أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الصالح - الإعجاز العلمي في القرآن وعجز العقل المسلم














المزيد.....

الإعجاز العلمي في القرآن وعجز العقل المسلم


نضال الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3103 - 2010 / 8 / 23 - 13:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يقبل الفكر الديني الإسلامي بمقولة أن القرآن كتاب دين هدفه الأول هو تنظيم العلاقة بين الإنسان وخالقه. كما يرفض المقولة التي تقول بأن القرآن ظهر في التاريخ، وانه يحمل ملامح القرن السابع الميلادي ويدل على ممارسات العرب في ذلك القرن وعلى موقعهم في العالم القديم ويعكس لنا حالة التاريخ قبل ظهوره على الناس ولحظة هذا الظهور. وأنه بغض النظر عن المصدر الأول للنص القرآني فإنه حالما جرى نطقه من قبل النبي محمد وجرى تداوله بين الناس ، أصبح نصا أرضيا بشريا يخاطب البشر المتلقين بلسان أرضي بشري هو اللسان العربي. هذا وإن المخاطبين به بالأساس هم الناس الذين ينتمون إلى النظام اللغوي الذي نطق به النص وينتمون إلى الإطار الثقافي والإجتماعي في فترة تأسيسه. كما رفض رفضا قطعيا قول طه حسين في كتابه الشعر الجاهلي أن القرآن أصدق مرآة للحياة الجاهلية". القرآن في الفكر الديني إلى جانب أنه قول الله منزل من السماء فإنه فوق التاريخ.
الفكر الديني يصر بأن القرآن كتاب جامع لكل علوم الأرض و لم يترك شاردة أو واردة إلا ذكرها، يقول سبط النيلي في كتابه " المنهج اللفظي":" بأن القرآن هو أصل المعرفة وان المعرفة القرآنية يجب أن تحل محل المعرفة التجريبية العاجزة ومن خلال المعرفة القرآنية تتم الإجابة عن جميع المعضلات في أي فرع من فروع المعرفة. إن جميع العلوم التي تؤخذ من خارج الوحي، هي علوم إستقرائية وتجريبية لا تصل إلى حد اليقين، لأنها علوم تكشف عن الظواهر الطبيعية وعلاقاتها الظاهرية. أما القرآن فهو علم شامل كلي ويقيني، فهو حاكم على كل العلوم غير محكوم بها. هو شامل للظواهر كلها في آن واحد في كل تركيب وكل آية على إنفراد، وهو شامل للمكان حيث أنه يعبر عن حقيقة أي شيئ في أي موضوع من الكون، وشامل للزمان إذ تكون الحقائق مطابقة للنظام القرآني في جميع أدوارها وأزمانها". (راجع، سبط النيلي، المنهج اللفظي، مكتبة بلوتو، بغداد)

هناك مجموعات كبيرة من الكتب والمجلات والدراسات على الورق وعلى مواقع الإنترنت تتحدث عن الإعجاز القرآني في شتى العلوم بمختلف أنواعها. فلا يوجد شاردة ولا واردة في علم الطب والصيدلة والهندسة والفلك إلا ولها أصل في القرآن. ويؤكد السيوطي في كتابه" معترك الأقران في إعجاز القرآن" وهو من المراجع الدينية المعروفة والمعترف بها بأن:" أنواع العلوم ليس منها باب ولا مسألة هي من أصل إلا وفي القرآن ما يدل عليها".
لقد جرى تأسيس معاهد مختلفة مثل " الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة" وجمع لها أفضل المختصين وخصص لها أموالا ضخمة، ليس من أجل البحث العلمي واكتشاف المكتشفات العلمية الجديدة التي تخدم البشرية، لا بل من أجل إثبات الإعجاز العلمي في القرآن وبأن جميع أنواع العلوم ليس منها باب ولا مسألة إلا ولها أصل في القرآن أو ما يدل عليها. لقد كانت مهمتهم ولا تزال إغتصاب وتأويل النص القرآني تأويلا قصريا لإثبات أن المكتشفات العلمية التي قام بها الآخرون لها أصل في القرآن. وإذا تعارضت الحقيقة العلمية مع النص القرآني ولم يستطيعوا إيجاد التأويل المناسب لها أعلنوا أن المكتشفات العلمية أو التاريخية مزيفة وخاطئة ويبقى النص القرآني هو مالك الحقيقة المطلقة.

نظرة خاطفة على عناوين مواضيع الكتب والدراسات عن الإعجاز العلمي في القرآن لتجد أنه لا يوجد موضوع يتعلق بالطب بمختلف أنواعه من طب القلب والرئة والأعصاب والحمل والولادة والمخ والجراحة وطب الجراثيم والطب النفسي إلا وله أصل في القرآن. كما لا يوجد موضوع يتعلق بالفلك وعلوم الفضاء مثل الإنفجار الأول ودوران الأرض والقمر والشمس والمريخ والكواكب وتفاصيل الكون إلا ولها في القرآن أصل وكذلك جميع فروع ومواضيع علم الطبيعة على سطح الأرض أو في السماء أو البحر وجميع العلوم الطبيعية من الفيزياء والهندسة وما شابهها فلها أصل في القرآن.
حتى أنك لتقرأ في أحد المواقع على الإنترنت وهو "موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" و على لسان سليمان عبدالله الخزي ما يلي:" فالقرآن لم يترك شيئا إلا وأشار إليه حتى تحدث العلماء وقالوا: ((إن شئت الخياطة فاقرأ "وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة"، وإن شئت الحدادة فاقرأ "وألنا له الحديد"، وإن شئت البناء "والسماء وما بناها"، فالغزل "كالتي نقضت غزلها"، فالنسج "كمثل العنكبوت اتخذت بيتا"، والفلاحة "أفرئيتم ما تحرثون"، والصياغة "واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا"، والملاحة "وأما السفينة"، والخبز "احمل فوق رأسي خبزا"، والطبخ "جاء بعجل حمين"، والغسل "وثيابك فطهر"، والنحت "وتنحتون من الجبال بيوتا".. قال تعالى: "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء"..)).

فإذا تقبلنا هذا المنطق فلا بد لنا أن نتسائل، لماذا يقف المسلمون اليوم في قاع السلم الحضاري والعلمي مادمنا نملك أصل المعرفة؟ لماذا نحن مقلدون في كل مجال المعرفة العلمية ولم نقم بإختراع جديد أو بإضافة أي مكتشف علمي إلى منتج الحضارة الإنسانية؟ هل نحن نجهل قراءة النص القرآني ويستعصي علينا إكتشاف الحقائق العلمية فيه، أم أننا ننتظر أن يخترع ويكتشف الغير حتى نسرع إلى الإعلان أنه موجود في القرآن وأن القرآن تحدث عنه وذكره وفسره؟
البحث المضني الذي يبذله العقل المسلم في بحثه عن الإعجاز العلمي في القرآن وأن جميع الإكتشافات العلمية، التي قام بها الاخرون، الكفرة،،لها أصل في القرآن، يلهي عقل المسلم عن الجد في البحث العلمي والعقلاني ومحاولة إكتشاف ما هو جديد في مختلف المجالات العلمية. لقد أصبح العقل المسلم عاجزا عن البحث والتفكير والإكتشاف في غمرة الجري خلف خياله. الإعجاز العلمي في القرآن خلق عقلا مسلما عاجزا عن التفكير العقلاني.

د. نضال الصالح/ فلسطين



#نضال_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من الممكن عصرنة الدين ؟
- موسى والعقيدة الموسوية، حقيقة أم خرافة
- قسوة البرد ونار القهر
- تشرذم اليسار نصر لليمين، سلوفاكيا مثلا
- لقطات من زيارة خاطفة
- قتلوه ولم يمشوا في جنازته
- حب من الماضي
- عالم المجانين
- مستشفى الأمراض العقلية وعالم المجانين
- العم حسنين: الحكمة والقمامة
- عبدالرحيم عمر: الشاعر، الصديق والإنسان
- البحث عن الذات
- قصتي مع جابر بن حيان
- كيف تتكون الهالة حول الجسم وما علاقتها بصحته
- اليهود الخزر
- وحدة المخابرات العربية
- المرأة والجنس في الديانة اليهودية
- المتقاعد
- الإسلام والمسيحية، صراع عقائد أم مصالح؟
- رقة الغزل وعفة السلوك


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الصالح - الإعجاز العلمي في القرآن وعجز العقل المسلم