف سنويا مبالغ طائلة بمعنى كلمة طائلة، ومن الصعب تقديره على وجه الدقة لأنه متشعب جدا وضخم جدا ومتداخل جدا فى كافة الأنشطة الأقتصادية.
التغيرات الأمنية الأخرى هى ما يتعلق بالجانب السرى غير المعلن وخاصة فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب، وهو أيضا جانب ضخم جدا، ولم اكن اعلم حجم ضخامة هذا الجانب إلا بعد سلسلة التقارير التى نشرتها صحيفة الواشنطن بوست فى يوليو 2010.
قامت واشنطن بوست بعمل مسحى شامل متميز على مدى سنتين من التحريات الصحفية المضنية، ونشرت خلاصة هذا العمل على مدى ثلاثة أيام فى شهر يوليو الماضى بعنوان " أمريكا بالغة السرية"، ووضعت على موقعها هذه التقارير فى موقع فرعى خاص بنفس الأسم.
فى هذا المقال نتناول فقط الجانب الأمنى السرى وفقا لما جاء فى الواشنطن بوست،حيث يطالعك التقرير بأرقام مذهلة ومدهشة لتكتشف أن ما ينفق على المؤسسات الاستخبارية والأنشطة السرية لمكافحة الأرهاب يزيد عن 75 مليار دولار سنويا ( هذا طبعا بخلاف الميزانية العسكرية الأضخم فى العالم كله، وبخلاف مئات المليارات التى خصصت لحربى أفغانستان والعراق، وبخلاف ميزانية ال أفى بى آى وقوات الأمن الداخلى). يعمل فى هذه الأنشطة الاستخباراتية ونشاط مكافحة الإرهاب 1271 منظمة حكومية، 1931 شركة خاصة، ويحمل 854000 فرد تصاريح أمنية بالغة السرية، ويعمل هؤلاء فى مبانى ضخمة شبيهة بالاهرامات بحسب تعبير أحد كبار الضباط فى الاستخبارات العسكرية، مبنية على مساحة تقدر ب 17 مليار قدم مربع من الأرض،،وذلك بخلاف المبانى تحت الإنشاء مثل مبنى وزارة الأمن الداخلى العملاق على بعد 5 اميال من البيت الأبيض،وقريبا وعلى أرض مستشفى سانت إليزبيث للأمراض العقلية داخل أناكوستيا،سينشأ نموذج للأمن بتكلفة 3.4 مليار دولار، وسيكون المقر الجديد أكبر مجمع حكومى يبنى بعد البنتاجون ليكون معلما بارزا فى جغرافيا " أمريكا السرية للغاية" ويبلغ حجمه 4 أمثال معبر الحرية.!!!.
● يوجد فى منطقة واشنطن فقط 33 مبنى ضخم للأستخبارات عالية السرية، منها المقر الجديد للأستخبارات الوطنية المعروف باسم ليبرتى كروسينج بمنطقة ماكلين بفرجينيا والمشيد على مساحة تبلغ خمسة أضعاف مساحة حجم متجر وول مارت الضخم.
● توجد 51 مؤسسة فيدرالية تعمل فى 15 مدينة أمريكية مهمتها فقط تعقب تدفق الأموال من وإلى الجماعات الإرهابية.
● توجد 37 مؤسسة لتعقب أسلحة الدمار الشامل عالميا.
● يعمل فى وزارة الأمن الداخلى ،التى أنشئت عام 2003، 23000 موظف وهى بهذا تكون ثالث أكبر وزارة فى أمريكا بعد وزارة الدفاع ووزارة شئون المحاربين القدماء.
● تنشر هذه الوكالات الأستخباراتية 50000 (خمسين الف) تقرير استخباراتى كل عام، وكل يوم تعترض أنظمة جمع المعلومات فى وكالة الأمن القومى وحدها 1.7 مليار رسالة ومحادثة تليفونية يوميا وتقوم بتخزينها وتصنيفها فى 70 قاعدة بيانات منفصلة.
● ولا تعتبر المبانى هى العنصر الوحيد فى هذه الغابة المخابراتية ولكن الاهم هى التجهيزات الموجودة بالداخل، صفوف من شاشات المراقبة،اجهزة الكشف بالأشعة السينية وأجهزة الاستقبال الإلكترونية،انظمة غلق الأبواب الاتوماتيكية ذات الجدران المعدنية الضخمة والتى لا يمكن اختراقها باجهزة التنصت والمحمية بأجهزة الانذار مع قوة أمنية تتعامل فى دقائق مع التهديدات والمخاطر، وغرف المعلومات المصنفة والحساسة،وشبكات المراقبة التليفزيونية الداخلية، وكاميرات المراقبة المتعددة الأبعاد، والسيارات المدرعة رباعية الدفع، علاوى على المسح الجوى والأرضى والبحرى عبر سلسة من الأقمار الصناعية التجسسية فائقة الدقة....
● ويجتمع مدير المخابرات الوطنية يوميا مع رؤساء الوكالات المختلفة لمناقشة التهديدات الإرهابية عبر عدد من التقارير اليومية الهامة مثل موجز الاستخبارات العالمية لوكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية، وتقرير الاستخبارات الفورية، وملخص الاستخبارات اليومية، وتوقعات الاستخبارات الأسبوعية، وتوقعات التحذيرات الأسبوعية، وتقييمات التهديدات الإرهابية للمجتمع الاستخباراتى، وبعثة الإرهاب التابعة للمركز الوطنى لمكافحة الإرهاب.....
هذا جزء صغير جدا من تفصيلات كثيرة عن عالم أمريكا السرى المهول، وكما تقول الواشنطن بوست: هذا ليس المجمع العسكرى الضخم الذى أقامه الرئيس أيزنهاور الذى برز مع الحرب الباردة والذى تركز على بناء قوة نووية لردع الاتحاد السوفيتى،لكن هذه مؤسسة أمن قومى ذات مهمة أكثر تعقيدا وهى هزيمة المتطرفين العابرين للحدود.
والسؤال المطروح هل أمريكا أكثر أمنا بسبب هذا الأنفاق الرهيب على عالمها الأمنى السرى ؟.الاجابة ليست بالبسيطة، فالمسألة تتعدى حالة الأمن إلى تكلفة الأمن على مستقبل الدولة ذاته، وعلى تناسب الأنفاق مع حجم التهديدات الأمنية الفعلية والمحتملة وإلا صنف بارنويا مهلكة، وعلى فاعلية هذا الأخطبوط السرى فى الوصول إلى تقييم سريع وفورى للمخاطر والتهديدات الأمنية، وعلى فهم أكثر لسيكولوجية وثقافة الإرهابيين الجدد.
فرغم كل هذه المؤسسات إلا انها لم تستطع منع عملية فورت هود، ولم تضع المعلومات التى تلقتها عن الشاب النيجرى عمر الفاروق موضع التنفيذ ، ونجح فى دخول الطائرة وحاول تفجير الرحلة 254 المتجهة لديترويت عشية عبد الميلاد الماضى، ولم تكشف محاولة تفجير تايم سكوير بنيويورك واكتشفها بائع متجول، ولم تستطع تحديد مخبأ أسامة بن لادن وقادة طالبان. ورغم وجود 37 هيئة تعمل على مراقبة أسلحة الدمار الشامل لا نعرف حتى الآن مستوى البرنامج النووى الإيرانى ولا إلى اين وصل، كما أن أكثر من نصف المحللين كما تقول الواشنطن بوست محدودى الخبرة ولا يعلمون إلا القليل جدا عن الدول ذات الاولوية مثل العراق وإيران وأفغانستان وباكستان والسعودية ولا يتحدثون لغتها .علاوة على أن هذا التضخم البيروقراطى قلل كثيرا من فاعلية تحليل المعلومات بكفاءة وسرعة، وعلى حد قول قيادى فى الأستخبارات " لن يكفى عمرى لكى أعلم بكل شئ تقوم به الوكالات السرية"، وصرخ آخر بعد أن جلس فى غرفة مظلمة لمشاهدة برنامج وراء برنامج توقفوا لا يمكننى حتى تذكر أسم أى من هذه البرامج.
الخلاصة أن هذا العالم السرى متضخم جدا ومكلف جدا بدرجة مبالغ فيها فى وقت يعانى أكثر من 40 مليون أمريكى من عدم وجود تأمين صحى، ويصب فى النهاية فى اضعاف وضع أمريكا الأقتصادى، ومن ثم قيادتها للعالم الرأسمالى الحر.
على أمريكا أن تعيد النظر فى هذا التضخم السرطانى للأجهزة الأمنية والمخابراتية، وأن تعيد هيكلتها بشكل أكثر فاعلية فى التعامل مع الإرهاب االمتأسلم والذى يحتاج إلى طريقة خاصة فى فهمه ومن ثم محاربته وليس إلى هذا الأنفاق المهول.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام صعب على الشرق الأوسط
- من نيويورك إلى مغاغة
- هل الدول الإسلامية دولا حديثة؟
- دعوة لتكريم نصر حامد ابو زيد
- القمص بولس باسيلى
- وليم الميرى
- أفغانستان : الدولة المشكلة(2-2)
- أفغانستان: الدولة المشكلة(1-2)
- سؤال وجواب حول الزواج المدنى للأقباط
- الأقباط بين الزواج المدنى والزواج الدينى
- إنقلاب على عهد بوش
- رسائل عطرة من اشقائنا المسلمين
- حوار مع قرائى
- الناسخ والمنسوخ فى الدستور المصرى
- حكاية الدكتور عصام عبد الله
- التعليم والمواطنة(3-3)
- التعليم والمواطنة(2-3)
- الأزهر بين شيخين
- أمن الخليج....مسئولية من؟
- وضع الأقباط تحت حكم مبارك


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - أمريكا الأمنية: الوجه الآخر لأمريكا بعد 11 سبتمبر