أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - الناس يولدون أحراراً، ولكنهم يُسْتَعْبَدُون أينما ذَهَبوا..لجان جاك روسو، الأدب العالمي ( المكتبة الالكترونية)















المزيد.....



الناس يولدون أحراراً، ولكنهم يُسْتَعْبَدُون أينما ذَهَبوا..لجان جاك روسو، الأدب العالمي ( المكتبة الالكترونية)


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 10:06
المحور: الادب والفن
    


الناس يولدون أحراراً، ولكنهم يُسْتَعْبَدُون أينما ذَهَبوا..لجان جاك روسو، الأدب العالمي ( المكتبة الالكترونية)


اللهجة في روح اللغة.
ان قلبي الحساس كان أس بلائي كله
الطريقة الوحيدة لتفادي الخطأ هي الجهل.
إن القلب نفسه يدق في كل الصدور الإنسانية.
لو كان العالم في كفة وأمي في كفة لاخترت أمي.
فقدت أمي حياتها بولادتي فبولادتي بدأ سوء حظّي .
المرأة تحيا لتسعد بالحب، والرجل يحب ليسعد بالحياة.
لا تتجاوز حقوقك، فحقوقك ستصبح قريباً غير محدودة.
القوانين الجيدة تؤدي لخلق قوانين أفضل، والقوانين السيئة تؤدي إلى قوانين أسوأ.
الناس الذين يعرفون القليل يتحدثون كثيراً، أما الذين يعرفون الكثير فلا يتحدثون إلا قليلا.
حرية الفرد لا تكمن في أنه يستطيع أن يفعل ما يريد، بل في أنه لا يجب عليه أن يفعل ما لا يريد.
إن قلبي الحساس كان أس بلائي كله قد تغفر لك المرأة القسوة والظلم، لكنها لا تغفر لك عدم الاهتمام بها.
لكي تكتب رسالة عشق عليك أن تبدأ دون أن تعلم ماذا تريد أن تقول وأن تنتهي دون أن تعلم ماذا قلت.

قبل أن أتزوج كان لدي ستة نظريات في تربية الأطفال، أما الآن فعندي ستة أطفال وليس عندي نظريات لهم.

فيلسوف سويسري، كان أهم كاتب في عصر العقل. وهو فترة من التاريخ الأوروبي، امتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلاديين. ساعدت فلسفة روسو في تشكيل الأحداث السياسية، التي أدت إلى قيام الثورة الفرنسية. حيث أثرت أعماله في ا لتعليم والأدب والسياسة.




"كرونولوجيا جان جاك روسو"
- في عام 28 يونيو 1712-2 يوليو 1778، ولد جان جاك روسو في مدينة جنيف بسويسرا. وكانت أسرته من أصل بروتستانتي فرنسي، وقد عاشت في جنيف لمدة مائتي عام تقريبًا. توفيت أمه عقب ولادته مباشرة، تاركة الطفل لينشأ في كنف والده، الذي عُرف بميله إلى الخصام والمشاجرة.
- في عام 1722 تولى عم روسو مسؤولية تربيته.ونتيجة لإحدى مشاجرات والده الذي اضطرإلى الفرار من جنيف.
- في عام 1728 ، هرب روسو من جنيف، وبدأ حياة من الضياع، ومن التجربة والفشل في أعمال كثيرة. كانت الموسيقى تستهويه دوماً، وظل لسنوات مترددًا بين احتراف الكتابة أو الموسيقى.
- في عام 1730 ، التقى روسو بالسيدة لويز دي وارنز، وكانت أرملة موسرة. وتحت تأثيرها، انضم روسو إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ومع أن روسو كان أصغر من السيدة دي وارنز باثني عشر أو ثلاثة عشر عامًا، إلا أنه استقر معها بالقرب من مدينة شامبيري، في دوقية سافوي. وقد وصف سعادته بعلاقتهما في سيرته الذاتية " اعترافات"
- في عام 1740 هجر روسو عام 1765 أو 1766م - 1770م، ونُشرت عامي 1782م و 1788م، ولكن العلاقة لم تدم، فقد هجرها روسو السيدة لويز دي وارنز.
- في عام 1742 ، كان روسو في باريس يجري وراء الشهرة والثروة، وقد سعى إلى احتراف الموسيقى. وكان أمله يكمن في وضع نظام جديد للعلامات والرموز الموسيقية قد كان ابتكره. وقدم المشروع إلى أكاديمية العلوم، ولكنه أثار قدرًا ضئيلاً من الاهتمام. في باريس، اتَّصل روسو بـالفلاسفة وهي جماعة من مشاهير كتاب وفلاسفة العصر. وحصل على التشجيع المادي من مشاهير الرأسماليين. ومن خلال رعايتهم،
- خلال عامي 1743، 1744م ، خدم روسو أمينًا للسفير الفرنسي في البندقية.
- في عام 1749 ، كانت نقطة التحول في حياته ، حين قرأ عن مسابقة، تكفَّلت برعايتها أكاديمية ديجون، التي عرضت جائزة مالية لأحسن مقال عن الموضوع، وهو ما إذا كان إحياء النشاط في العلوم والفنون من شأنه الإسهام في تطهير السلوك الأخلاقي. وما أن قرأ روسو عن المسابقة حتى أدرك المجرى الذي ستتّجه إليه حياته. وهو معارضة النظام الاجتماعي القائم، والمضيّ فيما بقي من حياته في بيان الاتجاهات الجديدة للتنمية الاجتماعية.
- فى عام 1750 فازالمؤلف بجائزة ” الأخلاق ” من اكاديمية العلوم والآداب بديجون عن موضوعته :” فيما إذا ساهم تجدد العلوم والفنون فى تهذيب الأخلاق ؟” وكتب يقول ” إنه بقدر ما كانت علومنا وفنوننا تتقدم نحو الكمال ، كانت اخلاقنا تفسد ، ونفوسنا تتعفن ” وخاطب الفضيلة ، العلم الأسمى للنفوس البسيطة قائلا :” ألا يكفى من أجل تعلم قوانينك أن يعود المرء الى ذاته ، وأن يصغى لصوت ضميره أثناء صمت الشهوات ” . وجوهر أطروحته الذى يثمتل فى القول بأن ” النمو المتتالى للحاجات كان شرا ، وأن تكاثرها الذى لا ضرورة له تهورا كبيرا ” . وكذا سؤاله حول ” اصل الامساواة بين البشر ، وما إذا كان القانون الطبيعى يسمح بذلك ؟ ” واراد لنا ان نرى إنسان الطبيعة الذى لم يكن طيبا ولا شريرا والمتحلى بفضيلة الشفقة التى هى شعور طبيعى ظابط لنشاط حب الذات . وكذا فى مقارباته للملكية الخاصة التى هى قبر المساواة ومنها قولته : ” إن الشخص الأول الذى أستهدف ، بتسويره لأرض ما ، أن يقول هذه لى ، ووجد أناسا بسطاء ليصدقونه ، كان المؤسس الحقيقى للمجتمع المدنى ، كم من جرائم وحروب وقتل ، كم من بؤس وفضائع كان يمكن أن يوفرها على الجنس البشرى ذاك الذى كان يمكن أن يصرخ امام اقرانه ، وهو ينتزع الأوتاد او يطمر الحفر، قائلا : ان الأرض ليست ملكا لأى شخص
- في عام 1754 استعاد حقوق المواطنة في جنيف بعد عودته الى المذهب البروتستانتي.
- في عام 1757 اختلف مع الفلاسفة؛ لأنه استشعر منهم الاضطهاد.
- بين عامي 1772 - 1776م، كتب جان جاك روسو ثلاث محاورات صدرت تحت عنوان قاضي جان جاك روسو ونُشرت عام 1782 حاول فيها الرد على اتهامات نقاده، ومن يعتقد أنهم كانوا يضطهدونه.
- بين عامي 1776 و1778م، ونُشرت عام 1782 ،كتب أحلام اليقظة للمتجول الوحيد الذي اتسم بالجمال والهدوء.
- كتب الشعر
- ومسرحيات بصورة نثرية
- له أعمالاً موسيقية من بينها مقالات كثيرة في الموسيقى
- ومسرحية غنائية (أوبرا) ذات شأن تسمى عرّاف القرية،
- في عام 1767 أصدر معجم الموسيقى ،
- في عام 1781 صدرت له مجموعة من الأغنيات الشعبية بعنوان العزاء لتعاسات حياتي.
- كتب روسو في علم النبات.
- في عام 1761 قام روسو بانتقاد المجتمع في رسائل عديدة. ففي رسالته تحت عنوان: "بحث في منشأ وأسس عدم المساواة" هاجم المجتمع والملكية الخاصة باعتبارهما من أسباب الظلم وعدم المساواة.
- في عام 1761 اصدر كتابه "هلويز الجديد" وهو مزيج من الرواية الرومانسية والعمل الذي ينتقد بشدة زيف المبادئ الأخلاقية التي رآها روسو في مجتمعه.
- في عام 1762 اصدر كتابه "العقد الاجتماعي" ، وهو علامة بارزة في تاريخ العلوم السياسية، قام روسو بطرح آرائه فيما يتعلق بالحكم وحقوق المواطنين.
- في عام 1762 صدرت روايته الطويلة "إميل" أعلن روسو فيها أن الأطفال، ينبغي تعليمهم بأناة وتفاهم. وأوصى روسو بأن يتجاوب المعلم مع اهتمامات الطفل. وحذر من العقاب الصارم ومن الدروس المملة، على أنه أحس أيضًا بوجوب الإمساك بزمام الأمور لأفكار وسلوك الأطفال.




"مختصرات من روائعه "

"اعترافات"
"في الجزء الاول "
يروي روسو قصة صغيرة حصلت له في الطفولة الاولى، هي التي دفعته في ما بعد الى كتابة "اعترافاته" او مذكراته لتبرير نفسه.
* قصة ماريون
كان يشتغل كخادم لدى احدى العائلات الايطالية بعدما هرب من بيته وعائلته في جنيف وهام على وجهه كما هو معروف. وفي يوم وقع بصره على وشاح جميل فقرر سرقته وإهداءه الى الخادمة الاخرى التي تشتغل في البيت: ماريون.
لكن بعدما انكشف أمره خاف من الفضيحة، فاتهمها بأنها هي التي سرقته، فطلب سيد البيت من الخادمة ان تمثل بين يديه لكي تحصل المواجهة بين الاثنين ويعرف مَن هو الكاذب، وهل هي السارقة أم هو. وبما انها بريئة كلياً فقد بهتت في البداية ولم تعد تعرف ماذا تقول، فراحت تتوسل وتستغيث وتحلف بأغلظ الأيمان بأنها ليست هي. وراحت تنظر الى روسو نظرة استعطاف وعتاب ظلت تلاحقه طوال حياته كلها. قالت له: "لا، يا روسو! كنت أعتقد انك شخص طيب. هذا لا يليق بك. لقد أحرجتني فعلاً. ولا أحب ان أكون مكانك".
وقد استطاع باصراره على الكذب الى حد الوقاحة ان ينتصر عليها ويلصق التهمة بها. عندئذ طردوهما معاً من البيت.
ولم ينم قرير العين في أحيان كثيرة بسببها. صحيح انها كانت تغيب عن باله لفترة من الزمن، لكنها كانت تعود في أوقات الشدة لكي تؤرقه. فضميره راح يؤنبه ويعذبه الى درجة انه كان يراها احياناً في المنام وهي تجيء لكي تقول له: لماذا فعلت بي ذلك يا روسو؟ ألا تعرف بأنك شوهت سمعتي في البيوت؟ ماذا فعلت لك لكي تحطمني؟
كانت تتراءى له بعد اربعين سنة وكأن القصة قد حصلت البارحة. وكان يفيق والدموع تنسكب من عينيه فتبلّل خدّه ووسادته.
ثم راحت هواجسه تتضخم وأخذ خياله المرضي او الهوسيّ يكبّر حجم الخطيئة حتى تحولت جريمة تقريباً. راح يتساءل في لحظات الخلوة والوسوسة بينه وبين نفسه: ماذا حصل لماريون هذه التي لم تؤذ أحداً في حياتها؟ هل حقاً ان جميع العائلات رفضتها واضطرت الى البغاء لكي تعيش؟ اين ذهبت ماريون الفقيرة، وفي أي الدروب ضاعت؟ وهل قضي على مستقبلها يا ترى أم نجت؟


- وذكر في اعترافاته عن التقائه بمدام دو فارنز. فقد استقبلته بعد تردد في البداية، وآوته.
فقد خلّد ذكرها في الاعترافات بصفحات يبلى الزمن ولا تبلى وجد روسو لاول مرة معنى الحنان المنزلي والحب. وعاش اياما سطعت شمسها طويلا قبل ان تغرب. وهذه المرأة التي لم تكن تقربه بأي شكل هي التي يدعوها في الاعترافات بكلمة ماما .
فأمه الحقيقية لم يتح له ان يعرفها ابدا الا من خلال الذكريات التي حكوا له عنها والتي ذكرها في بداية الاعترافات بشكل مؤثر وشبه اسطوري. وبالتالي فعندما يذكر كلمة ماما في كتبه فإنه لا يقصد أمه الحقيقية وانما هذه المرأة التي تعرف عليها وهو في السادسة عشرة والتي تدعى مدام دوفارنز. ومعلوم ان آخر نص كتبه ولم يكمله (لأنه مات بشكل مفاجئ) كان مكرسا لها، مهدى لذكراها..



"الحرية في التربية "
"الرجل الحر هو الذي يفعل ما يريد، وألا يريد أكثر مما يستطيع"

اتجه في تربية المواطن تربية أهلية أو تربية المواطن في المنزل، إن الحرية في التربية هي أن يعمل الإنسان ما يرغبه أو يريده وألا يريد المرء إلا ما يقدر على تنفيذه حيث يرى روسو "أن لكل فعل حر سببين يتضافران على استحداثه أولهما سبب معنوي هو الإرادة التي تحدد الفعل وتعينه، وثانيهما وهو القوة التي تنفذه" فالحرية في التربية مرتبطة بالضرورة والمربي فيزيقي بوصفه ممثلا للطبيعة تجسد الضرورة، يقول روسو:"لقد تحطمت بالنسبة لي كل قيود الرأي ولا أعرف قيدا سوى قيد الضرورة.. إيه يا معلمي أنت الذي حررتني حين علمتني الخضوع للضرورة".

أن نظام الحرية في التربية عند روسو يسمح لكل طفل أن ينمو وفق قدراته دون أن يشعر بالإكراه، أي انه يأخذ الفروق الفردية بالحسبان حيث يسير كل متعلم فيه حسب قدراته واهتمامه وجهده.. ولقد حرر نظام الحرية في التربية عقول المربين والقائمين على النظام التربوي من كل النظم التربوية القديمة بما تحمله من تسلط وقسر في أسلوب الإدارة وتصميم المناهج، وطريقة التعلم، وجاء نظام الحرية عند روسو منسجما مع النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي اتضحت معالمه في العقد الاجتماعي، وهو دولة جمهورية قائمة على التعاقد الحر بين أفرادها يعرف كل مواطن حقوقه السياسية والاقتصادية، لا يتدخل في حرية الآخرين.




"العقد الاجتماعي "
أثبت روسو بإنهُ "يستحيل في المجتمع الحر أن يحكم أي إنسان من قبل أي إنسان آخر، وكيف إن كل فرد هو في آن معاً رعيَّة ومواطنين، وإن السلطة الشرعية لابد أن تتبثق عن موافقة المحكومين، وإن السيادة تكمن في الإرادة العامة في اجتماع الأمة، وإن الذين يشغلون منصباً عاماً لا يؤدون مهامهم بمقتضى حقهم الخاص، أو حق موروث، وإنما بمقتضى سلطة أوكلتها إليهم، سلطة تمنح وتحسب."
- يرى روسو إن الانسان طبيعي لا هو بالخير ولا هو بالشرير، وإن المساواةين الناس قد زالت بظهور الزراعة والصناعة والملكية. إن القوانين قد شرعت لتثبيت قوة الظالم على المظلوم، والناس يستطيعون تحقيق شيء من الحرية المدنية بدخولهم في تعاقد اجتماعي يجعل السيادة للمجتمع بأسره بحيث لا يجوز النزول عنها لأحد.

- يفترض روسو إن الإنسان كان متوحداً في الغالب لا يعرف أهله ولعله لم يكن يعرف أولاده ولا لغة له ولا صناعة ولا فضيلة ولا رذيلة من حيث أنه لم يكن له مع أفراد نوعه أي علاقة يمكن أن تكون علاقة خلقية كان حاصلا بسهولة على وسائل ارضاء حاجاته الطبيعية ولم يصاب الا بالقليل من الأمراض قلما كان يحتاج إلى الأدوية لأن الصحة إنما تعتل بالإسراف في المعيشة وبالميول المصطنعة وما ينتج عنها من اجهاد جسمي وعقلي.
- يرى روسو ان الحرية هي التي تميز الإنسان أكثر من الفهم (الموجود في الحيوان إلى حد ما) ويقول ان الحيوان ينقاد لدافع الطبيعة ولكن الإنسان يرى نفسه حراً في الانقياد له أو مقاومته. ويعتقد روسو أن هوبز قد أخطأ في قوله أن حالة الطبيعة تتميز بالطمع والكبرياء، فإن هاتين العاطفتين لا تنشآن إلاّ في حالة الإجتماع، فالإنسان المتوحد كان كاملاً سعيداً لأن حاجاته قليلة.

"إن الاجتماع قد أضحى ضروريا ومن العبث فضه والعودة إلى حالة الطبيعة"

إن العقد الاجتماعي هو الشرط الضروري والملازم لكل سلطة شرعية ولكل ابرام هذا العقد يمثل في الوقت نفسه من منظور روسو مرحلة محددة من التطور التاريخي يشير إلى الانتقال من الحالة الطبيعية إلى المجتمع المدني، وان ما يخسره الإنسان من جراء العقد هو حريته الطبيعية والحق اللا محدود في كل ما يقربه وكل ما يستطيع أن يبلغه ويطوله
وما يربحه بالمقابل هو الحرية المدنية وهو تملكه لكل ما ملكته يده.


* في
"العقد الاجتماعي "
- يضع كل واحد منا شخصه وكامل حقوقه تحت الأمرة العليا للمشيئة العامة وان غاية العقد الاجتماعي الحفاظ، ولا ريب على حياة المتعاقدين.

- ومن يرغب بالحفاظ على حياته بمعونة الآخرين ملزم بالتضحية بها في سبيلهم عندما يقتضي الأمر ذلك إن الفرد إن يمنح نفسه للمجتمع، يستودعه أمواله أيضاً.
- روسو يذعن أن الميثاق الاجتماعي يجعل من الدولة مالكة أموال رعاياها كافة. غير أن الدولة التي تتقبل أموال رعاياها وممتلكاتهم لا تجردهم منها وإنما تضمن لهم تملكهم المشروع فالدولة وحدها قادرة على تحويل الإغتصاب إلى حق للتمتع على ملكية
- كل عقد يحد من سلطة الشعب السائدة المطلقة يقوِّض أساس الميثاق الاجتماعي، ليس ممثلوا السلطة التنفيذية إذا كانوا قادة الشعب أو رؤساء، إنما هم موظفون عنده وهو من يعيينهم أو يسرِّحهم، ولا تقوم وظيفتهم على أساس بنود عقد محدد وإنما على أساس انصياعهم للواجب الذي تفرضه الدولة.
- إن أشكال الحكم ليست أكثر من أشكال تنظيمية للسلطة التنفيذية ومهما اختلفت أشكال الحكم، تبقى السلطة السيادية على الدوام. من حق الشعب، ولكن قد يعهد هذا الأخير بالسلطة التنفيذية أما إلى الجزء الأكبر من الشعب، وأما إلى عدد محدود صغير من الأشخاص، وأما إلى شخص واحد، ويطلق على الشكل الأول من أشكال الحكم اسم الديمقراطية وعلى الثاني الأرستقراطية، وعلى الثالث اسم الملكية.



"القانون والارادة العامة عند روسو "
مبدأ القانون أن "الإرادة العامة لا تقع على غرض خاص". فالقانون يمكن أن يمنح امتيازات، ولكن ليس بوسعه أن يمنحها لأشخاص محددين بأعيانهم، وإلا كف عن كونه قانوناً، لأنه كف عن كونه عاماً. حتى التكريم المعنوي، لأشخاص بأعيانهم لخدمات جليلة وأعمال استثنائية، لا تكون بقانون بل بمرسوم. وليس بوسعه كذلك أن يعاقب على أفعال أو أعمال خاصة محددة لأشخاص معينين، ويظل مع ذلك عاماً. القانون لا ينظر إلا إلى الأشخاص المجردين والأفعال المجردة؛ فهو إذ يعاقب على السرقة والاختلاس، مثلاً، لا يسمي سارقاً بعينه أو مختلساً بعينه، ولا يسمي المال الذي يقع عليه فعل السرقة أو الاختلاس، ولا يسمي كذلك أنواع السرقات والاختلاسات وحالاتها التي لا تقع تحت حصر، بل يترك ذلك لاجتهاد القضاء في كل حالة خاصة على حدة. إن عمومية القانون وتجرده يحددان الفارق النوعي بين الدولة الحديثة وأنظمة ما قبل الدولة. "والقوانين ليست في ذاتها إلا شروط الشركة المدنية. فالشعب الخاضع لهذه القوانين يجب أن يكون هو الواضع لها، لأن الشركاء الذين يؤلفون الشركة يملكون وحدهم حق وضع شروطها" ولذلك فإن كل دولة يحكمها القانون هي "جمهورية" بالمعنى الذي أشرنا إليه مراراً، أياً كان شكل إدارتها أو نظام حكمها. وتجدر الإشارة إلى أن روسو يعرف الإرادة العامة بأنها القانون.



"رسائل من الجبل"
صدر كتابه ” رسائل من الجبل ” كانت الضجة قد هبت ، فحرقوه .
وأمتد تكفيره من جنيف .. برن .. فرساى .. نوشايتل .. وفي فال دى ترافير حيث ابتدأ بعضهم في الكيد له بصورة خفية يهيجون فيها الشعب على روسو .. قال في هذا روسو :
كنت في الصدقات سخي اليد فلم أدع معوزا من حولي إلا وأغثته
ولا صددت أحدا ما أمكنني خدمته ، وربما أسرفت في مؤانستى الجميع ، وبذلت جهدي للهرب من كل تمييز يوغر على الحسد .
كل هذا لم يمنعهم عن اهانتي علنا في وضح النهار، وخصوصا من الذين احسنت اليهم ، فهم أشد الخلق إنهيالا عليّ , وحتى فيهم من كنت لا ازال أسدى اليهم خدماتي ، فلم يتجاسروا على الظهور ، بل هيجوا غيرهم وكأنما هم ينتقمون من مذلة كونهم مدينون لى بالمعروف .. وأبيت ان أتيح للشعب مثل هذه العلة فينادوني بالكافر الزنديق . فرفضت ما جاء به القس ، فأنصرف عني مستاء وأفهمني أن سوف أندم …
وكان أشد ما آلمنى هو أن أرى أسر أصدقائي ، او هكذا من دعوا ، قد جهروا بمخالفتهم لي واضطهادي .
فإن ضغينة الشعب كانت قد مزقني مشهدها فبت لا أقوى على إحتماله
كان امامى غير معتزل واحد اختاره مسكنا . جزيرة "سان بيار"
فأودعت مذكراتي واوراقي كلها الى : دوبيرو " وشرطت عليه الا يستعملها الا بعد وفاتي ، حيث تمنيت ان انهي ايامي بسلام بعيدا عن غضب الجمهور وحقده وتذكيره بي .
فبقيت مكتوف الايدي ، مهمتي ان أتعقب الذباب أينما يحط ويطير ، او أن افكر ان اقتلع الصخر لارى ماتحته ، امسيت بعذاب كبير لما تعرضت له من أضطهادات



"أصل التفاوت بين الناس"
افترض روسو أن التفاوت من أبرز سمات الحالة المدنية، إن لم يكن أبرزها، في حين لا يكاد التفاوت يظهر في الحالة الطبيعة. وقد كان محقاً في ذلك، فـ "الحالة الطبيعية" هي حالة الاختلاف، لا حالة تفاوت اجتماعي، اختلاف جميع الأشياء وجميع الظواهر وجميع الأنواع وجميع أفراد النوع الواحد. ولا اختلاف بلا تشابه وتماثل، ومن ثم فإن إحدى أهم بدايات الاجتماع البشري هي إدراك التشابه بين أفراد مختلفين في زمان ومكان محددين. وفي ضوء هذا الإدراك نشأ نوع من تعاون وتساكن مهدا لظهور اللغة التي صارت شرطاً لازماً من شروط الاجتماع، وظهور الثقافة التي بها صار الإنسان إنساناً.
فقد انطلق روسو من قول أرسطو: "للبحث فيما هو طبيعي يجب النظر إلى الأشياء التي لا تزال وفق الطبيعة، لا في ما فسد منها". واعترف هو نفسه بصعوبة معرفة الحالة الطبيعية التي تفصلنا عنها آلاف السنين، ولم يكن قد تبقى منها شيء في زمنه، بل قبل ذلك بآلاف السنين، إذ قال: "ليس بالهين تمييز ما هو أصلي مما هو اصطناعي في طبيعة الإنسان الحالية، ولا بالسهل أن نتعمق في معرفة حال لم يبق لها وجود، أو لم تكن موجودة قط، ولن توجد أبداً على أصح الفروض. … فما التجارب الضرورية للتوصل إلى معرفة الإنسان الطبيعي، وما الوسائل اللازمة لإجراء مثل هذه التجارب في باطن المجتمع ؟
فإن تقريض الحالة الطبيعية، التي افترضها روسو وغيره لا يعدو أن يكون تقريضاً لهبات الطبيعة: للحياة
فهو يقول في خطابه إلى جمهورية جنيف: "أما وقد أسعدني الحظ فأبصرت النور بينكم، فكيف يسعني أن أتعمق في بحث المساواة التي جادت بها الطبيعة على الناس والتفاوت الذي أقامه هؤلاء الناس، دون أن أفكر بتلك الحكمة العميقة التي بفضلها عرفت هذه الدولة أن توفق بينهما توفيقاً حسناً، بحيث تعاون كلاهما على حفظ النظام العام وسعادة الأفراد تعاوناً أكثر ما يكون قرباً إلى الناموس الطبيعي وملاءمة للمجتمع الإنساني"( جان جاك روسو، أصل التفاوت بين الناس، ترجمة بولس غانم، اللجنة اللبنانية لترجمة الروائع، بيروت، 1972، ص 11). والناموس الطبيعي أو قوانين الطبيعة، عند روسو وغيره من معاصريه وسابقيه، هي قوانين العقل، وكذلك قوانين المجتمع وقوانين التاريخ.

" وإذا نحن تتبعنا سير التفاوت إلى الأمام، في مختلف تطوراته وثوراته وجدنا أن أولى خطواته كانت يوم أنشئ القانون وقام حق الملكية، وأن الخطوة الثانية يوم أنشئت الحاكمية والثالثة والأخيرة أيام استبدلت بالسلطة الشرعية السلطة الاستبدادية، بحيث أن حال الغنى والفقر أجيزت في الدور الأول وحال القوي والضعيف أجيزت في الدور الثاني وحال السيد والعبد أجيزت في الدور الثالث، وهو آخر درجة للتفاوت والحد الذي تنتهي إليه جميع الأدوار الأخرى، وذلك إلى أن تقع انقلابات جديدة تقوض الحكومة تمام التقويض أو تقربها من النظام الشرعي



" خطاب عن العلوم والفنون "
فيه هاجم التنوير المزيف أو المصطنع. وهو في العمق كان خطابا سياسياً من الدرجة الأولى، ولكن دون أن يقول كلمة واحدة عن السياسة!إنما أشار إلى أن الحكومات في عصره تستخدم العلوم والآداب والفنون والصناعات وكل بهرجات التنوير والتقدم لكي تحجب عن الشعب حقيقة واحدة: وهي أنه مستعبد ويرسف في الأغلال.
وقال : “إنها تغطّي بأكاليل الزهور سلاسل الحديد التي تثقله وتكبّله..” هذا التنوير المزيف لا يريده روسو.. ثم جاء خطابه الثاني عن أصل اللامساواة بين البشر لكي يثير زوبعة جديدة في أوساط المفكرين والمثقفين وبالأخص رجال الدين المسيحيين، واصطدم بالكهنة لسبب آخر أيضاً، هو أنه ضرب عرض الحائط بفكرة الخطيئة الأصلية التي تشكل إحدى العقائد الأساسية للمسيحية.



"قراءات "
- كان روسو يعتقد أن الناس ليسوا مخلوقات اجتماعية بطبيعتهم، معلنًا أن من يعيشون منهم على الفطرة معزولين عن المجتمع، يكونون رقيقي القلب، خالين من أية بواعث أو قوى تدفعهم إلى إيذاء بعضهم بعضًا. ولكنهم ما إن يعيشوا معًا في مجتمع واحد حتى يصيروا أشرارًا. فالمجتمع يُفسد الأفراد من خلال إبراز ما لديهم من ميل إلى العدوان والأنانية.

- لم يكن روسو ينصح الناس بالعودة إلى حالة من الفطرة. بل كان يعتقد أن الناس بوسعهم أن يكونوا أقرب ما يكونون إلى مزايا هذه الحالة، إذا عاشوا في مجتمع زراعي بسيط، حيث يمكن أن تكون الرغبات محدودة، والدوافع الجنسية والأنانية محكومة، والطاقات كلها موجهة نحو الانهماك في الحياة الجماعية.
- وفي كتاباته السياسية، رسم روسو الخطوط العريضة للنظم التي كان يعتقد، أنها لازمة لإقامة ديمقراطية يشارك فيها كافة المواطنين. يعتقد روسو أن القوانين يتعيّن عليها أن تعبر عن الإرادة العامة للشعب. وأي نوع من الحكم يمكن أن يكتسب الصفة الشرعية مادام النظام الاجتماعي القائم إجماعيًا. واستنادًا إلى ما يراه روسو، فإن أشكال كافة الحكم تتجه في آخر الأمر إلى الضعف والذبول. ولا يمكن كبح التدهور إلا من خلال الإمساك بزمام المعايير الأخلاقية، ومن خلال إسقاط جماعات المصالح الخاصة. وقد تأثر روبسْبيير وغيره من زعماء الثورة الفرنسية بأفكار روسو بشأن الدولة، كما أن هذه الأفكار كانت مبعث إلهام لكثير من الاشتراكيين وبعض الشيوعيين.

- اصبحت كتبه تُحرق على أيدي الاصوليين في باريس، وجنيف، وامستردام. كان ذلك بعدما كبر الطفل الصغير الذي لا يعرفه أحد وأصبح: جان جاك روسو.
في مثل هذه الظروف كان يعتقد ان العناية الإلهية تنتقم منه بسبب تلك "الخطيئة الاصلية" التي ارتكبها يوماً ما. وكان يشعر بالسعادة تقريباً لان الآخرين يعذّبونه ويشوهون سمعته مثلما عذّب هو ماريون وشوّه سمعتها. كان يطالب بالمزيد من الاضطهاد لكي يتشفّى من نفسه ويكفّر عن ذنوبه.
- اصبح الناطق الرسمي باسم الحقيقة نيابة عن عصر بأسره. لهذا السبب أُعجب به كانط وهولدرلين وهيغل وآخرون عديدون.
- قرر ان يكشف عن خباياه ويعترف بكل نقاط ضعفه وقصوره. وقسا على نفسه اكثر مما يجب، وعنّفها ووبّخها ومسح بها الارض، وأسس بذلك محاسبة الضمير في الفكر الاوروبي المعاصر.
- كتب في "الاعترافات": "ما كنت أخشاه بعد اندلاع الفضيحة ليس العقاب ولا الضرب او الطرد من البيت وانما العار. كنت أخشاه أكثر من أي شيء آخر في العالم. كنت أخشاه أكثر من الموت".
- في " اعترافاته" قدم نمطًا من السير الذاتية التي تحوي أسرارًا شخصية.

- أدخل روسو في الرواية الفرنسية الحب الحقيقي المضطرم بالوجدان، كما سعى إلى استخدام الصور الوصفية للطبيعة على نطاق واسع، وابتكر أسلوبًا نثريا غنائيًا بليغًا.

- المقالة الأولى لروسو (العلوم والفنون) بمثابة الإشارة إلى مشكلة فساد الأخلاق وغياب الحرية وأصابع الاتهام كانت موجهة للعلوم والفنون والفلسفة والسياسة معا وبداية مشروع روسو التربوي السياسي كانت في الاقتصاد والسياسة) فالتربية برمتها تربية وطنية ترمي إلى إعداد المواطن بفضائله القديمة، إنه المواطن والإنسان معا، الحكومة تصنع المواطن، والتربية أداة صنعه، السياسة تربي والتربية تصنع السياسة أو المواطنين لان كل مواطن سياسي.

- روسو أول شخص أعلن النظام الجمهوري، أي الديمقراطي الحديث، في فرنسا هو جان جاك روسو. ولهذا السبب لم يغفر له اليمين المتطرف فعلته تلك.



"الأختلاف بين هوبس وروسو "
جوهر الخلاف بين المفكرين كان في طبيعة رأي كل منهم في العقد الاجتماعي فهوبس يراه عقدا بين الافراد فيما بينهم بينما يراه روسو بين كل فرد على حدا وبين المجتمع ككل ولا يمكن ان يكون بين فردين بشكل خاص، ومن ناحية اخرى فان هوبس كان مؤيدا لمفهوم السلطة المطلقة وان كان يرفض مفهوم الحق الالهي للسلطة فقد كان يرى ان السلطة يجب ان تكون مطلقة في ادارتها للمجتمع اما روسو فقد كان يرى ان السلطة موظفة لدى المجتمع وان ارادة المجتمع هي التي تملك السلطة المطلقة وبامكانها ان تحاسب وتعزل وتعين.



"تعقيب روسو على قول المركيز دارجنسون "
" إن لكل مصلحة مبادئ مختلفة، واتفاق مصلحتين خاصتين يتم بمضادة مصلحة ثالثة"، بقوله: كان يمكنه أن يزيد: واتفاق جميع المصالح يتم خلافاً لما لكل منها. ولولا تعدد المصالح المختلفة لما أحس الناس بالمصلحة المشتركة التي لا تجد عقبة تقف في وجهها، فيسير كل بنفسه، وتنقطع السياسة عن أن تكون فناً" (ص 44). لولا الاختلاف والتعارض في المصالح، وفي الأفكار والتصورات والعقائد التي تعبر عنها، لما كان هناك حاجة إلى السياسة بما هي تركيب جدلي لجميع الاختلافات والتعارضات، ولا إلى قيام هيئة السيادة بما هي تجريد للعمومية. ويحدد الإرادة العامة بقوله: " وهناك في الغالب، فرق كبير بين إرادة الجميع والإرادة العامة، فهذه لا تلتفت إلا إلى المصلحة العامة، وتلك إلى المصلحة الخاصة وليست هذه إلا مجموعة من إرادات فردية؛ فإذا طرحتَ من هذه الإرادات أنفسها الأقلَّ والأكثر فتلاشى، نتج لك حاصل من الفروق هو الإرادة العامة" (ص 44) وهذا هو التجريد الذي من عمل العقل.


يقول روسو:
"التعهدات التي تربطنا بالهيئة الاجتماعية ليست ملزمة لنا إلا لأنها متبادلة، وطبيعتها تظل كما هي، حتى إن الواحد لا يمكنه أن يعمل لغيره دون أن يعمل لنفسه أيضاً: لمَ تكون الإرادة العامة على صواب في كل وقت؟ ولماذا يريد الجميع دائماً سعادة كل "واحد" من المجموع إلا إذا كان ذاك لسبب أنه ما من "أحد" إلا يستملك لنفسه كلمة "كل واحد"، ولا يحلم إلا بنفسه عند التصويت للجميع؟ ويثبت هذا أن المساواة في الحق وإدراك العدل الذي ينجم عن هذه المساواة يتفرعان من إيثار النفس، وبالنتيجة، من طبيعة الإنسان؛ وأن الإرادة العامة لكي تكون هي إياها يجب أن تكون في غرضها وجوهرها، وأن تصدر عن الجميع لكي تطبق على الجميع؛ وأنها تضل جادة السداد والصواب عندما تهدف إلى غرض شخصي معين؛ لأننا عندما نحكم على شخص غريب عنا لا يكون لدينا مبدأ من الإنصاف يهدينا".



"قيل فيه "
"الناقد البلغاري الشهير كارانفيلوف "
أنه من العجيب حقاً أن ينسكب كلَّ هذا الوحل على هذه الطفولة وعلى هذه الفتوة ولا تبقى أيّة لطخة مهما ضؤلت على روحه ... وأن -روسو- قد عبر وُحول الحياة دون أن يلطخ جناحي طائره المائي الصّغير ومثله (غوركي) الذي أمّضى سنوات طفولته في وحل الحياة وفي وحول ضيّقي الأفق دون أن يوسخ ريش صقره الصغير ( كتاب أبطال وطباع - كارانفيلوف ) كلا الرجلين قد صاغ من شقاء الحياة ووحولها إبداعاً يتلاءم مع عصره، ومُتطلبات المظلومين حوله.. فهذه الطفولة المعذّبة جعلت روسو- يربط بشكل مبكر بين فقدان الحرية وبين الملكية الخاصة فهو يقول: " ظهر الشرُّ في البشرية حين رسم أحدهم حدوداً حول أرضه وقال: هذا ملكي..." إن روسو يعتقد أن هذا التصرف هو اصل التفاوت بين البشر وبدءاً من هذه الفترة التاريخية استمر الإنسان يدفعه الطمع إلى أن يملك ويملك ونشأت الحروب .. وولد القانون الذي شرع ليدافع عن ملكية المالكين ،ويقف في الغالب مع الأغنياء ضد الفقراء، فإذا سرق الفقير شيئاً يسد به الرمق قالوا: إنه مجرم ولكن إذا عاش الغني يمتصّ دمَ العامل والفلاح عاش مستريحاً غير مُذنب يحترمه الجميع!!‏



"روسو ولويس الخامس عشر "
حين سمع بموت لويس الخامس عشر عام 1774م قال: " يا إلهي ما أشد حزني !! فسئل: لماذا تحزن؟ فقال: لأنه كان يُقاسمني كراهية الشعب، أما الآن فيجب أن احتمل هذه الكراهية وحدي.." كان روسو مفكراً عقلانياً جريئاً وقف عامة الناس ضده وحملّوه كماحملّوا " فولتير " مسؤولية جميع الاضطرابات التي اجتاحت أوربا بعد ذلك .. حتى لقد جاء في أغنية ( غافروش ) الساخرة في رواية ( البؤساء) لفيكتور هيجو إنها غلطة ( فولتير) إنها غلطة ( روسو)..".‏

في عصر لويس الخامس عشر الذي بدأ مع بداية حُكمه 1715بلغت التناقضات الاجتماعية ذروتها، القليل يقضي حياته في رفاهية مفرطة والكثيرون من الشعب يموتون جوعاً وقد تجردوا من أبسط الحقوق الإنسانية، وصاروا تحت رحمة الحاكمين ..‏



"روسو وفولتير "
في هذا العصر المضطرب كان فولتير يدعو إلى استنارة الفرد عن طريق تهذيب العقل وترقيته وهاجم كل الذين حالوا دون تنوير أذهان الشعب .‏
وفي هذا العصر المضطرب كان روسو تلميذ فولتير الذي سلك طريقاً مغايراً قد دعا إلى الثورة الاجتماعية التي وضع أُسسها في كتابه " العقد الاجتماعي".‏

فهم لويس الخامس عشر ما يحدث حوله من غليان فقال كلمته المشهورة " وبعدي الطوفان ".‏

طالبت السلطات السويسرية بإعدام كتاب روسو ( العقد الاجتماعي ) وحرقه فكان موقف فولتير رغم اختلافه مع تلميذه روسو مثار إعجاب لإنه كتب قائلاً: " لا أقر كلمة واحدة مما كتبت ولكن سأقف مدافعاً حتى الموت مؤيداً حقك في أن تقول ما تُريد ".‏
كان فولتير لا يعطف على الفقراء في حين كان روسو يتألم لهم ويدافع عن حقوقهم ..‏

وقد قيل: إن السر في عظمة فولتير إنه كان ينادي بما كان يفكر فيه الشعب .‏

والسر في عظمة روسو انه كان ينادي بمايشعر به الشعب ..‏

حين كان " فولتير" و" روسو " كان الصوت الحر والرأي الصريح .قال أحد قادة الجيش للملك " لويس السادس عشر ": " في أيام لويس الرابع عشر لم يجرؤ أحد أن يتكلم....وفي عصر لويس الخامس عشر كان الناس يتهامسون وفي عصر جلالتكم قد رفعواأصواتهم..."‏



"بعض الوقفات مع روسو "

"روسو والكاهن "
تلقى روسو درساً عملياً على يد "كاهن" كان يرعاه... طلب روسو بعض المال من الكاهن، وكان قد رأى أن الناس يعطونه الصدقات حتّى يجمعها فقال الكاهن الذي أراد من هذه الحادثة درساً: " ... أنا مسؤول عنك ويجب أن لا أمسَّ نقوداً وُضعت أمانة في يدي ...". ثم منحه من ماله الخاص...‏



"روسو وصاحب الكوخ "
مرّ ( روسو) على صاحب كوخ وكان جائعاً فأطعمه خبزاً جافاً ولم يشبع .. وشعر صاحب الكوخ بجوع ضيفه الفتى وغاب قليلاً وأحضر قطعة خبز ومعها قطعة لحم وعجّة....أكل روسو وأراد أن يدفع الثمن،رفض الفلاح .. سأل روسو: لماذاتصّرفت بهذا الشكل ؟ أجاب الفلاح: نتظاهر بالفقر خوفاً من الضرائب الثقيلة..‏



"روسو واسنان المشط "
في طفولة روسو ،اتَّهم بكسر اسنان مشط..احتج على هذا الاتهام ،لأنه لم يكسرها دافع عن نفسه بغير جدوى، وعومل كما يُعامل المذنب، فعوقب على ذنب لم يرتكبه ... فتألم من هذه العقوبة ولم ينس الحادثة وكتب عنها بعد ذلك بخمسين سنة وقال: " .... لو قدر لي أن أعيش مائة ألف سنة ستظل في نفسي لأني كنت ضحية مالم أفعله .. ولو رأيت ظالماً يعتدي على إنسان لعاقبت ذلك الظالم المعتدي في الحال، ولا أبالي بمايحدث لي، ولو كان الحكم عليَّ بالموت مائة مرَة..".‏



" روسو و بلوتارك "
بلوتارك مُعلّم بارز في حياة روسو كان مرشده من المهد إلى اللحد .. يقول روسو:" عندما كنتُ في السادسة وقع في يدي فحفظته .. فرافقني طول حياتي ...".‏



للتحميل من مؤلفات الفيلسوف جان جاك روسو

اعترافات جان جاك روسو
http://www.4shared.com/file/31774014/47330085/___.html



اعترافات الجزء 2 _ جان جاك روسو .
http://www.4shared.com/file/22130393/423169fe/__2_______.html?dirPwdVerified=a2bb4e2a


اعترافات جان جاك روسو_الجزء الثانى
http://www.4shared.com/file/64621699/db6c07a6/______.html?s=1
.

اعترافات الجزء 3 _ جان جاك روسو .
http://www.4shared.com/file/22128624/c1bee622/__3________.html?dirPwdVerified=a2bb4e2a


اعترافات جان جاك روسو_الجزء الثالث
http://www.4shared.com/file/64620799/62120af4/______.html?s=1


جوستاين غاردر - هل من أحد هناك.
http://www.4shared.com/file/70437869/3b4cc589/__-____.html?dirPwdVerified=38806c21&signout=1


جان جاك روسوالعقد الاجتماعى
. http://www.4shared.com/file/95089158/239ba4f2/__-___.html?s=1
.
جان جاك روسو..إميل او تربية الطفل من المهد الى الرشد
http://www.mediafire.com/?yimyqq2enmh


محاولة في اصل اللغات
http://www.mediafire.com/?qhlzttczmxj


______________________
الادب العالمي – المكتبة الالكترونية
"روسو صوت الحقيقة" - الملحق الثقافي للنهار 11/12/2005
جان جاك روسو - هاشم صالح
جان جاك روسو، أصل التفاوت بين الناس، ترجمة بولس غانم، اللجنة اللبنانية لترجمة الروائع، بيروت، 1972
جان جاك روسو -الاعترافات - دار الكاتب العربي - بيروت ،الطبعة الأولى، 1968 جـ



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤيا بأنتظار الأتي بقلم الشاعر الناقد عباس باني المالكي في ن ...
- -أن تؤمن هو أن تعرف أنك تؤمن، أما إذا عرفت أنك تؤمن فلست تؤم ...
- سطور لفاطمة الفلاحي في مجلة (مدام فيجارو) الفرنسية، الناطقة ...
- مشرط ياسين الزكري في تهويمات فاطمة الفلاحي
- لا تكن في صف الملائكة، فهذا في غاية التحقير..ديفيد هربرت لور ...
- بيني وبينك
- إن جسمي يشدّني الى شكل فلاح روسي حقيقي...ليو تولستوي – الادب ...
- سوء التغذية وعمالة الطفل وختان الفتيات ، من امراة من الشرق و ...
- قميص منفاي
- العنوسة والتمييز ضد المرأة الموريتانية ،المعيل الوحيد ،واستر ...
- قلب امرأة ، العاشقة الروسية والغادة الاسبانية في سجن طولون ل ...
- أُحبك
- كيفية التعامل مع الرجل وفق الابراج
- الدنيا في فكر يكتنزه الورق من قرأت لهم
- -الزمن هو المادة التي أنا مصنوع منها ، وأنا - لسوء الحظ –خور ...
- العنف الاسري والعنف ضد المراة - من امرأة من الشرق ، وثلاثية ...
- لك بين جوانحي عشق
- أن الشيوعية تقدم حلاً للمعضلة الصعبة... لبرتراند راسل من الا ...
- شموع لعمال العالم ، وشمعة لي
- العنف الاسري وطفولة مسلوبة لأطفال الشوارع والتحرش ، من إمرأة ...


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - الناس يولدون أحراراً، ولكنهم يُسْتَعْبَدُون أينما ذَهَبوا..لجان جاك روسو، الأدب العالمي ( المكتبة الالكترونية)