اعراس الواوية في شهر رمضان

فراس الغضبان الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 18:10
المحور: كتابات ساخرة
    

لا اعرف بالضبط المعنى الحرفي أو الدلالي ( لعرس واوية ) الذي غالبا ما يتكرر في كتابات البعض وسخريتهم من بعض الظواهر الاجتماعية والسياسية والمهنية لكن اعتقد إن الثيمة لمعنى هذا العرس هو ( الفرحة التي لا تدوم ) وهنا مربط الفرس كما يقولون حيث إن العراق اليوم مليء بهذه الإعراس والسبب هي الفوضى الخلاقة التي أتى بها الأمريكان وسهلت دخول الطارئين على كل مفاصل الحياة في العراق سواء كانت في السياسة والاعلام و التجارة أو المهن والحرف وأصبحوا بين ليلة وضحاها على أنهم أسياد الموقف وإيهام الناس من خلال حركاتهم البهلوانية وخطبهم الجوفاء وصراخهم في الفضائيات مثل بنات آوى وعلى طريقة الواوية الويو الويو الويو .

منذ ستة أشهر نصبح ونمسي على أعراس واوية العراق الجديد وهي تصرح إنها ستشكل الحكومة فتعلن إن يوم غد تعلن توافقها على برنامج سياسي وان تشكيل الحكومة بات تحت اليد لكننا نفاجئ إن يوم غد وعبر الفضائيات لا يعدوا أكثر من عرسا للواوية وهذا على صعيد القمة السياسية .

إما على الأصعدة الأخرى ففي كل يوم واختصاص ومناسبة يوجد عرس .. فعلى صعيد الوزارات و مسؤولي الخدمات و المنظمات والاتحادات تصريحات ووعود ولقاءات واجتماعات تنتهي مثل سابقاتها بعرس الواوية .

وآخر البدع التي تمارسها بعض الشخصيات السياسية ورؤساء بعض الكتل والأحزاب ومختلف الاختصاصات وبضمنها أيضا منظمات المجتمع المدني قيامها بعرس واوية لكن هذه المرة يتخذ من شهر رمضان شعارا للوحدة الوطنية ولم شمل العراقيين فينفقون المليارات على موائد رمضانية كاذبة مسيسة لا تعدو كونها عرسا وضحكا على الذقون ، ويريدون إن يمرروا هذه اللعبة من خلال استغلال الدين وشهر رمضان ، حيث إن اغلب الحاضرين والمدعوين ليس لهم علاقة بهذا الشهر الفضيل لا من بعيد ولا من قريب لان اغلبهم يجاهرون بالإفطار وارتكاب المعاصي .

إن موائد الإفطار هذه التي أقاموها هي لإغراض سياسية بحتة ومدفوعة الثمن وهي كذلك للنفاق الاجتماعي والمجاملات وفواتيرها تدفع من خزينة الدولة وليس من جيوبهم الخاصة .. فهل سيبارك الله في هذه الأعراس غير الشرعية وهذه الموائد الرمضانية السياسية التي يقوم بها هؤلاء المنافقون ويدفع ثمنها العراقييون يوميا و بالعشرات نتيجة خلافاتهم على الكراسي والمناصب والامتيازات ولغتهم الوحيدة هي المفخخات والعبوات واللاصقات .

وفي الختام متى تنهي أعراس واوية العراق ..!! .

[email protected]

#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات