أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - عن انتفاضة الحجارة والانقسام وادبيات القمع














المزيد.....

عن انتفاضة الحجارة والانقسام وادبيات القمع


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3115 - 2010 / 9 / 4 - 17:58
المحور: حقوق الانسان
    


بقلم- عطا مناع
جاهزون لقمع أي محاولة لعودة عجلة الفلتان الأمني، هذا الكلام صادر عن العميد جمال الجراح مدير عام الشرطة المقالة في قطاع غزة، وبما إننا من بلد المليون عميد ناهيك عن العقداء حفظهم الله وأدامهم ذخراً لنا لا بد من التوقف بجدية أمام هذا الخطاب المخيف الذي يتهدد شعبنا الفلسطيني.
هي أدبيات دخيلة على ثقافتنا، أدبيات أفرزتها ديمقراطيتنا الفلسطينية العرجاء التي تغنينا بها أمام العالم، وهي أدبيات جلبها لنا الانقسام الفلسطيني الداخلي، مما يدعونا لمراجعة ووقفة في وجه هذه الثقافة البوليسية التي ترجمت نفسها بقمع غير مسبوق باسم الوطن والشعب والقانون.
أن المنهج القمعي البوليسي الذي يجتاح الأراضي الفلسطينية المحتلة وما افرزه من أدبيات ما هو إلا شكل من إشكال الدفاع عن السلطة والإمارة وليس فرضاً للقانون، على اعتبار أن القانون الفلسطيني حدد بوضوح ما للمسيطرين على السلطة وما عليهم، وهو القانون الذي نادى بحرية الاعتقاد والتظاهر السلمي وحرم الاعتقال السياسي الذي يهشم النسيج المجتمعي الفلسطيني.
رغم إننا نعيش الانقسام نجد أن أطراف الانقسام تتقاطع في أدبياتها رغم المحاولات الفاشلة للهروب من الانعكاسات الخطيرة للممارسات البوليسية بحق الشعب، هذا الخطاب دفع بالمواطن الفلسطيني إلى اللامبالاة المؤقتة، فلم يعد الفلسطيني يهتم للجرائم التي ترتكب بحقه من الأجهزة البوليسية ولكنة يتابع بحذر، واستطيع أن اجزم أن الشعب يململ وان حالة التحدي والمواجهة وجدت طريقها إلى الشعب الذي فشل برهانه على إنهاء الانقسام وعودة المنقسمين إلى صوابهم.
يدعي العسكر ومن ورائهم إنهم سيقفون في وجه الفلتان الأمني، وبصراحة لا اعرف عن أي فلتان يتحدثون، هل هي الشجارات العائلية؟؟؟ هل هي الجرائم التي يرتكبها أفراد؟ هل هي مخالفات السير؟ عن أي فلتان يتحدثون وعن أي قمع؟ هل المقاومة فلتان؟ وهل الاحتجاج فلتان؟ وماذا عن التمسك بالحقوق الوطنية هل هذا فلتان؟ هل قول لا للتفريط فلتان؟ وهل توجيه النقد لحكومة حماس فلتان؟ ماذا عن رفض الاعتقال السياسي هل هو فلتان؟ عليهم أن يفسروا لنا ما هو الفلتان، وما هو القانون؟ وما هو الدستور وما هو المجلس التشريعي والحكومة والعميد والعقيد والمدير العام وسلاح المقاومة والمقاومة العبثية والمفاوضات العبثية واستجداء الوطن بالمشاركة بالدعايات الممجوجة، مئات الأسئلة بحاجة لايجا بات شافية وافية تعزز السلم الاجتماعي والاقتصادي والأمني، وليس إجابات التضليل.
يحاول هؤلاء تصوير الشعب الفلسطيني على أنه شعب لا يلتزم بقانون، وأنه شعب همجي، وفي الحقيقة هم لا يقرؤو التاريخ ففي الانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة أدهش الشعب الفلسطيني العالم في ترجمة انتفاضته اجتماعيا، فكان التعليم الشعبي وكان الاقتصاد المنزلي والتزام أصحاب المحلات التجارية بفتح أبواب محالهم في ساعات محددة، وكان بيان القيادة الموحدة للانتفاضة الذي رفع شعار لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب الفلسطيني، كانت اللجان الاغاثية واللجان الاجتماعية التي فرضت قوة المنطق لا منطق القوة.
من يتطلع إلى الانتفاضة الأولى كمرحلة عابرة في حياة الشعب الفلسطيني مخطئ، لان القضية لم تكن مجرد صدم صهيوني لمجموعة من العمال في جبا ليا، ولا ردة فعل أو حالة غاضبة، لقد جاءت بفعل تراكم القمع وسياسة الإلحاق التي مارستها دولة الاحتلال، وهي نتاج للشعور بالظلم الذي أصاب الشعب الفلسطيني جراء سياسة دولة الاحتلال، ناهيك عن المذابح التي تعرض لها اللاجئون الفلسطينيون الحلقة المركزية في القضية الفلسطينية.
لم تكن انتفاضة الحجارة مجرد أمر من القيادة الوطنية الموحدة كانت فعل جماهيري اجتماعي ووطني واعي، فعل استطاع أن يرسم التاريخ الفلسطيني في هذه المرحلة الهامة من حياة شعبنا الذي تعرض للقمع.
ما أريد آن أؤكده أن القمع هو القمع، وان شعار القمع الذي يرفع بين الحين والآخر من بعض المسئولين الفلسطينيين لا يعدو شعارا غبيا بغض النظر عن الأسباب التي دفعتهم لهذه التصريحات المتطرفة التي ترجمت نفسها بزنازين وسجون واعتقالات سياسية واقتحامات ليلية وفساد اقتصادي وسياسي وضياع لحقوق المواطن، وقد استغرب إذا طلب مني احدهم أن أسوق أمثلة على المشهد البوليسي الذي نعيش لأنه بذلك كمن يختفي من الشمس بإصبع.
وقد نتفق أن شعب انتفاضة الحجارة وما سبقها من هبات جماهيرية في وجه الاحتلال وما تبعها هو الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للعنف البوليسي اليوم، وسؤالي لكافة قادة الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة الذين شارك بعضهم في قيادة الانتفاضة الأولى ؟؟؟؟؟
لماذا يصبر الشعب الفلسطيني على قمعكم له؟ هل سيصبر إلى الأبد؟ وهل تركيبة الشعب الفلسطيني الثقافية والوطنية تتناسب مع سياسة القمع التي تستهدف إخضاع الشعب الفلسطيني؟ وقد يرى الأعمى أن الوضع الداخلي الفلسطيني خطير جداَ، ويشهد تفاعلات متسرعة ستؤدي إلى خريطة كافة الأوراق الداخلية، وستحرج كل الأطراف السياسية الفلسطينية، وهي حتمية قد لا نراه في المدى المنظور وقد نراها، ولكن الأكيد إنها قادمة لا محالة كرد موضوعي على المنهج البوليسي في التعاطي مع الشعب الفلسطيني من قبل أجسام أصبحت تتناقض مع تطلعاته وطموحاته الوطنية وسلمه الاجتماعي.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاجهزة الامنية الفلسطينية: الى الخلف دُر
- يا ناجي العلي:ياسيد الحقيقة
- اللة يرحمك يا حجه نوال
- حبة قطايف بعشرة الآلاف دولار: يا بلاش
- -البقر- في وطن ع وتر
- يا شهر رمضان- صرنا فرجة
- عن المفتاح العتيق واصل الحكاية
- الحكومة داخلة فينا شمال
- المشهد الفلسطيني والاستئناس بالخازوق
- عن غسان كنفاني والمخيم وتباشير الفجر
- خبر فلسطيني عادي جداً
- الحلقة المفقودة في لجم أطراف الانقسام الفلسطيني
- المصالحة والانتخابات المحلية ضدان لا يلتقيان
- مؤتمر مناهضة التطبيع وأبله دستوفسكي
- شكراً حماس
- في ذكرى النكبة 62: كان المخيم
- هل تنوفا ألذ من الجنيدي؟؟؟
- في يوم تشيع شهيد معركة الأمعاء على الجعفري
- مات على الحاجز؟؟
- يا سيدي: من حقي أن أعود وأنت لا تمثلني؟؟


المزيد.....




- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - عن انتفاضة الحجارة والانقسام وادبيات القمع