أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - الان ادافع عن رأيي















المزيد.....

الان ادافع عن رأيي


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 3106 - 2010 / 8 / 26 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الان ادافع عن رأيي
اثار مقالي عن قانون اجتثاث البعث عاصفة كنت اتوقعها سلفا اذ لا اعتقد ان مقالا اخر قوبل بمثل هذه العاصفة من التعليقات بشتى انواعها واشكالها. وسبب ذلك اني اعلنت فيه بصراحة انني ادافع عن حزب البعث وعن البعثيين. ومن حسن الحظ اني اخذت احتياطا مقدما لمنع الاتهامات بالبعثية او الصدامية او غيرها من الاتهامات المحتملة نتيجة لمثل هذا المقال فبينت انني كنت اعتبر حكومة البعث فاشية حين كان غيري يعتبرها دولة تسير في الطريق اللاراسمالي صوب الاشتراكية ويصرح بان الرفيق صدام اعتنق الاشتراكية العلمية (وهي الاسم الاصلي للماركسية). وقد ادى ذلك الى عدم كيل مثل هذه الاتهامات عند مناقشة المقال والتعليق عليه. عدا اتهام واحد اتهمني باني افضل صدام على الاحتلال الاميركي.
واضح انني لا يمكن ان ادافع عن حكومة اعتبرها حكومة فاشية ولا عن الجرائم التي اقترفتها قياداته ضد الشعب العراقي. وكانت كل كتاباتي السابقة عن الموضوع برهانا على ذلك. وان نصيحة بعض المعلقين التي تطلب مني الاعتراف بالخطأ لاني ادافع عن الفاشية غير مقبولة. ومن الواضح انني لا اؤيد بل اعارض مبادئ حزب البعث لاني ماركسي او لاني ازعم اني ماركسي والماركسية مناقضة للمبادئ التي انشئ حزب البعث على اساسها. فدفاعي عن حزب البعث لا يعني دفاعي عن مبادئه. فكيف اذن دافعت عن حزب البعث والبعثيين؟ دافعت عن حزب البعث والبعثيين ضد قانون اجتثاث البعث. فانا اعتبر قانون اجتثاث البعث قانونا غير عادل وغير انساني وهذا كل ما فعلته في مقالي. ولست الوحيد من اعتبر قانون الاجتثاث قانونا غير عادل وانما الذين اعتبروه كذلك كثيرون وكثرت المطالبة بالغاء هذا القانون بحيث اضطرت حكومات الاحتلال الى تغيير اسمه الى قانون المساءلة. والسؤال هنا هو لماذا اعتبر قانون اجتثاث البعث غير عادل رغم اني اعتبر حكومة البعث فاشية واعارض المبادئ التي انشئ حزب البعث عليها؟
الجواب على هذا السؤال في غاية الاهمية نظرا الى ان الماركسيين كانوا منذ منتصف القارن التاسع عشر حتى اليوم اكثر من تعرض لقوانين الاجتثاث بمختلف اشكالها وانواعها. وقد عبرت اول عبارة في البيان الشيوعي بكل صراحة عن هذه الحقيقة التي مازالت صحيحة حتى اليوم ولا اعتقد انها ستصبح خاطئة حتى انتهاء الصراع الطبقي واختفاء الدولة. لم تكن قوانين اجتثاث الماركسيين تسمى قوانين الاجتثاث بل كانت تسمى باسماء اخرى اورد على سبيل المثال قانون اجتثاث الماركسيين او الشيوعيين في ايامنا فقد كان يدعى "89 أ" ولكنه كان في الحقيقة قانون اجتثاث الشيوعيين. والاسم الاخر لقانون اجتثاث الشيوعيين في ايامنا كان يمسى "فتوى" اطلقها احد المعممين لا اتذكر اسمه. فانا في الحقيقة ضد كل قانون اجتثاث مهما كان اسمه ومهما كانت الحركة التي يستخدم ضدها. والسؤال يصبح الان لماذا انت ضد كل قانون اجتثاث مهما كان اسمه؟
الجواب هو لان كل قانون اجتثاث مهما كان اسمه يعاقب الجسد على "جريمة" يقترفها الدماغ. ففي مثلنا العراقي حوكمنا وعوقبت اجسادنا بالشنق والاشغال الشاقة المؤبدة والتعذيب والمجازر واطلاق النار وحرماننا من جامعاتنا او وظائفها وتحطيم مستقبلنا ومستقبل عوائلنا. كل هذه العقوبات هي عقوبات جسدية تحملناها بسبب ان عقولنا اعتبرت المبدا الماركسي مبدأ صحيحا واعتنقته. فالاجتثاث هو معاقبة الاجساد على جرائم لم ترتكبها. وهذا عقاب غير عادل وغير انساني.
هل هناك امثلة على مثل هذه الحالات؟ اورد اكبر مثال تاريخي حول مثل هذا الموضوع، محاكم نورنبرغ. فمحاكم نورنبرغ لم تحاكم القادة النازيين لانهم كانوا في الحزب النازي وانما حاكمتهم على جرائم اقترفوها ضد البشرية. وقد درسوا الجرائم التي ارتكبها كل واحد منهم على حدة وحاكموه وحكموا عليه بموجبها. والمثال الساطع على ذلك هو انهم لم يحكموا على ثاني شخصية بعد هتلر، هس، بالاعدام لانهم اعتبروا الجرائم التي قام بها غير كافية للحكم عليه بالاعدام فحكموه بالسجن المؤبد. ولم تجر في المانيا محاكمة كل انسان كان عضوا في الحزب النازي ولو لم يرتكب جرائم ضد الانسانية وحتى الاسرى الالمان الذين حاربوا ضد الاتحاد السوفييتي وغيره من بلدان اوروبا اطلق سراحهم ومنحوا فرصة العيش مثل سائر الناس ولم يحاكموا لانهم كانوا في الجيش النازي.
ان الانتماء الحزبي والمبدئي هو نتيجة صراع فكري يتوصل اليه دماغ كل انسان استنادا الى الظروف التي يمر بها والى القناعات التي يؤمن بها سواء اكانت هذه المبادئ الفكرية صحيحة في نظرنا ام خاطئة. فما اعتبره صحيحا بصفتي ماركسي يعتبره البعثي خاطئا وهذا من حقه. فكما ان من حقي ان اناقش البعثي لاقناعه بان وجهة نظره خاطئة وان وجهة نظري اصح، له هو ايضا كل الحق في ان يناقشني على ان وجهة نظره هي الصحيحة ووجهة نظري هي الخاطئة. ولذلك فان محاربة مبدأ معين مثل المبدأ النازي يجري عن طريق الصراع الفكري، عن طريق الاقناع بالتجربة ولا يمكن محاربته بالاجتثاث الجسدي. ونحن نشاهد اليوم ان المبدأ النازي اصبح سائدا خصوصا في دول الاتحاد السوفييتي السابقة وان الصراع الفكري بين الماركسيين والنازيين محتدم اقصى درجات الاحتدام.
ان دفاعي عن حزب البعث ضد قانون اجتثاث البعث هو في الواقع دفاع عن كل من يؤمن بمبدأ ايا كان ضد قانون اجتثاث ذلك المبدأ. انا ادافع عن كل انسان يؤمن بمبدأ ضد اي قانون يريد اجتثايه بسبب ايمانه بهذا الرأي. وعليه فانا لا اوافق على نصيحة بعض الاصدقاء بضرورة اعترافي بالخطأ لاني لا اعتقد بان ما فعلته هو خطا. واذا اقتنعت فكريا بان ما فعلته هو خطأ فانا اعلن ذلك على الملا وادرس الاسباب التي ادت بي الى الخطأ وأعمل على اصلاحها وهذا اساس النقد الذاتي الذي تعتبره الماركسية ضرورة حتمية في الصراع الطبقي.
كتبت في ردودي على الحوارات انني لم اقرأ ان احد المحاورين يتطرق الى قانون الاجتثاث نفسه ويدافع عنه..ويبدو ان هذا لم يكن واضحا وان القراء لم يفهموه بالصورة التي اقصدها. ان عنوان مقالي هو ان قانون اجتثاث البعث هو قانون ضد الانسانية وعليه فان الجواب الطبيعي على مثل هذا العنوان ينبغي ان يكون نقضا للعنوان والقول بان قانون اجتثاث البعث هو قانون انساني وعادل والبرهنة على ذلك منطقيا. وهذا ما لم يفعله اي من المعلقين في الحوار. ولكن احد الاخوان المعلقين استجاب لقولي بان بين انه ذكر القانون وبين ان القانون طبق على مائة وخمسين الف شخص فقط ولم يطبق على الشعب العراقي كله. الحمد لله ان القانون لم يطبق على الشعب العراقي كله ولكن القانون ما زال قائما وقابلا للتطبيق، فما الذي يمنع تطبيقة على مائة الف اخرين؟ ان الحوار هو حول القانون وليس حول عدد ضحاياه. في هذا الخصوص اعود الى السؤال الذي وجهته الى المعلقين والقراء حول محاكمة المتهم بموجب قانون اجتثاث البعث. اشرت في ذلك الى ان القاضي كما هو الحال في بداية كل محاكمة عن اية جريمة يسأل المتهم ان كان مذنبا ام بريئا. فحين يسأل القاضي المتهم بقوله "انت متهم بانك عضو في حزب البعث او انك كنت عضوا في حزب البعث هل انت مذنب ام بريء؟، فما هو الجواب الذي يستطيع المتهم الدفاع به عن نفسه؟ انه لا يستطيع ان يقول "بريء" لانه فعلا عضو في حزب البعث او كان عضوا في حزب البعث. ولا يستطيع المتهم ان يقول "مذنب" لان ذلك يكون اعترافا منه بان الانتماء الى حزب البعث بحد ذاته جريمة وهو لا يعتقد ان الانتماء الى حزب البعث جريمة يعاقب عليها القانون. نرى من هذا ان المتهم لم يمنح الفرصة للدفاع عن نفسه بانه بريء رغم انتمائه الى حزب البعث. وان الخيار امامه هو اما ان ينكر انتماءه لحزب البعث واما ان يعترف بان الانتماء الى حزب البعث جريمة. في هذا المثل يبدو واضحا ان قانون اجتثاث البعث غيرعادل وغير انساني حتى اذا طبق على شخص متهم واحد فكيف اذا طبق فعلا على مائة وخمسيين الف متهم واذا كان بالامكان تطبيقه على عدد اخر غير محدود طالما بقي قانونا نافذ المفعول؟
اكتفي بهذا القدر لاني لا اريد الاطالة على قرائي الاعزاء. ولكني اطمن اصدقائي الاعزاء باني رغم شيخوختي ما زلت قادرا على الدفاع عن رايي طالما ما زلت اعتبره صحيحا رغم اشفاقهم علي بسبب اصابتي بخرف الشيخوخة. واواسي الاصدقاء الذين اسفوا لفقدانهم ماركسيا واقول لهم البقية في حياتكم.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول التعليقات على مقال قانون الاجتثاث
- قانون اجتثاث البعث جريمة ضد الانسانية
- ملاحظات حول انتفاضة الكهرباء
- جواب جديد على رسالة
- انبياء واولياء عبادة الشخصية (2)
- انبياء واولياء عبادة الشخصية (١)
- الاحدى والستون لاحقيقة لدى خروشوف
- العلاقات التنظيمية بين اعضاء حزب شيوعي
- طبيعة النقابات الاقتصادية والسياسية
- ذكريات شخصية (اخيرة)
- ذكريات شخصية 3
- ذكريات شخصية 2
- ذكريات شخصية 1
- شكرا يعقوب ابراهامي
- رأي على تعليق
- الديالكتيك الالهي والديالكتيك المادي
- حميد عثمان والديالكتيك وحسقيل قوجمان
- مجزرة الكوت كما اتذكرها
- الطبابة او العناية الصحية في السجون السياسية
- الانشاد والغناء في السجون السياسية


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - الان ادافع عن رأيي