أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - دورة الفساد.. في الطليعة!!














المزيد.....

دورة الفساد.. في الطليعة!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3105 - 2010 / 8 / 25 - 11:21
المحور: المجتمع المدني
    


حين يكون لزاماً عليه، كعاطل عن العمل، أن يدفع بضع ورقات خضر كي يحظى بوظيفة ما، فقد تجاوز بذلك خطاً أحمر يجعل من السهل، لاحقاً، تخطي بقية الخطوط والموانع والدفاعات الأخلاقية، في الغالب، بسهولة ويسر وتلقائية.. عليه أن يسترجع ـ ابتداءًـ كل سنت دفعه كي ينال الوظيفة، (ليس عن طريق المرتب الشهري فهو أقل من جهده المبذول في التثاؤب وتزجية الوقت والتملص من أداء ما وظف لأجله، وأقل بكثير من كفاءته واستحقاقه)، بابتداع طرق شتى يشرعنها بحسب أهوائه، وشعاره الدائم الجاهز: إذا ما مديت إيدي، ايد غيري تنمد!!
وحين يبتز رجل المرور ـ مثلا ـ سائق مركبة وجد فيه صيداً ثميناً، فإن هذا السائق سيعوض ما دفعه رشوة برفع الأجرة وابتداع وسائل أخرى كتجزئة الخط الواحد إلى خطين أو أكثر..
أغلبنا عاطل عن العمل، على وفق المفهوم الاقتصادي له، وأغلبنا ـ أيضاًـ لديه أعمال معظمها غير دائمة.. التزاحم الشديد على نيل فرصة عمل جعل من المنافسة تفقد شروطها الصحية والأخلاقية فانحدرت إلى منافسة غير شريفة، فالبائع يلجأ لاستدراج المشتري بعرض أجود ما عنده في الواجهة واستمالته بلذيذ الكلام والصوت العالي والسعر المنخفض قياساً إلى منافسيه، ليجد (المشتري) حين يؤوب بحمله إلى داره أن ما ملأ الكيس الأسود ودفع فيه مالاً عزيزاًُ لم يكن سوى (طماطة خايسة)!!
الموظف المرتشي لا يهنأ، في معظم الأحوال، بما حاز من سحت حرام، لأنه سيقع (ضحية)بائع غشه ببضاعة رديئة أو دلال باعه بيتاً بسعر أعلى من استحقاقه.. إجمالا فإن الجميع(إلا من عصمه الله) واقع في أحبولة الفساد المستشري راشياً أو مرتشياً وربما كليهما في آن معاً!!
المسألة تبدو غاية في التعقيد بحيث أصبح الحل أكثر استعصاءً، فقد قيل أن اليد تهدم أسهل بكثير من أن تبني.. القضية أن الفساد الإداري والمالي نخر الأسس والركائز التي تشكل عماد الشخصية العراقية، حتى أضحى من الطبيعي جداً والعادي حدّ القسوة أن أحدنا إذا ساقته قدماه ـ طائعاً مختاراً، أو مرغماً مجبوراً ـ إلى إحدى الدوائر الحكومية، يتساءل إن كان فيها ( واحد عرف)، فإن لم يجد، فالمال يتكفل بإنجاز المعاملة.. وإذا أراد شراء غرض أو سلعة ما، فهو على ثقة تامة بأنه (مطبور) لا محالة، إن لم يكن بالثمن فبنوع السلعة أو البضاعة أو الخدمة!!
هي دورة تأخذ بتلابيبنا، وتنشب مخالبها في لحومنا، وليس فينا ـ إلا القلة ـ من وقف يتأمل مفجوعاً على ما آل إليه حال من علّم الآخرين الحرف الأول، ومن أخرجهم من عماء الجهل والظلام إلى نور الهداية والعلم والعدل.. هي دورة لا تتوقف عجلتها إلا حين نتوقف قليلاً ونأخذ نفساً عميقاً ونحاول الخروج من دوامة ربما نكون نحن من صنعناها بسلبيتنا حيناً ومشاركتنا حيناً آخر.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نأمل، نحلم دوماً
- صحف ومجلات وزارية
- مترفون بلا حدود
- ثلاثة كراسي!!
- فصل عشائري!!
- سلاحنا المشلول!!
- صير سبع!!
- وإذا مرضت.. فمن يشفيني؟
- وإذا أوتيتم المنكرات..
- مسؤولونا لا يقرأون!!
- علّمتنا تجارب سابقة
- نعم، نحن متجاوزون!!
- في البدء كان الكلمة
- ما جينة يا ما جينة!!
- حرائق السراق
- وضرب لنا مثلاً..
- لا وطن لمن لا بيت له
- معاهد وكليات لإنتاج العاطلين!
- حصة الفقير!!
- إجراءات مشددة!!


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - دورة الفساد.. في الطليعة!!