أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر نواف المسعودي - بوادر هزيمة الاحتلال الأمريكي إزاء الاحتلال الايراني















المزيد.....



بوادر هزيمة الاحتلال الأمريكي إزاء الاحتلال الايراني


حيدر نواف المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 05:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بوادر هزيمة الاحتلال الأمريكي إزاء الاحتلال الايراني
حيدرنواف المسعودي
يرى الخبير في الشؤون العراقية في مركز الدراسات الإستراتيجية في لندن توبي دودج أنه "بالنظر الى الدماء والاموال التي اهدرت في العراق فان النتيجة كانت بائسة جدا ، فقد كلفت حرب العراق الولايات المتحدة من الاموال 751 مليار دولار مع نهاية العام المالي 2010 ، اضافة الى 4415 قتيلا امريكيا حتى 15 أب 2010 ، و179 جنديا بريطانيا , و 139 جنديا من قوات التحالف الاخرى .
اما عدد الجرحى من الجنود الامريكان فبلغ 31822 جنديا حتى نهاية تموز 2010 .
اما عدد قتلى الجنود العراقيين و باقي الاجهزة الامنية العراقية فكان 9537 مابين حزيران 2003 حتى حزيران 2010، اما عدد القتلى المدنيين فيقدر باكثر من 106 الاف قتيل بحسب معهد بروكنغز .
هذا جزء من تكاليف الحرب على العراق يضاف الى ذلك تنامي الحقد والكره اكثر فاكثر ضد الامريكان فبعد ان استقبلهم العراقيين استقبال المحررين في عام 2003 ، بدؤا يزدادوا كرها لهم ويندمون على تلك اللحظة لان امريكا لم تقدم لهم شيئا منذ 2003 حتى الان سوى الخراب والدمار والموت وتدمير البلد تماما وتدمير كل مقوماته وبناه ، حتى وعودها بشان الديمقراطية والحرية والتحرر والعراق الجديد تبين كذبها وزيفها ولاسيما بعد دعمها واحتضانها وحمايتها لقوى واحزاب سياسية معينة اثبتت انها نسخة اخرى من نظام ديكتاتوري فاسد منحرف متعدد العمالة والولاءات ، فتحول الامر من ديكتاتورية صدام حسين وحزب البعث الى ديكتاتورية أشخاص معينين ومحددين وأحزابهم والذين يستولون على المشهد السياسي وينفردون بالسلطة والحكم منذ عام 2003 وحتى اليوم وبرعاية ودعم وحماية أمريكية مع إصرار أمريكي على إبقاء هؤلاء وإطالة أمد عمرهم وحكمهم مهما كان الثمن حتى ولو بدمار وخراب ماتبقى من العراق من حطام .
ومما زاد الطين بلة وخطورة وكان السبب في تنامي الحقد والسخط والكره الشعبي لدى العراقيين على أمريكا أنها تركت العراق نهبا ومستباحا أمام الدول المعادية والطامعة فيه بعد ان قامت بتدمير قوته العسكرية والدفاعية وحل جيشه وقواه المسلحة والأمنية ، وأول هذه الدول المعادية الطامعة إيران .
بل ان العراقيين بدؤا يميلون الى الاعتقاد ان هناك مؤامرة مدبرة بين الامريكان والايرانيين على ابقاء العراق في هذا الوضع المتردي والمأساوي وإلا فما معنى الصمت الأمريكي على كل ماترتكبه إيران في العراق من مجازر وإرهاب وتدمير وتخريب ، بتمويلها للإرهابيين والقتلة والخارجين على القانون والأصوليين من تنظيمات القاعدة والمليشيات والمجاميع الخاصة بالمال والسلاح والتدريب ليرتكبوا أبشع المجازر والجرائم ضد العراقيين وبلدهم .
وما الذي يمكن فهمه من تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن التي قال فيها :( إن النفوذ الإيراني في العراق ضئيل، ويتم تضخيمه بشكل كبير والحكومة الإيرانية أنفقت أكثر من مئة مليون دولار لمحاولة التأثير على نتائج الانتخابات الأخيرة" في العراق في مارس و"فشلت فشلا ذريعا").
وأتساءل هل حقا فشلت إيران في التأثير على الانتخابات كما يدعي بايدن ؟
ومثل هذه التصريحات ما قاله السفير الأمريكي الجديد في العراق جيمس جيفري: (أن جماعات تدعمها إيران مسؤولة عن ربع الخسائر الأمريكية في الأرواح في حرب العراق لكن نفوذ طهران في العراق ليس قويا كما كان يعتقد ). وهناك تناقض واضح وغريب في تصريحات السفير فهو يزعم ان الدور الإيراني ضئيل ثم يقول ان ربع خسائر الأمريكان في الارواح كان بسبب إيران ، هذا والدور الإيراني محدود فلو لم يكن محدودا فكيف كان سيكون الوضع.
ويذكر أن أكثر من 4400 جندي أمريكي قتلوا منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 في القتال مع ميليشيات شيعية يقول الجيش الأمريكي ومنذ أمد طويل أن إيران سلحتها ومولتها ودربتها ومع مسلحين إسلاميين من السنة.
ثم بماذا تفسر محاولات وضغوطات امريكا الكبيرة لإبقاء المالكي لفترة حكم ثانية واتفاق هذه المحاولات والضغوطات مع الرغبة والإرادة الإيرانية القوية لإبقاء المالكي ، وهذا الموقف كان قد صرحت به وأعلنته اغلب القوى السياسية العراقية فالمجلس الأعلى والتيار الصدري قد صرحا بذلك من خلال قياداتهم التي أعلنت ان هناك ضغوطا امريكية وايرانية لتولية المالكي لفترة ثانية ، في حين ان رئيس القائمة العراقية قال في تصريحات مقاربة لما ابداه المجلس الأعلى والتيار الصدري فقد قال : ( ان أمريكا تريد حكومة تقبل بها إيران , وان هناك خطا احمر من قبل إيران على توليه رئاسة الوزراء ) .
ويبدو ان الإرادة الإيرانية كانت اقوى وأمضى من الإرادة الأمريكية بحيث ان القوى السياسية التي كانت ترفض تدخل وإرادة إيران وكانت تعلن أنها لن ترضخ لأية ضغوطات خارجية بخصوص تولية المالكي لمرة ثانية كما صرح عمار الحكيم والتيار الصدري الذي قال ان مقتدى الصدر لن يرضخ لأية إرادة أو ضغوطات خارجية نرى ان هؤلاء يغيرون مواقفهم وتصريحاتهم وبشكل سريع ومفاجئ وغريب فهاهم يتفقون على العودة إلى التوحد والقبول بالمالكي بما فيهم الأكراد الموالين بالمطلق لأمريكا وإيران والخاضعين لإرادتهما ، لقد لاحظنا خلال الأيام القليلة الماضية تحولا كبيرا جدا في المواقف تجاه أزمة تشكيل الحكومة فبعد انقطاع الحوارات والتفاوضات ووصول الأمر إلى حد القطيعة والفرقة والتنازع لاسيما بين ائتلاف الحكيم وائتلاف المالكي ، ورفض الجميع للمالكي والضغوطات الإيرانية والأمريكية والتهديد بالانسحاب ومقاطعة العملية السياسية في حال فرضه بالقوة واتجاه الجميع نحو التفاوض مع العراقية والقبول بعلاوي .
نلاحظ فجأة وبشكل غريب وغامض تغير كل هذه المواقف والقبول بالمالكي والإرادة الأمريكية والإيرانية بخصوصه وقد بدأت هذه المواقف تتضح من خلال تصريحات الإطراف المتنازعة التي تحولت فجأة إلى الود والغزل والهدوء بدءا بتصريحات قائد فيلق بدر ( منظمة بدر ) هادي العامري المفاجئة التي قال فيها : ( ان هناك خطا احمر على تولي علاوي لرئاسة الحكومة وان هذا المنصب من حق تحالفهم ) ، ثم تصريحات الاعرجي القيادي في التيار الصدري التي أشار فيها القبول بترشيح المالكي لولاية ثانية إذا قدم ضمانات بتغيير سياسات حكومته الحالية ، ثم في تصريح أكثر مداهنة ومرونة أشار إلى ان الجميع اقتنع بان التحالف الوطني هو تحالف ستراتيجي وهناك قبول لدى الجميع بترشيح المالكي لولاية ثانية ، ثم تصريحات احد قيادات التحالف الكردستاني التي أشار فيها أنهم يرحبون بعودة الحوار بين ائتلافي الحكيم والمالكي والقبول بمرشحهم لرئاسة الحكومة .
والغريب ان هذا التحول السريع والمفاجئ والحاد في المواقف جاء عقب تغيير السفير الإيراني في العراق ووصول السفير الجديد العميد في الحرس الثوري حسن دانائي فر وهو من المسفرين الإيرانيين وتسنمه مهام عمله أواخر تموز ، وبعد زيارة النائب الأمريكي جو بايدن للعراق في أوائل تموز ، وهذا ما يثير تساؤلات عدة حول تزامن هذين الحدثين , وما اعقبهما من تحول مفاجئ وغريب في المواقف .
وهنا لابد من تذكر التصريح الوقح و العجيب للسفير الإيراني (المسفر) دانائي الذي جاء فيه : (إن تشكيل حكومة جديدة في العراق “ضرورة لذا تبذل الجهود الآن لتسهيل هذه العملية”، وان “تشكيل الحكومة جديدة سيتم بحلول نهاية شهر رمضان الحالي أي في التاسع أو العاشر من أيلول المقبل )
وجاء هذا التصريح عقب ما تناقلته وسائل الإعلام حينها عن مصادر غير معلنة من انه :( تجري في العاصمة الإيرانية طهران حاليًا مباحثات خاصة وسرية لإنهاء أزمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة).
وكشفت تلك المصادر حينها ان رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم قد تلقى دعوة خاصة وعاجلة لزيارة طهران والدخول في مفاوضات مباشرة مع زعيم التيار الصدري المقيم في إيران حاليا مقتدى الصدر.
إما بايدن الذي زار العراق في مطلع تموز فقد قال : (إن العراق ليس مختلفا عن الكثير من الدول الأخرى، وان تشكيل حكومة في العراق "قريب" ).
وهكذا تتضح الصورة زيارة نائب الرئيس الأمريكي مطلع تموز وتصريحاته بقرب تشكيل الحكومة ، ثم وصول السفير الإيراني الجديد وتصريحاته بموعد تشكيل الحكومة مفاوضات سرية في إيران لتشكيل الحكومة بعلم ورضى الأمريكان ، ضغوطات أمريكية وإيرانية على القوى السياسية للقبول بالمالكي رئيسا للوزراء ، عودة العلاقة بين ائتلافي الحكيم والمالكي بعد قطيعة وتنازع وعداء ، القبول بالمالكي مرشحا لرئاسة الوزراء لمرة ثانية مع قبول كردي .
من ذلك يبدو ان أمريكا تشهد ضعفا وهزيمة فادحة في العراق فبعد الخسائر في الأرواح والأموال تهزم أمريكا هذه المرة سياسيا وعسكريا أمام إيران ، وإلا فماهو تفسير قبولها ورضوخها للإرادة الإيرانية بخصوص الشأن السياسي .
ويبدو أننا سنشهد بعد فترة هزيمة عسكرية للأمريكان أيضا ، فهاهي المجاميع والميليشيات المدعومة من إيران تشن هجمات مكثفة بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والصواريخ في كل مدن وأنحاء العراق مع بدء الانسحاب الأمريكي ، وبرغم ان الوضع لم يكن بأفضل بوجود القوات الأمريكية بكامل عددها وعديدها ، ألا ان ماجرى خلال الأيام القليلة الماضية من هجمات ومجازر دموية كثيفة رسالة واضحة من إيران إلى الأمريكان بان أمريكا أصبحت عاجزة تماما أكثر من أي وقت مضى على السيطرة على الأوضاع في العراق وإنها تعاني من فوضى وارتباك وهزيمة كبيرة في العراق ، وان إيران تستعد فعلا للتدخل العسكري في العراق بعد الانسحاب الأمريكي وضعف ومحدودية وجودها في العراق ، فلم يعد هناك أي معنى أو فاعلية ولا حتى اية نتائج أو فوائد ترتجى للدور الأمريكي في العراق ، فإيران تعكف ومنذ زمن طويل على ملء الفراغ بعد الانسحاب الأمريكي وهو ماصرح به الرئيس الإيراني احمدي نجاد في العام 2007 حين قال: (إن القوة السياسية للمحتلين يجري تدميرها على وجه السرعة), مضيفا أن المنطقة «ستشهد قريبا جدا فراغا كبيرا في القوة، وأن بلاده مستعدة لمساعدة الأصدقاء في المنطقة، والشعب العراقي لملء هذا الفراغ»، حسب تعبيره.
انسحب الأمريكيون من العراق، بل هم يفرون و يستعجلون في إنهاء كل ارتباطاتهم بالملف العراقي اليوم قبل الغد, و كل من أكدوا أن الأمريكيين لن يتركوا العراق أصيبوا اليوم بخيبة أمل كبرى.
لكن مشكلات العراق بدأت تتفاقم منذ لحظة الانسحاب، ففي الأمس أسفرت الهجمات الإرهابية عن مصرع وإصابة أكثر من 300 عراقي أغلبهم من عناصر الشرطة,وهذا يعني أن الأمن يسير نحو الهاوية، وقد أعلن رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري أن الجيش وأجهزة الأمن العراقية لن تكون مؤهلة لاستلام مهام المحافظة على الأمن بشكل كامل قبل عام 2020.
وإيران تستعد لملء الفراغ من خلال فرض أدواتها وحلفائها وعملائها وتمكينهم من السلطة و السيطرة على الحكم ومركز القرار السياسي وصنعه وبما يتيح لها دورا اكبر وأكثر فاعلية وتحركا أوسع في العراق مع هيمنة وسيطرة واسعة على موارد وثروات البلد ، إيران تسعى لاحتلال العراق سياسيا وعسكريا واقتصاديا ، انه الحلم الإيراني.
ففي عهد خاتمي أرسل مجلس شورى الثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافظين في الولايات الإيرانية وثيقة مهمة كتب عليها سري للغاية وتتضمن :(الآن بفضل الله وتضحية أمام الأمة الباسلة قامت دولتنا في إيران (الإمبراطورية الفارسية) بعد عقود عديدة لذلك وبناءً على إرشادات العلماء المبجلين نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً وهو تصدير الثورة، علينا تصدير الثورة الإسلامية إلى كل الدول, وان سيطرتنا على هذه الدول تعني السيطرة على نصف العالم، ولإجراء هذه الخطة الخمسينية يجب علينا باديء ذي بدء ان نحسن علاقاتنا مع دول الجوار ويجب ان يكون هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم حتى إننا سوف نحسن علاقتنا مع العراق بعد الحرب. وان الهدف هو فقط تصدير الثورة وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين وان نظهر قيامنا في جميع الدول وسنتقدم على العالم بقوة ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور الإمام المهدي الغائب).
ولكن بحسب الوقائع والحقائق والأرقام التالية فان إيران تحتل الآن العراق فعليا، فإيران تقوم بطباعة العملة المزورة ونشرها في السوق العراقية ، وإيران قطعت المياه عن العراق فقد أغلقت 40 نهرا يجري إلى العراق من بينها الكارون ، وإيران جعلت من العراق سوقا لتصدير بضاعتها وحولته إلى بلد مستهلك بل في مقدمة الدول المستهلكة للصناعات الإيرانية فمن المتوقع ان يتجاوز حجم الصادرات الإيرانية غير النفطية إلى العراق ثمانية مليارات دولار خلال عام 2010 بعد أن بلغت عام 2009 ستة مليارات دولار.
وفي عام 2004 أعلن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني خلال زيارته للندن بان إيران لديها في العراق الآن لواء من المجندين لصالحها داخل العراق ولها علاقة مع فصائل أخرى لضمان حماية الأمن القومي الإيراني.
وفي 4 / 11/ 2004 فتحت المخابرات الإيرانية مكتباً في النجف تحت اسم (مكتب مساعدة فقراء العراق الشيعة) جندت على أثره أكثر من (70) ألف شاب من الجنوب للانضمام إلى إحدى المليشيات الموالية لها. وكل متطوع لهذه المليشيات تدفع له إيران (1000) دولار شهرياً وكذلك تدفع له (2000) دولار كمقدمة. وذكر ان شبكة من المسلحين في العراق تدعمهم إيران مسؤولة عن نوع جديد من القنابل المميتة وان لديها وثائق تشير إلى دور قامت به قوات قريبة من الحرس الثوري الإيراني في السيطرة على مدينتي الكوت والعمارة بعد أيام قليلة من الغزو.
وهناك وثائق تخص وحدات الحرس الثوري الإيراني تتضمن سجلات عن مدفوعات ضخمة تظهر فيما يبدو ان إيران تدفع رواتب (11740) عضواً في مليشيات بدر العراقية. وفي إحدى المرات ألقت الشرطة العراقية القبض على 14 عنصراً من قوات (ظفر رمضان) الإيرانية وبحوزتهم 45 كغم من الحشيش الإيراني كانوا يخططون لتوزيعها على الزوار في النجف وكربلاء وكان من ضمن المعتقلين كل من :(قاسم سليماني) معاون قائد قوات ظفر و(حميد تقوي) نقيب في هذه القوات و(أحمد فيروز) أحد كبار دعاة الفكر الصفوي في إيران وتم تسفيرهم إلى بغداد حيث تم إطلاق سراحهم بعد خمسة أيام لأسباب مجهولة وتم تمزيق أوراق القضية.
وفي حادثة أخرى تم إلقاء القبض على عميل في المخابرات الإيرانية سوداني الجنسية وبحوزته عدة كيلوغرامات من مواد شديدة السمية لإلقائها في شط الحلة لتسميم المواطنين كجزء من خطة تصعيد النعرة الطائفية وإشعال الصراع المسلح بين مكونات الشعب العراقي. وأشارت التقارير إلى انه في يوم 9/ 5 / 2005 ألقت عناصر المقاومة العراقية القبض على خمسة إيرانيين وبحوزتهم 50 كغم من مادة سيانيد البوتاسيوم القاتل في مدينة الفلوجة قرب محطة تصفية وتوزيع المياه في المدينة وكانوا ينوون رميها داخل المستودعات.
وفي 9 / 4 / 2005 ضبطت وزارة الصحة العراقية خمس شاحنات محملة بالأدوية الفاسدة ومنها أدوية منع الحمل وكان مزمعاً توزيعها في مدن العراق.
وقامت إيران بإرسال أكثر من (2000) طالب ورجل دين إيراني وأفغاني وباكستاني (من الدارسين في حوزة قم مُنح من مكتب المرشد). ثلث هؤلاء هم من المرتبطين بأجهزة المخابرات الإيرانية. وقد عين خامنئي ممثلين ووكلاء في المدن الشيعية حيث يتولى هؤلاء دفع الرواتب الشهرية إلى ما يزيد عن (7) آلاف طالب ومدرس لاحتوائهم واخذ البيعة منهم لخامنئي باعتباره قائد الأمة ونائب إمام الزمان ويحصل الطالب ما بين 50 و 100 دولار شهريا في حين يحصل المدرس ما بين 200 و 500 دولار وقد أرسلت إيران جمعاً من مريدي الإمام وعناصر عاشت في إيران إلى العراق لمحاولة تولي مناصب حساسة في الحكومة ضمن مخطط لإخضاع العراق ولو بدون شماله إلى السيطرة الإيرانية فور خروج الجنود الأمريكان وحلفائهم من العراق.
واغتالت إيران ما لا يقل عن (36) ضابطاً كبيراً بينهم (23) ضابطاً من سلاح الجو السابق على يد جماعات مدعومة من إيران.وقامت كذلك بقتل واغتيال شرائح مختلفة من المجتمع العراقي تضمنت أساتذة الجامعات وعلماء الدين والأطباء. وتعددت في حينها الاتهامات عن الجهات التي تقف وراء هذه الجرائم ولكن مع مرور الزمن اتضح ان إيران والأحزاب الموالية لها تقف وراءها وفي حينها تعهد احد رموز القوى السياسية الموالية لإيران في العراق لوزير الداخلية الإيراني علانية بالثأر والانتقام أشد الانتقام من العراقيين الذين قاتلوا إيران أبان الحرب العراقية - الإيرانية. ونقلاً عن مصادر مطلعة في وزارة الداخلية العراقية فانه تم قتل العشرات من أئمة وخطباء ومؤذنين وحراس للمساجد من أهل السنة بأيدي المليشيات المسلحة وخاصة الغربان السود ذوي الملابس السوداء حيث الكثير منهم لا يتكلم العربية وقد ذكرت بعض التقارير ان إيران قد جندت عدداً من الأسرى السابقين للقيام بعمليات اغتيالات لغرض إثارة الفتنة الطائفية.
وخلال عهد حكومة الجعفري تم تجنيس آلاف الأفراد من عناصر المخابرات الإيرانية ووزعت الأراضي السكنية في أماكن مهمة من العراق في المدائن والبصرة وكربلاء وفي عام 2004 تم اغتيال احد ضباط الجنسية في بغداد وهو العقيد غازي مع انه شيعي عربي بسبب رفضه تجنيس عدد من أعضاء إحدى المليشيات. وتدفقت الأموال والإفراد على العراق لشراء العقارات حيث اشترت المخابرات الإيرانية ما يزيد عن خمسة آلاف بيت وشقة ودكان ومطعم ومستودع في بغداد والبصرة والنجف ليقيم ويعمل فيها ومنها عناصر استخباراتها ورفاقهم من عناصر المليشيات الموالية لإيران. ويتم التركيز على مدينة البصرة لأهميتها الإستراتيجية النفطية حيث ان هناك مجموعات تعمل تحت توجيه المخابرات الإيرانية لتفريس المدينة من خلال شراء العقارات بغية إعطاء فرصة لما يتم طرحه في الجمعية الوطنية للاعتراف بالقومية الفارسية ومن ثم إعلان فيدرالية الجنوب ولربما إقليم البصرة.
وكانت إيران تقوم بالتدخل المباشر في الانتخابات العراقية ففي عام 2005 قامت بإرسال العديد من عملائها إلى العراق بصفة زوار إلى المراقد الدينية وقد دخلوا على هيئة قوافل. وقاموا بالتأثير على عامة العراقيين للتصويت لصالح قائمة الائتلاف وقد حملت الكثير من القوافل كميات كبيرة من ملصقات الحملة الانتخابية وبالأخص المؤيد بشدة لقائمة الائتلاف إضافة لذلك فقد ذكر احد القادة العسكريين الأمريكان انه تم تهريب عدد من الشاحنات التي تحوي على أوراق انتخابية وصناديق جاهزة قادمة من إيران للتلاعب بنتائج الانتخابات.
لقد وصف الرئيس الإيراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني الانتخابات في العراق بأنها نصر للجمهورية الإيرانية وأضاف بان نتائج الانتخابات العراقية كانت مناقضة تماماً لتوقعات الولايات المتحدة الأمريكية. وقد ذكر رفسنجاني لجمع من المصلين في خطبة الجمعة في طهران (إننا ساعدنا الحكومة العراقية لتحقيق هذا الانتصار ودفعنا الكثير لوضع أسس هذه الانتخابات وانه نصر كبير لنا بسبب النتائج التي ظهرت وكانت مغايرة لتوقعات الأمريكان. وأضاف رفسنجاني بان رجال الدين في النجف قد لعبوا دوراً فعالاً في الانتخابات العراقية وفي هزيمة الولايات المتحدة التي فقدت الكثير في حربها على العراق. ورفض رفسنجاني ادعاءات الحكومة الأمريكية بأن إيران تتدخل في الشؤون الداخلية للعراق.
بعد انتخابات العراق في كانون الثاني 2005 تم تنصيب باقر صولاغ وزيراً للداخلية من قبل المجلس الأعلى وقوات بدر وتم ترتيب الأمور بحيث يتم الاستيلاء على الاستخبارات والمغاوير وزج عناصرهم فيها (وهذا ما أكده الأمريكان). وعندما سئل الجنرال (جورج كايسي) من كان وراء اعتقال السنة , قال: انا لا اعرف بالضبط لكن الدلائل تشير إلى ان بدر هي التي تقوم بها، لكن ليس لدي شك بأنهم الناس الذين يرتبطون بتلك المجموعات المعقدة. بالرغم ان المليشيات غير شرعية ضمن القانون العراقي، إلا ان بدر تزداد قوة بينما ترفض القوات الأمريكية مهاجمتها. ويضيف (كايسي) :(هو ليس تسرباً إلى داخل المؤسسة العسكرية ولكنهم مليشيات وينضمون بمساعدة الآخرين ويسببون أزمة كبيرة لأنهم يكونون موالين لقائد المليشيات وليس لقائد الشرطة).
وعلى سبيل المثال فقد كان مساعد الوزير والمسؤول عن السجون السرية (بشير ناصر اللاوندي) والذي حصل على الجنسية العراقية في 12 / 5/ 2004بحسب المصادر. وقد تم منح العديد من العناصر الدخيلة على وزارة الداخلية والدفاع رتباً عسكرية وهمية.
اما احدث حلقة في مسلسل التامر الايراني لاحتلال وتدمير العراق ماجاء في الخبر الذي اوردته مصادر عديدة في اواخر اب من هذا العام نقلا عن تنظيم سياسي عراقي مشارك في الحكومة المنتهية ولايتها حول معلومات سربتها له عناصر من مديرية الاستخبارات الجنائية في محافظة كربلاء ، تفيد بدخول قوة من الحرس الثوري الإيراني يطلق عليها اسم ( فدائيو رهبر) وتعني بالفارسية (فدائيو القائد)، وهي خليط من الحرس الثوري الإيراني وعراقيين وعناصر لبنانية من حزب الله ، إلى المحافظة بتنسيق ودعم من قبل اركان الحكومة في المحافظة وتم تأمين الغطاء لتواجد هذه القوة بالمحافظة من قبل قوة حماية في كربلاء، كما تم تأمين بطاقات هوية لهذه العناصر لتسهيل تحركها نحو أهدافها.
وعلم أنه يقود هذه القوه ضابط في الحرس الثوري يدعى محمود دشتي حسيني المعروف في محافظة كربلاء باسم (محمود النجفي). ومن مهمات هذه القوة تنفيذ عمليات نوعية في محافظات الفرات الأوسط والجنوب ومدينة بغداد.
وطبقا لمصادر سياسية عراقية فإن القوة تسعى إلى القيام بعملية تفجير لأحد المراقد الدينية لإحداث فتنة طائفية لعودة الاقتتال الطائفي، والإعداد لعملية اغتيال رئيس القائمة العراقية إياد علاوي وبأي ثمن. وتنفيذ عمليات إجرامية في محافظة الأنبار ومنها تصفية محافظ الأنبار إضافة إلى القيادي في الصحوات أحمد أبو ريشة.*
إذن فالاحتلال الإيراني أمر واقع في العراق ومنذ ومنذ الأيام الأولى للاحتلال الأمريكي وبالتزامن معه ، ولقد كان الإيرانيون يتحينون الفرص فقط لضعف أو انسحاب القوات الأمريكية لينقضوا ويبدو ان الوقت قد حان الآن للانقضاض الإيراني ، ولاسيما خلال السنوات الأربعة القادمة حين ينجحون في تنصيب أداتهم المالكي لولاية ثانية .
وهكذا فان فوضى الأمريكان الخلاقة والنظام العالمي الجديد وتجربة العراق الديمقراطية ووعودهم بالعراق الجديد و خسائرهم الفادحة كلها ستذهب مع الريح ، ولاسيما بعد ان حطموا كل أسباب ومقومات العراق في حماية نفسه والدفاع عن أرضه وحدوده وشعبه وسيادته ، حينما قاموا بحل جيشه وقواه المسلحة والأمنية ودمروا كافة أسلحته في البر والجو والمياه وتركوه نهبا للضباع والذئاب الكاسرة . لقد انتصرت الإرادة الإيرانية على الإرادة الأمريكية في العراق وربحت إيران الرهان والعراق وكل ماعليه ، ولكن الإرادة والاحتلال الإيراني سينهزم لاشك أمام الإرادة والشجاعة العراقية برغم كل أسلحتهم وقوتهم وحلفائهم وعملائهم ومواليهم .




























[email protected]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للاطلاع على المزيد من المعلومات والتقارير حول الاحتلال الإيراني ودوره في العراق مراجعة الروابط التالية : سلسلة مقالات الدور التخريبي الإيراني في العراق – علي الكاش - الحلقات من 1 إلى 8
http://www.grenc.com/a/Akash/show_Myarticle.cfm?id=5283*
http://www.grenc.com/a/Akash/show_Myarticle.cfm?id=5540
http://www.grenc.com/a/Akash/show_Myarticle.cfm?id=5781
http://www.grenc.com/a/Akash/show_Myarticle.cfm?id=12449
http://www.grenc.com/a/Akash/show_Myarticle.cfm?id=5948
http://www.grenc.com/a/Akash/show_Myarticle.cfm?id=12869
http://www.grenc.com/a/Akash/show_Myarticle.cfm?id=13097
http://www.grenc.com/a/Akash/show_Myarticle.cfm?id=13579
سلسلة مقالات يا لثارات كسرى ...! الإمبراطورية الحالمة بشروق شمسها ثانية الحلقات 1,2,3
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=209712
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=209711
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=209709
ملفات وحقائق عن الدور الإيراني التخريبي في العراق ملف إعلامي حول التدخل الإيراني في العراق: حقيقة أم وهم؟
http://www.mokarabat.com/s849.htm



#حيدر_نواف_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية في العراق الجديد والاصابة بانفلونزا السلطة المزم ...
- (حكومة بالريموت كنترول ) إلى أين تريد إيران الوصول بالعراق
- يا لثارات كسرى ...! الإمبراطورية الحالمة بشروق شمسها ثانية(1 ...
- يا لثارات كسرى ...!الإمبراطورية الحالمة بشروق شمسها ثانية (2 ...
- يا لثارات كسرى ...! الإمبراطورية الحالمة بشروق شمسها ثانية ( ...


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر نواف المسعودي - بوادر هزيمة الاحتلال الأمريكي إزاء الاحتلال الايراني