أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى السماوي - هي دولة الفرهود















المزيد.....

هي دولة الفرهود


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3107 - 2010 / 8 / 27 - 20:04
المحور: الادب والفن
    


( قالت وسائل إعلامية عديدة إن أحد نواب برلماننا عُثِر في إحدى سيارات حمايته على مبلغ متواضع مقداره أربعة ملايين دولار ـ وهو الذي لم تكن محفظة نقوده قبل بضع سنوات تعرف رائحة الدولار ... وثمة وسائل إعلامية أخرى نقلت عن أحد كبار مسؤولي شركة " زين " الكويتية لخدمات الموبايل أن شركته تدفع شهريا مبلغ عشرة ملايين دولار إلى أحد " كبار قادة " عراقنا الجديد كأجور حراسة لشركته الأمنية .. ونقلت صحيفة التلغراف الأسترالية عن وسائل إعلام أمريكية أن نحو سبعة عشر مليار دولار لا يُعرف مصيرها في عراقنا الجديد .. وثمة وسائل إعلام عراقية نقلت عن وزير المالية أنّ وزارته ضخت للدولة العراقية الجديدة مبلغ 280 مليار دولار خلال السنوات الأربع الماضية فقط ( ومازال الشعب يشتري المهفات لدرء الحر ، وما تزال آلاف العوائل تستعمل روث البقر أو سعف النخيل وقودا للطبخ في وطن يغفو على بحيرة نفط ) ... وعن مصادر إعلامية عراقية وأجنبية فإن رواتب ومخصصات الرئاسات الثلاث في عراقنا الجديد تبلغ سنويا مايزيد على ميزانية دولة " فيجي " أو " بوركينو فاسو " بينما الشعب العراقي أضحى من بين أكثر شعوب العالم فقرا .... وزير سابق متهم باختلاس مليار دولارـ حسب تصريحات حكومية عدة ـ ولم نجد الدولة تبذل جهدا لاستحضاره عبر الإنتربول .. وثمة لصوص سرقوا عشرات ملايين الدولارات فانتهى الأمر بإغلاق ملفاتهم لأنهم من " حصة " هذا الحزب أو تلك الطائفة ... جريدة "اللوموند" الفرنسية نشرت قبل أسابيع خبراً تؤكد فيه أن سلطات مطار باريس الدولي ضبطت زوجة أحد المسؤولين العراقيين وبحوزتها مليون دولار كانت تحاول تهريبه إلى فرنسا ... بنايات في لندن ودبي ودول أخرى تسأل عنها فيُقال لك إن أصحابها عراقيون كانوا قبل سنوات قليلة لايملكون أكواخا طينية ويعيشون على معونة الضمان الإجتماعي في دول اللجوء قبل دخولهم مع " بريمر " ... في عراقنا الجديد هذا تُطلق النار على متظاهرين مسالمين ينادون بزيادة ساعات توزيع الطاقة الكهربائية بينما اللصوص طلقاء ـ وربما يتمتع بعضهم بالحصانة الدبلوماسية !! ألا يعني ذلك أن مسمى " دولة الفرهود " هو الإسم الأكثر مواءمة لعراقنا الجديد ؟ )




أمـسـيـتُ لا لـيـلى ولا ســلـمى
تُحـيي الـسـرورَ وتُـوئِـدُ الـغَـمّـا

أمّــا الــدِّنـان ُ فـإن َّ خـمـرتَـهــا
أمـسَــتْ تُـزيـدُ حـشاشـتي هَـمّـا

تـسْـتجْـلِـبُ الأحزانَ إنْ قُـرِعَتْ
كاسـاتُهــا.. وتُـنـابِـزُ الــمُـظـمـا

أمّـا نـدامـى مِـعْــزفـي فـغــدوا
خُرسَ الحَـناجر ِ فانـتهوا بُـكْمـا

أطلِقْ سـراحَ الجـفـن ِمن حُـلـُـم ٍ
ياناسِـجا ً مـن صـحـوه ِ وهْـمـا

أزَهَــدْت َ بـالـلـذات ِ يـا رجـلا ً
لـمْ يـدّخِـرْ لِــلــذاذة ٍ عَــزمـــا ؟

تـسـقي الـرّمالَ سـرابَ أمنـيـة ٍ
وتصـدُّ عـنك َ النبع َ والـغَـيْـمـا !

لا أنـتَ ذا مـال ٍ فــتــتـبَـعُـــهُ
خـيـل ٌولـستَ بـمُـسْــمِع ٍ صُـمّـا

مَــنْ لِـيْ بــفـانـوس ٍ أنـشُّ بـــه ِ
ذئـبَ الـدُّجى والحَـيْـفَ والظُّلما ؟

وطـني الـيـتـيـمُ فلا كـفـيـلَ لـهُ
أبَـة ً يــكـونُ عــلــيــه ِ أو أُمّــا !

سَـبعٌ مضـين ولـيس مـن أمَـل ٍ
يُكـسي عِـظامَ جـياعِـه ِ لحْـمـا !!

الـطـيـرُ ضــمـآن ٌ ونخـلـتُـهُ ..
أمّـا الـضِـفـافُ فـإنهــا أظـمــا !

تـلـك الجـيـاعُ مـتى يـقـومُ بهـا
نـابٌ يَـنـالُ مُجِـيعَـهـا قـضْــمـا ؟

هي دولة ُ" الفرهود ِ" حارسُها
لصٌّ .. وقاضي عَـدْلِـهـا مُغْمى !

وطـنٌ يُـكـبَّـلُ فـيـه ِ مُـنـتـفِـضٌ
عـفُّ الـيـديـنِ ولُـصُّـهُ يُـحْـمى !

مـاكان ذا ريـش ٍفـكـيـف غـدا
حُوتا ً تفـيضُ لحومُـهُ شَـحْـمـا ؟

حافي الـقُـدورِ يَـداهُ ماعـرفتْ
غرْسـاً ولا سَـعَـتِ الخطى يوما !

أأبـوهُ " قــارونٌ " فــأوْرَثــه ُ
يـاقـوتَـهُ والــتِـبْـرَ والـنُّـعـمـى ؟

عَجَـبا ً ! أيغـدو كانِـزا ً ذهَـبـا ً
مَـنْ لا يُـسـاوي وزنَـهُ فـحْـمـا ؟

ومُـتـاجـر ٍ خاسَـتْ بـضـاعـتُـهُ
فـرأى الجِنى في الدِّيْن ِ فاعْتَمّا

ورأى بـ "حِزبِ التمرِ"بُغـيَـتهُ
في حاوياتِ "الدِّبسِ" فانْضَمّـا !

ومُـنـافِـقٍ نُـكْـر ٍ أفـاقَ عـلى
جـاه ٍ فأضحى بُغْـتـة ً نجْـمـا !


فمتى قـصاصُـكَ من أبـالِـسَـة ٍ
أمِنوا العِـقابَ فأدْمَـنوا الجُرْما ؟

فاشْهرْ لظى غضبِ الحَليمِ وخُذْ
ضلعي لِـرَمْـيَة ِ قوسِـه ِ سَـهْـمـا !

***

لا تـعــذلــوا مُــتــأبِّـدا ً هَــمّــا
فالليلُ أخرسُ والضُّحى أعْـمى !

أشْـركـتُ حتى بتَّ يـا وطـنـي
ربّـا ً.. وتلك خطيئتي العـظمى !

نـرمي .. ونجهـلُ أنَّ رمْـيَـتـنا
عـارٌ لأنَّ عـراقَــنـا الـمُـرْمـى !

أمّـا ولاةُ الــــرافـــديــن فـقــد
جعلوا العراق لِصَيْدِهِمْ طُعْمـا !

فُجِـعَـتْ بهـم أيامُـنـا ... فرثتْ
" دارُ السلام ِ" الأمنَ والسِّـلما

إنْ كانت ِ الـذِئـبـان ُ حـارســة ً
فالموتُ حَصْدُ قـطيعِها حَـتْمـا

عاصون .. بعضٌ تحتَ عِـمَّتِه ِ
"لاتٌ" .. وبعضٌ ينفثُ السّـمّـا !

ماسِـرُّها الأرحامُ؟ هل عـقُمَتْ
بعد " الـزعيم ِ" فلم تلِدْ شـهْـما ؟ (1)

فَــرَّ الحَـيـاءُ لِـهَـوْلِ صَـدْمَـتِـه ِ
بالقانِطين اسـتعـذبوا الضَّـيْـمـا !

لـلأجـنـبيِّ الأمـرُ فــي وطــن ٍ
أضحى بسـوق ِ نِـخاسـةٍ رَقْـما !

مُـسْـتَـنجِـدا ً بـالـمـوتِ يـنـقـذهُ
بات الثرى خـوفا ً من الحُـمّى !

أوَلم يـكـنْ خُـبـزا ً لذي سَـغَـب ٍ
وسـيـوفُـهُ تَحْـمـي ولا تُحْـمـى ؟

كـنْـسـا ً لكذّابينَ مـا صـدقـوا
يوما ً.. ورُبَّ رزيـئـة ٍ نعمى !

***
(1) الزعيم : هو القائد العراقي الخالد الزعيم عبد الكريم قاسم والذي عقم الزمن من بعده فلم يلد وطنيا بمثل نزاهته ووطنيته وإخلاصه ونبذه للمحسوبية ـ وقد لا يلد مثيلا له في الزمن المنظور .



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن الإبداع
- يا مُبْطِلا ً حتى وُضوئي !
- التظاهرات الجماهيرية نذير عاصفة
- مستنقع المحاصصة وجراثيم الفساد المالي والإداري
- هل سيشهد العراق انقلابا ً أبيض ؟
- الدروس المستخلصة من انتخاب مجالس المحافظات
- هنيئا للشعب العراقي بفوزه
- ما الذي سيحدث لو عاد حزب البعث إلى السلطة ؟
- شهادة جندي اسرائيلي على الهولوكوست الجديد
- ( الساكت عن الحق شيطان أخرس )
- مَنْ تُسمعين ؟
- الإنقلاب العسكري أت ٍ طالما بقي جنرال بعثي في القوات المسلحة
- شكرا لك سيدي البطل منتظر الزيدي
- بهيّ القلب
- أكلُّ هذا التشابه .. وتقولين نحن مُختلفان ؟
- إنصب خيمتك داخل جرحك !!
- البيتُ الأبيض
- قطار التحرير الأمريكي
- ضلوعي تساقطت نخلة إثر نخلة
- لماذا يُصرون على احتلال العراق ؟


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى السماوي - هي دولة الفرهود