أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - خرافة الديمقراطية الإسلامية















المزيد.....

خرافة الديمقراطية الإسلامية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3113 - 2010 / 9 / 2 - 15:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يراهن الإسلام السياسي على الديمقراطية والاحتكام لصناديق الاقتراع في معركته مع الأنظمة الحاكمة في المنطقة. ويتحدى بعض من رموز الجماعات "إياها"، الأنظمة السياسية في قبول إجراء انتخابات حرة ونزيهة تفترض فيها، سلفاً، الفوز الكاسح والفوري واستلام السلطة وتنحية هذه الأنظمة التي تصف بعضها بالكافرة، وهذا يعني حكماً أن تلك الجماعات وممثليها هم من يحتكر الإيمان ومحبة الله.

وفي الحقيقة إن في هذا الكلام-تحدي الانتخابات- الكثير من الصحة، وقد حصل في أكثر من بلد- وهذا ليس بسبب عظمة وتفوق الإسلام السياسي، ولكن لأن الأنظمة هي أنظمة قرووسطية وأنظمة دروشة ووفرت الأجواء للمتأسلمين وتجار الأديان للصعود والتمدد عندما غيبت السياسة والحداثة والتنوير والعصرنة والقوى الديمقراطية والعلمانية والليبرالية عن مجتمعاتها وسلمتها لقمة سائغة لهؤلاء يلعبون بها كيفما اتفق، والذين بدل أن يشكروا الأنظمة على هذا "المعروف" والصنيع الطيب و"الخدمات الجليلة"، نراهم ينقلبون على أولياء نعمتهم وباتوا يتحدونهم علناً، ويحاولون الإطاحة بالأنظمة التي ربتهم، وسمنتهم في "سنين الغلاء" الوطني، وهذه واحدة من سمات العمل السياسي للجماعات إياها، والمبادئ التي دأبت على التمسك بها، وهي "التمسكن إلى حين التمكن"، وهذا ما فعلته في مصر والسعودية واليمن والجزائر والسودان في تحدي الأنظمة والانقلاب عليها ومحاولة الإطاحة بها والانقلاب عليها، وبات حلفاء الأمس، وكل الحمد والشكر لله، ألد الأعداء اليوم، وبينهم أنهار من الدماء، يسبح فيها المواطنون المساكين الذين وجدوا أنفسهم بين نارين نار جماعات جامحة طامحة للسلطة متعطشة للاستبداد والظلام، ونار أنظمة متخلفة عديمة الحيلة وقصيرة النظر، وتطلب البقاء المؤقت، وبعدها فليأت الطوفان الظلامي، وذلك حتى على حساب مستقبلها الذي بات في خطر داهم نتيجة هذه التحالفات غير المقدسة مع قوى الظلام التي حرثت المجتمعات بالأضاليل والأحابيل وأفلام الخيال الغيبي وأخرجت مجتمعاتها من أي سباق حضاري ووضعتها في أزمنة غابرة وقرون بائدة.

وفي الحقيقة فالنظرة العامة التقليدية من قبل المتدينين للديمقراطية هي أنها "بدعة" غربية كما عبر عنها أكثر من رمز ديني وهي تشبه بالكفار والعياذ بالله، وبضاعة من بضاعته المستوردة الكثيرة التي تعيش عليها دول الإيمان. وعليه فإن تلك الأطروحات الإسلامية السياسية تنطوي على عدة مفارقات، ومتناقضات لا بد من التأكيد عليها:

1- لا يوجد لا في التاريخ ولا في الفكر أو الإيديولوجية الدينية ما يدعو إلى الإيمان أو الاعتقاد بممارسة أي شكل من أشكال الديمقراطية. فمن يتكلم عن العصمة والنجاة والتميز والتفضيل لنفسه لا يؤمن بأي نوع من أنواع المساواة والعدالة ومبدأ تكافؤ الفرص التي تعتبر جوهر العمل والممارسة والفكر الديمقراطي بطبعته الغربية. ومن لا زال يعتقد بأنه من خير أمة أخرجت للناس، وبأن الناس درجات، والأنبياء كذلك، وأن الرجال قوامون على النساء، ويؤمن بالعبودية للرجال والنساء ولا يلغيها من دساتيره، وبفضل المؤمن على الكفر، والذكر على الأنثى، وبملك الإيمان ويسلع المرأة، فإنه أبعد ما يكون عن التفكير الديمقراطي والممارسة الديمقراطية الحرة..إلخ. وما لم يطرأ تغيير جوهري وجذري في طبيعة وبنية التفكير الديني يقطع تهائياً مع نصوص جامدة مقدسة لا تبدل ولا تتغير ولا يمكن لأحد من الاقتراب منها، فإن أي حديث عن ديمقراطية دينية هوو هم وخيال وضرب من ضروب المحال.

2- هذه الجماعات وأحزابها لا تؤمن بالديمقراطية وتعتبرها بدعة غربية، وسرعان ما تنقلب عليها بعد أن تتمكن من سدة القرار وتصبح أكثر استبداداً وقمعاً وشراهة للحكم من الأنظمة التي أطاحت بها، وقد عبر أكثر من رمز إسلاموي عن ذلك وفي غير مناسبة.

3- إن احتكام تلك الرموز الدينية إلى الولاءات العشائرية والقبلية والدينية والمذهبية ومختلف الولاءات السياسية الما قبل دولتية وما قبل سياسية، هو احتكام غير شرعي، كون الاحتكام الشرعي في المجتمعات المدنية الحديثة نحو قيم المواطنة والولاء الوطني العام والأشمل وليس الولاءات الأخرى التي تدل على أن هؤلاء ما زالوا يعيشون في زمن البيعة، وفكر الجماعة، والطاعة، والرعية التابعة بالغريزة والميل المذهبي، الذي لا مكانة له في الدولة الحديثة التي تعتبر الديمقراطية إحدى آليات إدارتها، وتكون فيها قيم المواطنة وولاءاتها هي السائدة وهي التي يحتكم إليها لا قيم المذاهب والقبائل والعشائر المنقرضة والبائدة، والتي كانت سمة الحكم وإدارة شؤون الإقطاعات الدينية السالفة، أيام الخليفة الوالي المعصوم الحاكم بأمر الله الذي لا يأتيه الباطل لا من الخلف ولا من الأمام.

4- إن الرهان الحقيقي، فيما لو وجد، وهذا حلم نطمح له جميعاً في ضوء الفجائع المجتمعية التذريرية التي نعيشها، هو على المواطن العصري ذي الولاءات الدولتية والسياسية الوطنية العصرية التي لا تضع الاعتبارات العشائرية والمذهبية في رأس رهاناتها السياسية وتشتغل عليها كما تنادي به الجماعات السياسية وهذا عيب ومنكر بكل القيم والمعايير الأخلاقية المعمول بها. ومن أنتج للجماعات هذا الواقع، وأعطاها فرصة التباهي والتحدي هي نفس هذه الأنظمة التي تعمل للإطاحة بها، وهذا عيب آخر، وفعل غير محمود، أن تعض هذه الجماعات يد الأنظمة التي مدت لها، وكانت السبب في وجودها.

5- وأخيراً وليس آخراً، ترفع الجماعات إياها، شعار الحاكمية العريض، وبالفم الملآن والحكم لله والاحتكام لشرعه، بينما جوهر ومعنى الديمقراطية يقوم على حكم الشعب من قبل الشعب نفسه ولأجل نفسه، وبما يراه من مصلحته وليس مصلحة أي كان. والبون شاسع، والفرق كبير، شتان ما بين "حكم الله" كما نراه في الدول الدينية المعروفة حيث يعيش الإنسان في أحط وأرذل وأسوأ الظروف البشرية قمعاً وبؤساً وتنكيلاً وتفقيراً وتجويعاً، وحكم الشعب كما نراه في الدول الديمقراطية الحقيقة حيث ينعم المرء بدرجات معقولة من الكرامة والاعتبار والاحترام ويتمتع بحريته وإنسانيته ويرفل فوق ذلك كله، برغد العيش الحر الكريم.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إزعاج الكنائس وأصوات الآذان وتفاعلات القراء
- لماذا لا توضع موسيقى بدل أصوات الآذان؟
- خطأ التقديرات: هل يدفن مسجد قرطبة أحزان 11 سبتمبر؟
- خرافة نظرية المؤامرة على العرب
- عبودية الرومان وعبودية العربان2
- عبودية الرومان وعبودية العربان
- هل يشهر ميشيل كيلو إسلامه؟
- في سجال الدراما التلفزيوينة
- هو ليس بإله يا صديقتي
- الهلال والنجمة كرموز وثنية؟
- أوقفوا عرض مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي
- اللهم إني فاطر
- لماذا يصومون؟
- غوانتانامو العقل
- أين مسلسلات الخيال العلمي العربية؟
- اللغة العربية في برنامج الاتجاه المعاكس: إشكالية اللغة والحض ...
- حديث أبي هريرة وهرّته: هل الأنظمة العربية في النار؟
- المخابرات السورية هي الحل
- لماذا لا يتقن العربي والمسلم لغته؟ 2
- لماذا يعجز العربي والمسلم عن إتقان لغته؟ 1


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - خرافة الديمقراطية الإسلامية