أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - مزايدة رخيصة ؟














المزيد.....

مزايدة رخيصة ؟


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3115 - 2010 / 9 / 4 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المؤسف فعلا، عندما تتصفح الكثير من الصحف الناطقة باسم الدول العربية، أو الصادرة فيها تحت عنوان الحرية الصحفية، أو نتابع البرامج الإخبارية والسياسية والحوارية للعديد من القنوات العربية، في إيجادنا المعطيات التالية.
أولا : بعض هذه الوسائل يكتنفها جهل مخجل بالنسبة للقضية الفلسطينية ، وهو على كل حال جهل منتشر في المنطقة بكل ما يتعلق بالقضايا العربية الرئيسية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، حيث أن هذا الجهل لا يفرق بين هذه القضية من القضايا الأخرى التي اشتهرت في القرن الماضي ، مثل قضية فيتنام أو قضية الجزائر أو قضايا الاحتلال الأخرى في جنوب الجزيرة العربية أو أفريقيا واسيا ، ولذلك يأتي تناول القضية وتداعياتها والعوامل المؤثرة فيها بشكل ساذج ، وسطحي .
ثانيا :بعض هذه الوسائل الإعلامية من صحف وفضائيات وإذاعات ،تكيل بمكيالين وهذا هو الأخطر ، حيث يطلبون في الحالة الفلسطينية معايير أكثر من مثالية ، بينما عندما يتعلق الموضوع بقضاياهم ، أو في سلوكهم السياسي ، فإنهم يبررون كل شيء ، حتى لو كان الانحدار إلى الحضيض ، بل هم يستأجرون اصواتا يطلقون عليهم اسم مفكرين مرة وخبراء ومحللين سياسيين مرة ومعرضين وممانعين .............الخ برغم أن تاريخ هؤلاء غير مشرف فمنهم من كانوا خدما بالمطلق لمن يهاجمونهم اليوم ، أو هم من النوع الذي عبر كل المراحل ولم يكونوا سوى أبواق للدعاية السوداء لكل من دفع أكثر ، فبعضهم كان قوميا متطرفا في زمن الاستئجار القومي ، ثم أصبح شيوعيا منحازا لا غبار عليه ، وبعضهم انتقل من الماركسية بنموذجها اللينيني إلى الماركسية بنموذجها الماوي ، ثم انتقلوا جميعا إلى المركب الإسلامي ، وحتى في هذا المركب فإنهم يتقافزون كالجرذان ، فبعضهم كان مع الجهاد الأفغاني بقيادة أمريكا ثم أصبح الجهاد الأفغاني الحالي وهكذا دواليك .
الآن في هذه المرحلة التي عنوانها القضية الفلسطينية ، يحتشد عدد من هؤلاء في صحف وفضائيات تهاجم الشرعية الوطنية الفلسطينية ، وتهاجم ذهاب القيادة الفلسطينية إلى المفاوضات ، وتدعوا الفلسطينيين وحدهم للدفاع عن فلسطين في مواجهة الانحدار العربي والإسلامي ، بينما هؤلاء أنفسهم يشكلون جزءا رئيسيا من المشهد السياسي والايدولوجي والثقافي في البلاد التي تستأجرهم في وسائلها الإعلامية ، وهم لا يستطيعون فتح فمهم بكلمة واحدة ضد هذه الدول ذات العلاقة مع أمريكا التي تكاد تحتل قرارهم بالمطلق ، أو العلاقة مع إسرائيل دبلوماسيا ، أو تجاريا أو امنيا ، فحين إذ تخرس هذه الصحف وتلك الفضائيات ، وأولئك المستأجرين عن الإتيان بأي حركة ، أو إطلاق أي نقد ، أو ذكر أي إساءة ، بل إن تلك العلاقات المصلحجية والهابطة ، تتحول فجأة إلى نوع من الحكمة والذكاء والعبقرية ، بينما عندما يحاول الفلسطينيون أصحاب القضية وأهلها ، الذين تقع عليهم المعاناة والألم ، عندما يحاولون بعد اليأس من الآخرين أن يحققوا هدفهم الكبير بكل المقاييس والمعايير الوطنية والقومية ، السياسية والدينية والأخلاقية ، فان هؤلاء تقوم عندهم الدنيا ولا تقعد ، عنها نسمع الصراخ من كل فج وصوب ، وترى أولئك المستأجرين تنتفخ أوداجهم ، ويخرج منها كيل لا يتوقف من الاتهامات والشتائم القذرة ، والافتراءات الكاذبة والمزايدات الرخيصة .
ونحن نعرف سلفا أن هذه الفضائيات لن تستجيب للمنطق من خلال النقاش والحوار الموضوعي، فهي إما جاهلة وسعيدة بأنها كذلك، أو مستأجرة للنفاق والمزايدة، وان من يستأجرون لا يملكون إرادة الاحتكام للمنطق وإلا لما باعوا أنفسهم أصلا.
والمهم هو ما نريده من أنفسنا كفلسطينيين ، وهو أن ننتبه إلى هذه الجوقات المستأجرة فلا نخدع مرة أخرى لنخلق المزيد من التشقق والانقسام ، وان نعي ما وراء ما يقولون فلا نسقط في فخ ما رتبه العدو عبر ما يقولون ، وعلينا أن نعرف ونكشف عجز من سيعترفون أننا في الخندق الأول من المواجهة ، فمن حقنا أن نختلف ولكن دون أن نحول خلافنا إلى ساحة مبارزة لمن يحقق الحصة الأكبر من حلمنا .
علينا كفلسطينيين أن نفكر في فضاء قضيتنا ، فهذا من حقنا ، من حقنا البحث عن كل جديد يدلنا على طريق تل بنا إلى كينونة فلسطينية ، دون أن نهتم إلى جوقات المزايدين ، لأننا حين نصل فان هؤلاء سيغيرون مواقفهم وأصواتهم وجوادهم ، وكلكم سمعتم ذلك الصحفي كم كان يتشدق دفاعا عن صدام ، ها هو من اكبر المتشدقين لصالح الولي الفقيه ، وكلكم يعرف ذلك المفكر الماركسي الذي أصبح إسلاميا جهاديا بامتياز ، وذلك القومي المنحاز فأصبح شعوبيا منحازا سبحان الله الذي يغير ولا يتغير .
يا أيها الفلسطينيون أرجوكم أن تتذكروا ماذا فعلت هذه الجوقات بكم مرة هنا ومرة هناك:
فهم لا قضية لهم وإنما قضيتهم، ووطنهم هو: من يدفع، ومن يدفع أكثر ومن يبيع النفاق والمزايدة ويدفع بها سعرا اكبر،
ولم لانذهب للمفاوضات ما دمنا نحمل أمانة قضيتنا ، ولمن نترك مقعدنا في التفاوض ؟ هل نتركه لمن ينظرون إلى القضية الفلسطينية كلها والى الوطن كله على انه مجرد ورقة تصلح للاختراق والمزايدة لصالح هذا وذاك،
فيا أهل مكة انتبهوا .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الفلسطينية هل هي إرادة واعية أم مجاملة
- نعم..... للمفاوضات المباشرة
- حفلة سمر للخامس من حزيران
- غزة تحلم في الليل وتصدم في الفجر
- الكل بدأ يراجع حساباته
- عائدون ... إننا عائدون
- ثنائي الانقسام والحصار ينتج نفسه رغم انف الجميع
- النقاط على الحروف
- نحن والانقسام
- جولة مع الأمل
- الأرض هي القضية وهي جوهر الصراع
- القمة العربية طموح و تحدّي
- القدس فوق عرش الإشتباك
- المرأة الفلسطينية في يومها العالمي
- لا تسقطوا في الفخ الإسرائيلي
- قمة طرابلس أمل بانجازات مهمة
- مفاوضات غير مباشرة... لماذا؟
- الاغتيالات جزء من سيكولوجيا العقل الإسرائيلي
- سؤال موجه للجميع
- انتبهوا انتبهو اكثر


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - مزايدة رخيصة ؟