أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الأصالة والمعاصرة وفكرة البديل السياسي














المزيد.....

الأصالة والمعاصرة وفكرة البديل السياسي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3115 - 2010 / 9 / 4 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فكرة البديل السياسي ليست جديدة في تاريخ المغرب،فمنذ الإستقلال كانت الصراعات السياسية بين مكونات الحركة الوطنية تنطلق من أحقية التمثيل الشعبي،فمنهم من انطلاقا من سلفيته ركز على إسلامية الأمة ليكون ممثلا لها،وآخرون شكلوا الطبقة العاملة واعتبروا أنفسهم بناة الوطن وأحراره المؤهلين أكثر من كل الطبقات لتحريره في إطار ثورة العالم الحر ضد الإستغلال الذي يمارسون المالكون للأرض والثروات،وبذلك عرف المغرب مبكرا فكرة البدائل،وخاض المناضلون صراعات مريرة ضد بعضهم،وقد امتدت جذورها إلى كل الأحزاب التي انشقت عن الحركة الوطنية، وحتى المنشقين عنها،وكانت أكثر بروزا مع اليسار الجديد الذي نفض يديه من اللعبة للممارسة السرية معتبرا الأحزاب الوطنية مجرد تسلية سياسية يمارس بها نظام الحكم عملية ربح الوقت إلى حين،ومع كل عملية انشقاق تبرز الظاهرة من جديد،وتتناسل،فكل منشق يعتبر نفسه الوريث للحزب القديم وبذلك وريث الحركة الوطنية وربما حتى لجيش التحرير،وولد ذلك تشابه البرامج وتقاطعها في الكثير من محطات الصراع،وبدأت عملية الإتهام بسرقة البرامج والوثائق،وقد عرفت حتى الأحزاب الجديدة التي لم تربطها أية صلة بالحركة الوطنية انشقاقات بعد استقلالها النسبي عن الدولة،مما عجل بإدراك الدولة لرهانات الإنفتاح على الأحزاب التاريخية التي كان لها صراع مرير ضدها،لأن الأحزاب المفتعلة لم تكن قادرة على خلق سياسيين بارعين في الفعل والخطاب،لهم القدرة على التصدي للمعارضة دون الإختفاء خلف أجهزة الدولة وتحريضها على ممارسة العنف ضد خصومهم السياسيين بعد رفض نتائج الإنتخابات التي كانت تزور أو يتلاعب بها،فكانت لحظة التناوب أسلوبا جديدا يضع حدا لهؤلاء الساسة العاجزين عن لعب دورهم،فقد حاولوا إدارة شؤون الدولة وكأنهم يسيرون حزبا،وهاهم حاليا يوجهون أحزابهم بآليات الدولة،لكن المعارضة التي ساهمت في الحكومة حاولت أن تحافظ على فكرة الحكومة البديل،وبقيت حبيسة المقارنات بين حكومة المعارضة والحكومات السابقة عليها لتثبت حتى من داخل الحكومة أنه البديل معارضة وحكومة،وهو ما أدى إلى تضرر الممارسة السياسية الراغبة في لعب دورين متعارضين ،عندما بدأت تطفوا على السطح خطابات تحيل على وجود جيوب مقاومة للتغيير دون تسميتها،وهي آلية لا يمكن قبولها من طرف مشاركين في الحكومة كأحزاب،إذ فهم من خلالها المناوشات التي عمد إليها الحلفاء أكثر من الخصوم،فتحولت الحكومات غلى صراع حول البديل الحكومي بعد أن كان حول المعارضة البديلة،ليتبين أن فكرة البديل،طوباوية لاينبغي الإختفاء وراءها لتبرير اختيارات لم تقو الأحزاب على التصريح بخطئها،ورما كانت هذه الصراحة رحم من الوهم الذي تولد عنه اليأس والإحباط السياسي،
استوعب حزب الأصالة والمعاصرة هذه الحقيقة مبكرا،مدركا لخطورتها وما سوف تثيره من ردود فعل ضده،فتجنب الإشارة إليها،على الأقل في برنامجه وأهدافه التي أعلن عنها،وهي رؤية تتميز بالكثير من الحذر السياسي والطموح القوي لخلق حوافز جديدة تفعل السياسة وتعيدها للواجهة كما كانت قبل تجربة التناوب،وهذا حق لكل الأحزاب،غير أنه كان واضحا في نقطة مهمة،وهي رفضه التام لعملية استغلال الديني أو العرقي في التنافس السياسي،وتحامله المبكر على من يمارسون ذلك،سواء لصالح المشاركة في الإنتخابات أو استغلالها للمقاطعة،وهي جرأة تحسب له،لا عليه،فمهما كانت نتائج الإنتخابات وكيفما كان القوي فيها فإن التعامل معه مستحيلا ما دام استغل الإسلام في العملية التعبوية،هذا على مستوى البرنامج،لكن من المهم الإشارة إلى بعض الإنفلاتات التي حدثت على لسان بعض قادة العدالة والتنمية،والموحية بأنهم يمثلون بديلا سياسيا للأحزاب المترهلة والمتعبة في ممارساتها السياسية،وهي إشارة نبه إليها الصديق أبوالقاسم دون أن يدقق فيها،لكنها فكرة كانت لديه قبل الإنتماء لحزب الأصالة والمعاصرة،بل تشاركها الكثير من مناضلي اليسار،في محاولات التجميع التي انتهت إلى ما تنتهي له الإنتظامات المتسرعة والمفتقدة لقيادات لاتنصت إلا لذاتها وما تعرفه من ضجيج انتخابي عماها عن حقيقة وجودها الضعيف أصلا وكيفيات بناء الذات قبل التفكير في لكتساح الساحة السياسية التي تفاجأنا باتساعها أكثر من خيالاتنا وطموحاتنا،ولازلنا لم نستيقظ بعد من هول الصدمة التي عايشناها،ففكرة البديل إن طرحت هنا أو هناك كانت تحكم الفعل السياسي منذ البداية،ورغم لا مققوليتها،فإنه رهان يستحق أن تخوض الأحزاب السياسية بجدية رهانه لإثبات العكس،غير أن البديل لا يثبت إلا بما سوف تمارسه الأحزاب السياسية من فعل،تثبت به أولا قدرتها على تحريك الساحة السياسية,وثانيا قدرتها على ابتداع البدائل في التسيير والتوجيه وتغيير الأساليب العتيقة في تسيير الجماعات،وهي المحطة الأولى قبل الإنتخابات التشريعية التي حتما ستكون المحك الحقيقي لكل القوى الحية لتقدم الدليل،ليس على قوتها بل إدراك التحدي الذي على المغرب خوضه والتخلص من مهانة التخلف التي يرزحتحتها ما يزيد عن نصف قرن من الزمن بعيدا عن المزايدات والشعارات واستعراض التاريخ في الحملات بعد أن انهارت الإيديولوجيات التي رحب الكثير بزوالها حتى لا يحاسب بما لم يفهم يوما.
حميد المصباحي عضو اتحاد كتاب المغرب



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة سلطويا في المغرب
- الحزب والناخب
- الحزبية والحضارة
- غزة محاصرة,شعرزجل مغربي
- العلمانية والدين واليسار
- ثقافة السياسة
- حكومة القلق الفاسي
- تحايلات وتحالفات
- الحملات الإنتخابية
- اليسار المغربي
- التاريخ السياسي في المغرب
- الحزب في المغرب والحداثة
- المجتمع والسلطة في المغرب
- مغربي المفارقات
- الثقافة بين الرفض والإذعان
- سياسة الحقيقة وسياسة الحقيبة
- سياسة المثقف
- تحالفات سياسية
- متاهات التخلف
- اليتم قراءة في ديوان أشياء أخرى للمصطفى غزلاني


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الأصالة والمعاصرة وفكرة البديل السياسي