أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد شفيق - حوار مع الكاتب والباحث ( نضال نعيسة )















المزيد.....

حوار مع الكاتب والباحث ( نضال نعيسة )


محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3114 - 2010 / 9 / 3 - 23:51
المحور: مقابلات و حوارات
    


يعد الكاتب والباحث السوري ( نضال نعيسة ) احد الكتاب العرب الذي يثيرون التساؤلات في موقع الحوار المتمدن وذلك لما يبدونه من اراء جريئة وكتابات تنتقد الواقع العربي . الامر الذي يثير حفيظة الكثير من الكتاب والباحثين . لاشك ان للاستاذ نعيسة وجة نظر اخرى حول الواقع العربي وما يمر به من ازمات ومحن . حول ذلك كان له معه هذا اللقاء



للاسف لم اطلع على الفكر الدينقراطي لكن لا اعتقد انه يستطيع الجمع بين الديمقراطية والثيوقراطية


اللغة العربية لغة غير شرعية لأنها لغة المحتل البدوي الغازي المستعمر الذي فرضها بالقوة على أنقاض اللغات الأصلية لشعوب المنطقة


يوجد شيء اسمه جامعة دول عربية

هناك من السوريين من سجن في فترات سابقة وهو في أحسن صحة وحال، ويصول ويجول في حانات أوروبا، وما شاء الله عليه، ومنهم من يكتب في الحوار المتمدن ما يجعل مثل ذاك الكلام بحاجة إلى الكثير من التوثيق والقرائن والمعطيات المادية التي تؤكده




س / الأستاذ نعيسة كثيرا ما ينتقد العرب وينعتهم بالجهل والتخلف في الكثير من مقالاته واللقاءات كان آ خرها وصفكم اللغة العربية بأنها لغة غير شرعية وهذا ويعتبره الكثير تحاملا على العرب . لماذا تنقد العرب دائما وتصفهم بالتخلف والهمجية ؟ وماهو سر تخلف العرب برأيك؟

أولاً وبادئ ذي بدء أرحب بك أستاذ محمد لإتاحة هذه الفرصة لي وتوجيه تحية كبيرة من هذا المنبر للإخوة القراء الأكارم، وبالرد على سؤالك الأول أقول: وبالعامية "طيب" أستاذ محمد سنقلب الآية، لو وصفنا العرب بالتقدم والحضارة والرقي والتمدن، هل ستوافقني بل هل سيوافقني أحد من العرب؟ طبعا العرب كغيرهم من الشعوب التي لم تأخذ بأسباب الحضارة والعلم والتقدم والمدنية وما زالوا يعيشون وهم الأسطورة وتعشش في عقولهم المفاعيم المغلوطة عن الحياة، هي شعوب متخلفة ليس من عندي وطبقاً لزعمي، ولكن هناك معايير للتخلف تتخذها الأمم المتحدة وتقيم الدول العربية والإسلامية على أساسها وتقف عليها في المراتب الأولى، ومنها نسبة دخل الفرد، ونسبة الأمية والشفافية والمواليد والأعمار واستخدام النت وحصة الفرد من الحليب والكتاب وحتى الماء، ووضع التعليم والصحة والمرافق العامة ومؤشرات الفساد وكلها لا تشير وكل الحمد ولله أن أيا من العرب في وضع يمكن وصفه بالتقدم والرقي وهذه المؤشرات والأرقام والإحصائيات كلها تؤكد على الوضع المأساوي الذي نشير إليه بكل شفافية ليس لأننا "صهاينة"، أو صفويين، وعملاء كما يلهج الخطاب إياه، ولكن مقتضيات العلاج الناجع تقتضي تشخيص الداء ووضع اليد عليه لا تشويه الحقائق والتلفيق والتجميل كما يفعل الإعلام العربي الرسمي الذي يخدع الناس ويكذب عليها وينافقها وكذا الأمر بالنسبة لكتبة السلاطين. نعم اللغة العربية لغة غير شرعية لأنها لغة المحتل البدوي الغازي المستعمر الذي فرضها بالقوة على أنقاض اللغات الأصلية لشعوب امنطقة كالأرامية والسيريانية والنوبية والسواحلية والقبطية والفرعونية والأمازيغية والحميرية والكلدانية والبابلية التي كانت سائدة قبل الغزو البدوي وتدمير الحضارات المجاورة ونسب إنجازاتها للمستعمر البدوي، في أكبر عملية تطهير ثقافي جرت عبر التاريخ، نحن لا نعرف عن تاريخ المنطقة الغني سوى تاريخ القعقاع وخالد بن الوليد وقصص البدوي وسير خلفاء المجون والإجرام البدوي وفجور ولاة الأمر وصراعاتهم المريرة على السلطة، ماذا تعرف أنت عن تاريخك البابلي المشطوب من الذاكرة مقابل ركام فظيع عن موت الحسين في صراع سياسي تم إسباغ القداسة والأسطورة عليه؟ وبالمناسبة، وعلى الهامش، اللغة العربية هي اللغة الوحيدة في العالم التي لا يتقنها أبناؤها لا نحوا ولا إملاءً رغم أنها لغة أهل الجنة كما يقولون، وهي لغة في طور الانقراض لذلك كما قال تقرير لليونيسكو مؤخراً، ورغم أنهم يسبغون عليها لغة القداسة ووضعها ف مقام التبو فاللة الإنكليزية، اغة "الكفار واليهود والنصارى" هي اللغة الأولى في العالم وليست لغة أهل الجنة وبكل أسف. تاريخ المنطقة الغني الآرامي والسيرياني والقبطي والأمازيغي والبابلي وحياة الشعوب "المنقرضة" يجري التعتيم عليه، وعدم إظهاره لأنه يفضح إجرام وتخلف ولا حضارة البدو الغزاة، وأصبحت شعوب المنطقة جاهلة بتاريخها لصالح إبراز التاريخ البدوي القاحل والمخجل والدموي، وأنا شخصياً أشعر بالعار منه وأعتذر من كافة ضحاياه الذين يجب إعادة الاعتبار لهم جميعاً. ننتقد العرب، ونحن منهم نسباً وأصلاً، كي نستحثهم على التفكير والتصرف بشكل عقلاني وإنساني وحضاري وهذه هي السبل الوحيدة للتطور والارتقاء، أما الكذب والخدااع والمجاملة والتضليل فنتيجتها ما نحن عليه. وكل شعوب العالم المتحضر قرأت تاريخها بحياد وموضوعية ومنها من اعتذر، إلا العرب فهم يصرون أنهم خير أمة أخرجت للناس، وأن النساء لم ولن تلد مثلهم بعد الآن، وأن التجربة التاريخية التي خاضوها وأنتجوها هي قمة ما توصلت إليه البشرية من عبقرية وإعجاز، فتخيل حجم الكارثة والمأساة.



س / كيف تقيم أداء أنظمة الحكم العربي ؟ هل هي مع المواطن العربي أم ضده ؟ وهل ستدخل الديمقراطية في أنظمة الحكم العربي قريبا؟



معظم أنظمة الحكم العربية أنظمة مسكينة و"متعيشة" "بدها حالها". أنظمة دراويش وبهاليل يبحثون عن المعيشة والبقاء والاستمرار ولا شيء غيره، لا أنظمة رجال الدولة الساعية لبناء دول حديثة وحضارات تخلد بقائهم وتضعهم في مكان لائق في التاريخ العرب لم يهتموا يوماً بالتاريخ وإلا لكانوا تصرفوا على هذا النحو. البدوي يعيش خهاجس التنقل والترحال وقد طبعت هذه السمات تفكيره السياسي أيضا فهي أنظمة تعرف أنها غير مستقرة وطارئة على التاريخ ومؤقتة وحين ترحل لا أحد يذكرها، ولذا من النادر أ، ترى مذكرات لزعماء عرب (هل قرأت أية مذكرات من هذا القبيل لا أحد يعنيه الأمر ولا يهتم بما يقوله الناس عنه). أو أن ترى نظام أو حكومة عربية سابقة، فرؤوساء الحكومات العربية السابقة إما في السجن، أو في القبر وقد قابلت مسؤولاً عربياً كبيراً ذات مرة في لندن واقترحت عليه كتابة مذكراته فاستهجن الفكرة بالقدر الذي استهجنها واستغربها وماتت في مهدها. هؤلاء لا يأبهون بالرأي العام ولا بتقييم التاريخ ولا بما سيقوله أو بما يقوله الناس عنهم هذا من طبيعة تفكير البدوي الشارد في الصحراء ولا يقابل الناس وليس بينهم وبينهم تواصل وود بل عداوة وتوجس وجفاء وهذه الأنظمة في معظمها تنحو بهذا الاتجاه وتتصرف بهذا الشكل. هذه الأنظمة التي تجوع شعوبها وتبتزها وتسعى جاهدة لإفقارها ونهبها هي بالمطلق ليست في حال من الصداقة والود مع شعوبها، وقد كان إمام اليمن يردد دائماً (جوع كلبك يتبعك). وكل الأنظمة التي لا تهدف إلى رفاه مواطنيها و"تدليلهم" ورفع مستوى معيشتهم وأعمارهم هي أنظمة معادية لشعوبها. الديمقراطية مفهوم إشكالي كبير، وتختلف ظروف نشأته كثيراً بيئاتنا ومجتمعاتنا ولذلك لا مكان لها في مجتمعاتنا وفق الشكل والقالب الغربي الذي تمارس فيه، وأعتقد أن شكلاً "ديمقراطياً، آخر نابعاً من واقع مجتمعاتنا سيتطور، ولكن ليس في المدى المنظور. انظر إلى "الديمقراطيات" العربية في الكويت، ولبنان، والعراق، والأردن إنها بالتأكيد أي شيء آخر باستثناء وصفها بالديمقراطية الذي فيه الكثير من المبالغة.



س / كيف تقيم عمل جامعة الدول العربية ؟ وكيف تنظر إلى القمة القادمة التي ستعقد في بغداد في العام القادم بعد انقطاع دام لسنوات؟



لا يوجد شيء اسمه جامعة دول عربية، على نمط التكتلات الإقليمية الدولية التي تحترم نفسها كالاتحاد الأوروبي مثلاً، فهذه الجامعة هي امتداد طبيعي للأنظمة العربية بكل أمراضها وتناقضاتها، وليس لهذه الجامعة أي سلطة تنفيذية، ومعظم موظفيها هم أبناء وأخوة وأقارب النخب السلطوية الحاكمة أي أن "خميرنا بعجيننا وما حدا غريب"، ولم تقدم هذه الجامعة أية خدمة تذكر، كالأنظمة التي تمثلها، لصالح المشروع الإنساني والحضاري والمدني لشعوب هذه المنطقة، بل زادتها سوءاً على سوء. وقمة بغداد القادمة ستكون فاشلة بامتياز كسابقاتها، هذا إن قيض الله لها النجاح وعقدت في موعدها وقد لا تلتئم لأسباب عدة أهمها الأمني، وبافتراض تم تشكيل حكومة "توافقية" لاحظ كلمة توافقية، حتى نهاية آذار المقبل موعد هذه القمة.



س / اشارات بعض التقارير مؤخرا الى ان اواضاع حقوق الانسان في سوريا لايبشر بخير وان السلطات تمارس الكثير من التعذيب داخل السجون ماهو ردكم ؟ وهل بات المواطن السوري يخشى التكلم او الانتقاد في سوريا؟



طبعاً وبداية ودرءاً لأي سوء فهم، أنا لست ناطق باسم أي من السوريين، ولا أدافع عن النظام في سوريا كما قد يعتقد البعض من خلال هذا السؤال ذي الحساس والجواب الأكثر حساسية وخصوصية. فنحن كي لا نقع بالتعميم و"الهيلمة" والغوغائية التي يمارسها البعض نقول: إن سوريا ليست استثناء من شرطها وظرفها العربي ومحيطه المليء بما يؤلم في هذا المجال، ولماذا يريد البعض أن تظهر سوريا كسويسرا في مجال حقوق الإنسان وفي نفس الوقت يؤكد على هويتها "العربية والإسلامية"، ويتمسك بذلك ويدافع عنه، وما أدراك ما الهوية العربية والإسلامية يا صاح وذاك الركام المستشري من الاستبداد العربي والديني المطبوع على جبين كل منا بحيث كل منا يحمل في أعماقه مشروع مستبد ودكتاتور صغير موجود سلفاً بالشيفرة الوراثية لهذا الإنسان قالوا عن صدام ما قالوا، ذهب صدام ماذا كانت النتيجة؟ أترك لك وللقراء الجواب؟ هذا أولاً وهو يقودنا ثانياً إلى القول بأن حقوق الإنسان هي ثقافة تنمو في المجتمعات وليست وصفة سحرية وطبية و"حبة" نأخذها ثلاث مرات بعد الطعام فنصبح على أحسن ما يرام بعد "كم يوم". أو أن أي زعيم عربي يمكن أن يفرض الديمقراطية وحقوق الإنسان بمرسوم جمهوري إذا كانت الناس لا تعي حقوقها ولا تريد أن تمارسها بل تقبل باستلابها وعبوديتها وتطالب بها ولا تتخلى عنها. نعلم تماماً أن مصادر التشريع والقوانين في كل الوطن العربي هي عنصرية وتمييزية وتتعارض مع حقوق الإنسان وتقف على الضد منه بشكل فاقع ومعظم الدول العربية تتحفظ على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولا توقع عليه، من يفكر بل من يستطيع أن يغير في ذلك شيئاً، عندها سترى الدنيا قد قامت. نعلم تماماً أن تعدد الزوجات، والطلاق والميراث والنظرة للمرأة والآخر المختلف "المواطن" غير المسلم في بلداننا كلها تتعارض مع حقوق الإنسان من يتجرأ على إلغاء هذا بل من يستطيع؟ ألا يفتح على نفسه أبواب جهنم، إن لم يكن الشعب مشبعاً ومؤمنا بحقوق الإنسان الإنسان؟ بالأمس القريب صدرت في سوريا بعض القرارات الجريئة والحضارية بشأن منع بعض المظاهر العنصرية والاستفزازية التمييزية والعنصرية والمخلة بالأمن والأمان، فماذا كانت النتيجة؟ بالنسبة للسجون في سوريا، أولاً كل دول العالم فيها سجون، ودولة من دون سجون غير موجودة على خريطة العالم، حتى سويسرا وإمارة ليخنشتاين واللوكسمبورغ فيها سجون وسجناء لأسباب شتى وسورية فيها أناس مخالفون للقانون ولصوص وفاسدون وقتلة مثل كل دول العالم وككل دول العالم أيضاً قد يكون فيها سجناء أبرياء. وبشأن قضية التعذيب لم يسبق أن قابلت أحداً وقال لي بأنه عذب ومات تحت التعذيب في السجن، وليس لدي وثائق دامغة يمكن الاستناد إليه بهذا الصدد والحكم والبناء عليها، وهناك من سجن في فترات سابقة وهو في أحسن صحة وحال، ويصول ويجول في حانات أوروبا، وما شاء الله عليه، ومنهم من يكتب في الحوار المتمدن ما يجعل مثل ذاك الكلام بحاجة إلى الكثير من التوثيق والقرائن والمعطيات المادية التي تؤكده. وأما الكلام المرسل والعام والتقارير الكيدية فأنا بصراحة لا آخذ بها ولا أنجر وراء القيل والقال. وسأضرب لك مثلاً سجن بعضهم على خلفية هجوم بوش على سوريا وتحالفهم معه وتأييدهم لهم واصطفافهم مع شعار احتلال سوريا، وصدرت "تقارير" من منظمات حقوقية سورية تتحدث عن قرب وفاة هذا المعارض، ومعاناة الآخر من سرطان، وخاصة البروستات، وعن دنو أجل ذاك بسبب انسداد للشرايين ولكن بعد حين تم خروج معظم هؤلاء بصحة جيدة وهم يمارسون حياتهم بشكل صحي وسليم بعد انتقاد محكومياتهم وكل ما قيل عنهم صحياً لم يكن سوى كلاماً مرسلاً كيدياً وتضخيمياً، ولذلك وبكل صدق لا أتعامل بجدية لا مع هذه التقارير ولا مع هذه المنظمات، وقد أسرت لهذا الواقع سابقاً وبكثير من التفصيل الذي ألب علي الكثيرين لكن ثبت في النهاية صحة ما قلناه. ولكن هذا لا يعني أن السجون السورية جنة، وهي أجنحة خمسة نجوم، وأن رجال الشرطة والأفراد العاديين هم خريجو كلية الحقوق في هارفارد، لا طبعاًً، هي بحاجة للتطوير وبالارتقاء نحو وضع أفضل للسجين من كافة النواحي.



س / كيف ينظر الأستاذ نعيسة إلى واقع الحريات في البلدان العربية؟



هي كالعنقاء والخل الوفي من رابع المستحيلات ومفاهيم افتراضية لا وجود لها على الإطلاق، وهناك قطيعة وتنافر بين العروبة والحرية، فالعروبة في مضمونها النهائي هي امتداد للثقافة التي أفضت للمأزق العام الحالي.



س / ما هو رأيكم بالفكر الدينقراطي الذي أسسه احد المفكرين العراقيين والذي يحاول الجمع بين النظامين الثيوقراطي والديمقراطي دون تنافر عبر القوانين والأنظمة التي يحتويها الفكر؟



لا أعلم عنه شيئاً وبكل أسف لم أطلع عليه، لكن ما يمكن قوله واستخلاصه من طبيعة السؤال لا يمكن بحال الجمع بين الثيوقراطية التي هي حكم الكهنوت الديني المستبد أو الدولة الدينية الاستبدادية حيث تحتكر فئة بعينها الامتيازات وتكون معصومة وناجية وفوق أي نقد وقانون، وبين الديمقراطية التي تتناقض مع كل هذا، إن الجمع بين الماء والنار أسهل من هذا بكثير.



س / الإسلام السياسي هل هو في تقدم أم تراجع ؟ وهل تقدمه يشكل خطرا على العالم



أولا تجربة الإسلام السياسي للعلم تمتد لألف وأربعمائة عاماً من أيام السقيفة وحتى اليوم وطموح رجال الدين للحكم والسيطرة على رقاب الناس والصراع على السلطة والخلافة وكرسي ولي الأمر الحاكم المطلق بأمر الله الذي لا يسأل ولا يحرق ولا يغرق. والعباد ومنذ ذلك التاريخ دخلت شعوب المنطقة في الفق الدامي المؤلم والمعروف. والإسلام السياسي في حال مستمر من التراجع المستر وقد انكشفت كافة أوراقه وسقطت تجاربه فهو ليس إلا كأي نظام حكم عربي طامح للسلطة والاستبداد، والأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى من دول الخليج الفارسي إلى السودان حيث تسيطر زمرة البشير الإخوانية، إلى فلسطين، والعراق التي يسيطر عليها ملالي..إلخ، وفي الحقيقية معظم الدول العربية هي دول دينية تتاجر بالإسلام والشريعة وهي إمارات دينية بامتياز، ولذلك فهي دول فاشلة، وتحتل المراتب الأولى في هذا المجال. مشروع الإسلام السياسي هو مشروع ماضوي سلفي رجعي والاقتداء بتجربة وبشر باتوا في حكم التاريخ والزمان ولا يمكن بعثهم ولا بعث تجربتهم من القبور، في الوقت الذي يتطلب فيه الأمر لحكم وتنمية هذه المجتمعات مشاريع وبرامج حداثية وعلمانية ومدنية مستقاة مما توصلت إليه البشرية من قوانين وتشريعات وآليات وآدوات في هذا المجال. الإسلام السياسي يعمل بالتعاون مع القوى الدولية التي تدعمه وتتحالف معه على تنويم وتخدير واستدامة تأخر هذه الشعوب وهذا واقع حاصل وليس تجنياً أو كلاماً مرسلاً في الهواء.



س / باختصار كيف تنظرون الى مستقبل العرب ؟



هناك خطأ كبير في السؤال، أولاً أنت تنظر للعرب ككتلة سياسية وديمغرافية وبشرية واحدة منسجمة ذاتياً وذات أهداف وتوجهات واحدة، وفي الحقيقة هذا الأمر بعيد جداً عن الواقع فالعرب عربان وأعاريب وأعاربة ولكل أجندته، وولاءاته وميوله وأمزجته وتحالفاته واستراتيجياته البقائية، ومع ذلك كلهم في الهم سواء ويشتركون في خصائص كثيرة تجعل منهم فعلاً في النتيجة "أمة واحدة" فهل أدركت عبقرية الفكر القومي الذي اكتشف هذا الاكتشاف. نعم لقد أنتجت الثقافة الواحدة التي اعتنقتها شعوب المنطقة أمة متماهية الصفات والأخلاق والصفات والتوجهات رغم تبايناتها الديمغرافية والبشرية والأنثروبولوجية الواضحة. وبالإجمال في ظل المعطيات الحالية والواقع المقروء، وعالم يتعولم يتجه نحو الانفتاح، فيما يتجهون هم نحو الانغلاق والتخندق العنصري والإيديولوجي والعرقي والتخلف الحضاري فلا أرى لهم مكاناً ولا مستقبل على الإطلاق ما لم يدركوا أهمية المصالح المشتركة فيما بين هذه الدول للأخذ بأسباب التقدم والنماء وعلى أسس إنسانية واقتصادية وعصرية واستراتيجية، وليس على أسس تعبوية وعرقية وثقافية ودينية كما حصل ويحصل الآن وكانت النتيجة صفراً على الشمال. وهناك نوستالجيا عجيبة وغريبة عند العربي نحو الماضي والأموات والزمن الغابر. فلا يمكن الحديث عن شيء اسمه مستقبل العرب، طالما أن العرب أنفسهم لا يتكلمون عنه، يتكلمون دائماً عن الماضي ويحنون إليه ويريدون بعث رسالته الخالدة من جديدة، ونتمنى أن يتحقق لهم ذلك، وحين يتكلمون عن المستقبل ويطمحون للعيش فيه والوصول إليه سنرحب بذلك ونتمناه لهم من القلب، ولكن طالما أن الحديث كله عن الماضي فلا مجال للحديث هنا عن المستقبل فهو محذوف سلفاً من الذاكرة وحلم العرب. هات لي نظام عربي، أو جماعة عربية دينية، أو حزب عربي لا يتكلم عن الماضي ويحلم به وباستعادته؟ اسم واحد فقط لنقدمه للقارئ الكريم، شخصياً وبصدق لا أعرف.

س/ كلمة أخيرة

لا يوجد كلمة أخيرة، ولا فصل ثالث في الحياة، ولا نعرف من هو الذي سيقول الكلمة الأخيرة في هذا العالم، فالنهايات مفتوحة وكل الاحتمالات قائمة، هذا بشكل عام، أما بشأن الكلمة الأخيرة فيما يخص هذه المقابلة، فهي الشكر ليس إلا رغم وجود الكثير مما يمكن قوله. شكراً لكم جميعاً وفرصة طيبة أن ألتقي بكم وبجمهور القراء الأعزاء من على منبركم الحر هذا.



#محمد_شفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قال انهم مسلمون ؟
- يأيها المثقفون كتب عليكم الاخلاق
- حوار حول الرسول محمد
- جهاز امني..ام انكشاري
- تمجيد القتلة ! تعليقا على مقال للكاتب حسن ناظم
- الصومال اسعد من العراق !
- مع الشيخ محمد حسين يعقوب
- تعليقا على رسالة الدكتور ( كاظم حبيب ) الموجهة للسيستاني
- مرصد الحريات الصحفية : ينتخب مجلس ادارة جديد
- النظام الدينقراطي
- كاد المعلم ان يكون رئيسا
- الدكتور الجاهل !
- بمناسبة 14 تموز ..اقتراح للخروج من ازمة تشكيل الحكومة
- ضريبة الطقوس
- رحيل رئيس سلطة العقل ( ابو زيد )
- العلامة - فضل الله -
- - حمدان هاشم - وانتفاضة حسن سريع
- علماء الوطنية
- متى نكون كالسودان !!
- امنيات في الجلسة الاولى للبرلمان


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد شفيق - حوار مع الكاتب والباحث ( نضال نعيسة )