أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق الازرقي - أيهما الأولى .. تعديل الدستور أم إعادة الانتخابات؟














المزيد.....

أيهما الأولى .. تعديل الدستور أم إعادة الانتخابات؟


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3103 - 2010 / 8 / 23 - 13:04
المحور: المجتمع المدني
    


أدى التأخير في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برغم أننا دخلنا الشهر السادس منذ إجراء الانتخابات في آذار الماضي إلى مخاطر جمة تمثلت في فقدان الثقة بمجمل العملية السياسية القائمة، إذ لم يقتصر الأمر على التذمر من التأخير بحد ذاته بل شمل طائفة واسعة من القضايا التي تدخل في صلب العملية السياسية إلى الحد الذي وصل بالبعض إلى التخوف من حدوث انقلاب عسكري أو انتفاضة شعبية وهو احتمال وارد بعد أن أخفقت الحكومات المتعاقبة منذ إسقاط النظام المباد في تحقيق رغبات المواطن التي كان يطمح إلى تنفيذها بتأثير زوال النظام الدكتاتوري السابق.
فعلى صعيد الخدمات فإنها تدنت إلى الصفر تقريبا في أهم مرفق لا يمكن الاستغناء عنه وهو الكهرباء التي يشكل وجودها أساس بناء البلد وتطوره ومن دونها لا يمكن القيام بأي شيء ابتداء بإحياء الصناعة في البلد وليس انتهاء بتوفير حاجات الناس الحياتية الضرورية كما أن توفير الماء الصالح للشرب لم يزل متلكئا و لا يسد حاجة المواطنين ولم تزل الأموال تتسرب من دون أن يجري استعمالها في المجالات المخصصة لها وعلى سبيل المثال فان 17 مليار دولار خصصت لوزارة الكهرباء بحسب الرقم الذي أعلنته وسائل الإعلام والذي يفترض أن يحل جزءا كبيرا من مشكلة الكهرباء لم ينفع إلا بزيادة ساعات القطع فبات المواطن لا يحصل الآن إلا على ساعة تزود واحدة مقابل عدة ساعات قطع في أفضل الأحوال.
هذا بعض ما حاق بالمواطن العراقي طوال الأعوام السبعة منذ التغيير، وما لم نشر إليه أكثر من هذا؛ الأمر الذي افقد العملية السياسية قيمتها و مسوغات استمرارها وغدت الانتخابات مجرد محطة شكلية مؤقتة تحفل بالإثارات الطائفية والقومية للحصول على أصوات الناس الذين يتأثر كثير منهم بدعايات الأحزاب وتخويفها لهم. يحق لنا الآن أن نتساءل وبعد هذا الإخفاق المرير في تشكيل الحكومة وفي تحقيق الاستقرار ورفاه البلد هل نحن بإزاء الحاجة إلى إلغاء نتائج الانتخابات الأخيرة وإجراء انتخابات جديدة أم بنا حاجة إلى العمل على تعديل الدستور أو حتى تغييره بسن دستور عصري يكرس المجتمع المدني الحر ودولة المؤسسات على وفق ما تنادي به مبادئ الديمقراطية الحقيقية.
أيهما يسبق الآخر تعديل الدستور الذي ولدت بعض بنوده فوضى كبيرة في العمل السياسي ام إعادة الانتخابات على وفق الدستور الحالي؟
برأيي أن الحل يتمثل في تعديل الدستور وتغيير النظام الانتخابي الذي ألحقت بعض بنوده ظلما كبيرا بالعملية السياسية من جراء منح أحزاب بعينها مغانم لا تستحقها على حساب أحزاب أخرى على قاعدة ما يسمى بـ (المقاعد التعويضية) وهي طريقة غير عادلة ويكتنفها ظلم كبير إذ أن بعض الأحزاب (الصغيرة) حصلت في عموم العراق على أصوات تؤهلها لنيل مقاعد في المجلس النيابي غير أن النظام المعمول به أي التصويت على أساس المحافظات شتت أصوات تلك الأحزاب ولم تفلح في الحصول على أي مقعد، وبالتالي فان أصواتها تذهب إلى الكتل الكبيرة على وفق النظام الانتخابي الحالي والذي يتوجب استبداله بنظام آخر ديمقراطي فعلا وارى أن أسلوب التمثيل النسبي وعد العراق منطقة انتخابية واحدة هو الأمثل لوضع العراق.
لقد جرى سن بنود الدستور العراقي في وقت قصير نسبيا تحت ضغوطات سياسية وأمنية شتى كما أن تلك البنود كانت خاضعة للتجاذبات السياسية والمصالح الحزبية والفئوية الأمر الذي أدى إلى ورود كثير من الفقرات غير المنسجمة وحاجات البلد الحقيقية ومصالح أبنائه فتكونت بذلك ديمقراطية يمكن أن يقال عنها أنها (عرجاء) إذ برغم وجود الحرية في التصويت فان النظام الانتخابي المعمول به وكذلك عدم إقرار قانون عصري للأحزاب أدى كما قلنا الى انعدام العدالة في توزيع المقاعد في مجلس النواب بالشكل الذي افقد أحزابا لها جماهيرية في الشارع العراقي حقها في الحصول على مقاعد بفعل النظام الانتخابي غير العادل.
كما أدى الخلل في النظام الانتخابي إلى منع تكون معارضة فاعلة في مجلس النواب ما تسبب في سعي جميع الكتل التي حصلت على أعلى الأصوات الانتخابية إلى المشاركة في الحكم في وضع غريب على التقاليد الديمقراطية الحقيقية التي توجب على الفائز الأكبر أن ينفرد بتشكيل الوزارة وإذا لم يفلح فان عليه أن يتحالف مع حزب آخر لتشكيل حكومة بقطبين ويظل الآخرون في المعارضة. ان هذا الوضع أدى إلى أن تغيب المعارضة البرلمانية عن ساحة الأحداث وتًسبب في التستر على تبذير أموال البلد وسرقتها وفشل مشاريع الاعمار من جراء سكوت أعضاء مجلس النواب كافة عن تلك الممارسات التي أعاقت تقدم البلد و اعماره، لقد طرح الجميع أنفسهم على انهم يمثلون الحكومة بوساطة أحزابهم التي توزعت المناصب فيما بينها بحسب المحاصصة وظل الشعب وحده يلوك آلامه ويلعق جراحاته. وفي الوقت الذي يتذمر الناس ويعلنون ذلك عن طريق وسائل الإعلام يسارع المسؤولون بمن فيهم الوزراء الى انتقاد الحكومة وكأنهم ليسوا جزءا منها كما سكت الجميع عندما تطلب الأمر تقديم المسؤولين المفسدين الى القضاء تحت طائلة قرائن مؤكدة بفسادهم.
أرى ان علاج الإخفاقات التي رافقت العملية السياسية و تسببت في مصائب الناس وأحزانهم يحتم اجتماع لجان مختصة من ذوي الكفاءة والمهنية والخبرة القانونية ومناقشة بنود الدستور وتعديلها وتغيير ما يستوجب التغيير منها وما يؤدي الى انتعاش الآمال بتحسن الوضع السياسي والامني والمعيشي كما يجب سن قانون للأحزاب يزكي الأحزاب على أساس برامجها الوطنية والانتخابية ومدى إيمانها بحرية الرأي والتداول السلمي للسلطة. وبعد تحقق ذلك نرى ضرورة إجراء انتخابات جديدة بدلا عن الانتخابات الحالية التي أخفقت.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة في القوانين السائدة
- أين الاقتصاد في برامج السياسيين
- و لتأخير تشكيل الحكومة أسبابه!
- أرقام استثمارية كبيرة بنتائج شحيحة
- قبل القمة علينا أن نصلح بيتنا أولا !
- الاستهانة بكرامة المواطن
- مشاريع الإسكان وحصة المواطن
- (إجه ايكحلهه عِماها)!
- طبّاخات الرُطب
- خرق دستوري فاضح
- إخطبوط (بول) لفك طلاسمنا
- تحالف المالكي و علاوي!
- حراك الجماهير بمواجهة حراك السياسيين
- أزمة الكهرباء والخدمات مفتعلة
- تقية وزير.. كريم وحيد أنموذجاً
- سيناريوهات الوزارة المقبلة .. فجر العراق الحالك
- مشاريع على ورق!
- تقليص صلاحيات رئيس الوزراء تكريس للفوضى
- اختلفوا على اللجان فهل يتفقون على الرئاسات؟
- تأخير تشكيل الحكومة مظهرٌ للاخفاق


المزيد.....




- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق الازرقي - أيهما الأولى .. تعديل الدستور أم إعادة الانتخابات؟