أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - هلهوله للكرسي الصامد!















المزيد.....

هلهوله للكرسي الصامد!


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 3115 - 2010 / 9 / 4 - 17:45
المحور: الادب والفن
    




اعتذار

قرائي الأعزاء! معذرةً على هذا النصّْ الخارج عن النصّْ، وهذا الكلام اللافُصّ، فالحواسم والعلاسة لا يستحقون أن نجهد نفوسنا ونحرق أعصابنا ونعصر أقلامنا شعراً وقصّاً لنكتبَ كلاماً بليغاً فُصّاً وجُملاً مرصوصةً رصّاً حين نقول ما نقول بحقهم هم خصّْ نصّْ كما يقول أخواننا الشاميون الأعزاء.

مقدمة

* الحواسم: الاسم الذي أطلقه صدام حسين على معركة احتلال العراق 2003 . وأطلقها العراقيون بعد ذلك على عمليات النهب والسلب العامة للممتلكات العامة التي حصلت أثناءها وفي أعقابها. وقد اصبحت صفة تطلق على النهّابين والسلابين والحرامية الذين قاموا بتلك الأفعال المشينة ليصبحوا بعدها أثرياء ورجال أعمال واصحاب عمارات وقصور فخمة.

* العلاسة بتشديد اللام: هم الذين قاموا ويقومون أو شاركوا ويشاركون بعمليات خطف وقتل لأناسٍ من أقاربهم أو معارفهم أو أصدقائهم من أجل فدية مالية كبيرة، وصاروا أيضاً من أصحاب المال والجاه والثروة والتأثير في المجتمع. وربما أن بعض الحواسم والعلاسةِ أصبحوا من كبار رجال الدولةِ والساسةِ فيتمنطقون بالوطنية الزائدة والمبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان في الإرهاب والقتل في العباد ، والنهب والسلب وفن الفساد والافساد.

"فيا أيها الناسُ اسمعوا وعوا ! وإذا وعيتم فانتفعوا!"
خذوا الأمر مثلاً!
احفظوا بلدانكم من الحواسم والعلاسة، ومن الغزو والدلاسةِ (بتشديد اللام) ، ومن تجار عرض الأوطانِ في أسواق النخّاسةِ!



عنوان النصّ

نصٌّ على حافة الهَلْوَسَةِ في عصر الحواسم والعَلْوَسَةِ (العلوسة مشتقة من العلاسة) في بلاد الحضاراتِ والمَفْلَسَةِ (المفلسة مشتقة من الافلاس) !! ووادي الحرامية والمَهْرَسَةِ (المهرسة مشتقة من هرس اللحم البشري)


النصّ

ذكرت الأنباء أمس الأحد أنّ المطر حلّ نزيلاً على مدينة البصرةِ، بشكل غير مسبوق في هذا الفصل من السنةِ.

* * * * *

هنا في الشمال الغربي للكرة الأرضية يتساقط المطرُ اليوم رشيقاً رشاقة مشية الراحلة مارلين مونرو ، والرياح باردة برودة أعصاب كونداليسا رايس،

قصدتكِ يا بصرةُ الفيحاءُ في الحلم الذي مرّ مرّورَ السحاب العقيم،
قيلَ أمسِ: مطرْ .... مطرْ ... في حاضرة السياب وبن يوسف الأخضرْ!!!
"وتنشج المزاريب اذا انهمر" (1)
وتصبحُ العيون خضراءَ مع السَحَرْ
ويرقصُ الشجرْ
مطرْ ... مطرْ....!
اللهُ أكبرْ جاءنا المطرْ !
والنفطُ منهوبٌ لدى الخَفَرْ !
والكهرباءُ صارَ في خبرْ !

السماء ملبدة بالغبار، غبار الرمل والتراب لا غبار طَلْع الأشجار،
شطّ العرب اليومَ أعيدُهُ أم أنه يتجرع النار ذات اللهبْ وقودها الناسُ والحجارةُ والغضبْ؟
هل تمثال السياب قابع في مكانهِ يتغزل بشُبّاك وفيقة؟
أم نهبوا نحاسه كي يباع في سوق الهرج والمرج ؟

هرجْ ... هرجْ ... بغدادُ في سوق الهرجْ،
سوق الهرج في جيوب الساسة وتحت عمائمهم وكراسيهم،

تتدحرج الرؤوس على بلاط الحواسم والعلاسة،
هل بقي شيء لحرامية الزوايا المنسية ؟
وهل في المنهوبات ثمالة للأرملة المرضعة وهي ترفع عباءتها المتهرئة باباً لبيتها الذي يسمونه مجازاً بيتاً؟ (2)

نفط ، شفط ، لفط ،
كوبونات ، بنكنوتات ، بترول ملء شاحنات ، كومبيوترات ، بنوك عامرات ،
مزاد علني ! بيت محروق !
هيّا ! هيّا ! تعالوا ! هلموا ! سراة الساسة مناضلي الأمس حواسم اليوم!
مزاد علني !
وطنٌ يُباعُ ويُشترى! والحارسُ المأمونُ فيه لصُهُ ؟!
كلُّ شيء بقرش ونص حتى نخاع البنك المركزي وعظام بنك الكرادة ولحم وزارة النفط، وعيون الآثار ، ورأس الديار،
كلّ شيء مباح للأخوة المناضلين أصحاب اللسان السوّاح والفم الردّاح،

معارضة، مناهضة، مقايضة، محاصصة ، احتلال مقابل نعيم مقيم،

ـ يولاد الإيهْ! أنتو كنتو مستخبيين فين؟!

صارَ النواطيرُ لصوصَ اليومِ
بالأمسِ كانوا أنبياءَ القومِ

أنبياء مزيفون خرجوا من تحت عباءة مسيلمة الكذاب،

معارضة، مقايضة، مناقصة، محاصصة،

ـ يولاد الأبالسه!! جدعان والله !

الأربعون حرامياً أفرخوا ألوفاً من المريدين بلا حساب ولا كتاب،

لقد فقدنا قدرةَ الحسابِ
فالكلّ في النهب على الأبوابِ،

وسواء عليهم أكتشفتَهم أم لم تكتشفْهم لا يستحون،

قيل الحياء قطرة ، وقومنا قطرتهمُ هباءُ،

امرأة بأسمال بالية تطلُّ من صريفتها التي بلا باب وترفع عينيها ويديها نحو السماء:
- أللهم ارفعْ ...! ارفعْهم!

ثواب في رمضان =
اعلانات ، مزادات، ثلاجات، مجمدات، تلفزيونات، غسالات، مولّدات، طباخات، مراوح كهربائية ، بطانيات ....

ثواب للبيع !
في سوق نخاسة الفضائيات،

"نامي جياع الشعب نامي .... حرستك آلهة الطعامِ" (3)

النومُ راحةُ واستراحةٌ ،
فاقنعوا أيها الجائعونْ!

لكمُ ثوابُ الجنةِ الغّناءِ
من بعدَ طولِ قناعةٍ وعَناءِ
إنّ القناعة كنزها لا ينفدُ
فاصبرْ فإنّ الكنزَ يأتيهِ الغدُ!

قناعة الساسة في البنك المركزي ووزارة النفط ووزارة المالية واغراءات الكرسي،

قالت عمامتُهُ السبيلُ سبيلنا
ولئنْ تميلوا فالعقابُ صهيلنا

وصهيلهم بسيوفهم وجيوبهم
وصهيلنا أشلاؤنا وجراحنا وبكاؤنا
تنورنا الخاوي على بطوننا

السياسيون = سماسرة ، متاجرة، مصاهرة .. مع الكراسي،

الكرسي والصولجان =
سيارات، عمارات، مصوغات، ألمازات، شركات أمن، قومسيونات، بيع البلاد والعبادْ، الرقص على مسرح الفسادْ ،

قد كان قبلاً واقفاً بباب بيت المال يستجدي الغريبْ
واليوم بيت المال في البلد السليبْ
في جيبه ....

كشخه ونفخه !
"صلواتْ صلواتْ الهَيبهْ فاتْ ،
فاتْ ما سلّم علينهْ، صلواتْ ،
فلوسْ يسطعْ منْ جبينهْ، صلواتْ !" (4)

يقول الحكواتيةُ والرواةْ أنّه قد تشكّلت بعد دخول الغزاةْ في بلاد التناطح بالكراسي والألسنة والقاماتْ (القامات تعني السيوف العريضة جداً) قوى سياسية كثيرة من الثعالب والآفاتْ:
إئتلاف التشبث بالكرسي لو شمايصير!
(ايضاح للأخوة العرب: "لو شمايصير" تعبير عامي عراقي ويعني "لو أيّ شيء ما يصير" وما اسم موصول بمعنى الذي. والمقصود بالتعبير "لو احترقت الدنيا")
ائتلاف الكرسي العراقي ملكنا أباً عن جد
ائتلاف الكرسي الوطني لبنك الزوية والبنك الوطني
تيار الكرسي وحدهْ يكفّينا
تيار اصلاح الكرسي من أجل الكرسي
جبهة الحوار بالكراسي
حزب الكرسي/فرع الكرسي

وشوباش ياحبايب!
دقي يا مزيكا للكرسي وامريكا!

هلهوله للكرسي الصامد!
هلهوله للكرسي الصامد! (5)

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

هوامش

1- مستوحاة من قصيدة بدر شاكر السياب (أنشودة المطر)
2- الأرملة المرضعة: اشارة الى قصيدة الشاعر معروف الرصافي
3- مطلع قصيدة لشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري
4- مطلع أغنية للراحلة المطربة العراقية زهور حسين ، وقد غيّرنا كلمتين فيها وهي (الحلو) الى (الهَيْبِهْ) وبالعراقية تعني المَهيب! و(نور) الى (فلوس)
5- هلهوله: بمعنى زغرودة بالعامية العراقية


عبد الستار نورعلي
الأثنين 30 آب /أغسطس 2010



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاترينا
- غونار أكيلوف قصائد
- في ذكرى المرحوم أبي رائد عيسى رؤوف الجواهري
- أأبا فراتٍ والجراحُ فمُ
- صاحبتُ محموداً
- أنا ابنُ الصباح
- الجنتان الى ابنتيّ جوان ونور
- أنا مغرمٌ بالشعر، لسْتُ بشاعرٍ
- نصوص لم ترَ النورَ (2)
- قصائد لم ترَ النورَ
- كلُّ القصائدِ في الملامح واحدهْ
- برومثيوس حبيساً *
- ولذاذةُ الكرسيِّ تعصفُ بالعراقِ
- تجريب: كشف حساب غير متأخر
- من الشعر الهندي: الشاعر آجييا
- من الشعر الهندي
- مقامة المتهجِّد*
- الفيليون والانتخابات والرجوع بخفي حنين
- دلالات التأييد الشعبي الواسع لائتلاف (العراقية)
- ماذا لو أصبح اياد علاوي رئيساً للوزراء؟


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - هلهوله للكرسي الصامد!