أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باقر الفضلي - فلسطين: المفاوضات المباشرة غاية أم وسيلة..؟!















المزيد.....

فلسطين: المفاوضات المباشرة غاية أم وسيلة..؟!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 14:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعزيمة وإرادة وطنية، حزم أمره الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس على طريق الذهاب الى واشنطن لحضور المفاوضات المباشرة، مع الجانب الإسرائيلي ، برعاية كل من الرئيس الأمريكي والعاهل الأردني والرئيس المصري، ودعم اللجنة الرباعية الدولية، وكله ثقة بأنه يضع قدميه على أرضية فلسطينية صلدة، واثقة من مشروعية مطالبها، ليخوض غمار معترك غاية في التعقيد والتشابك، وأمام مفاوض مغتصب لحقوق الشعب الفلسطيني؛ مفاوض ظل عبر أكثر من ستة عقود من السنين يحاول طمسها، بالإنكار والإحتلال والتعسف وكل وسائل الحرمان والإضطهاد..!


لقد أكد السيد ابو مازن من خلال كلماته الأخيرة وهو على طريق الذهاب الى واشنطن، إدراكه التام لحقيقة ما يراد من وراء تلك المفاوضات المباشرة، في نفس الوقت الذي أخذ فيه بالإعتبار، الآراء المعارضة لهذه المفاوضات، فرسم من خلال تلك الكلمات الدقيقة صورة واضحة للواقع السياسي الراهن، بعيداً عن أي تجاهل لتلك الاراء، ليثبت بأن الهدف المبتغى، ليس المفاوضات المباشرة بنفسها، بقدر ما هو خوض تلك المفاوضات كأحدى الوسائل النضالية المشروعة للشعب الفلسطيني ممثلاً بسلطته الوطنية، من أجل إسترجاع حقوقه المغتصبة، وإثبات قدرة الشعب الفلسطيني على إقامة دولته الديمقراطية المستقلة، في إطار قرارات الشرعية الدولية، وتأييد المجتمع الدولي ودعم إرادة الشعوب العربية الشقيقة..!(*)


فالإحتكام الى المفاوضات المباشرة، رغم كل الإعاقات التي قد وضعها الجانب الإسرائيلي، وفي مقدمتها الإستيطان وحق العودة وموضوع الأسرى ورسم وتثبيت حدود الدولة الفلسطينية، يبقى سلاحاً نضالياً حاسما، في ظل دعم الشرعية الدولية وتأييد المجتمع الدولي، وأحد وسائل المقاومة المشروعة في مثل تلك الأجواء المساندة للقضية الفلسطينية، وأمام إرادة الشعب الفلسطيني الجبارة في مواصلة الكفاح بكل أشكاله ووفقاً لظروفه المناسبة..!


فليس وكما قيل أو ما يقال، بأن حضور المفاوض الفلسطيني لمثل هذه المفاوضات، ليس إلا من قبيل التظاهر والبروتوكول، أو مجرد تلبية للطلب الأمريكي الذي تصب منافعه في خدمة الرئيس الأمريكي المقدم على إنتخابات قريبة، أو نزولاً عند مآرب إسرائيلية حسب..!


إذ لا يخلو مثل هذا التصور الشكلي والمبسط للموقف الفلسطيني، من حالة الإحباط وضعف الأمل، المرتبطتين بتأثير الموقف الإسرائيلي المتعنت، الذي ما فتأ ينعكس سلباً على نفوس العديد من مراقبي مشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومن يهمهم مصير هذا الصراع من أصحاب القضية نفسها والمؤازرين لها، وهذا نفسه ما يحاول تعميق صداه، الجانب الإسرائيلي في نفوس الفلسطينيين وأصدقائهم بإستمرار، إذ ليس هناك من الصعوبة بمكان، من إيجاد التفسيرات الكثيرة والمبررات المناسبة لحالة الإحباط وفقدان الأمل، فليس أفضل من التعكز على عنجهية الجانب الإسرائيلي المسنود بتعنت اليمين الحاكم بقيادة نتنياهو ولبرمان، وبالتالي فإن "الرفض" دائماً، هو أسهل الحلول، خاصة إذا كان مشبعاً بما يجمله من الشعارات الوطنية والقومية، ومن هنا يمكن تلمس الأسباب التي تكمن وراء التخوف من أية نتائج إيجابية أو نجاحات لهذه المفاوضات المرتقبة، إذ بحصولها سوف تتساقط مثل تلك الشعارات كالأوهام؛ وليس غريباً أيضا، أن توصم أية نجاحات سلفاً فيما إذا ما تحققت، وهذا ما قيل حتى قبل بدءها، بأنها ستكون ذات "طابع إسرائيلي" وستصب لمصلحة إسرائيل حسب..!!؟



وأزاء وضع مثل هذا، سوف لن يوفر الجانب الإسرائيلي بقيادة السيد نتنياهو جهداً في تعميق الإنشقاق الفلسطيني، من خلال الترهيب والتهديد ، والضغط النفسي والمادي، والإكثار من لوائح الشروط، ومنها الضغط بلزومية الإعتراف بيهودية دولة إسرائيل، والتحايل على خطط الإستيطان وغيرها من محاولات التسويف والتهرب من موجبات ما تلزمه قرارات الشرعية الدولية؛ وهذا ما سيضفي على طابع المفاوضات القادمة، حالة من التوتر والسلبية، وهو في تقديري، ما لفت اليه النظر، الرئيس الفلسطيني ، حيما أشار الى أمله:


"في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ المنطقة فاننا نأمل أن نجد لنا في اسرائيل شريكا قادرا على اتخاذ قرارات ومواقف جوهرية ومسؤولة نحو انهاء الاحتلال وضمان الامن الحقيقي لكلا الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي." (**)



فمن خلال الموقف الذي رسمه السيد محمود عباس، لم يعد هناك في الأفق، ما يمكن أن يزرع في قلوب الفلسطينيين، من المخاوف ما قد يمنعهم من الحضور الى المفاوضات المباشرة، وهم أصحاب الحق المشروع الذي قدموا من أجله، مئات الألوف من الشهداء، ومئات الألوف من المشردين واللاجئين، وما عانوه ويعانوه اليوم من جبروت الإحتلال والعنت الإسرائيلي العنصري الغاشم، عبر أكثر من ستة عقود من السنين..!!



إن خوض غمار هذا النوع من المقاومة، له من دلالات الحكمة والمقدرة في القيادة، ما تؤكده كل تجارب التأريخ في حل المنازعات بين الشعوب، وفي نهايات الحروب المدمرة، ولا ينسى المرء، الوقفة الجريئة والشجاعة للرئيس الراحل المناضل ياسر عرفات، قبل 17 عاما في أوسلو، ، التي كان من نتائجها الكبيرة، ما تتمتع به اليوم القضية الفلسطينية، من وجود مادي ومعنوي، أرسيت ورسمت من خلاله، الخطوات الحاسمة في اعتراف المجتمع الدولي والشرعية الدولية بهذا الوجود، وبمشروعية الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني وفق قرارات تلك الشرعية؛ وما إشاعة الحالة الديمقراطية ومؤسسات السلطة الوطنية الديمقراطية، إلا من ثمار ذلك الإقدام الشجاع لمنظمة التحرير الفلسطينية التي قادها الراحل الشجاع المناضل ياسر عرفات، مسجلاً بذلك درساً حكيماً في طريق حرية الشعوب، وأملاً نيراً لأجيال اليوم والمستقبل..!
_____________________________________________
(*) http://www.amad.ps/arabic/?action=detail&id=83746

(**) http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE67S0FN20100829?sp=true





#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو: هل سيحقق السلام..؟!
- فلسطين: المفاوضات المباشرة وضرورة الموقف الموحد..!
- العراق: تشكيل الحكومة الى أين..؟!
- العراق: مجلس النواب يوصد الأبواب..!
- العراق : تشكيل الحكومة والقرار/ 1936 ..!
- العراق: الحلول الصعبة..!
- صورعراقية معبرة تحاكي الواقع السياسي..!
- شهداء الإعلام والصحافة جنود مجهولون..!
- العراق :الفشل والصراع..!
- لبنان: المحكمة الدولية الخاصة من جديد..! (*)
- العراق: السؤال الصعب..!!
- فلسطين: أرض وشعب موحدان..!
- العراق: سرقة النفط في الزمن الصعب..!؟
- لغيرك ما لثمتُ يدا..!(*)
- العراق: إشكالية الكتلة النيابية الأكبر..!2_2
- العراق: تشكيل الحكومة ومأزق التدخل..!
- العراق: الكهرباء وحكمة الفشل..!!
- البصرة بين نارين: لهيب الصيف ورصاص الشرطة..!!(*)
- من هو المحاصر..؟!
- البَحرُ الحَزين..!*


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باقر الفضلي - فلسطين: المفاوضات المباشرة غاية أم وسيلة..؟!