أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آکو کرکوکي - القومية وسرطان الحزبية















المزيد.....



القومية وسرطان الحزبية


آکو کرکوکي

الحوار المتمدن-العدد: 3109 - 2010 / 8 / 29 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عزيزي القارئ الكريم والقارئة الكريمة، هل أتاكم، قصة الوطني الذي يعيشُ في البلاد الاوروبية؟ الذي يغردُ دوماً، في حب الوطن، ولكنهُ يأبى الرجوع اليه !

عن هكذا تساؤل، لربما رد الكثيرون منكم بالإيجاب، أو حدثتموني، عن إنطباعاتكم وتجاربكم الشخصية. فهذه الحالة المألوفة، التي تكرر نفسها بين الفينة والأخرى. هي في رئي مثالٌ حي، يشهدُ ويتحيزُ بِشدةٍ وإصرارٍ عجيبين للفكرة القائلة: إن للوطنيةِ والقوميةِ بُعدان.

البعد الأول ثقافي، وفكري، ووجداني، يقوم على إنتماء الفرد للجماعة والمكان، وهذا الجانب يتربى عليهِ المرء ويتعلمه.
والبعد الثاني مادي، تقدمها الجماعة للفرد، كتغذية عكسية لإنتمائهِ. وتكونُ على شاكلة، حماية قانونية، وتمتعٌ بالحرية، وحِفظٌ للكرامة الإنسانية، و منحٌ للخدمات والضمانات الصحية والأجتماعية، وفرصٌ للتعلم والعمل، وتوفيرٌ لكل الخدمات المادية الأخرى، التي تهدفُ بمجملها، لِبناء حياة أفضل، وإدماجٌ أكثر وأشمل، لِهذا الفرد في تلك الجماعة.

وأُحجية الوطني المذكور، سوف تسهلُ علينا فك عُقدها، لو قُلنا: إن وطنية وإنتماء هذا المسكين، قد تشتت أبعادهُ، دون أن يعلم، فبعدهُ الأول، أي الوجداني والثقافي، مازال في بلدهِ الأمُ، وبعدهُ الثاني أي المادي، بات في أوروبة. وإن كُـنا اليومَ نتكلمُ عن قومية أو روحٍ وطنية ديمُقراطية حديثة، يمكن بناءهُ عند جماعة ما، فيقتضي هذا بالضرورة أن يجتمع البعدان معاً، وفي المكان الواحد، لِتكسَب الإنتماء المطلوب من أفرادها.

وهذه المقدمة، عن أبعاد الإنتماء القومي ومفهوم الوطنية، تريد أن تُمهِدَ وبتروي، للحديث عن قصة القومية في كوردستان، وعن تشتُتِ أبعادها حتى في المكان الواحد! والحديثُ سيستطردُ، ليشملَ معاناتها الطويلة والمريرة مع حشدٍ هائل مِن الأعداءِ المحييطين بها، وسرطانياتٍ مُنتشرة في جسدها أيضاً، والتي تمثلت بإنتماءاتٍ عَرَضية، قَبَلية وحزبية ومناطقية، زاحمتهُ ونافستهُ وتسعى لتدميرهِ. وبالرغم مِن أن هاتين القضيتين، تختلفان بعضيهما عن البعض الآخر، وتبدوانِ غير مُنسجمتين، ولكنهما في الجوهر مُكملتين إحداهما للآخر، لأنهما وببساطة، تؤكدان على الجوانب المختلفة للإنتماء الوطني والقومي.

ولسوف يعنينا هنا، ظاهرة إِنتشار المذهبية الحزبية، في داخل المجتمع الكردستاني، ومنذ مدة بعيدة أيضاً، والتي كانت إحدى المُحركات الرئيسة، لحربٍ أهلية، جلبت الخراب والدمار على المجتمع بمستوياتٍ عدة، وبدرجاتٍ مختلفة، والتي شَهِدنا أبشع أوجهها، خلال السنين المُمتدة بين 1994 و 1997.

وضرورات التحوالات الديمقراطية، التي تمر بها التجربة الكردستانية اليوم، يستوجب مِنا العودة مجدداً، للحديث عن هذه الظاهرة وبإلحاح، ولكن بنظرة، مِلؤها النقد والتقييم والشفافية.

وعلى الرغم من إن تحديد حجم هذه الظاهرة بدقة، تبقى من الآمال غير المتحققة والبعيدة المنال. فهي كباقي الظواهر الأجتماعية، لاتتوفر حولها، من الأحصائيات والبيانات مايُشبعُ نهم البحث، المقرونِ بكمياتٍ وأرقامٍ ونتائج دقيقة. ولكن تبقى الظاهرة وبشكلٍ عام، بارزة، يمكن لأي مُراقبٍ لكي يحس بها، ويتلمس آثارها بالمشاهدة والملاحظة، حتى دونَ تحديدٍ مُحكم لحجمها، وشدة إنتشارها، خاصة وإن قياداتٍ حزبية بارزة، تتكلم اليوم عنها، وعلناً، وبالتحديد قبل الأنتخابات.

وكما هو معروف، ففي الخطاب الديماغوجي، يحلو الحديث الشعاراتي. فلابأس إن سمعت مثلاً، عن مشروعٍ لفصل الحزب عن المؤسسات الحكومية، يقدمهُ الزعيم الفلاني. أو في المقابل، طرَقَ مسامِعكَ، وعودٌ وتصريحاتٌ نارية ، للزعيم الآخر، وهو يقسم ويتعهد، بتوحيد قوات البيشمركة، وإعتاق المجتمع والحكومة من العبودية للحزب. ولاتستغرب أن يذهب كل هذا بعد الإنتخابات أدراج الرياح، لِتمضي القضية كالهواء في شبك، لايعلقُ شئٌ منهُ، على جدران الواقع ولا الذاكرة. ورغم أحساسك المؤلم بالإنخداع حينها، فتذكر إن هذا إعترافٌ بالمشكلة، وملامسةٌ لها.

ولإن تفسير الظواهر الإجتماعية، ومنها السياسية، يتطلبُ الكثير من الأدراك الحدسي، والتأويل المنطقي، ذات الطابع الكيفي لا الكمي. فيدفعنا هذا كي نبدأ بالأسئلة الماهوية كمثل " ماهو الحزب ؟" و"ماهو تأريخ نشئتهُ؟". ولن نستفيض في تلكم التفسيرات الجوهراتية كثيراً، فبعد أن نُثبت، تعاريفٍ محددة لها، ننتقل من بعدها لنحاول تفسير الظاهرة، مُستعينين بين الحين والآخر بتلك المفاهيم المُعرّفة.

ونحن وإن ننتقد المذهبية والتشيع الحزبي، بشئٍ من الحدية هنا، فيأتي هذا أيمانٌ منا: بإن أي عملية إصلاحية ديمقراطية، هي بالضرورة، سلسلة من التكرار والإطراد، لِمنهجية المحاولة والخطأ.

أي المحاولة لتقديم الأفضل والأحسن، للمسائل السياسية الجزئية المُلحة، ومن ثم، نقد المحاولة نفسها لأجل تحسينها، فليست هناك محاولة خالية من الأخطاء. وهكذا بالانتقال للمسئلة التي تليها. والمحُرك الأساس لهذه الخطوات الذكية والمُتأنية، التي تمتنع وتخشى أن تتحول الى قفزات متهورة، هو النقد والنقد المستمر، أي إتباع المنهجية المُسماة "الهندسة الجزئية الأجتماعية" (حسب كارل بوبر).

فلا ينبغي، أن يُفهم النقدُ على إنهُ دعوةٌ لحل الأحزاب، أو تغييبها عن المجتمع، فهذهِ الرادكالية اليوتوبية الثورية، دعوةٌ جنونية في نظرنا، ولا تمتُ للعقل بِصلة. وإنما نريد أن يعود الحزب رويداً رويداً لجادة الصواب، ويُؤطـَّر بقالبهِ ودورهِ الطبيعيين في المجتمع. فهذه هي القضية المُلحة برئينا، لتجربة شعبٍ، يتطلع لتكامل مُجتمعهِ و قوميته، وولادة أمُتهِ .

فالذي لابد من أن يزول حتماً، هو ليس الحزب، وإنما العصبية الحزبية، او ماأطلقُ عليه "المذهبية الحزبية". نريدُ أن يتخذ الحزب أحد التيارات الفكرية السياسية المعروفة مذهباً له، ولا يصبح هو، أو الأنتماء لهُ، والولاء لقائدهِ، مذهباً بحد ذاته.

وعن ماهية الحزب، فأنهُ يعُتقد إن التشيع أوالتمذهب أو التحزب للسلطات السياسية، بالتأييد أو المناوئة، كانت ظاهرة قديمة بِقدم الظاهرة السياسية نفسها. إما الحزب السياسي بشكلهِ المنُظم والحالي، فلم يظهر الى حيز الوجود، إلا في القرن التاسع عشر أي بعد الثورتين الفرنسية والأمريكية، بعد أن تعقدت الحياة والنظم السياسية والإجتماعية، وظهر التمثيل النيابي، وفصل السلطات في الأنظمة الديمقراطية. مما أتبعهُ، تباعد المركز(الدولة والسلطة) عن الأطراف ( المجتمع بمكوناته وطبقاته). فأصبحت الأحزاب السياسية، بمثابة القنوات التي تمر من خلالها وبأحد الأتجاهات، مطالب الناس اليومية، وبالإتجاه الآخر قرارات وتأثيرات السلطة، الى المجتمع.

إذن الوظيفة الأساسية للحزب هي وظيفة تعبوية في جوهرها، وثنائية الأتجاه، وذلك عبر الخط الساخن، الذي يوصل السلطة بالمجتمع، حيث يلعب الحزب فيهِ، دور السلك الناقل لتلك التأثيرات. وللإبقاء على فعالية هكذا دور، يبقى دوماً مهموماً بالسعي والأقتراب من السلطة، وذلك بتأهيل وتقديم القادة (رؤساءاً او نواباً) للسُلطة ، كما يحدث في الانظمة الديمقراطية، أو الأستيلاء على السلطة بطرقٍ شتى، وكما هو الحال في الأنظمة الشمولية.

ومن أنماط النظم السياسية الحاكمة، يمكن معرفة أنماط الأحزاب السائدة ايضاً، وإحداها نمط الأحزاب الغربية، التي تتمحور حول مذاهب ومفاهيم سياسية أيدولوجية فكرية، كالليبرالية والقومية، أو مذهب الأشتراكية ومذاهب آخرى كالشخصانية والفوضوية وهكذا دواليك. مُتحركة في الوقتِ نفسه، على محوري اليسار و اليمين. وتعددية المذاهب الفكرية هي في حقيقة الأمرِ، أجتهادٌ سياسي، لتمثيل المجتمع بأوجهه المختلفة. ولكن هناك أبحاث تذهب الى إن نشوء الأحزاب الغربية، قد نتج عن أختلافات فكرية كبيرة، منذ عصر التنوير ولحد الآن، حول مركزية الدولة أو فيدراليتها، وحول دور الدين في الدولة، وحول التغيرات الأجتماعية للثورة الصناعية.

أما النمط الآخر فهي الأحزاب الواحدية، والتي تحتكر الحياة السياسية ولا تقبل بالتعددية، فمنها التجمعية (كالفاشية والنازية) التي سادت بعض الدول الأوروبية، ومنها احزاب المعسكر الأشتراكي السابق، التي كانت تعلن إنتسابها الى النموذج اللينيني، ومنها أيضاً، الأحزاب التي سادت الدول المتحررة حديثاً، من السيطرة الإستعمارية.

رغم تعدد الأحزاب الكردستانية، وحتى تعدد البرامج الحزبية المُتبنى من قبلهم، إلا إن العوامل الجغراسية، كمعايشتها للدكتاتوريات والأحزاب الفاشية، التي ظهرت في ألعراق وأيران وتركيا وسورية، وطبيعة عملها التحرري، وبُنية المجتمعات التقليدية التي أفرزتها، وتأثرها بالأفكار الماركسية والأشتراكية، والتي سادت المنطقة في فترة نشوء الأحزاب تلك، وفترة شروعها بالعمل التحرري. فكل هذا جعلها أقرب للنمط الثاني من الحزبية. على الأقل في هرمية ومركزية بناها التنظيمية، وآليات إتخاذ القرار فيها، والتعامل مع الآخر.

وعلى الرغم من ان الأجابة عن السؤال الماهوي حول الاحزاب السياسية وتاريخ نشئتها، يقف عند هذا الحد، تاركاً أموراً جوهرية أخرى في هذا المضمار، لم تتوغل فيه. فأنها تعود لتستطرد الحديث عن القضية المركزية للمقال، أي العصبية والمذهبية الحزبية وليس الحزب.

كان لإِندلاع الحرب الأهلية، وإِنتهائها بتقسيم أقليم كردستان الى منطقتين منفصلتين، تحت سلطة حزبيين مُتعاديين ومُتخندقين في معقليهما، الدور الأكبر، في تعرية الحقيقة المؤلمة، لإنتشار ظاهرة العصبية الحزبية القاتلة، في جسد المجتمع الكوردستاني وبشكلٍ مُفزع.

وهنا قد نتسائل بشئٍ من المنطقية، ما أذا كان هناك نوعٌ من أي علاقة ، بين مرض السرطان وإنتشارهُ في جسد المريض، مع ظاهرة إنتشار التعصب الحزبي في المجتمع؟

لا شك إنهُ مجرد تشبيهٌ مجازي، ولكنهُ يمتلك بعض المعقولية والأساس العلمي، حيث إن تشبيه المجتمع بالكائن الحي، الذي مِن الممكن أن يُصابَ بالعلل والامراض أيضاً، مسئلة واردة في النظريات الأجتماعية، وسبق وأن أُستعين بها، في تفسيراتِ الفلاسفة والعلماء الأجتماعيين. وإستعارةٌ لِنموذج أفلاطون* للمجتمع المدني مثلاً، لربما من شأنهِ أن يؤدي، الى تحقيق المرونة المطلوبة، لفهم الظاهرة المذكورة، لاسيما ونحن بصدد درجة كبيرة من التعقيد، والتي ترافق بُنية هكذا مسائل.

فلو تخيلنا المجتمع هذا، ككائن بايلوجي، يؤدي كل عضوٍ فيهِ دورهُ بدقة وإحكام، في حالة نموذجية لتقاسم الوظائف، وتكامل الجزء في الكل، فإن إنتشار الحزبية، في جسد المجتمع المدني، يشبهُ إنتشار الأورام السرطانية في جسد المريض، حيث الأورام السرطانية تهاجم الخلايا الحية التي تكوّن بمجموعها الأنسجة، ومن ثم ألأعضاء للكائن البيولوجي. كذلك هي التطرف والعصبية الحزبية، فإنها تبدء بتجنيد أو تنظيم الأفرد حزبياً، هذا الفرد الذي بمجموعهِ يكوّن الطبقة اوالمؤسسات الأجتماعية. و تأثير السرطان يكونُ بالتحديد على الحمض النووي، حيث تسكن برنامج الخلية البيولوجي، ومركز معلوماتها، وهي بالتالي بمثابة عقلها، فتجعل الخلية تخرج عن السيطرة، بتحويل مسار وشدة عملية إنقسامها، لتجعلها عملية عشوائية، ولتطال فيما بعد الأعضاء الأخرى، التي تهاجمها بكل شراسة، ودون هوادة، ولا تتركها إلا وقد قضت عليها، الواحدة تلو الأخرى، وبعد معاناة طويلة ومريرة للخلية، نتيجة مقاومتها اليائسة ضد المرض اللعين.

وعلى نفس الغرار، فإن إستحواذ العصبية الحزبية على المجتمع، يكون بتركيز عملها، على عقول الافراد ووجدانهم، وذلك بتعبئة أفكارهم وثقافتهم، بثقافة حزبية مُتعصّبة، فيعمد الى تحويل ولاءاتها لصالح الحزبِ أو زعيمهِ، وتجعل الفرد يخرج عن مسارهِ الطبيعي، ويخرج عن سيطرة المنطق والعقلانية بالولاء للجماعة الاعم أي القومية، ويكون عبداً للتطرف والعصبية.

وهي تتنتقل من هذه الطبقة أوالشريحة الى تلك، بسرعة إنتشار مُتضاعفة لكل خطوة، لتِصيب بالتالي، جميع فعاليات وتنظيمات ومؤسسات المجتمع المدني، من النقابات المهنية الى الاتحادات الثقافية، والأدبية، والأندية والفرق الرياضية، والمؤسسات التعليمية والعلمية، وحتى التجمعات والنشاطات الاقتصادية، وبمختلف فروعها.

ولِمعاناة المجتمع وروحه القومية مع سرطان التعصب الحزبي، قصة طويلة ومريرة، لو رصدناهُ ضمن منظور تأريخي ، يمتد الى الستينيات من القرن المنصرم. فهذا المجتمع المدني العليل، أوصلهُ السرطان الحزبين، الى درجة من الهوان، بحيث جعلت كل فعالياته تتشظى الي شطرين، بعد أن أفرغها من محتواها وسلبها وظائفها، أبان الحرب الأهلية، وأبقيت العديد منها، وتحت الضغط الحزبي، غير موحدة لحد الآن.

والمشكلة التي تستقطب إهتمامنا هنا، هو البحث، عن سبيلاً ما، للتشافي من هذا المرض اللعين دون ترك الفرصة له، لكي يقضي على لحمة المجتمع الكوردستاني ويقتله للأبد.

فهذا الوباء المُميت، أزداد الى الحد الذي لم يعد فيه قاصرٌ على المجتمع المدني ومؤسساته، بل شمل كل المؤسسات الحكومية أيضاً. كالوزارت والأجهزة الأمنية والخدمية وأهمها قوات البشمركة (أحد رموز الوطنية والقومية الكردستانية)، وقسمتها الى قسمين. وبهذا التداخل القاتل بين سلطات ووظائف الحزب ووظائف المؤسسات الحكومية، شُلت وظيفة الأخيرة وخاصة المرتبطة مِنها بالأمن القومي الداخلي، أي وظيفة الأندماج الوطني والأجتماعي، ووظيفة التنمية، وتطوير القومية، التي تسعى لتكامل المجتمع والوصول بهِ لِمستوى الأمة المتلاحمة والمُرفهة. وهذه الوظيفة لشموليتها، لاينبغي، أن ينهض بها، تنظيمٌ حزبيٌ معين، مهما بلغ شعبيته، بل المفروض أن ينهض بها، سلطة أشمل وأكثر تمثيلية من الحزب، كالحكومة او الدولة نفسها.

فالحكومة المُمثلة لكل المجتمع، وتمتلك مؤسسات ضخمة، تتسم بالمهنية والحيادية، والتي لا تفرق بين المواطنين، هي التي يمكنها، أن تقدم كل مايتطلبه افرادها من أحتياجات مادية، والتي ذكرناها في بداية المقال، وهي التي يمكن أن تؤتمن، على مسئلة التنشئة الوطنية، عن طريق التربية والتعليم، وبالتالي خلق الأنتماء لدى أفراد مجتمعها، أي تجميع أبعاد القومية في المكان الواحد لتُسميه في النهاية "الوطنية"، وان تستمر بعملية الأدماج الوطني هذهِ ، وتنميه، وتخلق بالتالي الأمة المتلاحمة.

وبهذا الشكل، نجد إن الحزب قد تحول وبشكل دراماتيكي، من قناة ناقلة للتأثيرات المتبادلة بين المركز والأطراف، الى المركز نفسهُ، ليلعب أدوارهُ ويمارس سلطاته، مُفسداً لمهام وواجبات الأخير، وعابثاً بمقدرات الناس، في تجاوزٍ صارخ لهيكلية العملية السياسية، وتوزيع الأدوار فيه.

ولربما قد حان الوقت لكي نستعرض المشاهدات والملاحظات التي رصدناها، حول عمل وتأثير المذهبية الحزبية، وعلى الصعيدين الفردي والأجتماعي. والتي دفعت بأتجاه الرئي، الذي شابه بين العصبية الحزبية والسرطان، القاتل للأنتماء القومي والوطني:

فعلى الصعيد الفردي يمكن تحديد ثلاث أنواع من المصابين بالأورام الحزبية الخبيثة، هم الأكثر بروزاً من بين أنواعٍ أخرى كثيرة:

فالنوع الاول هم طائفة الحزبية المتوراثة، فهم أنُاسٌ، توارثوا الحزبية فيما بينهم، ومنتمون لأحزابهم، فقط لأنهم ينحدرون من نسل عائلة كلها منتمية لهذا الحزب، فالحزب اصبح كالدين والمذهب يورث للأطفال والأجيال عندهم. ولهذا تسمع الخطاب الحزبي عندما يمدح احد أعضاءه فيقول: إن فلانٌ، مناضلٌ صنديد، وينحدر من عائلة معروفة بولائها لحزبنا. وهؤلاء يصدق عليهم مقولة: "ماذا تترجى منهم وقد ولدتهم أمهاتهم حزبيين ؟!".

والنوع الثاني هي الحزبية الإنتهازية أوالأنانية، وهذا الصنف يجد من الحزبِ وسيلة، للوصول الى امتيازات مادية شخصية بحتة، وهو أخطرهم ويتكاثر كالأورام الخبيثة، وتمييزهم من بين باقي الأنواع هين، فأغلبهم إما حديثي الثراء من مالٍ و جاهٍ وسلطة أو منصب، وفي أحياناً كثيرة، حديثي الأنتماء أيضاً، وغالباً ذو تأريخٍ، مُفعم وغني بالانتماءات السابقة والمشبوهة!

والنوع الثالث الحزبية الأيدولوجية، وهذا الصنف أنتمى للحزب أيماناً منه بالعمل السياسي، لأجل أهداف حزبهِ وقومهِ، ومعظم هؤلاء يرتبط أنتمائتهم بتاريخ طويل من محاربة الفاشية. ومن عيوب هذا النوع، إن البعض منهم يعتقد، بإن الحل لمشكلة بناء الأمة الكوردستانية، لايتم إلا بوجود الحزب الواحد، والالتفاف حول القائد المُنقذ أو "الامير الميكافيلي"، وإن الوقت ليس بالمناسب، للدعوات المطالبة بالتعددية والحرية والإصلاحات وماشابه، بل كل هذا معوقات للهدف الأسمى، وترفٌ ومخملية سياسية، أوحتى أجندة خارجية.

وحين تسمع هذا، فمن حقك أن تتسائل عما جلبه عبد الناصر وأمثالهُ للعرب؟ حين أصدعوا أمتهم المغلوبة على أمرها وأصدعونا معهم أيضاً، بما يشبه هكذا مقولات، الشعاراتية الجوفاء، سوى الديكتاتورية والتخلف والهزيمة قبل أكثر من خمسون سنة، والأمثلة هنا عديدة اكتفينا بأقربها لنا في الثقافة، وحال الأمة والظروف الذاتية والموضوعية. وإذا تناولنا نموذج أتاتورك، فلا نعتقد إن أمته المبنية بحكم الحديد والنار وعلى جماجم الآخرين. أمتهُ المبنية على تركة الأمبراطورية العثمانية، قد عرفت يوماً، الإستقرار والتجانس الحقيقين. ولا نريد أن نظل طريقنا ونذهب أبعد من ذلك، لنقارن أنفسنا بألمانيا و تجربة بسمارك، ففي هكذا مقارنات لاتزداد المسافات الجغرافية فقط، بل الهوات الثقافية والتأريخية، والظروف الدولية أكثر فأكثر.

تُظهِر الملاحظة، إن الغلبة في العدد والنفوذ بين الحزبيين المذهبيين، هو للنوعيين الأول والثاني، أما النوع الثالث فيبدو أنهم اصبحوا أقلية، لاحول لهم ولا قوة.

أما على الصعيد الأجتماعي، فأنك يمكن أن تلحظ إن المذهبية الحزبية، وخلال عملها لتجميع الولاء لها ولقياداتها، تسببت بشكل مقصود او غير مقصود، الى ولادة ظواهر وأخلاقيات جديدة ذات تأثيراتٍ سلبية جداً ، ومن بينها:

• نفث سموم الكراهية تجاه الآخر المخالف بالرأي، والمثال هو السجالات الحادة والحملات الأعلامية الفجة بين أحزاب الموجودة بالسلطة وأحزاب المعارضة، أبان الأنتخابات السابقة وعشية الحادثة المؤسفة لمقتل الشهيد سردشت عثمان، فالقادة وممثليهم عادوا للجلوس مع البعض، الا إن الضغائن والأحقاد المتبادلة مازالت سيدة الموقف، بين صفوف القاعدة، اللذين مازالو يكيليون تهم التخوين للبعض، ويثيرون نعرات الكراهية والتمييز تجاه الآخر ولحد الآن .

• تحول الأنتهازية لـقيمة أخلاقية محمودة، أي فضيلة وليست رذيلة، بسبب آلية شراء الذمم والضمائر من قبل الحزب، سواء كان الشراء يستهدف الصوت الأنتخابي أو الصوت الأعلامي المُنتقد، او لتدجين المجتمع بصورة عامة. ويتفرد النوع الثاني من الحزبيين المذهبيين، بنصيب كبير من التشجيع لهكذا آلية، ونجاحها. فيمكن ملاحظة الأعداد الهائلة من الأقلام والابواق المأجورة التي تكشف عن نفسها علناً أثناء الأزمات والأنتخابات، ورأسمال المحسوبية الفاسد، والذي فَرَخَ طبقة من أصحاب الملايين والأستثمارات الضخمة، وفي وقتٍ قياسي، التي وسعت من الهوة الطبقية و الفوارق الاجتماعية. وحتى الأعداد الهائلة من المستوظفين بتزكية حزبية، وفي مناصب حساسة تتطلب عادةً كفاءات مهنية عالية، في محاولة خبيثة لتدجين وتهميش الانتلجينسيا.
ويشاهد إن العمل الحزبي، تمحور حول مسارات مشبوهة، أتسمت :

• ببراجماتية فجة في التعامل مع البنى القبلية داخل المجتمع، ومسايراتها للخطاب الديني المتزمت الذي يحشر أنفه في حريات الناس. فصارت تنفخ في العشائرية وذلك بمده بالمال والأمتيازات والمناصب وحتى السلاح. لإستخدامه كشبكات من المحسوبية تجمع وتضمن الولاء.

• وبلف الخطوط الحمر أوالهالات المقدسة حول الخطاب الديني، مانحاً أياهُ، الحصانة والقدسية، لِيجيبهُ هو، بالشرعية والدعوة لِطاعة ولي الأمر أو أولياء الأمور أو شئٌ من هذا القبيل، من منابر مساجدها ومن خلف قلاعها الإرهابية الحصينة.

• و في هستيرية المحاولة للتمايز عن الآخر، حاولت جاهدةً، تعميق وترسيخ المناطقية، والروح الفئوية حتى على أساس التمايز اللهجوي وليس اللغوي! فتمركز معاقل الحزب كذا في بهدينان ومدن معينة، والحزب كيت في كرميان ومدن أخرى، وعدم توحيد اللغة الكردية، لا بل حتى السعي للتمايز داخل اللهجة الواحدة، وذلك بالتلاعب بمفردات ومرادفات اللغة الكردية، وإستخدام كل حزب لمفردة مميزة، للمعنى الواحد وإستخدم الحزب الآخر، وعن قصد، لِمرادفة الكلمة نفسها، أدت لئن تكون للمجتمع لغتان وثقافتان سياسيتان ومنطقتان جغرافيتان مختلفتان .

• الترويج لظاهرة التسليم السياسي الأعمى للكاريزما، الذي يُعرّف على أنهُ، قابلية القائد للتأثير في المقابل. وفي حين إن، بعض الكاريزما يتواجد في القادة كهبة سماوية، ولكن بعض الكاريـزما صناعية ومُفتعلة، تصنعها الآلة الأعلامية للزعيم، بتكرار صوره وخطبه وكيل المديح والثناء له، وعموماً فإن التسليم الى الكاريزما، يندرج تحت صنف العلاقات العاطفية وليس العقلانية. فهو لايدع المصلحة الفردية والعامة، تتحكم العلاقة بل العاطفة والوجدان. وهي علاقة هشة في جوهرها رغم قوتها الظاهرية، حذر ماكس فيبر منها كثيراً. فمردوداتها العكسية على الأفراد كبيرة، تتمايز بين كراهية جنونية للزعيم أو عشقٌ وثني لهُ.
إن مايذكرهُ الخطاب الحزبي في إعلامه او على لسان قادته، ونقصد هنا كل الاحزاب، بإختلاف مشاربها الفكرية والمسافات التي تفصلها عن السلطة ( أي الحاكمة والمعارضة)، حول إصلاح وتجديد او تغيير النظام السياسي، هو أمرٌ وجيه على الصعيد النظري بأعتبارهِ هدفاً مثالياً، بيد إن هذا الهدف، وعلى الصعيد العملي، يكون دون جدوى، لو بقى مجرد حبر جاف على لافتات إنتخابية، او ملفات منسية في أدراج المكاتب، دون ان تقترن بخطوات عملية يمكن للحزب أن ينهض بها.
فحسب العقلانية النقدية ، فإن الحزب كونهُ احد إفرازات الحداثة وعصر التنوير، كان الاجدى بهِ أن يدك قلاع السلطة الدينية المُرهبة للناس والمبنية على الإكراه المؤسس، وتنهي تحالفهُ الشائن معها، وتعيد للدين عفتهُ ونقاوتهُ، وترجعهُ لقالبهِ الطبيعي، في علاقةٍ بريئة، مُخلصة، روحانية، بين الخالق والمخلوق وحسب. ولا يترك الفرصة لهذا الخطاب الديني المؤدلج، ليُنظـّرَ لِشتى علاقتنا السياسية والدنيوية، كنظريتهِ التي تحض على ضرورة الأمتثال والطاعة العمياء لولي الأمر من قبل "المجتمع القاصر". وعلى هذه الشاكلة يتجرء ويفرض نظريتهُ الاخرى عن الحكم، وعن علاقة الراعي مع قطيعهُ من الغنم والرعية ، الذي يوجههم بكلابهِ المسعورة حيثما يشاء، ويحميهم من الذئاب، لينهش هو لاحقاً في لحمهم.

وكان للحزب أن يسعى لتحديث المجتمع، ويناضل لتحويل العلاقات فيه الى علاقات تحكمها العقلانية، والقانون، وتقسيم العمل، وليس الحميمية والدم والنسب. ويفك عرى تشابكاتهِ المُخزية مع العشائرية، وكان المفروض ان تدافع عن الفردانية، دون ان تترك المجال للقبلية والتزمت الديني والشمولية السياسية، لكي يستعبدوا الفرد في داخل الجماعة. لتمنحهم المساواتية والعدالة الأجتماعية، وليس التمايز على أساس الانتماء العشائري أو الحزبي أو المناطقي أو اللهجوي.

ولأن الحزب يصل الى جميع فئات وشرائح المجتمع، ولأن كلمتهُ ليست فقط مسموعة، بل مقدسة لها قوة القانون او النص الديني، لذا يُعتبر من اكثر المؤسسات الفاعلة في تحديث المجتمع، وهو يلعب دوراً كبيراً في هذا المجال، وعلى وجه الخصوص عند أمة لا أقرأ ،لا أطّلع، ولا أُفكر! إنها حقيقة تدعو للأنقباض، لكن هذه هي التأثيرات المباركة للأحادية والشمولية الحزبية، طوال السنين السابقة.

وختاماً، فإن الإنسانيةً تصرف الكثير من جهودها ووقتها واموالها، لِكتابة التأريخ، ولربما أستخدم بعض الفلاسفة اليوتوبيين كـ(افلاطون، هيغل، وماركس) التأريخ، كمصدر لإستنباط قوانيين التطور التأريخي!، إلا إننا سنعمد الى ما يقوم به عامة الناس، أي إستخدام التأريخ كمصدر لإستنباط العبر والدروس، ليس إلا.

وفي تأريخ الأمس القريب الكثير، لنأخذ منهُ مثلاً أساليب الفاشيات، التي حكمت كوردستان، وعملت على تفريق مجتمعهِ ومحو هويتهِ.

فضرر الحكومات الفاشية على القومية الكردية كان مادياً فيزيقياً مِن جهة، كمثل الأعداد الهائلة من الشهداء وإحراق القرى. وسياسياً من جهةٍ أٌخرى، كمثل حربها الشعواء على الهوية الكوردية. والضرر الأول، وإن كان من زاويته الإنسانية، يعتبرُ مأساوياً بشكلٍ هائل لا يمكن تصوره، فعنما نـذكرُ تفاصيلهِ، تقشعر له أبداننا وتنفطر من أجلهِ أفئدتنا ، ولكن... وفي خضم هذه التراجيديا لربما يجد المرء سلواه، بالولادات والأجيال الجديدة القادمة، أو لربما يقنع المرء نفسهُ بمقولة رينان: بإن القومية تعتمد على الذاكرة المشتركة، وأهم مافي هذه الذاكرة هي المظلومية المشتركة، فقد افادتنا تلك السياسات الشوفينة من حيث لم ترغب، وتبعاً لذلك، يكون لهذا الشق المأساوي، من سياسة الفاشية، أوجهٌ تبدو أقل هواناً، مقارنةً، بما سنأتي على ذكره لاحقاً حول الشق الثاني أعني السياسي.

فالضرر السياسي، تمثل بتشتيت الثقافة والأنتماء القوميين الكردستانيين، وخلق إنتماءات جديدة لهم، وهذا الشق هي الاكثر شناعةً، فلا يجد المرء مايمكن أن ينظر اليه بأيجابية، عندما يقف حائراً تجاه الأعداد الهائلة من الكورد، اللذين مازالوا يحسون بإنتماءات مختلفة، لثقافات غير كوردستانية، ولا يبدو إنهم على إستعداد، لكي يتزحزحوا عن مواقفهم الحالية، قيد أنملة.

حتى إن بيشكجي يقول في هذا الصدد، إن الدول التي تحتل كردستان وبسياساتها لمحو الهوية، أضرت بكوردستان بشكلٍ هائل، بحيث جعلت منها لاترقى حتى لمستوى المُستعمَرة! (أنظر: كوردستان مستعمرة دولية).

تأتي الحزبية اليوم، لِتبني إنتماءاً وولاءاً جديدين، لهذا الفئة المُتبقية من الكورد الناجيين من تلك السياسات الشوفينة، ويمتلكون لحد الآن، شئٌ من الشعور بالهوية الكوردستانية.
والمذهبية الحزبية، وإن رفعت شعاراً قومياً ولكنها تحتكر الولاء والأنتماء لنفسها، فهي تفهم القومية، في حدود الأنتماء الحزبي لها والولاء لقيادتها. وحيث تقول التجربة: إنه يستحيل على أي حزب أن يتمكن من السيطرة على كافة الناس، ويقنعهم بالأنتماء لهُ، ينشأ بالتالي فريقين او فرق عدة ويتبع بتخطيط حدوداً جديدة في داخل المجتمع الواحد. والمتواجد خلف هذهِ خطوط، لسوف يُعتبرُ قومياً، والآخر خارج هذا الخطوط سُينظر اليهُ بأنهُ لامنتمي او حتى خائن !

والحقيقة المرة: إن حدود أي من الفريقين، سيكون بالتأكيد أصغر من حدود الوطن والقومية نفسها، أي إننا أزاء تقسيمٌ آخر للمجتمع يشتت اوصالهُ إرباً إربا.

وحيث تمتاز القومية عن الوطنية، بإنها عابرة للحدود الجغرافية للدول والأوطان، ولكن تأتي الحزبية بحدودها الجديدة . لتجعل الحواجز التي نريد عبورها اكثر علواً مما كانت عليه من قبل، وهذا ما يترتب عنه وقوعنا على أعقابناً، كاسرين رِقابنا، ونحن نسعى لعبور تلكم الحدود مستقبلاً، أعني الحدود القديمة والمستحدثة، وتجعلنا مستسلمين، وغير آبهين، ومتقوقعين في حلزونتنا الحزبية او القبلية الملتوية والضيقة. ونحن حائرين بين كل هذه الخطوط الحمراء، والمقدسات، والمحرمات، التي تجعل حياتنا وتفكيرنا يوماً بعد يوم، أضيق فأضيق.

إن كل هذا لا يستوي لو لم تنطلق، النخبة الواعية والمثقفة بنقديتها العقلانية لكل ماهو وثني وجامد، وبتشكيكيتها لكل "ما" أو "مَن" يقترب أو يمت الى السلطة السياسية بصلة.

ولنا في النهاية أن نردد عبارة بوبر الشهيرة:
النقد بدل الدوغما ، النقد بدل الدوغما!

المانيا
28 أغسطس 2010
[email protected]

الهامش:
• في الحقيقة فإن تشبيه المجتمع بالكائن البيولوجي، يُمكن نقدهُ أيضاً، بسبب ثبوتية أدوار الأعضاء فيه، فمثلاً للقلب دوراً معين وثابت، فلايمكنهُ أن يأخذ دور الدماغ أو أي عضوِ آخر، ولإستخراج صورة مشابه لهذا التصور للمجتمع، فهذا يؤدي لإفتراض وجود طبقات وفئات ثابتة بأدوارها ومكانتها في المجتمع، أي أن يكون مغلقاً على الأنتقال الطبقي، وهذا بعكس المجتمع المفتوح المنشود والواقع، حيث هناك فرصة لتبادل الأدوار والأنتقال الى مستويات أخرى ( مثلاً تبوء باراك اوباما وساركوزي لأعلى المناصب في بلدانهم، رغم إنحدارهم من عائلات مهاجرة غير متأصلة في تلك المجتمعات).



#آکو_کرکوکي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُدبلجات المُؤدلجات المُتحجبات
- كورد ولكن...!
- لحظة هدوء...بعد ضجيج الانتخابات (الجزء الثاني).
- لحظة هدوء...بعد ضجيج الانتخابات. (الجزء الاول)
- حَجَرْ الزاوية
- عودة البعث الى جمهورية البُدّعْ
- جَرّائِمْ وبَرّاعِمْ - بإقتباس مِنْ کُراس مُذکراتي


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آکو کرکوکي - القومية وسرطان الحزبية