أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد علي الشبيبي - معلم في القرية/ 10















المزيد.....



معلم في القرية/ 10


محمد علي الشبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3113 - 2010 / 9 / 2 - 15:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي (1913 – 1996)

من خرج على الإسلام!!
صدر في الجرائد عن العائلة المالكة نظام يقتضي بسحب أسم من خرج منها عن الإسلام؟!
ولكن إشاعة ترددت على ألسن الناس. انتشرت انتشارا فضيعاً على قاعدة -أسمع لا تنقل عني- مفادها أن ابنة الملك فيصل الأول وتدعى "عزة" تملصت من أهلها أثناء اصطيافهم وفرت مع حبيبها المسيحي الذي كان طباخاً في القصر. وإنها ذهبت معه إلى إيطالية وتزوج بها [ظهرت هذه الإشاعة في 4/6/1936، والطباخ يوناني الأصل أسمه "أنستاس خارا آلامبو" وتنصرت هي باسم "انساسيا"].
وجد الناس ما يشغلون به ألسنتهم، ويجادلون فيه بآرائهم. خاض القرويون أيضاً هذا الحديث. وعلى عادتهم يطرحون كل قضية على بساط عشائري، ويعطون الحلول عشائرية. وهكذا راحوا يشيعون: إن عبد الإله، يجوب البلدان بحثاً عنها. وإنه لن يهدأ ولا يقر له قرار حتى يعود برأسها، وينتقم من ذلك المسيحي، الذي خان الخبز والملح؟!
وفي المدن آراء شتى، يصدرها اللاهجون بهذه الإشاعة. يبدي بعضهم إعجابه الشديد بابنة التاج التي آثرت الحب على التاج. ويصرخ بعضهم، عاهرة تافهة!
بينما لا يرى بعضهم في الأمر غرابة، قصور الملوك تضم ألوانا من الفضائح والمنكرات، إنهم يتقلبون في مخادع الشهوات والفسوق، وباسمهم تهدر الحقوق، وتزهق أرواح، وتراق دماء، ويصاغ من القوانين قيوداً وأغلال. فأي غرابة أن تمرق من نوافذ القصر واحدة من تلك الفضائح تعلن عما يمارس بنهم في الخفاء. ولعلها فرت استنكارا لما كانت تشهده من مفارقات في حياة ذويها المالكين؟!

امتحان وامتحان
فيما نحن في غمرة الاستعداد للامتحانات النهائية، فوجئنا بأوامر وزارية تحتم علينا أن نتهيأ لامتحان يكون موعده منتصف شهر آب.
أما منهج الامتحان، الدراسة الإعدادية، مضافا إليه التربية، أصول التدريس، علم الاجتماع والزراعة.
من الذي سيؤدي هذا الامتحان؟
المقصود طبعاً، هم المعلمون الذين عينوا بموجب حاجة وزارة المعارف إلى معلمي العربية. وتم تعيينهم بعد مقابلة لجنة من رجال التربية [كان هذا عام 1935/1936 وكنت واحد من هؤلاء. عينت بناء على إعلان وزارة المعارف إلى معلمين اللغة العربية عام 1934].
وفعلاً قام هؤلاء بما عهد إليهم. تدريس العربية في مختلف الصفوف، تعلموا أصول ذلك من زملائهم الأسبق منهم. بل إن بعضهم كان يملك قدرة على تدريس سائر الدروس، حتى الرياضة، وذلك ما لم يكن له به علم حين كان معمماً.
أما بعض هؤلاء فإنهم حفاة ..... عينوا بالشفاعة، ولذا قابلوا الأمر بعدم اكتراث واهتمام. أوامر الوزارة هذه في اعتقادهم لا تنالهم ماداموا تحت حماية الشفاعة، لهم مكانتهم عند أولي الأمر في الدولة. ويدرك الآخرون إن -الخير يعم- فلا يخافون ولا يحزنون.
أنا أيضاً لم أكترث. ألم أقابل لجنة؟ ألم أدخل دورة تربوية صيف 1935، ألم يكن أمر تعييني يشير بصراحة: معلما لللغة العربية. وتقارير المفتش؟ ألم تؤكد نجاحي في أداء ما عهد إلي؟
سوف لن أشترك مادام هذا الامتحان فرضاً غير أصولي ومنافياً للأساس الذي عينت بموجبه.
عينت ثلاث مناطق، بغداد، البصرة والموصل لإجراء الامتحانات. وحسب الموعد المحدد قصد كثير من المعنيين، كل حسب المنطقة التي هو فيها، المكان لأداء الامتحان.
لست أدري كيف أقدم بعضهم على الاشتراك في الامتحان، وهو خالي الوطاب حتى من العربية التي عين على أنه من ذوي الكفاءة فيها. أتراه أقدم جهلاً وغباءً بما سيلاقي من حرج؟ أم استهتارا بهذه الامتحانات التي تفرض على أساس من التخطيط والبرمجة لرفع مستوى التربية والتعليم؟
كيفما يكن من أمر فقد حضر الكثيرون وتمت المهزلة. هذا هو أحدهم. أجاب على أسئلة الجغرافية. التي كان منها:
أعظم أنهار العالم؟ أجاب: سيحون وجيحون ونهر في الجنة!؟
أعلى جبال العالم؟ أجاب: جبل واق واق وجبل شريشفان في النجف!
مدينة نفوسها أكثر في العالم؟ أجاب: النجف في عيد الدخول! [جبل شريشفان موجود في محلة العمارة في النجف، في الأصل هو أحد الروابي الثلاث البيض وقد دفن بينها الأمام علي ثم انتشرت عليها دور المدينة القديمة احدهما شمال القبر وتدعى جبل النور والثانية جنوبه وتدعى جبل الديك والثالثة تقع في الجنوب الغربي عرفت بجبل شرف شاه وحرفه العامة إلى شريشفان]
المعروف عن هذا الرجل إنه جاهل مفرط بجهالته، إنه كما يقولون- أفرغ من فؤاد أم موسى- كان مشكلة في كل مدرسة يعين فيها. عين بشفاعة قريبه ذا المكانة المرموقة في الزعامة الدينية. كان أول الأمر يمارس الربا، وحتى في هذا فشل لغبائه وجهله!
عاد الكثيرون يتندرون بالمهازل التي مثلت في قاعة الامتحان وسطرت في الدفاتر؟ ويروون الأجوبة المضحكة المؤسفة. فماذا ستكون النتائج؟
أتقوم الوزارة بفصل الراسبين؟ وتثبت ذوي الكفاءة. أم تراها تصدر أمراً بالفصل الجماعي لجيش كبير، عينتهم بالأمس، سواء من كان منهم كفوا للتعيين، ومن كان بفضل الشفاعة.
ننتظر ما يأتي به الغد وإن غداً لناظره قريب.
* * * *
نتائج الامتحان فشل فاضح، فماذا نتج عنه؟ صدر أمر جديد، امتحان جديد. على معلمي العربية، والإنكليزية؟! لماذا معلمي الإنكليزية؟ لا أحد يعلم.
والغريب هذا الامتحان يشمل حملة الشهادات المتخرجين من مدارس رسمية أيضا، ولم يقتصر على أمثالي!
ومدرسي المتوسطات؟ في مأمن من كل هذا، مع العلم إن بينهم من لا يصلح حتى للابتدائية! ولم يوضح منهج لهذا الامتحان. أما الوقت فقريب جداً، سرعان ما حل. وتوجهنا إلى الحلة لنؤديه.
بتنا ليلتين قبل الامتحان، نحضر أنفسنا في مذاكرات في النحو، واللغة والأدب، ونظرات بسيطة، بسيطة جداً عن أصول التدريس والتربية. كان تجمعنا في غرفة واحدة، في أحد فنادق الحلة خلال المذاكرة، صورة معبرة وجميلة. إذ ضمت أفراداً، يختلفون كثير في أوجه حياتهم، ومنطلقات تفكيرهم. هم ألوان شتى، يختلفون بالسن، ودرجة الثقافة، وحتى مدة وجوده في الوظيفة.
شباب مازالوا في أول شبابهم، وآخرون تجاوزوا الخمسين، بعضهم مثلي لم يمض على تعيينه إلا سنوات قليلة، بينما عين بعضهم منذ ما يزيد على عشر سنوات.
وفيهم المتمرد على أساليب التعليم القديمة، بل على العادات والتقاليد أيضاً، بينما فيهم من أحتفظ بعمته ولحيته، ومسبحته.
ودخلنا قاعة الامتحان. وزعت الدفاتر، ثم الأسئلة. أمر مضحك ، مهزلة جديدة، امتحان تافه، أجل تافه. إذا قيس بسابقه، ومنهاجه الواسع العريض.
سؤال واحد في الأدب، سؤالان في الأعراب، أحدهما عن بيت شعر للرصافي، وثانيهما أصلاح خطأ في جمل.
سؤال في أصول التدريس، وآخر في التربية. [كان السؤال الأول: أشرح البيتين التاليين (البيتين للمتنبي/الناشر)، وأذكر قائلهما:
وقفت وما في الموت شك الواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمـر بك الأبطـال كلمى هـــزيمة ووجهك وضاح وثغـرك باسـم
وخص الإعراب "وقاطرة ترمي الفضا بدخانها ..... الخ. وتصحيح الخطأ النحوي في جمل. وكيفية تدريس إن وأخواتها لطلاب الصف الرابع". مع العلم إن المنهج والكتاب المقرر آنذاك لم يتضمن –إن وأخواتها- لهذا الصف. ثم السؤال الأخير: كيف نجعل اللغة العربية ملكة في نفس الطالب!]
دخلت القاعة أشعر بحرارة في جسدي، لما أتوقعه من إحراج فيما سيقدم من أسئلة، وامتحان الغرض منه غربلة ذات هدف، لكني أصبت ببرود. إنها توحي بصراحة وكأنها تغطية للتطرف في منهاج الامتحان السابق، وحجة لتبرير تثبيت هذا الجيش الكبير بوظائفهم.
أمامي كان معلم معمم أعرف إنه من ذوي العلم والإطلاع في العربية [هو الشيخ رزوقي الحلي، كان رجلاً طيباً، هادئاً متزناً، يحكي في هيأته وحديثه شيوخ الأدب القدامى]. التقيت به مرتين قبل هذا. إنه في معلوماته أشبه بكشكول فيما يخص المعلومات العربية المتناثرة. إن أدبه لا يزيد على النقل والتعليق بكلمات محدودة، ربما كانت منقولة أيضاً. حمل ورقة الأسئلة ينظر فيها. وهي تهتز من رعشة أصابعه. فهمست في مسامعه مشجعاً: إنها أسئلة بسيطة.
وأمامه كان معمم آخر من النجف كان على درجة عالية في مفردات اللغة والنحو، وقليل جداً من الشعر والأدب، على طريقة، أحسن بيت قالته العرب في الغزل، وأحسن بيت في الرثاء.... في الهجاء، كذلك معلوماته في الفقه والأصول. وكانت له محاولة توظيف بدرجة قاضي شرع، ولما لم تنجح مساعيه يمم وجهه شطر التعليم [هو الشيخ محمد رضا الذهب، وهو رجل وقور، يميل إلى الانكماش وعدم الامتزاج بمعلمي مدرسته، بسبب سنه، وما يفصله عنهم من مظهر واتجاه ومرح الشباب الغالب عليهم. كتبت عنه في جريدة الهاتف بعنوان –ابن الثلاثين- من مجموعتي على الهامش في العدد 204 صفحة 9 عام 1936].
أعلم إنه كان من أبناء الخمسين، فأجرى معاملة تصحيح العمر وصار من أبناء الخمسة والثلاثين.
سلمت دفتر الإجابة، وحين رأى مدير القاعة أسمي صافحني، وطلب أن أنتظر في المديرية لأمر قال عنه "يهمك". ولكني عدت ولم أنتظره.
وانتهى الامتحان. وتوجهنا كل إلى مقر عمله ننتظر النتائج.

الشباب بالسنين مكتوبة
أبن الخمسين صار من أبناء الثلاثين. العمر الذي أكتمل بمر السنين، وكر الليل والنهار، أختزله صاحبنا بطلب تعديل. فعدل في سجلات النفوس، من خمسين إلى ثلاثين، عدل بالقلم، ولكن آثاره ظلت تجاعيد وغضون على الوجه، وهزال في الجسم، ونضوب في نضارته ورونقه. وضعف وانحلال في عامة القوى.
زرته مرة في غرفته الخاصة في الفندق الوحيد، في ناحية الفيصلية –المشخاب اليوم-، المطل على أربع جهات، واجهته على الشارع العام، والثانية على نهر الفرات، جهتي العرض على السوق وبناية السراي.
غرفته أنيقة منتظمة. تحتوي سرير نومه، أما أولاده الثلاثة ينامون على الأرض. بجانبه بضعة كتب في اللغة والنحو والأدب. ومنقلة فيها –دلة- القهوة التي لا تفارقه. تهيأ من شربت البن المعتق، وعلى حد وصف بعضهم "ما تفتر بالفنجان" [يعتبر بهذا هواة القهوة إذا كانت قد أجيد طبخها ومحسنة وكثيفة] وهو يكثر من شربها. إلى جانب استعماله ثلاث أنواع من التدخين. سجائر اللف بالورق من تبغ الشاور والشعري، والسجائر المعلبة، و"السويكة" [هي تبغ منقوع بالماء، يؤخذ بالأصبع فيوضع حول اللثة السفلى من الفك؟ ولعله تبغ خاص لهذا الغرض]. قلت له:
إلا تعتقد إن هذه تسبب لك ضعفاً؟ في القابلية الجنسية؟ هذا السؤال هزه وأطربه، فراح يسرد علي حكاياه مع الجنس وما انتهى إليه. تزوج كثيراً، وأنفق أكثر ما يملك من مال، لأنه حين يمل الزوجة يدفع إليها حقها ويطلقها. وإنه ليجد لذة في التحدث عن حياته في هذا المجال. وأكثرها لذة، تلك التي تزوجها وهي لم تتجاوز السابعة من سنها!! كان يحدثني متلذذاً وببساطة، كيف كانت تخافه، وتثور كمجنونة، ويعلق مزهوا وبثقة "كنت أقول لأمها، لو شمت رائحتي بعناق مرة واحدة، لَشبت وصارت امرأة!؟"
كان إذا حان موعد طعامه، تقدم أحد أولاده به أمامه وانسحب مع أخويه خارج الغرفة، فإذا انتهى صفق بيديه، فأقبل أحدهم لرفع آنية الطعام، وتقدم الثاني بالإبريق لغسل يديه؟! وإذا انتهوا من هذا انصرفوا للغذاء خارج الغرفة، يتندرون بصمت! هكذا هو منفرداً لا يتصل بأحد بزيارة إلا أن يزار. يخلو إلى نفسه للمطالعة بما لديه من كتب قديمة، على إنه ضعيف البصر جداً حتى إن النظارة السوداء لا تفارق عينيه.
وحدثني مرة متأففاً من مضايقات المعلم "أحمد" [هو أيضا نجفي انتقل من العمامة إلى وظيفة التعليم. وقد تطرف في سلوكه حتى فصل عام 1936 بانتفاضة عبد الواحد سكر، وتوسط أمره عبد الواحد فأعاده]. زاره أحمد في ساعة متأخرة من الليل. كان ثملاً شديد السكر. جمع الأحذية، رتبها بشكل هرمي اثنان كبيرة فوقها اثنان أصغر، وفوقها جميعا واحد. سأله: أتعرف من هذان؟ مشيراً إلى القاعدة فيها. صمت الشيخ. وراح أحمد يشرح له التركيبة. هذا أبونا آدم وهذه أمنا حواء، قبالته. هذا "...." النبي، وهذا "...." أما هذا وأشار إلى المنفرد فوقها جميعاً، وبغضب قال: "هذا الذي خلفك وابتلانا بك"!
لا أدري إذا كانت دمامة وجهه طبيعية أم إنها بفعل الشيخوخة والإفراط في ممارسة العمل الجنسي، ولكن صاحبنا –أحمد- كان إذا ذكره قال: "كأنه قرد يقهقه أو عجوز تلطم"
ومع ذلك فهو أكثر طيبة من أحمد. وأكثر التزاماً بالأدب والمجاملة الطيبة، وابعد ما يكون عن الأذى والتعرض بسوء للآخرين.
انتهت العطلة
عدنا وعادت حالنا، التقينا جميعاً في فندق الناحية، التقينا متآلفين وكأن لم يكن بيننا ما كدر صفو علاقاتنا في العام الفائت. نحن متآلفون ألفة المتنبي لمشيبه. بحكم ما اقتضته الوظيفة والمحيط خلال العامين المنصرمين، فكنا نختلف مع المحيط الذي عشنا فيه خلال تلك المدة ببعض جوانب الحياة، كما يختلف بعضنا عن البعض الآخر، في المعتقد والاتجاه، والنشأة في المحيط الذي تربى فيه، وبالنسبة أيضاً للمؤهلات. فبيننا من يبدو وكأنه قد أتم مسيرته الثقافية، فهو اكتفى بما يعينه على أداء عملية التعليم التي هي أيضا بحكم الأوضاع السياسية القائمة جامدة ومحدودة، وإن كانت مضطربة، فهي كالمثل المشهور في الريف "خلالات العبد" [في تلك العهود كانت قضايا التربية والتعليم غير مستقرة أبداً، بحكم ارتباط الحكام بالاستعمار البريطاني الذي يوجه سياسة العراق الخارجية والداخلية، ويشرف على وزارة المعارف منها مستشارون، ربوا كوادر فعالة أمثال الجمالي. فكانت الكتب المقررة تبدل من آونة لأخرى تبعاً لتبدل الموظفين الذين يعينون بحكم انتسابهم للمسؤولين الكبار. كذلك المناهج، وفتح المدارس وغلقها أيضاً تابع، لرغبات المتنفذين حين يصلون إلى كراسي الوظيفة العليا في الوزارة أو مجلس النواب والأعيان. وخلالات العبد، مثل يضرب إلى استعمال نفس الشيء المرفوض قبل حين لأنهم لا يجدون خيراً منه، بل إنهم لا يفكرون بخير منه. وحكاية المثل أن جماعة من العبيد خرجوا للنزهة ومتاعهم "خلال" وصدفة بال أحدهم قريبا منه. فاعتبروه نجسا. وحينما جاعوا تناولوا بعضه قالوا: - هذا غير نجس! وهكذا كلما جاعوا حتى أكلوه جميعا!]، وبيننا من أتخذ الوظيفة –والتعليم خاصة- وسيلة للخروج من دائرة الجمود التي كان محبوساً فيها، وليجدد أفكاره، ويتصل بالعالم الأرحب من عالمه. ومنا من هم وسط بين هذا وذاك. فهو يتناول ما يساعده على مهمته الوظيفية، ويحافظ على مظهره اللائق في ذلك المجال.
وعلمنا من بعض زملائنا إن ملاكات المدارس قد صدرت، وإنهم يحملون أوامر نقلهم. فأسرع مدير مدرستنا [محمد علي الفلوجي الحلي] وسجل نداء تلفونياً إلى مديرية المعارف. سأل المدير عن أمل انتقاله، فعاد إلى حيث كان. فطلبني المدير وكلمني. أخبرني، إنه اختارني لإدارة مدرسة الغزالية في "الطُرمَة" طبعاً ناقشته بعدم رغبتي ورفضي، هذا أبعاد ونفي بالنسبة لي، ألا تكفي سنتان في قرية "سوق شعلان" يبدو أن لهذا الغرض أمرني أن انتظره حين سلمته دفتر الامتحان.
قال لي: لا تأسف أنت موضع ثقتي! أجل أنا موضع ثقة. ولكن كل شيء من أجل إنجاح رسالة التعليم ليس بمقدور –الثقة- إننا ننحت في صخر. تحت وابل مطر، ورياح وسموم، وتيارات ظالمة.
وقصدنا مدرستنا القديمة، ليهيئ المنقولون أنفسهم للسفر إلى حيث نقلوا. بعت كوخي على أحد المعلمين الجدد، أسسه صاحبه قبلي بثلاثة دنانير. وباعه لي بدينار ونصف، وبعته بعد أن أشغلته سنة واحدة بثلاثة أرباع الدينار. أشغل المعلمون الجدد الصفوف، وانشغل المدير بتسليم الإدارة والأثاث إلى المدير الجديد "خليل تايه" [من أهالي الناصرية –الشطرة- وله حكاية زواج سيأتي ذكرها بذكريات قابلة] وقمت بجولة بين الصفوف، حول التلاميذ لأكتشف انتباههم عن معلمهم الجديد، ذا العمامة الخضراء، والجبة ذات الأكمام الواسعة [من سامراء، يبدو إنه كان سابقا من الكتاتيب].
لماذا حولوا انتباههم؟ بماذا أنشغل شعورهم؟ والبالغة سنتين؟ أجل إنها فترة ليست قصيرة، لقي فيها هؤلاء الصغار مني قسوة حيناً وعطفاً وليناً وبشوشا في أكثر الأحيان، مضافاً إلى صلاتي بآبائهم. في الصف الثاني كان هذا المعلم يحمل العصا، يتمشى جيئة وذهابا. ويصيح بصوت عال بين فترة وأخرى –تبعوا- [التباعة أداة يصنعها الصغار من الورق ليتابعوا تلاوة الكلمات حين يقرأ أمامهم المعلم أو أحد التلاميذ، معنى "تبعوا" تابعوا وأشيروا بالتباعة]، وتتماوج على ثغر الصغار ابتسامة، تقارب حد الضحك فيسارعون إلى كم أفواههم، ويطرقون أبصارهم إلى الكتاب.
وتحولت إلى الصف الخامس، يشغله معلم قال عنه بعض المعلمين السابقين البغداديين إنه كان فراشاً في وزارة الزراعة، وقبلها كان شرطياً، ثم تحول إلى مخبر صحفي! حسناً إن هذا ينم عن وجود قابلية ما لديه. ولكن أن يصير معلماً؟ ماذا يقال؟ رسم على السبورة هذا العنوان "ذات الشعر الذهبي" وخاطب التلاميذ: هذه قصة حقيقية مو (ليست/ الناشر) خيال! [ اسمه "زكي السلامي" ومفهوم أن الصف الخامس في أول السنة الدراسية معناه الصف الرابع بمعلوماته التي ضاع معظمها خلال العطلة الصيفية، مضافا إلى أن مثل هذا الموضوع يتنافى مطلقا مع أصول التربية والتعليم]
وبدأ التلاميذ بكل خبثهم ومرحهم:
- شلون استاد؟
- هاي كانت عشيقتي!
- اي استاد الله يوفقك وتزوجهه!!
- بلي تزوجتهه!
- موفق استاذ، الله يرزقك منهه ولد إنشاء الله!
- لا والله طلقتهه؟
- لا مع الأسف، ليش استاد؟
- طلعت .... تنـ....!
ضج الأطفال بضحك عال. أغرقوا بالضحك، ماجوا وهاجوا، وهو معهم يضحك. لِمَ؟ واندفعت بعيداً بين الضحك والأسف. وضرب المعلم المنضدة بعنف ليوقف الضحك.
- كافي، افتحوا الدفاتر. أكتبوا.
- استاد احنه ما نعرفهه ولا شايفيهه، ولا صفگنه بعرسه، شنكتب؟
- أكتبوا، شتريدون أكتبوا. من خيالكم، غرام وزواج، وطلاق شكو غير هذا؟
كان كثير التدخين. فلا تنتهي سيجارة حتى يشعل منها الأخرى. كثير الكلام ينتقل من موضوع إلى آخر قبل أن يتمه، ودون أن تكون له مناسبة. كثير التنقل من أريكة إلى أخرى. يتناول الشاي بكثرة، أحيانا يكلف من لا يعرف من المارة أن يخبر القهواتي "جعوال" أن يجلب له إبريق شاي، وإذا أمتنع هذا المكلف منحه درهماً. وإبريق الشاي لا يكلف درهماً؟! [في ذلك الزمن إلى قبيل الحرب العالمية الثانية كان "استكان" الشاي بفلسين، والدرهم خمسين فلساً]
ودعت الأصدقاء والزملاء، وتوجهت إلى أهلي. كلفت أبي أن يسافر إلى بغداد ليعمل على نقلي من القرية الجديدة "الطرمة" إليهم، أو إلى أي مكان قريب إليهم.

الطُرمة
من ناحية الفيصلية توجهت إلى "الطرمة" إلى مدرستي الجديدة "الغزالية" لأن سكان هذه القرية هم من عشيرة الغزالات.
ومع أن طريقي إليها مع مجرى الماء، فقد أستغرق الوصول إليها من الوقت أكثر من ساعتين. حين وصلت إلى منتهى ما يجب، وجدت زورقاً آخر يحمل شاباً دلني مظهره إنه معلم أيضاً. الفتى أسمر، كث شعر رأسه وأسود، وسيم الوجه مليحه (إنه الفنان قاسم محمد هذا ما أشار إليه والدي في الهامش، وأعتقد أن هذا غير صحيح لأن الفنان أصغر من هذا السن /الناشر). عليه مسحة من كآبة، كان مهتماً بالكمان الذي يحمله، أكثر من كل ما يحمله من أثاث ومتاع. كان علينا نحمل أمتعتنا وفرشنا على دواب أعدت لنا. وصلنا بها إلى مسافة معينة. يفصل بيننا وبين بناية المدرسة نهر لا توجد عليه قنطرة! وأسرع إلينا فراش المدرسة "محمد آل غالي" وبعد الترحيب بنا أخذ ينقل أمتعتنا إلى الضفة المقابلة وهو يخوض الماء. وتهيأنا بعد أن حول جميع ما لدينا، وبدأ نقلها إلى المدرسة. سحب كل منا بنطلونه على ذراعه، وربط أحذيته الواحد بالآخر، ثم نزلت إلى الماء. وأخرج صاحبي قلماً وورقة وراح يرسم لي صورة على تلك الحال. ما كان النهر من الجهة التي عبرنا منها عميقاً. قارَبَ ركبتي فقط.
انتظرت زميلي الذي عبر بعد أن أكمل الصورة، أخذت أتأملها، منظر رائع وأنا في وسط النهر وعلى ذراعي بنطلوني وحذائي، وعن يساري قروية تحمل على رأسها أطباقاً تحتوي كاسات الروبة "اللبن".
وانتهينا إلى بناية المدرسة المشيدة جميعها من الطين. استرحنا على أريكتها. وأخرج زميلي كمانه، وراح يداعب أوتاره بلحن كأنه أنين متوجع، وشكوى غريب. ولزم الفرّاش مكانه أول الأمر ساكناً، يعلو وجهه بشر وارتياح، وبلا طلب أنطلق الفرّاش يجاري اللحن بصوته الساحر بأبيات من الأبوذية زادت شجو زميلي فسالت دموعه مع أنغام الكمان؟
قلت لزميلي بعد أن كف عن العزف، واتكأ على الأريكة باسترخاء:
- ليست المسألة مؤلمة لهذا الحد. إنها لون يجب أن نراه، وأن نتملى حلاوته، ونتجرع مرارته، ونكتسب منه خِبراً تصلب عودنا، وتساعدنا على مصاعب الحياة. لقد اخترنا حياة التعليم، فلنتحسس أهمية ما اخترناه ورضيناه ولنكن بمستوى المسؤولية. ولكن زميلي كان في واد بعيد!
وأحضر الفراش لنا طعام الغداء، تم ذلك على حسابه، فنحن لأول مرة ضيوفه، كرماً منه وطيبة. وحتى الشاي الذي أعده داخل المدرسة.
وفاتحت الفراش عن أمر الطعام. اللحم لا يحصل هنا دائماً، ولكن الدجاج ميسور، والبيض أيضاً. الطحين جلبته معي مع رز منقى، ومواد أخرى كالحمص والماش المجروش، ونومي بصرة مسحوق، وبهارات، وما يلزم من قدور وأواني. قلت لزميلي:
- سأقوم أنا بأعداد طعام العشاء اليوم، ويمكنك المشاركة بما تقدر غداً.
ردّ علي، إنه لا يحسن أي شيء من ذلك! لا بأس سأتكلف أنا بكل ذلك، أنا متأكد أن أبي سيحقق أمر انتقالي إلى مكان أفضل.
لم أفاتحه بشيء من أمور الواجب. وفي صباح اليوم التالي بعد الفطور، بدأت الحديث، لتوزيع الدروس. أعداد الجدول لا يكلفني تعباً. نحن اثنان. والصفوف ستة؟! اُشغل ثلاثة صفوف، ويشغل هو ثلاثة. ولكن أيها له وأيها لي. الرجل خريج دار المعلمين الابتدائية. ولكنه أعتذر ورفض تدريس الإنكليزية لصفي الخامس والسادس. رفض الرياضيات أيضاً، والصف الأول. هنا المشكلة لا سبيل إلا هذا الأسلوب، اقتسام الصفوف وتوحيد دروسها قدر الإمكان. إنه يعتذر، لا يرتاح لعربية الصف الثاني التي تعتمد الترديد من الطلبة بعد المعلم. إنه يكره الضجيج وحتى النشيد أعصابه لا تقوى عليه! ماذا إذن ؟
أنا الآخر "المعلم الأول" ["المعلم الأول"في أوامر المعارف يطلق على المعلم الذي يعين لإدارة المدرسة ذات الأربع صفوف، ولا يقال "مدير" إلا لمن يعين لمدرسة تامة من ست صفوف] تعييني خاص للغة العربية، فكيف بالإنجليزية؟ كيف كان المعلم السابق يدير أمر هذه المدرسة؟ [كان يدير هذه المدرسة منذ أكثر من سنتين "الشيخ عبد الهادي المولى الطريحي"، الذي لم يغير زيه منذ عين بوظيفة معلم إلى أن أحيل على التقاعد. والغريب في الأمر إنه نقل منها بعد أن صارت ذات ست صفوف. ولكنه كما اطلعت كان يديرها بدرجة "مكافحة الأمية" وكان الرجل محبوباً من قبل أهالي القرية، والمسؤولين لطيبته ونشاطه، وبساطته وسذاجته. وقد تم نقله إلى الكوفة عام 1935/1936 حين نقلت بدلا عنه] لا بأس. الست مؤقتاً، وإني سأنقل؟ لن أجادل زميلي في الأمر. وسأقوم حسب الإمكان، ومعه باللطف والحسنى.
وزارنا بعد يوم أحد السادة من آل الحلو، وهو يقيم في هذه القرية يدير حانوتاً يضم أشتاتاً مما يحتاجه القرويون. وهو كهل ، له مهابة ووقار، وسارعت بالاستفسار منه عما يهمني معرفته للسلوك، ووعد أن يصطحبني للفاتحة التي أقيمت على روح "ﮔاطع" ابن رئيس القرية "علي آل مزعل" [آل الحلو أسرة علوية في النجف أخرجت كثيرا من الفضلاء، ومنهم عالم الدين المتزهد الورع "السيد عبد الصاحب" كان معتمدا من قبل المرجع الأعلى السيد أبو الحسن الأصفهاني، وكان إمام جماعة أيضا].
ذهبت لتعزية رئيس القرية، وقراءة الفاتحة. حيث نصبت الخيام قريباً من المضيف، فالمعزون يردون من سائر العشائر المجاورة، لتخفيف حدة المصاب. فقد قتل ولداه "أحدهم ﮔاطع وهو الأكبر" غيلة. وجدت الرجل يستقبل المعزين بصمت، ويرد تعازيهم بهدوء. ويبدو رزيناً وقوراً، يصارع الأسى والجزع الذي تنم عنه عيناه السوداوان الواسعتان، إنه ربعة في الطول يميل إلى القصر، ذا وجه شديد السمرة ولحية سوداء يتصل بها شاربان جميلان.
قال لي عنه صاحبي "الحلو" إنه محترم بين رجال قبائل الفرات، ولرأيه مكانة. ويوصف بالعقل والدهاء.
لست أدري حقيقة هذه الصفات. ولكني أعرف إن مقاييس صاحبي قبلية أيضاً. وعلى أية حال فأني وجدت الرجل من نظراته ورنة صوته ذا مهابة غير عادية.
القرية قريبة من الناظم المسمى "ابو عشرة" الذي لم يكمل بعد، شأنه شأن أي ناظم في هذه الجهات. أوكل أمره لأمثال المهندس عبد الله. الذين اتخذوا من هذه المشاريع وسيلة للثراء، والأنفاق في سبيل حياتهم البهيمية، فلا يكاد المشروع يصل مرحلته النهائية، حتى ينهار. ويقصد بالناظم السدود الفنية التي أقيمت بتخطيط علمي وفني لتنظيم توزيع المياه التي عرفت باسم النگارة، سميت بهذا لأن مجرى ماءها يجري من جهات عالية فهي تحفر الأرض وتسبب انخفاضا عن مستوى الأرض الزراعية، وأقيمت المشاريع لتنظيمها. ولكن المهندسون لم يخلصوا فكانت للابتزاز والتبذير من جانب الجهات العليا والمهندسين العراقيين وهم على الأغلب غير مخلصين!.
الفلاحون يعلقون عليه الآمال العريضة في تحسين أمور الزراعة، وعودة أراضيهم السالفة عهدها. ترى تتحقق أحلامهم؟ أعتقد هذا الأمر بعيد مادام سوس الاستعمار ينخر في أدمغة ساسة البلد، ومادامت الرشى تلعب دورها في اختيار المهندسين لمثل هذه المشاريع، من ذوي المؤهلات القاصرة والأخلاق الشائنة، والعلاقات المشبوهة.
كل يوم قبل شروق الشمس، وعند غروبها أقصد النهر، وهو يأخذ مجرى لا يشبه بقية الأنهار. إنه كثير التعاريج، يضيق في جهة ويتسع في أخرى، وكثيراً ما تتوسطه كتل متحجرة تتسع لجلوس ثلاثة أو أربعة. كنت أجد متعة نفسية رائعة، حين أستريح على واحدة منها أتنشق نسيم الصباح، وأمتع النظر بجمال البساطة السائد هنا. النخيل قطع صغيرة تنتشر هنا وهناك، والأبقار وهي ترعى، تكسب المنظر جمالاً أروع. بينما تجد الهدوء شاملا على الدوام.
أنا لا أدين بالأحلام، ومع ذلك فقد حكيت لزميلي "الفنان" حلماً أبصرته. إن السيد عبد المهدي المنتفكي أهدى لي حذاء من صنع الهند [عبد المهدي المنتفكي، عرف بهذا الاسم من سادة الشطرة، وهو وثيق الصلة بآل الشبيبي، ولكنه أخيراً أنظم إلى ركب صالح جبر، فأفترق عنهم. ورغم إنه يتمتع بقسط غير قليل من المعرفة والثقافة، فإنه لم يخرج عن كونه إقطاعي النزعة في ثقافته ومعارفه. وقد شغل منصب وزارة المعارف عدة مرات. وما يشاع عن تعصبه الطائفي يدحره انحيازه إلى ركب صالح جبر ونوري السعيد، وتأييده سياسة الأحلاف الاستعمارية. أو أن تعصبه الطائفي هو أحد مساعي الاستعمار فالطائفية لا تحارب بالطائفية بل بالوطنية ومصالح الجميع]. وبناء على هذا الحلم أرسلت الفرّاش إلى الناحية ليجلب لنا البريد. وقال صاحبي "الفنان" بحسرة:
- داد يجيك نقل. وأبقه آني أعيش لوحدي، آخ يابه شلون راح أعيش؟
وعاد الفرّاش مساء، بدا عابس الوجه، وخاطبني بامتعاض:
- ليش عمي، هيج تفارگنه بعجل، وتونه عرفناك.
البريد عادة يأتي إلى المدرسة مع الذاهبين إلى الناحية في عودتهم إليها. يجدونه عند التجار والكسبة الذين يتعاملون معهم. كان ظرف الكتاب مُسَوداً من تعليقات زملائي معلمي مدرسة الفيصلية. نقشوا عليه تهانيهم، وترحيبهم بي معلماً في المدرسة نفسها.
- هيجي؟
قال الفنان وأستسلم للبكاء، فرحت أهدئه، وأطمئنه أن لابد من يوم قريب تنقل فيه إلى حيث تريد.
تهيأت للرحيل، فقال صاحبي مداعباً: أعطني الحذاء!
قلت: أخذته في الحلم فأنتظر حلما مثله.

يتبـــــــــــــــع

ألناشر
محمد علي الشبيبي



#محمد_علي_الشبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معلم في القرية/ 9
- معلم في القرية/ 8
- معلم في القرية /7
- معلم في القرية /6
- معلم في القرية /5
- معلم في القرية /4
- معلم في القرية /3
- الحل ليس بإعادة الانتخابات في العراق!؟
- معلم في القرية /2
- معلم في القرية/1
- نداء لتشكيل برلمان ظل عراقي
- وعي المواطن!؟
- تصحيح بعض المعلومات في مقالة الأستاذ فائز الحيدر (اتحاد الطل ...
- استغلال المناصب الحكومية للدعاية!
- تكتل جديد (تجمع الشعب لمحاربة المفسدين والامتيازات)!
- أشتات /2
- هل حقاً من رفع شعار (بناء دولة القانون) يقف ضد مسائلة وزيره! ...
- مبروك جوازاتكم الدبلوماسية! إنجاز كله شهامة وغيرة وشعور بالم ...
- أشتات/1
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ في زحمة الخطوب 8


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد علي الشبيبي - معلم في القرية/ 10