أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكي رضا - نكتة السيد المالكي في وقت العراق بدل الضائع















المزيد.....

نكتة السيد المالكي في وقت العراق بدل الضائع


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 3114 - 2010 / 9 / 3 - 00:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




للنكتة في اللغة العربية معان عدة ، فهي تعني حز ألارض ، والنقطة السوداء التي تظهر كالوسخ في المرآة او السيف ، وتعني ايضا الضربة القاتلة . والرجل النّكات هو الطعّان في الناس . وفي لسان العرب لابن منظور ، هناك كلمة قريبة من التنكيت ( مشتقة من نكتة ) وهي التبكيت ، وتعني الضرب بالعصا او السيف او اليد ، وهي التقريع والتوبيخ ايضا .

وأسلاميا يروى ان رجلا ( ويقال امرأة ) قال لمحمد : أحملني على بعير ، فقال " بل نحملك على ابن البعير " فقال : ما أصنع به ؟ أنه لا يحملني ، فقال محمد : " ما من بعير الا وهو أبن بعير " أما أقدم نكتة مكتوبة اكتشفت لليوم ، فهي تعود كما يقال الى عام 1900 ق. م . وذلك على جدران حمام ، في موقع أثري جنوب العراق ، حيث كانت الحضارة السومرية ، التي عرفت الكتابة قبل غيرها من الحضارات . وللنكت انواع عدة ، وما يهمنا منها هنا هي النكتة السياسية ، التي تنتشر في عهود الدكتاتورية . ومن المعروف أن الشعوب ، هي التي تطلق النكات على حكامها ، ولم يحدث ان اطلق الحكام النكات على شعوبهم الا نادرا . ومن هؤلاء النوادر في التاريخ ، هم رجال الدين ، وقادة الاسلام السياسي في عراقنا المبتلى ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ، السيد رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي .

وقبل الخوض في المقالة ، فأنني استمحي القاريء عذرا ، في ان اذكره بنكتة اشتهرت في ستينيات القرن الماضي ، حول وفد هندي زار العراق حينها . وأثناء اقامة الوفد لعدة أيام ، كان رئيس الوفد يطلب من نظيره العراقي ، اتخاذ بعض الاجراءات المناسبة للتقليل من أستهزاء العراقيين بالهنود . وكرر المسؤول الهندي طلبه هذا عشرات المرات ، فيما كان نظيره العراقي يطمئنه في كل مرة ، على انه سيتخذ بعض الاجراءات للحد من ذلك . وأثناء توديع الوفد وبالقرب من سلم الطائرة ، طلب المسؤول الهندي من العراقي عدم نسيان الامر ، فما كان من المسؤول العراقي الا ان يصرخ عاليا ( اي قابل اني هندي ) . كما وان العراقي بشكل عام ، يقول للشخص الذي يريد ان يكذب عليه ( شفتنه سود عبالك هنود ) .

وعودة لعنوان المقالة ، فأن السيد المالكي وحسب بيان لمكتبه ، كان قد استقبل يوم الاثنين الماضي 30 / 8 / 2010 سفيري العراق الجديدين ، لدى جنوب افريقيا السيد هشام العلوي ، ولدى الهند السيد احمد برواري . داعيا السفيرين الى " نقل الصورة الحقيقية عن العراق الديموقراطي التعددي ( ناسيا الموحد ) الذي يتعرض لهجمة شرسة ويتطلع الى الخروج من هذه الازمات " . أعتقد ان ما قاله السيد رئيس الوزراء ، عبارة عن نكتة تضحك الثكلى ، فما هي الصورة التي على السفيرين نقلها يا أبا اسراء ؟ هل هي صورة الخدمات المفقودة ، والتي لم تستطع حكومتك و الحكومات التي قبلها ، منذ 9 نيسان ولليوم توفيرها لأبناء شعبها . والتي تتجسد في تدهور قطاع الكهرباء والماء والمجاري ، والصحة والتعليم والزراعة والري والامن ؟ أو في نسبة البطالة التي وصلت حسب أرقام وزارات الدولة المعنية ، الى 30 % جلهم من الشباب والخريجين ؟ أم في انتشار ظاهرة أطفال الشوارع و المخدرات والدعارة ؟ أم في تصحر الارض والاخلاق في البلد ؟ . وماذا عن الرشوة والسرقات والتلاعب بالمال العام ، والفساد الاداري والقضائي ، والاجازة براتب ل325 لصا برلمانيا لم يجتمعوا لليوم الا لساعات . ووزارة منتهية الصلاحية منذ 6 أشهر يا سيادة رئيس الوزراء ؟ هل على سفرائك عكسها امام ممثلي تلك الدول ؟

ولسوء حظ السيد رئيس الوزراء ، فأن حديثه موجه من خلال السفيرين ، الى جنوب افريقيا التي تنازل فيها زعيمها نلسون مانديلا ، الذي سجن في سجون العنصريين البيض لمدة 27 عاما عن السلطة ، بعد وصوله لسن التقاعد . والتي لن يصل اليها اي زعيم عربي ومنهم زعماء العراق ، والذي فتح باب الحوار والمصالحة مع عنصريي جنوب افريقيا بعد اعتذارهم ، عن الجرائم التي ارتكبوها بحق سكان البلاد الاصليين . وهنا لا اعرف ما هي الصورة التي على السيد العلوي نقلها لمسؤولي جنوب افريقيا ، هل هي عدم استطاعة السيد رئيس الوزراء وزعماء الكتل السياسية الاخرى ، في بدأ حوار جدي من اجل انضاج العملية السياسية في البلد ؟ أم فشل الكتل الطائفية والقومية الفائزة في الانتخابات في تشكيل حكومة منذ 6 أشهر ولليوم ؟ اما مهمة سفيركم الى الهند السيد برواري فهي الاصعب ، اذ سيقف معقود اللسان امام ديموقراطيتها ذات الاكثر من مليارد انسان ، وعشرات القوميات والثقافات واللغات ، ولا يحتوي دستورها بما يوحي للطائفية او القومية ، والعملية السياسية فيها تعتمد على احزاب وليس قوميات ومذاهب كشيعة و سنة – وكرد ( حتى ان رئيس هذا البلد الهندوسي الكبير مسلم ، اي من الاقليات التي ذاقت الامرين في عراق العمائم ) ، والا لكانت الحروب الطائفية قد عصفت بالهند منذ عقود .

وأضاف المالكي، بحسب البيان، "أنكم سفراء للعراق وليس لحزب أو طائفة أو قومية ومن واجبكم تكثيف الجهود لخدمة بلدكم"، بالإضافة إلى ذلك "عليكم توجيه الدعوات للشركات في هذين البلدين الناهضين للاستثمار في العراق في مختلف المجالات"

وهنا يكون السيد المالكي قد اطلق نكتة من العيار الثقيل ، ولكن العجيب في هذه النكتة ، هي انها تبكينا بدلا من ان تضحكنا . فهل يتوقع السيد ( ابو اسراء ) من اننا سذج الى هذا الحد ، واننا صم بكم عمي ولا نفقه شيئا . وحتى لو كنا مثلما تتوقع ، فتبقى لدينا حاسة الشم التي نستطيع من خلالها ، شم روائح فساد حكومتك والعملية السياسية برمتها ، التي ازكمت انوفنا منذ سبع عجاف ولليوم . عجبا هل تريد ايها السيد المالكي اخبارنا ، ان السفراء هم خارج عملية المحاصصة الطائفية والقومية ام ماذا ؟ ما هكذا يا ابا اسراء تروى الابل ، فانت تعرف من اننا نعرف ، ونحن نعرف من انك تعرف ، والعالم باكمله يعرف ، من انك لم تصل الى مركزك هذا الا عن طريق المحاصصة ، ولن تستمر في السلطة الا عن طريق المحاصصة . فلماذا تورط نفسك لتقول للسفيرين انكما تمثلان العراق ، و اي عراق هذا الذي يمثلانه ؟ هل هو العراق الشيعي ام العراق السني ام العراق الكردي ؟

اما حديثك حول الاستثمار في العراق ، فانه حديث غريب عن رجل دولة مثلك يا سيادة رئيس الوزراء ، يحيط نفسه بمئات ( المستشارين ) ولا اعرف ان كان بينهم مستشارا اقتصاديا واحدا ، ليقول لك من ان رأس المال جبان . ولا يستثمر في مناطق كالعراق ، ينعدم فيها الامان ويفتقر الى البنى التحتية والخدمات ، وتكثر فيها عصابات الحمايات . كعصابة حماية ابراج شركة الزين للاتصالات ، لمالكها السيد عمار الحكيم ، والتي تتقاضى مبلغ عشرة ملايين دولار شهريا لاغير ، مقابل حمايتها لهذه الابراج ، وان لم تدفع الشركة مثل هذه ( الخاوة ) فان الابراج تسقط بفعل عمل ارهابي !!!!!

السيد رئيس الوزراء المحترم ، اتمنى ان تجتمعوا ثانية مع السفيرين المعنيين ، كي تطلبوا منهما تقارير دورية ، عن النهضة السياسية والاقتصادية التي يعيشها هذين البلدين ، عسى ان تستفادوا منها كاسلام سياسي ، لتستثمروها في بناء عراق ديموقراطيي تعددي موحد ، بعد ان فشلتم في قيادة الدولة وحولتموها الى حسينية كبيرة .

كم اتمنى ان يتحول شعبنا الى سود وهنود وفق قياسات اليوم ، على ان لا يستغفلنا المعممون واصحاب اللحى والمحابس ، ولا يفجر اجساد اطفالنا بهائم البعث والقاعدة المجرمين ، مع كامل تقديري واحترامي للشعبين الكبيرين الهندي والجنوب افريقي .



الدنمارك
1 / 9 / 2010



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لا زال الله في أجازة ؟
- آقاى شهرستانى دست شما درد نكند !! *
- أسئلة حول مقالة من الاصلح للدكتور عبد الخالق حسين
- أفي طائفية المالكي شك ؟
- هل ستكون الطائفية جسرا لتقسيم العراق أو أضعافه وعلى عاتق من ...
- هل ستكون الطائفية جسرا لتقسيم العراق أو أضعافه ، وعلى عاتق م ...
- هذوله احنا
- البعثيون والصداميون .. نكسانه مو نكسانه
- متى اجتث الشيوعيون حزبا يا حسن العلوي ؟
- السيد بهاء الاعرجي أصبت ورب الكعبة
- تصريحات المفوضية العليا (المستقلة) للأنتخابات منحازة
- البعثيون بين الانتشار والتبخر
- قتلة الامام الحسين (ع) بالامس هم انفسهم قتلة العراق اليوم
- قليلا من الكرامة قليلا من الحياء يا دعاة المحاصصة
- لبيك اللهم لبيك .. سرقنا العراق وجئنا اليك
- دردشة مع السيد رئيس الوزراء
- قراءة في قانون برلمان المحافظات العراقية
- ما اشبه اليوم بالبارحة يا ملا عبود
- قيامة بغداد وسياسة صنع الغباء
- القائمة المغلقة والكيس بدينار


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكي رضا - نكتة السيد المالكي في وقت العراق بدل الضائع