أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نجيب الخنيزي - العرب والحضارة الغربية..تبعية أم مشاركة ( الحلقة الأخيرة )















المزيد.....

العرب والحضارة الغربية..تبعية أم مشاركة ( الحلقة الأخيرة )


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3115 - 2010 / 9 / 4 - 09:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


العرب والحضارة الغربية..تبعية أم مشاركة ( الحلقة الأخيرة )
هناك قاسم مشترك في ما يتعلق بالدراسات والتقارير المتعلقة بالعالم العربي، والتي تتمحور حول النواقص الثلاثة التي تعاني منها المجتمعات العربية، وهي الحرية والمعرفة وتمكين المرأة، وإزاء هذه النواقص طرحت العديد من المبادرات الرسمية والأهلية للإصلاح والتغيير والتطوير، نذكر منها مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز ( حين كان وليا للعهد ) للعالم العربي والتي أثمرت لاحقا عن صدور بيان خاص عن القمة العربية التي انعقدت في مايو 2004 الذي تضمن أهمية استمرار العمل والجهود لتطوير الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية، تحقيقا لتقدم المجتمعات العربية النابع من إرادتها الحرة، وأكد البيان الخاص الصادر عن القمة على ضرورة تعميق أسس الديمقراطية والشورى، وتوسيع المشاركة في المجال السياسي والشأن العام في إطار سيادة القانون، وتحقيق العدالة والمساواة، واحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير، وضمان استقلال القضاء. وفي موازاة ذلك ظهرت مبادرات مختلفة من المجال المدني، نذكر منها اجتماع منتدى التنمية في دول مجلس التعاون الخليجي المنعقد في المنامة عاصمة دولة البحرين في يناير 2004، وهو اللقاء السنوي الخامس والعشرين لأعماله والذي كان لي شرف المشاركة فيه، حيث اصدر ورقة ختامية تحت عنوان «متطلبات تحقيق أجندة إصلاح جذري من الداخل في أقطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية» وتحددت في ستة بنود أساسية، وفي نفس الشهر صدر إعلان صنعاء عن المؤتمر الإقليمي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، أعقبها صدور وثيقة الإسكندرية في مارس 2004 عن مؤتمر قضايا الإصلاح في العالم العربي . كما شهد العام نفسه طرح مشاريع التغيير والإصلاح من الخارج (لأسباب وعوامل مختلفة) وخصوصا من قبل الإدارة الأمريكية السابقة التي طرحت مشروع الشرق الأوسط الكبير و سعت إلى الحصول على دعم ومساندة مجموعة الدول الصناعية المعروفة باجتماع الدول الثماني ، وتم إقرار مشروع الشرق الأوسط الكبير في يونيو 2004 بعد إدخال تعديلات عليه نتيجة لاعتراضات عربية وأوربية على بعض بنوده ، ثم طرحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ما سمي بالشرق الأوسط الجديد . بطبيعة الحال فأن المشاريع الأمريكية جرى تسويقها وفقا لمنظور المحافظين الجدد في تفكيك وإعادة تركيب أوضاع المنطقة لضمان إستمرارالمصالح الاستراتيجية الأمريكية وترسيخ تسلطها وهيمنتها على مقدرات شعوبها . غير أن الظروف الموضوعية والذاتية السائدة في المنطقة العربية لم تخلق مناخا ملائما لتجسيد تلك القرارات والتوصيات الداخلية والعربية والدولية على ارض الواقع، وخصوصا في ظل تلكؤ وممانعة النظام العربي الرسمي و استمرار نهج الهيمنة والتسلط الخارجي، سواء في فلسطين حيث استمرت إسرائيل في ممارسة القمع والتنكيل والحصار في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وأفشلت العملية السياسية والجهود المبذولة لحل قضايا الصراع العربي/ الإسرائيلي، مستفيدة من تغير الأجندة الأمريكية التي ركزت جهودها على موضوعي مكافحة الإرهاب والوضع في العراق بعد احتلاله وإسقاط النظام العراقي السابق في ابريل 2003، من كل ذلك فان الخلاصة النهائية لهذه المبادرات والتحركات الرسمية والأهلية لم تثمر عن نتائج ايجابية حتى الآن ، وبالطبع لا يمكن إنكار وإغفال أن خطوات جنينية ومحدودة قد تحققت على صعيد الإصلاح في بعض المجالات . لقد ركزت هذه المبادرات والبيانات والتقارير والوثائق الوطنية والعربية والدولية على موضوعات مهمة، مثل الحريات العامة وحقوق الإنسان وقيام الحكم الصالح وتمكين المرأة، وتضمنت الدعوة إلى تطوير المشاركة الشعبية، وتفعيل حكم القانون والمؤسسات، والفصل بين السلطات، وإصلاح القضاء وضمان استقلاله ونزاهته . والجدير بالذكر الإشارة إلى تقرير مراسلون بلا حدود، حيث وصف المنطقة العربية بأنها ثاني اكبر سجن للصحافيين في العالم. و الإشارة إلى ممارسات تنتهك حرية الرأي والتفكير والتعبير، والاعتداء على الناشطين السياسيين و في مجال حقوق الإنسان، وعلى صعيد الفكر والأدب والإبداع والفن، سواء من قبل السلطات الحاكمة أو القوى الظلامية، والتي تشمل منع قيام أو مصادرة مؤسسات المجتمع المدني، واستباحة الحريات الفردية والشخصية والعامة، وتحت شعار مكافحة الإرهاب تصاعدت الاعتقالات والانتهاكات لحقوق الإنسان، و غياب الضمانات القانونية في إجراءات الاعتقال والمحاكمة العادلة، كما أن هناك العديد من الدول العربية لا تزال تعيش تحت ظل الأحكام العرفية وقوانين الطوارئ وامن الدولة التي لا تزال سارية منذ عقود، تحت حجة الأخطار الداخلية أو الخارجية والصراع مع إسرائيل، كما يجري انتهاك الحقوق الإنسانية لقطاعات من المجتمعات العربية، وحيث لا تزال المرأة محرومة من الكثير من حقوقها الإنسانية، وتعاني من اضطهاد وحرمان مزدوج من السلطة والمجتمع في الآن معا. العالم العربي جزء من هذا العالم الذي يزخر بالتطورات والمتغيرات الإقليمية والدولية، وقي مقدمتها تشكيل التجمعات والتكتلات الاقتصادية والسياسية الإقليمية الكبرى، على غرار الاتحاد الأوربي، والسوق المشتركة لأمريكا الشمالية، وتجمع آسيان ومنتدى أيبك، والسوق المشتركة لأمريكا الشمالية، و السوق التي تضم الولايات المتحدة ودول أمريكا الجنوبية، ومن هنا ينبغي العمل على استنبات مشروع نهضوي عربي جديد، يستمد عناصره من الواقع المعاش والملموس، ويتجاوز عثرات وسلبيات المشروع النهضوي الأول, والذي لا يزال في ظني محافظا على راهنيته ومفاصله الاساسية، الأمر الذي يتطلب رؤية استشرافية للمستقبل تحتمل عدة سيناريوهات مختلفة، أولها بقاء الوضع على ما هو عليه والذي يعني مزيدا من الارتهان والتبعية والتخلف و التشرذم والتآكل والانقسام الأفقي والعامودي، ويحمل في طياته خطر التفتت والحروب الداخلية في داخل الأقطار العربية أو في ما بينها، وما يجري الآن في العديد من الأقطار العربية إلا أمثلة على ذلك، الخيار الأخر أن يرتفع العرب حكاما ومحكومين إلى مستوى التحديات التاريخية والحضارية التي تفرضها العولمة ، ويمسكوا بقوة بمكامن قوتهم المادية والحضارية، ويشقوا طريقهم ومسارهم الخاص على أساس المشاركة بندية وتكافؤ اقتصادي وثقافي مع الآخر ضمن الحضارة الإنسانية المعاصرة . وهذه الرؤية الاستشرافية للمستقبل تتطلب تحقيق جملة اشتراطات أساسية يأتي في مقدمتها تحرير الإنسان العربي، وتحرير إرادته وقدراته في صنع مستقبله، والاستناد الى صياغة استراتيجيه وطنية وقومية للتنمية المستدامة الشاملة، تنطلق من الاعتماد على الذات (قدرات وموارد وبشر) ورفض الاستعارات التنموية الجاهزة والتي أثبتت الحياة والتجربة التاريخية فشلها في تحقيق وانجاز التنمية الحقيقية، والتطور الاقتصادي والاجتماعي، وانه ينبغي ابتكار الأدوات والخطط والبرامج التي تأخذ بعين الاعتبار الواقع العربي بكل تضاريسه ونتوءاته.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ (5)
- العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ (4)
- العرب والحضارة الغربية..تبعية أم مشاركة (3)
- رحيل المفكر الكويتي الدكتور أحمد البغدادي
- العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ (2)
- هل تموت النخلة في غياب غازي القصيبي؟
- العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ ( 1 )
- خطة التنمية التاسعة .. وتوطين العمالة السعودية
- التساؤل حول جدوى قانون التأمين ضد البطالة ؟
- ڤالا - لا تزال الزهور تبحث عن آنية - +
- التأمين ضد التعطل
- لقاء خاص مع وزير العمل البحريني
- تساؤلات حول البطالة النسائية ؟
- القطاع الخاص وتوطين العمالة
- هل سوق العمل بيئة طاردة للعمالة السعودية ؟ ( 2)
- هل سوق العمل بيئة طاردة للعمالة السعودية ؟
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ - 4 -
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ (3)
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ «2»
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ ( 1 )


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نجيب الخنيزي - العرب والحضارة الغربية..تبعية أم مشاركة ( الحلقة الأخيرة )