أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الحياد : انتهازية او احتيال على الحقيقة ...















المزيد.....

الحياد : انتهازية او احتيال على الحقيقة ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3103 - 2010 / 8 / 23 - 22:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الحياد : انتهازية اواحتيال على الحقيقة ..
حسن حاتم المذكور...
عام 1973 وفي مدينة براغ ’ وبعد انشطار اليسار العراقي بين مؤيد ورافض للجبهـة مـع النظام البعثي ’ كنا في حينها نقدم الأدلة بالأسماء والأرقام للجرائم التي يرتكبها البعث بحق العراقيين ’ ما كان متوقعاً ان يتصل بي السيد جبار اللامي رئيس الأتحاد الوطني لطلبة العراق ويطلب مني ناصحاً ان اكون على الحياد ــ في الأقل ــ ’ وعندما اشعرته بسخافة طلبه تابع " اني غير ابن ولايتك واحبك واريد مصلحتك .. هسه بس اسكت " ’ بعد عشرين عاماً تقريباً التقيته فأخبرني على انه ترك حزب البعث لرفضه التطوع والذهاب الى جبهة الحرب مـع ايران ’ ذكرتـه وسألتـه " لماذا طلبت مني انذاك ان اكون محايداً " ... ؟ اجاب : الحياد كان مصيدتنا للأيقاع ببعض اليساريين ’ وقد اصطدنا بعضهم ’ ولو وافقت في حينـه لكنت الآن بعثياً " .
عندما استذكر تلك الحادثة واحداث مشابهة ’ تزداد قناعتي بأن دعاة الحياد والترقب السلبي ونحن نرى الباطل يحاول افتراس الحق’ ماهم في الواقع الا بسطيات اضافية تفتح ابوابها عند اطراف بزرات الأنتهازية والوصوليـة ...
هل في الأمكان الحياد بين ثورة 14 / تموز /58 الوطنية وبين انقلاب 08 / شباط 63 الفاشي اوبين الشهيد عبد الكريم قاسم والشخصية النتنة عبد السلام عارف ’ وبين الشهداء يوسف سلمان يوسف وسلام عادل وحسن السريع وبين الجلادين بهجت العطية وعمار علوش وناظم كزار’ وبين الشهدا محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر’ وبين المجرم التافـه صدام حسين ... ؟
نعلم جيداً : لماذا صوت اكثر من 90 % من المحافظات الغربية للقائمـة العراقيـة البعثية ’ ولماذا صوتت اغلبـية محافظات الوسط والجنوب لأئتلاف دولـة القانون ... ؟ كذلك نعلم لماذا حصل القومي المتطرف اسامة النجيفي على الأغلبية الساحقة من ناخبي محافظة الموصل وحصل السيد نوري المالكي على الأغلبية الساحقة من اصوات ناخبي محافظة البصرة مثلاً ..؟
ونعلم ايضاً : لماذا تحتضن العواصم العروبيـة الداعمـة للأرهاب في العراق قائمـة العراقية ورئيسها السيد اياد علاوي وتقف شراسة بوجه ائتلاف دولة القانون والسيد المالكي ... ؟ .
كيف نفسر الحياد بين هذا وذاك ... بين النوايا الطيبـة لأهلنا في الوسط والجنوب وبين نوايا ناخبي العراقيـة... او نفتدي وحدة وطنيـة ترضع وتتلذذ من دمـاء وعذابات بنات وابنـاء الأغلبيـة ’ لتستهلك الأقلية كامل العافيـة سلطة وتسلط ومكاسب وامتيازات’ ليصبح الوطن محرقـة للملايين من ابناء الجنوب والوسط في غزوات وفتوحات وحروب تحصد دماء وارواح الأبرياء اوسمة ومداليات ومكرمات للمنتصرين على اهلنـا قبل كل شــي .... ؟
هل مـن المنطق ان نقف على الحياد بين حواضن البعثيين والقاعدة ومجاميع التفخيخ والتفجير والأنتحاريين ’ وبين المدن التي تُفجر ويذبح ويسلخ ابناءها وتغتصب بناتها ... ؟ ان لم يكن ذلك احتيال على الحقيقـة وتبول على القناعات والمواقف ’ فماذا سنسميـة ... ؟
ـــ نعلم يقيناً : ان من فتح مئآت المقابر الجماعية لخيرة بنات وابناء العراق ’ وجففوا اهوار الجنوب وابادوا وهجروا عراقييها ’ وذبحوا مدينة حلبجة ’ وانفلوا الاف الأبرياء وتاجروا بأطفال المؤنفلين ’ ومن هجروا الألاف من الكورد الفيليـة وغيبوا اكثر مـن ستـة الاف من شبابهم .. وغيرها .. وغيرها هـم الآن ’ اما مُنتخبٌ او منتخباً داخل ائتلاف العراقيـة .
ـــ نعلم يقيناً : ان الذي ذبح وسلخ وفجر حتى موتى ابناء الجنوب والوسط واغتصب بناتهم واغلق الطرق بجدران الموت بوجـهم ’ لم يكن من مدينة العمارة او البصرة والناصرية او اربيل والسليمانية ’ بل حصراُ مـن ( وهنا نتوقف حتى لا تتهم الحقيقة بالطائفية ) .
ـــ نعلم يقيناً : اذا ما انفعل وهـدد القائد الظرورة اياد علاوي ومجلس قيادته’ السادة الهاشمي والنجيفي والمطلك والعاني والدليمي والتكريتي والضاري ’ يستنفر بعث العراق في الجوار العروبي ويثير نخوة عواصم انظمتها ’ فتفتح الكارثة ابوابها تفجيراً لبغداد والمدن العراقيـة ونسفاً لمؤسساتها ومقدساتها ’ وتزداد كثافـة دخان المجزرة ورائحـة الموت الجماعي في شوارعها ..
ـــ نعلم يقيناً : ان الشيطان البعثي ’ يتنفس من تحت عمائم الذين يساومون البعث في القائمـة العراقية على مصير ومستقبل اهلنـا ويقايضون دمـاء وارواح الشهداء ومعانات الأرامـل والأيتام بفضلات سلطة وجاه وثروات ومكاسب دنيوية قد يتصدق بها البعث عليهم خلافاً لطبعـه الدموي ’ انهم انانيون حاقدون جهلـة تافهون لا يرون ابعد مـن منافعهم الشخصيـة والفئويـة واكثر مما هو مختلس ومسروق في جيوبهم .
ــــ نعلم يقيناً : ان الحكومـة التي تريدها القائمة العراقيـة ( البعثيـة ) وسماسرتها ’ وترغبها عواصم انظمـة الجوار ’ لايمكن لها ان تكون الا فتحاً للأبواب امام جمهورية الردة للبعثيين والقوميين والطائفيين العروبيين ’ عودة بالعراق الى مربع ذل وعبودية واستسلام الأغلبيـة الساحقة لأهل العراق ’ تحت رحمة سلطة وتسلط اشقائهم في الوحدة الوطنيـة لموت الآخـر !!! .
انصحونا يا دعاة الحياد ’ في اية نقطة ترغبون ان نقف ’ وبين مـن .. ومـن .. ؟ .
وحتى لانكون طائفيين ومرتشين ورداحين فاقدي المصداقية كما يدعي الناصحون ’ علينا ان ناخذ موقف الحياد بين ائتلاف دولـة القانون وبين الرعب العروبي القادم مـع القائمـة العراقية ’ بين العبودية التاريخية وشهوة تدمير حاضر ومستقبل اهلنا وفرض حقيقة الموت الجماعي بكل بشاعاته وتكفير معتقداتهم والغاء صيرورتهم ومسخ هويتهم ونهب ثرواتهم وتجويعهم وتجهيلهم وجعلهم حطباً لنزوات وغزوات وحروب القائد التكريتي’ وبين رغبهتم في التحرر من ضعفهـم وخوفهـم وعبوديتهـم لأشقائهـم ’ اهلنا لا يرفضون اشقائهم ’ لكنهم يخشونهـم زاحفون خلف رموز جمهوريـة الموت البعثي وقائدهـا الظرورة الوريث اياد علاوي ومجلس قيادته لحكومة الظل التي تشكلت بأصوات الأشقاء من عفالقة الردة ’ اهلنا في الجنوب والوسط لم يمنحوا ثقتهـم واصوتهـم للطائفيين والعنصريين والظلاميين في محافظاتهم الا القليل الذي نفذ من ثقوب الأختراقات الأيرانيـة ’ وقد عاقبوهم وسيحرقوا اخر اوراقهم في الأنتخابات القادمـة ’ بينما اشقائهم انتخبوا ما نسبتـه 90 % من بعثيي وقوميي وطائفيي محافظاتهم ’ وهنا هي اشكالية سؤ الفهم التي لايمكن الحياد ازائها .
كل ما نريده من اشقائنا ان يقتنعوا ’ ان الواقع العراقي قـد تغير تماماً وازمنتهم قـد تجاوزت شخوختها ’ وعليهم ان يتجنبوا ويجنبوا اهلنا مسالك المعاناة التاريخيـة وتكرار كوارث الفتن والأحقاد والكراهيـة ’ فالأخوة والتسامح والصفاء والمساواة هي عافيـة المجتمعات .
من اجل ان لا يفسر الأمر خطأً ’ فلا توجد هناك ثمـة اشكالية بين اهلنا شيعـة وسنـة ’ بقدر مـا هي اشكاليـة مـع مجرمي البعث والقوميين العنصريين والطائفيين المتطرفين ’ الذين اصبحت محافظات اشقائنا ــ مع الأسف ــ حاضناتهم ومصدر لكل اشكال الدمار والخراب والموت اليومي الذي يعيشـه اهلنـا رعباً وفوضى وخوفاً على المصير .
لا يوجد من يدعي امتلاك الحقيقة كاملة على الأطلاق’ لكن مـن حق كل منا ان يمتلك موقفاً وقناعات وانحياز ’ فاللااوبالية والوقوف على التل حياداً وفي مثل الوضع الخطير الراهن ’ ما هو الا فتح اضبارات حسن السلوك والسيرة والحيادية حيطـة ’ اذا ما دخل العراق مرة اخرى ـــ لا سامح اللـه ـــ في ظلام جمهوريـة بعث الأشقاء .
لا اعتراض على قناعات ومواقف وحتى حياد الأخرين ’ فذلك شأنهم ومشكلتهم ’ لكن بذات الوقت ’ عليهم ان يحترموا خوفنـا على حاضر ومستقبل اهلنـا ’ والبيان الأول لجمهوريـة القائمـة العراقيـة يطرق ابوابهم ’ ومن هو علاسهم وسمسارهم بين اهلنا ’ يفتـي لهم ويهشهم علينـا .
23 / 08 / 2010



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية الأستقطابات في الواقع العراقي...
- تقليد ساده ..
- سمفونية الردة ...
- المخاوف وبلورة القناعات ...
- الدكتور عبد الخالق حسين : على الطريق الموحشة ...
- دولة القانون ... بين المر والأمر ..
- يا جنوب ...
- حكومة الشراكة ( الشركة ) الوطنية ...
- انها محاولات لأعادة تبعيث العراق ...
- الثورة والزعيم : بياض في غرة التاريخ العراقي ...
- اين وصل سباق تشكيل الحكومة ... ؟
- ستتشكل الحكومة ولكن ... ؟
- مظاهرات مشروعة واختراقات مشبوهة ...
- التحالف الوطني وغياب حسن النوايا ...
- من يعوض من ايها الأشقاء ... ؟
- ديموقراطية الففتي ... ففتي
- رئيس حكومة ... ام شرطي مرور ... ؟
- الجندي المجهول .. والآخر المعلوم ...
- متسرعون لتشكيل الحكومة ... لماذا ...؟
- البعثيون يرفعون ذيولهم ...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الحياد : انتهازية او احتيال على الحقيقة ...