أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين رشيد - تراث المدينة المعماري الشعبي














المزيد.....

تراث المدينة المعماري الشعبي


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3113 - 2010 / 9 / 2 - 13:54
المحور: الادب والفن
    


تراث المدينة المعماري الشعبي
حسين رشيد
1
ظل فن الهندسة المعمارية في تطور مستمر وفق آليات ورؤى حديثة تنمو وتتطور مع تقدم الزمن والعالم حتى دخول الآلة أي( الكمبيوتر) في التصميم والهندسة، لتتحول البنايات الى أشكال واحجام هندسية مثيرة وربما تكون في غاية الروعة والجمال، لكن هذه الروعة والجمال جاءت على حساب جمال وروعة أخرى كانت في وقت ما تثير الدهشة في النفوس، لكن الزمن حولها الى ماض او تراث وبالنهاية هناك شيء حل محل شيء آخر على حساب شيء.
وإذا أخذنا التراث في منظور ما في أي مجتمع فهو وجه إبداعي يعدُّ جديدًا في عصْرِهِ، وإن يُنظر إليه على أنّه قديم الآن، بمعنى انه كان في وقت ما عنصر حداثة. وربما يكون جزءاً من التراث الإنساني المشترك للإنسانية في ارجاء المعمورة. إضافة الى كونه حالة خاصة لكل شعب وأمة تتباهى وتتفاخر بتراثها وحضارتها الشعبية، الأمر الذي يستدعي المحافظة على هذا الإرث مِنَ الضّياع والنّسيان والتدمير، لكي يظلَّ حيًّا في مخزون الذّاكرةِ والوعيِ الجماعيّ، تتناقلُهُ الأجيالُ جيلاً بعدَ جيل، وهي مهمة مشتركة للجميع أفراداً ومجتمعاً ومؤسسات لكن المهمة الأكبر تقع على عاتق الدولة أو من يمثلها في هذا الجانب من وزارة ثقافة. او العمل على تجديده وصونه بشكل لا يغير من معالمه الرئيسة بأي شكل من الأشكال.
وبالنّظر لأهمية التراث، فإنّ لكلّ ثقافةٍ قِيمَها المرتبطة بجذور الأسلاف والمتأصلة في المجتمع، ذلك لأنّ تراثَ كلِّ شعبٍ وأمة وقوم هو جزء من ثقافة المجمتع المتعاصرة والمتجددة على طوال الزمن، بيد ان لكل جديد بصمة من التراث، كما انه (اي التّراثُ) يُساهمُ في تأكيدِ الذّاتِ والهُويّةِ، ففيهِ ثروةٌ يمكن ان تغني الجميع.

2
الإنسانٌُ بطبعِيته تواق الى الجذور والماضي والأيام الخوالي الى عهدِ الطفولةِ والصبا، وهذا ينعكس على الأمم والشعوب أيضا فيتحول الأمر من حالة حنين فردية الى حالة حنين جماعية عامة تحن الى الإرث الشعبي المشترك بأنواعه المختلفة المعماري والحكائي والاجتماعي والمهني.
وما نلاحظه اليوم من تغيير في معالم مدننا عامة وبغداد خاصة يثير في نفوسنا ألماً وحسرة على تلك البنايات والبيوت الجميلة رغم بساطة التصميم والديكور الذي غالبا ما كان معماريا يدويا فنيا.
ان زحف ما يعرف اليوم بتغليف البنايات بالالكوبوند والزجاج المقوى حراريا والمقسى والزجاج العنكبوتي، الى بغداد حول المدينة الى مجموعة اشكال هندسية ملونة تخلو من أية لمسة معمارية او فنية وهذا يطمس هويتها الحقيقة وتراثها المعماري، فنشاهد كذا بناية غلفت باللون الأحمر وأخرى بالازرق واخرى بلون آخر وقد يكون هناك لونان او اكثر وهكذا، وحتى لو قلنا ان الهندسة المعمارية اخذت شكلا اخر اكثر حداثة، حينها سنشكو من مسألة عبثية اختيار الالوان بين بناية الى اخرى الامر الذي يشوه المنظر العام للمدينة.

3
ربما اكون من جيل لم تسنح له الفرصة بمشاهدة مدينة اوروبية لكن من خلال احاديث
الاصدقاء المغتربين عن المدن التي يقطنونها،
كذلك ما نشاهده لمدن عالمية من خلال التقارير والتحقيقات الاخبارية او الافلام السينمائية نجد
ان هناك بنايات تعود الى قرن او قرنين او اكثر،
واذا ما تفحصتها جيدا تجدها بحالة جيدة جدا،
وغالبا ما تكون هذه البنايات في سنتر المدن
الكبيرة مثل نيويورك، لندن، باريس، موسكو وغيرها من العواصم العالمية، التي تحولت الى رمز
الحداثة المعمارية، لكنها احتفظت بتراثها المعماري والشعبي الخاص، كما (انها أي البنايات التراثية اذا صح التعبيير) تحولت بشكل او بآخر الى ارث سياحي تحكي عظمة الهندسة المعمارية في تلك الفترة لكل مدينة.
وللأسف الشديد هذا الامر غائب في بغداد التي اخذ كل شيء يزحف عليها وغير الكثير من معالمها المعمارية التراثية والشعبية، كما غير الكثير من ارثها المتنوع سواء على صعيد الاعمال المهنية الشعبية ام العادات والتقاليد الاجتماعية والكثير الكثيرمن الحالات والشواخص الشعبية التي اخذت تختفي من مدننا عامة.



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الناقد
- الزعيم عبد الكريم قاسم والحكومة الجديدة
- النقد والإبداع والفن والأخلاق
- توقيع كتاب
- لماذا الا صرار على المنفى ؟
- صنعة الادب
- المثقف والمواطن والسلطة
- جمعة السينما
- الجيل السردي
- انتاج الثقافة
- تعقيبات نقدية
- غزل انتخابي
- لعبة برلمانية
- شناطات سور نينوى الامنية
- اشكالية الكتاب العراقي
- لا تسرقوا اصواتنا ثانية
- تصريخات
- نعم نستطيع ...
- ناقد حسب الطلب
- الشعوب هي التي تدفع الثمن


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين رشيد - تراث المدينة المعماري الشعبي