أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض الحبيّب - لقطات من ظروف الجوع














المزيد.....

لقطات من ظروف الجوع


رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 19:21
المحور: المجتمع المدني
    


إن منظر أفواه فراخ الطير في عشّ وهي تستقبل الأمّ بصفير الجوع مؤثر في النفس أعمق تأثير. تحاول الأمّ إطعام جميع فراخها ممّا جمعت من طعام تيسّر لها هنا وهناك. وكم انتابتني من رغبة لمساعدة الأم على إطعام الفراخ برمي فتات الخبز لها وفضلات الرز المطبوخ ما فاض عن حاجتي. ذلك على رغم الإزعاج الذي تحدثه أصوات الطيور في أوقات مختلفة من النهار والليل وهي تقيم مؤقتاً فوق المنازل وسائر المباني ذوات سطوح القرميد المائلة والمألوفة في دول الغرب. فكيف لي أن أصف مشاعري إزاء منظر يجسّد صراخ طفل رضيع ليس في ثديَي أمّه قطرة من الحليب والأمّ نفسها تتضوّر جوعاً لعدم توفر لقمة العيش والبقاء على نسمة الحياة والاستمرار؟
ولا يكاد يفارق الذاكرة مشاهدة تجمّعات بشرية بهيئة هياكل عظميّة من جميع الأعمار في معالم أفريقيا ومجاهلها وفي سائر بلدان العالمَين الثالث والرابع. لكني في الجهة المقابلة أشيد بقيام منظمات الإغاثة سواء المحليّة والدولية بمحاولات حثيثة لمساعدة الفقراء أينما وُجدوا على رغم المخاطر التي يتعرّض لها عمّال الإغاثة.

وقد عبّر أهل الأدب والفن كلّاً من موقعه عن المجاعة وتحديد الأسباب المؤديّة لها واقتراح السبل الكفيلة بمعالجتها هذا بقلمه وذاك بريشته. فتحضرني في الأدب رواية "الأم" للأديب الروسي مكسيم غوركي 1868ـ 1936 والتي صوّر فيها بؤس الفقراء ونضال الطبقة الكادحة إزاء الظلم والاستغلال ورواية البؤساء Les Misérables‏ للأديب الفرنسي ڤـكتور هوگو 1802- 1885 التي صوّر من خلالها الظلم الإجتماعي في فرنسا من تاريخ سقوط ناپوليون عام 1815 حتى الثورة الفاشلة ضد الملك لويس فيليپ الأول سنة 1830 وهناك روايات أخرى كثيرة لا تزال محفوظة في كتب التراث لدى جميع الأمم وقد ترجم منها الكثير بلغات عدّة.

كما تحضرني بالمناسبة حكاية طريفة رُويت عن السياسي المخضرم تشرشل والأديب الساخر برنارد شو؛
قال الأوّل- وكان ضخم القوام: مَن يرَكَ يا شو يظنّ أنّ في إنگـلترا مجاعة!
ردّ الثاني- وكان نحيلاً: ومن يرك يظنّك أنت سبب المجاعة!

أمّا الرسّامون والمصوّرون فمنهم من أبدع ومن فازت مادّته بجائزة محليّة أو عالميّة في كلّ مرّة تقام المعارض والمسابقات. فإحدى الجوائز كانت من نصيب فـنّان رَسَم لوحة تظهر بيتاً من بيوت العنكبوت مُحيطاً بمخرج أحد الجياع. أمّا على الإنترنت فقد عثرت على صورة لفم مفتوح يبني العنكبوت بيتاً داخله. وفاز أحد المصوّرين بجائزة عن التقاطه صورة لطير جارح يقف على مقربة من طفل أفريقي جائع وهو على وشك مفارقة الحياة.

وتشير إحدى الإحصائيّات مؤرخة في 19 حزيران-يونيو 2009 إلى أن عدد الذين يعانون من سوء التغذية في العالم قد تجاوز المليار نسمة، أي نحو سدس سكان العالم الإجمالي- راجع تقرير بي بي سي التالي
http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/8109698.stm

وكان نحو 923 مليون شخص في العالم يعانون من سوء التغذية في العام 2007 أي بزيادة قدرها 80 مليون منذ الحقيبة ما بين العامَين 1990 – 1992 أمّا اللافت فهو ما صرّحت به منظمة الأغذية والزراعة FAO بأن العالم ينتج بالفعل ما يكفي من الغذاء لإطعام كل شخص ليس ستة مليارات نسمة فحسب، بل يمكن تأمين تغذية مزدوجة أي ما يكفي اثني عشر مليار نسمة.
وعند حساب القيمة العددية المتوسطة، يلاحظ موت 36 مليون شخص كل سنة بسبب سوء التغذية سواء مباشرة أو بصورة غير مباشرة، ما يزيد على حالة حدوث وفاة واحدة في الثانية الواحدة. وفي المتوسط أيضاً؛ يموت طفل واحد دون سن الخامسة كل خمس ثوان كنتيجة مباشرة لسوء التغذية أو غير مباشرة. أمّا سنوياً فيموت ستة ملايين طفل، أي أزيد من نصف مجموع وفيات الأطفال. لذا يتحمّل العالم نفسه وتحديداً حكومات العالم مسؤولية المجاعة وسوء التغذية.
____________________________

ملاحظة: إنّ جانب الإحصائيّات في المقالة مترجم عن الرابط التالي
http://en.wikipedia.org/wiki/Hunger



#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُسجُوعة الإكتشاف
- ضوء على تجربتي مع الحوار المتمدن
- وينك يا زلمه؟ رسالة إلى جهاد علاونه
- مِن مصادر كلمة «الرحمن» قبْل القرآن
- باقة ورد- إلى سيمون خوري
- وقفة حِيال اٌمرئ القيس وعُبَيْد بن الأبرص
- ضِقتُ ذرعَينِ يا رقيبَ الحوارِ
- حبيبتي حِرتُ كيف أقنِعُها
- حديث الحيوان في السيرة والقرآن
- ثلاثة عبادلة
- إنْ تتُوبا إلى اللهِ فقدْ صَغتْ قلوبُكُما...- التحريم: £ ...
- هل المقصود بالنكاح: الزواج؟
- المرأة أوّل شاهد على قيامة المسيح
- أصبح عندي الآن مزهريّة
- فن الكتابة وعار السرقة
- سابعاً: شطرنج السيدات
- الشطرنج تاريخاً وعِلماً... سادساً
- الشطرنج تاريخاً وعِلْماً... خامساً
- جامعة الدول المتوسطية
- الشطرنج تاريخاً وعِلْماً... رابعاً


المزيد.....




- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...
- إعلام عبري: مجلس الأمن الإسرائيلي بحث سرا سيناريوهات اعتقال ...
- ذياب: يطالب بالافراج عن المعتقلين والنشطاء فورًا، ويقول سياد ...
- الخارجية الإسرائيلية: قرار ألمانيا تجديد التعاون مع -الأونرو ...
- بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر ...
- تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟
- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض الحبيّب - لقطات من ظروف الجوع