أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن الشرع - السياسيون بين المهنة والمهانة















المزيد.....

السياسيون بين المهنة والمهانة


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 3108 - 2010 / 8 / 28 - 16:11
المحور: حقوق الانسان
    



يقول اللغويون العرب وهم اناس اتخذوا من الكلام حَرْفَهُ وَكلِمَهُ وجملته ومعناه حِرْفًَة لهم ان جذر كلمة مِهْنَة هو مَهَنَ بالفتح اي خدم والماهن هو الخادم وامتهنت الشيء ابتذلته ورجل مهين اي حقير
كانت بطاقتي وسائر بطاقات اقراني تحمل توصيفا غريبا كنت طالبا جامعيا حيث كانت مهنتي طفل كما كتب في الهوية قبل عدة سنين..بعضهم احتاج الى تغيير هويته عندما اقدم على الزواج..المهنة طفل والصورة اما انها صورة طفل بالفعل او غير موجودة اصلا..لم يتغير الكثير منذ ذلك الزمن فما زلنا نتمتهن الطفولة ،نهين الطفولة.
من الطبيعي جدا ضياع البخت عندما يتخذ المرء سبع مهن ‘فوجود مهنة ما في هويته تعني فيما تعنيه الثبات والخبرة والتراكم والا لما قال المثل العراقي الشعبي مو (ما) كل من صخم(سخم) وجهه صار حداد(اً).
يقال ان الامام عي(ع)وصف أحد الناس بانه (حائك ابن حائك) وفي هذا إمتهان لكرامة الصناع من اصحاب الحرف او المهن ،وليس من المعقول ان يأتي الوصف بهذا المعنى من قبل الامام(ع)والمرجح كما يقول المهتمين بالامر بانه وصفه بهذا الوصف لانه كان يحوك الدسائس كما كان ابوه من قبل ،وهذا التاويل لا يلغي قضية مهمة اشارة اليها الدكتور علي الوردي (رحمه الله) في كتاباته،وهي احتقار العرب البدو عامة والعراقيين بشكل خاص لا صحاب الصنعة والحرفة ومن هنا ربما اشتق معنى المهنة.
يخامرني فضول كبير احيانا فافكر فيما نحمله هوية الرئيس،فهل ولد في اليوم الاول من تموز ككل اطفال بلادي في حقبة دولة المصخنة والطشت ،ام ان برجه ككل عظماء التاريخ ،ماهي مهنته القديمة والحالية بموجب ماتحمله بطاقته،هل كان طفلا كما كنت انا واقراني .
هنا ساحاول الاجابة على مجموعة من الاسئلة من قبيل:هل ان العمل في السياسة يقتضي تخصصا او علما او تاريخا او معرفة واسعة ؟فان لم يكن الحال كذلك فلماذا يحصل ذلك خلافا لقواعد ممارسة المهنة التي تتضمنها لوائح وقوانين محددة تبنتها النقابات والجمعيات والمنظمات التي لها صلة بقوانين المهنة وقواعد ممارستها،ثم هل ان مايحصل في العراق في الوقت الحاضر يختلف عما هو حاصل في الاقطار الاخرى. لقد تولى حكم العراق مجموعة من العسكريين والتربويين والمثقفين ورجال الاعمال والمغامرين وغيرهم،ولا احد ظن او كان يظن ان مؤهلا تهم العلمية هي التي انتجت بذرة الفساد والمرض في السياسة العراقية المعاصرة،بصرف النظر عن قابلياتهم القيادية او الانقيادية،يشار هنا الى ان النجاح والفشل في اداء العمل السياسي بحكم التاريخ مازالت تنتابه النسبية زمانا ومكانا وموضوعا،كما ان الايديولوجيات التي يتبناها القادة تزيد مشهد النجاح والفشل النسبي تعقيدا مضافا.
كنت قد شاهدت في احدى المرات وفي برنامج تلفزيوني راقصة وهي تتحدث عن مواهبها الفنية التي حباها الله لها وكيف ان الشهادة لا تعمل إلا على صقل الموهبة ..كان ذلك عندما كانت شابة وحسناءً للبحر المتوسط لكنها سرعان ما ادعت لا حقا بان العلم والشهادة تؤسس للاصل في الفنون ،فكل شيء لا يستند الى المعرفة العلمية انما يعد متخلفا وان الفن دون العلم يصبح فنا غريزيا وبدائيا، كل ذلك حصل عندما حصلت على الشهادة وعندما كبر سنها وخرب جسدها وتجعد وجهها وترهل جلدها وانحنى قوامها..
لو ناديت على طبال بقولك ايها الطبال لأنزعج منك كثيرا ووصفك بالتخلف الفني والحضاري ،فالطبال فنان خبير بالايقاعات المختلفة وهو خبير ايضا بآلات الايقاع من طبول ودفوف ،وربما حصل الطبال على شهادة في التطبيل وفنونه وربما حصل على اجازة في ممارسة المهنة صادرة من جهة مخولة
لكل مهنة عدتها ومازلت اجهل هل ان (رجل الدين )عنوان لمهنة ،رغم اننا ندرك ان عدته هو في زيِِِه واكسسواراته،ومكملاتها اللفظية والسلوكية في معظم الاحيان.الخاتم والمسبحة وربما المسواك،واشياء اخرى هي مايحمله رجل الدين او يتزين به فضلا عن تحريك الشفاه او اغماض العينين و التطلع الى السماء ومسح الوجه في بعض المواضع هو بعض ما يزين طبيعة هذه (المهنة )بنظر العامة وبعض الخاصة.
ولو اتسع المقام لذكرنا اشياء كثيرة عن عدة العمل في المهن المختلفة .لكن هذه الامثلة هي ابرز مانحتاجه للتدليل على التاثير على جموع الناس .فبامكان الراقصة من خلال تحريك خصرها واردافها ان تحرك ما غطس من مكنونات النفس لكثير من الناس وربما كان بعضهم رجال دين ،كما ان بامكان الطبال تحريك الراقصة على ما يشتهيه من ايقاع وبامكان رجل الدين ايضا تحريك الجموع وبقدرات وتاثيرات متفاوتة ازاء قضية معينة تخصهم او تخصه.
امير المؤمنين وسماحة السيد وفضيلة الشيخ ليست مهنة ،وهي بذلك تختلف عن دولة الرئيس ومعالي الوزير وسعادة السفير،اذ ان المطلوب لكل من حملة هذه الكنى والالقاب والمهن هي الشخصية القادرة على الفعل والكارزمة المؤثرة والعلم العام بالقضايا والعلم التفصيلي بقضايا اخرى .اما ان يكون الامير او الرئيس او الوزير ليس على دراية تامة بدعوى ان لديه من يستشيرة فهذا امر معيب عليه وينعكس اثره على ادارة الدولة والمجتمع،والا فلماذا يتسنم هو بالذات مقاليد الامور بوجود من هو اكفا منه وربما افضل منه،ان وجه لبعضهم هذا السؤال سيقول ان خصمه ايضا لا يصلح وانه عقر الناقة او قال بخلق القرآن او اقام مجالس الطرب او أنكر الولاية العامة او الخاصة او حبس الصدقات ...وعليه فمن المفروض ان تتخد الاجراءات كافة لمنعه من الاقتراب من المنطقة الخضراء ثم التعامل مع حالته عقديا وفقهيا بما يبعد شروره عن الامة.
ماذا يرى اي وزير للكهرباء في عدم وصولها الى منازل عامة الناس في الوقت الذي ينعم بها من ينعم من حملة الالقاب المطعون في كثير منها؟ ،ايكفي ان يقول ان سقوط برج او انخفاض مستوى المياه في النهر او ارتفاع درجات الحرارة وينتهي الموضوع باقناع الناس؟ ثم هل يتوجب علينا ان نؤمن بقدرية الحدث الكهربائي او الامني او غيرهما؟ اذن فماهو دوركم كمسؤولين ؟،الا تقتضي العدالة ان يخصم من عطاء وامتيازات المسؤؤول ما يقابل كل يوم من ايام الاخفاق في المهنة؟.ثم لماذا ليست لكم اخطاء ؟،اخطاء الفقيه تعالج بالكفارات واخطاء الطبيب والصيدلي والمهندس وغيرهم تعالجها قوانين النقابات ،فمن يعالج اخطاء الريس والوزير والنائب؟..اهو الدستور السقيم الذي انهال عليه سخط الذين انجبوه نجيبا ثم وأدوه وئيدا فدفنوه دون تغسيل ومراسيم؟.
ذكر المهنة في الاوراق الشخصية دليل ثبات لها واثبات لشخصية ممتهنها ،لكن كم من المسؤولين العراقيين عمل قبل اداءه القسم بموجب تخصصه الاكاديمي او تاهيله العلمي؟.
الكثير من الاطفال العراقيين يخرج صباحا للعمل دون ان تحمل هويته اي توصيف، وبصرف النظر عن كون اعمال الاطفال مشروعة او غير مشروعة ،منتجة او غير منتجة ،شاقة ام غير شاقة ،خطرة ام غير خطرة ،الا ان مجرد تسربهم من مدارسهم ليمارسوا تلك الاعمال يمثل اهانة ومهانة شديدة للشعب العراقي الذي يبدو انه تم ترويضه بالكامل عبر الزمن من قبل من يمتهن كرامته ممن حكمه من سياسيي العسكر وانتهازيي الفرص وشياطين المال.
ترتبط بأذهان عامة الناس مفاهيم وافكار ومصطلحات،فمن الطبيعي جدا ان تتكرر كلمات من قبيل كلمة الوطنية (بقصد الكهرباء)و ماكو(لاشيء)وغيرها الى جانب كلمة (الكراسي)،ولا مناص من ان ترتبط هذه المفاهيم والاصطلاحات بمفهوم المهنة ...فمهنة السياسي توفر له العيش الرغيد مقابل سبل انعدامه للاخرين ..قد يقول قائل ان مهنة السياسي تدر عليه الموارد ليس في العراق فقط،فاقول هذا كلام ليس صحيحا على اطلاقه،ثم ان الفجوة بين السياسيين في معظم دول العالم والعامة لا تقترن بمثيلاتها في العراق .ان الساسة في الدول المتقدمة لم يسنوا لانفسهم امتيازات بل ان هناك توازنا بين الاجر والعمل نضجته الدساتير و اللوائح والاعراف ،لقد نشرت وكالات الانباء عن أزمة مالية المت بتوني بلير بعد ان هبطت موارده اثر تركه لمهنة الوزير البريطاني الاول،فاية ازمة المت باحد نائباتنا او نوابنا الذين اتى بهم الدستور الذين كتبوه لمصلحة اولادهم واحفادهم وعشائرهم في قارات الكون الخمس.ترى هل من مهانة لسياسي وهل من كرامة لمواليد الاول من تموز ابنائهم واحفادهم.



#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحر لا تكفيه الاشارة
- ثورة في عالم الفلسفة
- أليس هذا قليل بحقهم
- خوجه علي ...ملاّ علي
- ديرة عفج
- جدول الضرب وحجر الضب الخرب
- الجلزون ومثقف السماوة: سياحة في الفساد
- الحكومة الافتراضية(3)
- لمناسبة اليوم العالمي لغسل اليدين!
- الحكومة الافتراضية(2)
- الحكومة الافتراضية
- إحذروا التقليد
- انفلونزا الطراطير (2)
- شيش عوازة ...إشكالية الفاضل والمفضول
- حكايات جدتي : حتى الحيوانات تتكلم!
- النقاط والخروف ...الجامعة المستنصرية
- هوامش على مذكرات بقة مستهترة
- مناقب الذرية في مناصب الجامعة المستنصرية
- التأهيل النفسي والاجتماعي والدولة المدنية العراقية العصرية
- شمهودة وحكاية اللطم الوطني


المزيد.....




- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن الشرع - السياسيون بين المهنة والمهانة