أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سلامة كيلة - العودة إلى مفاوضات فاشلة














المزيد.....

العودة إلى مفاوضات فاشلة


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 3105 - 2010 / 8 / 25 - 14:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد توقف عادت المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والدولة الصهيونية، هذه المرة عبر "الوسيط الأميركي" الذي بدأ في رحلات مكوكية لم توصل إلى شسء، حتى إلى "تخفيف" الاستيطان، ولقد بدا واضحاً بأن المفاوض الفلسطيني قد تخلى عن شرطه المتعلق بوقف الاستيطان مبرراً ذلك كون هذا الشرط يتعلق بالمفاوضات المباشرة وليس بهذا الشكل من المفاوضات. وكما يشير المفاوض الفلسطيني فإن ما سيجري البحث فيه هو مسائل الحل النهائي، وأولاً الحدود والأمن، وبالتالي القدس واللاجئين والمستوطنات. وأن الأمر يتعلق بضمانات أميركية. وهي الآقوال ذاتها التي تكررت مرات خلال كل فترات المفاوضات تقريباً. لهذا سنشهد أربعة أشهر من الفشل كما كان منذ بدء المفاوضات. بينما يستمر قضم الأرض والتوسع الاستيطاني، والسيطرة الكاملة على القدس وتكريس "يهوديتها" كما ظهر في ابعاد اعضاء المجلس التشريعي الحمساويين عنها كونهم ينتمون إلى "مؤسسة فلسطينية" هي المجلس التشريعي.
إن الأساس الذي يقيم المفاوض الفلسطيني إستراتيجيته عليه، كما يقول، هو ايصال الولايات المتحدة إلى نتيجة هي أن إسرائيل هي التي تعرقل المفاوضات، وهي التي لا تريد التوصل إلى حل. وتحت هذا الأساس جرى تبرير العودة إلى المفاوضات، ويجري تسويقها، كما يجري الاستمرار فيها رغم كل ما يجري في الواقع. وإذا كان المفاوض الفلسطيني قد توصل إلى أن إسرائيل لا تريد التوصل إلى حل كما يقول، فمتى سيتوصل إلى أن الولايات المتحدة ليست وسيطاً، بل أنها طرف، لا أقول مع إسرائيل بل أقول أن هذه الأخيرة هي التي تخضع لسياساتها. وبالتالي فإن التوصل إلى أن إسرائيل لا تريد التوصل إلى حل يعني أن الولايات المتحدة لا تريد الحل. حيث أن طبيعة العلاقة "الخاصة" بينهما يجب أن تكون قد أصبحت واضحة، وهي علاقة لا تسمح بأي حال من الأحوال أن تكون الولايات المتحدة وسيطاً. وما تفعله هو ايجاد الغطاء على السياسات الإسرائيلية من خلال الإيهام بأن هناك مفاوضات، وهي تعمل من أجل هذه المسألة فقط، وعبرها تعمل من أجل ترتيب العلاقة بين الدولة الصهيونية و"المعتدلين العرب".
هل هذه المراهنة هي وهم أم أن الوهم هو نتاج حاجة الطرف الفلسطيني إلى التفاوض؟
إذا كانت السلطة الفلسطينية قد "عرّبت" القضية الفلسطينية من جديد لكي "تلتزم" بالقرار العربي الداعي إلى العودة إلى المفاوضات، وإذا كانت تتعلق بحبال التمييز بين الدولة الصهيونية والولايات المتحدة، فإن الأساس هنا هو أن هذه السلطة لا خيار لديها سوى التفاوض (وهو ما أعلنه محمود عباس بوضوح في أكثر من تصريح)، فقد "شطبت" المقاومة والنضال، وإن تعلقت باختراع "شيوعي" اسمه المقاومة الشعبية السلمية، والتزمت بمحاربة "الإرهاب" الذي تمارسه الفصائل الفلسطينية، وحصرت كل نشاطها في "النضال الدبلوماسي". لقد قررت السلطة بأن طريق "تحرير" فلسطين (التي باتت هي الضفة الغربية فقط) يقوم على التفاوض ثم التفاوض وليس غير التفاوض، فماذا ستفعل إذا ما انتهت المفاوضات؟
هذا السؤال هو الذي يبرر عودتها الآن، وفي مرات قادمة، إلى المفاوضات، بغض النظر عن كل الممارسات الصهيونية التي يجري الاحتجاج عليها، خصوصاً الاستيطان. فقد تكيفت مع "النضال الدبلوماسي" ولم تعد تستطيع تغيير هذا الشكل من "النضال"، أو أن مصالحها لا تتحمل تغيير هذا الشكل، حيث أسست مصالحها على أساس هذا الوضع. فهي سلطة باتت تتشكل من فئات لها مصالح اقتصادية أشير إليها مراراً، وهي مصالح متشابكة مع "العدو"، فكيف إذن يمكن انهاء المفاوضات والتحول إلى خصم؟ وكيف ستستمر المصالح فيما إذا انتهت المفاوضات وبات إنهاء السلطة أمراً قائماً؟
بغض النظر عن كل المبررات التي تقال، والتي أصبحت واضحة لكل متابع، فإن السلطة لا ترى سوى المفاوضات، حتى وهي تتمنع أحياناً، أو تبدي تأففها من الاذلال الصهيوني، الذي يريد أن يكشف منطقها لكي يخضعها أكثر. ولأن المفاوضات لن تقود إلى شيء، سوى إلى التغطية على الممارسة الصهيونية وايجاد الظروف التي تسمح بتغطية سياسة مآلها السيطرة التامة على الضفة الغربية. خصوصاً وأن السلطة تمارس القمع لكل نشاط مضاد الاحتلال، وبالتالي تحرص على عدم تبلور خيار بديل لمفاوضات فاشلة.
إنها لن تنهي المفاوضات التي باتت واضحة "العبثية" (كما أشارت هي)، وليس من خيار أمامها سوى التكيف مع الحل الصهيوني، الذي يحوّلها إلى "سلطة إدارة ذاتية مدنية" كما تحدد في اتفاق أوسلو ليس أكثر. فالمصالح أهم، والتشابك الكومبرادوري يوصل إلى خضوع لا خيار غيره، أو التنحي لاستلام فئات أخرى تنبت من بنية السلطة ذاتها جرى الاشتغال عليها خلال السنوات الماضية، سواء كواجهات سياسية أو كبنية أمنية.
إن كل ما تفعله السلطة بات يشكل عبئاً على الشعب الفلسطيني، وبات يشكل إعاقة لتطور فعلهم النضالي. وربما كانت كل هذه المسائل واضحة للفلسطينيين، لكن السؤال يتعلق بكيف ينتهي تحكم السلطة بمصير الشعب الفلسطيني؟ وكيف يمكن أن تتطور المقاومة من جديد، حيث لا بديل عن ذلك في مواجهة قوة لا تفكر، من الأساس، بحلول وسط، وأصبحت سياساتها مكشوفة، كما أصبح مكشوفاً وضع السلطة الفلسطينية؟
ولهذا يصبح السؤال الأساس هو ما البديل؟ وكيف ينشأ؟ أظن بأن هذا ما يجب أن يكون جوهر النقاش من أجل مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة مفاوضات فاشلة
- هل ستتغيّر السياسة الأميركية؟
- اليسار العربي والصهيونية والدولة الصهيونية (حوار مع يعقوب اب ...
- ماركس وحلم الرأسمالية
- لم يخطئ غطاس
- النضال التحرري حينما يسقط في نظرة ضيقة
- حول مشروع المهمات البرنامجية-2 الذي نشره تجمع اليسار الماركس ...
- حول مشروع المهمات البرنامجية- 1 الذي نشره تجمع اليسار المارك ...
- المقاومة من منظور اليسار مرة مكررة
- أي يسار هذا؟
- عن المقاومة من منظور الماركسية
- حول مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية
- أوباما: لون البشرة هل يغير طعم السياسة؟
- المنطق الصوري في السياسة (ملاحظات حول تناول الحرب على غزة)
- المقاومة من منظور اليسار
- حوار في المبادئ مرة أخرى- 3 أخيرة (من أجل توضيح الاختلافات)
- حوار في المبادئ مرة أخرى- 2 (من أجل توضيح الاختلافات)
- حوار في المبادئ مرة أخرى- 1 (من أجل توضيح الاختلافات)
- الميل نحو اليسار: لكن أي يسار؟
- عن غزة والوضع العربي


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سلامة كيلة - العودة إلى مفاوضات فاشلة