أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - الشفاعة بين الوثنية والدين السياسي (3)















المزيد.....


الشفاعة بين الوثنية والدين السياسي (3)


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3113 - 2010 / 9 / 2 - 07:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشفاعة بين الوثنية والدين السياسي (3)

الإسلام السياسي الفاشل

أنواع شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة


1- أن لكل نبي دعوة مستجابة على قومه قد دعا بها إلا نبينا محمد قد ادخرها شفاعة لأمته يوم القيامة. 2- أنواع شفاعة النبي يوم القيامة. 3- فضل التوحيد في عدم خلود صاحبه في النـار.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : ((لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا)).

{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} التوبة:128.

ومما يدل على رحمته -صلى الله عليه وسلم- وشفقته بأمته هذا الحديث، ومعناه: أن كل نبي له دعوة لأمته متيقنة الإجابة، وهو على يقين من إجابتها، وأما باقي دعواتهم فهم على طمع من إجابتها، وبعضها يجاب وبعضها لا يجاب. وقد دعا كل نبي لأمته في الدنيا، وادّخر النبي- صلى الله عليه وسلم- دعوته لأمته إلى أهم أوقات حاجاتهم وهو يوم القيامة: {يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم} الشعراء:88-89. {يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه * لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه} عبس:34-37. {يوم يقوم الناس لرب العالمين} المطففين:6.

في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حفاة عراة غرلا، في موقف صعب حرج، ضيّق ضنك على المجرمين، ويغشاهم من أمر الله - تعالى - ما تعجز القوى والحواس عنه.
عن المقداد بن الأسود- رضي لله عنه - قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل أو ميلين فتصهرهم الشمس، فيكونون في العرق كقدر أعمالهم، منهم من يأخذه العرق إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما)).
حتى إذا عظم الخطب، واشتد الكرب ألهموا أن يستشفعوا بالأنبياء فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟
فيقول: بعض الناس لبعض: ائتوا آدم. فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك.

اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربى غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي!! اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح! أنت أول الرسل إلى الأرض، وسمّاك الله عبدا شكورا، اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي نفسي !! اذهبوا إلى إبراهيم.

فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وذكر كذباته، نفسي نفسي !! اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى فيقولون: يا موسى أنت رسول الله، فضّلك الله برسالاته وبتكليمه على الناس، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي!! اذهبوا إلى عيسى. فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى أنت رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وقد كلمت الناس في المهد اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر ذنبا، نفسي نفسي !! اذهبوا إلى غير اذهبوا إلى محمد.

قال : ((فيأتون فيقولون: يا محمد أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد! ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفّع. فأرفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي. فقال: يا محمد! أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب. والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى)).



هذه الشفاعة العامة التي خص بها نبينا - صلى الله عليه وسلم - من بين سائر الأنبياء هي المراد بقوله: ((وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة)).



وهذه الشفاعة العامة لأهل الموقف إنما هي لتعجيل حسابهم وإراحتهم من هول الموقف.
وقوله : ((يا رب أمتي أمتي)) فيه اهتمام بأمر أمته، وإظهار محبته لهم، وشفقته عليهم.
وقوله : (( فيقال: أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن)) فيه دليل على أن من هذه الأمة من سيدخل الجنة بغير حساب، يتكئون فيها على سرر موضونة والناس ما زالوا في أرض الموقف.
وقد قال فيهم : ((يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب)). قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: ((هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون)).
وقال : ((وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب، مع كل ألف سبعون ألفا، وثلاث حثيات من حثيات ربي - عز وجل- )).
وهكذا تضمن حديث الشفاعة نوعين من أنواع شفاعته :

1- الشفاعة العظمى لأهل الموقف ليريحهم الله من هذا القيام.

2- شفاعته في جماعة من أمته أن يدخلوا الجنة بغير حساب.

3- والنوع الثالث شفاعته : في أقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فيشفع لهم فيدخلون الجنة.

4- شفاعته في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها.

5- شفاعته في رفع درجات من يدخل الجنة فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم.

6- شفاعته أن يؤذن لجميع المؤمنين في دخول الجنة.

7- شفاعته في أهل الكبائر من أمته ممن دخل النار فيخرجون منها.

وقد تواترت الأحاديث بهذا النوع، وأن هذه الشفاعة تتكرر أربع مرات، في كل مرة يحد الله له حدا فيخرجهم من النار، ثم يجئ الرابعة فيقول: ((يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله. فيقول الرب سبحانه: ليست هذه لك، ثم يقول: وعزتي وجلالي، وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله)).

وفي رواية: ((يقول الله - تعالى -: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار، فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط. قد عادوا حمما، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له: نهر الحياة. يخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر. ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر، وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض؟ فقالوا: يا رسول الله! كأنك كنت ترعى بالبادية. قال: فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم؟ يعرفهم أهل الجنة. هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدّموه. ثم يقول: ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون: ربنا! أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين. فيقول: لكم عندي أفضل من هذا، فيقولون: يا ربنا! أي شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدا)).

8- شفاعته - صلى الله عليه وسلم - في عمه أبي طالب أن يخفف عنه العذاب بما قدّم في الدنيا لدين الله ورسوله.
عن عبد الله بن الحارث قال: سمعت العباس يقول: قلت: يا رسول الله! إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك، فهل نفعه ذلك؟ قال: ((نعم، وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح)).
وقد أخبر – صلى الله عليه وسلم - أن أبا طالب في هذا الضحضاح يغلي منه دماغه، يرى أنه أشد أهل النار عذابا، وهو أهونهم عذابا.
ولا تعارض بين هذه الشفاعة وبين قول الله - تعالى - : {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} المدثر:48. لأن المراد من الآية: لا تنفعهم الشفاعة في الخروج من النار كعصاة المؤمنين الذين يخرجون من النار ويدخلون الجنة، أما شفاعته لعمه فهي فقط أن يخفف عنه العذاب بما قدم في الدنيا للدين.



هذه هي أنواع الشفاعات الكائنة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة.

أما قوله في الحديث: ((فهي نائلة إن شاء الله من أمتي من مات لا يشرك بالله شيئا)).
فقوله: ((إن شاء الله)) إنما قاله على جهة التبرك والامتثال لقوله تعالى: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله} الكهف:23-24 .
وقوله: ((فهي نائلة إن شاء الله من أمتي من مات لا يشرك بالله شيئا)) فيه دلالة لمذهب أهل الحق أن كل من مات غير مشرك لا يخلّد في النار وإن كان مصراً على الكبائر.
وفيه إشارة لوسيلة من الوسائل التي تدرك بها الشفاعة ، وهي: أن لا يشرك بالله شيئا، فمن أراد أن تناله هذه الشفاعة فليلق الله لا يشرك به شيئا، فإن من مات يشرك بالله شيئا لا تنفعهم شفاعة الشافعين.



وهناك وسائل أخرى منها:
1- الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم - عشرا في الصباح وعشرا في المساء، لقوله : ((من صلى عليّ عشرا إذا أصبح وعشرا إذا أمسى حلت له شفاعتي)).
2- سؤال الله للنبي - صلى الله عليه وسلم - الوسيلة بعد الأذان، لقوله : ((إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة)).
وعن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة)).

http://www.islamprophet.ws/ref/445





عندما يحدث التغير في إي قاعدة جماهيرية وتظهر فيها بوادر الاستجابة له .. يضطر الزعماء السياسيون إلى طرح أفكار مقاربه لذلك التغير لتعويض النقص الفكري في القاعدة أو اتخاذ أسلوب أخر كمعارض له.. أو استخدام نفس ألافكار التي جاء بها التغير وطرحها على القاعدة الجماهيرية للحفاظ على الكيان السياسي .. عندما تكون أفكار التغير اكبر وأوسع من التواء الزعماء على مصالحهم .. هذا يعني إن السيطرة قد خرجت من أيدهم فما عليهم إلا الاستجابة للتغير وألا سيكنون في نهاية الركب

ينقل لنا التنزيل خبر احد الزعماء الدينين السياسيين .. وهو ينظر لقاعدته الجماهيرية من خلال ومقارنه واقعيه لغرض إقناعهم والسيطرة عليهم فيما يملك من أموال وأولاد ومكانة اجتماعيه.. لينقل لهم واقع حاله فكريا إلى يوم القيامة ليجعل للملائكة شراكة مع الله في شفاعة كاذبة ومكانة له يوم القيامة .. مدعيا إن كل ما لديه من أموال وأولاد في الدنيا هو من فضل الله عليه لأنه يعبد بناته ((الملائكة)) .. ويقول إن الله هو الذي أعطاني الجاه والسلطان في الدنيا وسيفيض علي بمثله في الآخرة .. كان هدفه من هذا القول هو توجيه القاعدة الجماهيرية إلى فكر جديد لغرض للأعراض عن دعوة الحق والكفر بآيات لله مغبة فقدان قاعدته السياسية ..

أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً{77}

اخذ التنزيل إبطال ما ادعاه الزعم السياسي بآيات ابهتت إتباعه.. من المعروف إن يوم القيامة هو يوم الله .. فهو يوم غيبي لا يطلع عليه احد حتى وقوعه فعليا .. ينقل لنا التنزيل الحدث الديني فكريا لإبطال ما ادعاه الزعيم المعارض عندما ربط الأموال والأولاد بالشفاعة إشارة منه إلى إطماع يقدمها لإتباعه يوم القيامة.. من أين أتى بهذا القول.. هل هو اطلع على الغيب ..أي هل جاءه وحي من الله اخبره بهذا....أكيد لا ..أم اتخذ عند الرحمن عهدا.. هل انزل الله أية عاهد بها الزعيم المعارض بان الله سيأتيه مالا وولدا ....فأين دليل ادعائه...

أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً{78}

بما انه لم يطلع على الغيب ولم يتخذ عند الرحمن عهدا.. إذن. كان ادعائه كاذب.. ينقل لنا التنزيل الحدث الديني إلى يوم القيامة لاطلاع إتباعه على مصير الزعيم الكاذب المفتري ..كلا سنكتب ونحفظ عليه قوله وسنمد له بدلا من الأموال والأولاد من العذاب مدا .. وسيرث قوله لوحده ويأتينا يوم القيامة فردا ليس معه ماله ولا ولده ولا سلطانه ولا شركائه في الشفاعة


كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً{79}وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً{80}

بعد إن انفرد التنزيل بالزعيم السياسي وبين الله لإتباعه مصيره المخزي يوم القيامة .. يتوجه التنزيل إلى القاعدة الجماهيرية المشركة لإتمام الحدث الديني لتوضيح مصيرهم أيضا إذا استمر على هذه الخلفية الدينية ألاعتقاديه ..ربما هناك عزة حصلوا عليها لارتباطهم السياسي بهذه الأوثان لأنها نسبت إلى الله .. ولكن لا عزة لهم يوم القيامة .. كما إن هذه العزة التي اصطنعها لهم الزعيم السياسي من خلال بعض الإطماع ونقلها لكم إلى يوم القيامة.... لا صحة لها


وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً{81}

ربما يسأل سائل لماذا يصر الفكر الوثني على الإلهة التي يعبدونها من دون الله .. بالرغم من إن الله انزل من الآيات ما يبطل عبادتهم مزاعمهم والسبب ؟ لأنه في ضل تلك الإله شرعت قوانين ومصالح ينتفع منها زعماء دينيون وسياسيون وجعلت لهم رئاسة ومناصب وأصبحوا أصحاب رؤؤس أموال وقاده لشعوب وجماهير تهتف بأسمائهم .. فهم على يقين كامل إن هذه الأوثان لانتفع ولا تضر ولكن الغطرسة الفكرية والاستكبار والعجرفة والمصالح السياسية حالة بينهم وبين الإيمان أو التغير لما هو أفضل لهم .. نجد إن الزعيم السياسي نقل لإتباعه دور الملائكة بالشفاعة يوم ألقيامه... لكن الله نفى ذلك.. ليؤكد لهم أنهم سيكفرون بعبادتهم .. عندما تنقلب عليهم الملائكة لأنه لا ثقل لهن يوم القيامة ويكنون عليهم ضدا

كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً{82}

يوضح الله سبحانه وتعالى لمحمد الدوافع التي تمسك بها الكفار والتي دفعت بهم إلى الغطرسة الفكرية والاستكبار والمعارضة .. قال لله... الم ترى يا محمد إنا أرسلنا الشيطان على الكافرين تؤزهم ازا .. أي هناك شياطين من الجن والإنس يوحي بعضهم إلى بعض في صياغة الأكاذيب .. فهم في تحريك مستمر لأهدافهم مصالحهم فهم لا يرون غيرها ولا يستطيعون التخلي عنها ...هذا مما جعلهم في إسرار على المضي في معارضة الدعوة خوفا من فقدان مكاسبهم السياسية... وان كانوا على خطا

أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً{83

فلا تعجل عليهم يا محمد ولا تكن في ضيق مما يقول هؤلاء إنما لهم يوم نعده لهم.. وسيشهد ذلك اليوم إعداد خاص للفصل بينهم .. لم يخفي الله سبحانه على المشركين إلية الفصل.. إنما نقل التنزيل الحدث الديني فكريا إلى يوم القيامة لكي يطلع أصحاب الزعيم المعارض على حالهم يوم القيامة ... فعندما تبدأ عملية الفصل بحشر المتقين إلى الرحمن وفدا .. وزجر المجرمين إلى جهنم وردا .. أين يكون دور الشفعاء في ذلك اليوم إذ كان مصير المجرمين من الفريق المعارض في النار .. أكيد لا شفاعة لهم

فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً{84} يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً{85} وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً{86}

بعد إن أبطل الله سبحانه ادعاء الزعيم السياسي المعارض عندما قال.. لأوتين مالا وولدا .. بقول فند ادعائه... اطلع على الغيب أم اتخذ عن الرحمن عهدا .. وعلمنا مصير المجرمين من إتباع الزعيم السياسي عندما قال الله.. ونسوق المجرمين إلى جهنم وراد ... إذن لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ..بما إن الله سبحانه لم يعاهد احد على الشفاعة ولم يقل إن الملائكة تشفع ولا الأنبياء ولا الزعيم المعرض.. إذن كل ما قاله الزعيم المعارض عن الشفاعة وما حملته القاعدة الجماهيرية عن شفاعة الملائكة لا صحة له ... فلاشتباه وقع على أداة الاستثناء التي دخلت على الجملة بعد إن نفت امتلاك الشفاعة لأحد... فكان الاعتقاد في قوله... لا من اتخذ عند الرحمن عهدا ..((أي من سمح له الرحمن بالشفاعة)) بما إن الله لم يعهد لأحد بالشفاعة ..ولم ينزل أية في القران تؤكد لنا إن الملائكة أو الأنبياء سيشفعون .. إذن الكلام هنا يعود إلى العهد وليس للشفاعة .. والمراد هنا إبطال قول الذين قالوا اتخذ الرحمن ولدا .. لان المشركين جعلوا عهدا كاذبا للملائكة بالشفاعة لأنهن بنات الله .. فالمراد هنا إبطال وتكذيب الذين قالوا اتخذ الله والدا ...

لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً{87} وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً{88}

لقد استغل مؤلفي الأديان السياسية العاطفة الدينية لدى المتدينين لمصالحهم وأهدافهم السياسية والدنيوية .. حتى اعتقدت القاعدة الجماهيرية إن ما نسب إلى الله من ولد .. هو من ثوابت الإيمان فاخذ الناس يجعلون مع الله شريكا .. لذلك بدا التنزيل بوضع العاطفة الدينية في مكانها الحقيقي .. وتصيح الاعتقاد بالله .. لقد جئتم شيئا ادا ..أي قول شنيع تكاد السماوات يتفطرن من قولكم هذا وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا .. إن دعوتم للرحمن ولدا .. والولد هنا ليس الذكر فقط إنما للأنثى أيضا لان كلمة ولد جاءت من ولد أو مولود فكلمة ولد تطلق على الذكر والأنثى .. ما ينبغي للرحمن إن يكون له ولد ... لماذا؟؟ لان كل من في السماوات من ملائكة وفي الأرض من أنبياء..وبشر أتي الرحمن عبدا .... لقد أحصاهم ...أي جمعهم وعدهم عدا واحد.. واحد .. وجميع الملائكة والأنبياء وبني البشر أتيه يوم القيامة فراد .. الهدف الفكري من هذه الآيات إن جميع المخلوقات من ملائكة وأنبياء وبني البشر سيأتون وهو مسئولون عن إعمالهم فلا احد يشفع لأحد

لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً{89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً{90} أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً{91} وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً{92} إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً{93} لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً{94} وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً{95}




أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً{77} أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً{78} كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً{79} وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً{80} وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً{81} كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً{82} أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً{83} فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً{84} يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً{85} وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً{86} لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً{87} وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً{88} لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً{89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً{90} أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً{91} وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً{92} إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً{93} لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً{94} وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً{95}


مجموعة هذه الآيات تبطل الشفاعة وتبطل مزاعمها

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{47} وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ{48}

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ{254}

إذن لا شفاعة للمسيح ولا للقسيسين ولا للملائكة ولا لمحمد



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشفاعة بين الوثنية والدين السياسي (2)
- رد على فسفسة على السوري
- رد على مقالة سعد علم الدين ..في نظرة تحليليه لموضوع الكذب في ...
- رد على مقالة كامل علي في... الملائكة كتبة الإعمال
- الشفاعة بين الوثنية والدين السياسي(1)
- ضيف إبراهيم بين الكتاب المقدس والتنزيل
- رد على مقالة كامل النجار في...كيف خسر المسلمون بإلغاء العبود ...
- عهد إبراهيم بين الكتاب المقدس والتنزيل
- رد على مقالة رعد الحافظ مناظره رمضانيه
- سارة وهاجر بين الكتاب المقدس والتنزيل
- رد على تخاريف كامل النجار وتخاريف الأزهر (الأخيرة )
- إبراهيم وذريته بين الإسلام السياسي والتنزيل
- رد على مقالة كامل النجار في ...تخاريف رجال الأزهر 3
- رد على مقالة كامل النجار في... تخريف رجال الازهر2
- رد على مقالة عهد صوفا في.. لماذا نجح اليهود وتخلف المسلمون
- رد على مقالة كامل النجار في تخاريف رجال الأزهر
- رد على مقالة طريف سردست.. في ..هل شهادة لا اله الا الله ؟ شه ...
- العاديات ضبحا ...بين العلمانية وبول البعير
- رؤيا إبراهيم بين الكتاب المقدس والتنزيل
- رد على مقالة ادم عربي في ..هل المرأة ناقصة عقل ودين


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - الشفاعة بين الوثنية والدين السياسي (3)