أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - رسالة إلى الأستاذ نبيل















المزيد.....

رسالة إلى الأستاذ نبيل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3102 - 2010 / 8 / 22 - 19:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جهاد العلاونه بين العبقرية والجنون, يا زلمه عبقري شو هذا اللي انت ابتحكي عنه ! لافي عندنا مثل بقول (لوكان إجحا بعمّر كان عمّر إدياره) يعني لو كنت عبقري كان أنفعت حالي , على كل حال ممكن أكون عبقري والناس مجنونه ومن الممكن أن أكون مجنون والناس عباقرة.

معظم الحثالة في الدول العربية أصحاب رؤوس أموال وأنا لا أريد بأن أكون لا حثالة ولا رأس مالي(رأسمالي) أنا أريد أن أجد دخلاً شهرياً يكفيني دون أن استدين من أحد ثمن الخبز والكعك وعيدية الأولاد في كل عيد يمرُ علينا .

هذا عنوان مقال كتبه عني الصديق (نبيل) المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية , وهو لايختلفُ برأيه عن المقيمين في جنوب الأردن وغربه , وكل الناس لها معتقدات وآراء وأنا أحترمها جميعاً حتى التي تصفني بين العبقرية والجنون والهستيريا أحيانا والغباء أحيانا أخرى واللامبالاة وأحياناً بأنني بلا ضمير اعتقادا منهم أنني بلا دين, فقد قال عني أستاذ اللغة العربية بأنني معاق عقليا أو فكريا هكذا وصفني حينما شرحت له قصيدة أحمد شوقي:

عصفورتان في الحجاز حلتا على فنن

في خاملٍ من الرياض لا ندٍّ ولا حسن.

وأستاذ آخر للغة العربية قال:أنا أشعر بأنني أستمع لطه حسين حين تشرح للطلاب بيتاً من الشعر, أما باقي الناس فقد قالوا لأمي (كثر القراءة مش مليح..ابن فاطمه انجن من كثر القراءة وابن مريم انتحر وابن ساميه صار يشم آغوا واسبيرتوا) لذلك أمي كلما رأت بيدي كتابا تقول (الله يهديك وتترك الكُتب وتصير أتصوم واتصلي) وأنا أزدري أمي وزوجتي بكلمة واحدة (فلاحين).

وقال عني أستاذ التربية الإسلامية بأنني لا أستحق الاحترام لأنني ولد أو تلميذ بليد يحفظ الشعر ولا يحفظ القرآن , وبصراحة أنا أيضاً أحفظ الوجوه الجميلة فأنا أحتفظ منذ صباي بوجوه جميلة جدا لن ولم أنساها ما حييتُ فما زلتُ أحتفظ بوجه الراهب أو ألخوري الذي سرقتُ من كنيسته إنجيلاً كبيراً وما زلتُ أحتفظ بالإنجيل وما زلتُ أيضا أحتفظ بوجه البحر وبوجه الصحراء, وما زلتُ أحتفظ بأول وجه علّمني ما معنى أن أُحب وما معنى أن أعشق وما زلتُ أحتفظ بوجه العصا التي كان يضربني بها أستاذ اللغة الرياضية والتربية الإسلامية والجغرافية فكلهم كانوا يحملون نفس العصا حيث كان (آذن المدرسة-الفراش-المراسل) يقصها للأساتذة من الرمانة المجاورة للمدرسة وما زلتُ أحتفظ بوجه اللوح الذي كُتب عليه اسمي بأنني طالب مشاغب رغم أن طفولتي كانت عادية وأقل من عادية فبإمكانك يا أستاذ نبيل أن ترى طفلا بعمر ال 10 سنوات يجلس لساعتين أو 3 دون أن يتحرك من مكانه لذلك كنت متصفاً بكثرة الأدب والحشمة والاحترام وهذه الصفات ورثتها عن أمي حيث بإمكان أمي حتى اليوم أن تجلس في أي مكان دون أن تسمع لها صوتاً وصدقوني لو مرت أفعى من قربها فلن تشتم الأفعى لأمي نفساً أو رائحة.
جهاد العلاونه بين العبقرية والجنون هي أيضاً كلمة يطلقها عليّ خصومي حين أصبح خصماً لهم أمّا حين أكون صديقاً فهم يعتبرونني بمقام العقاد أو العبقري الألمعي أو الرائع.
وكل الذين عرفتهم في تاريخي الطويل ينسبون ذكائي إلى جدي ووالدي , وجدي هذا كان أذكى مني بكثير كان شاعرا نمطيا لا يُشق له غبار وأضاع على أبي وهو ابنه أكثر من نصف ثروته أمّا أنا فقد أضعتُ عمري خلف أوهام القراءة والكتابة والحب من طرف واحد ولا أدري كيف تركني أو تركوني هكذا والناس تصفهم بالعباقرة ولا أدري كيف تصف أنت رجلاً مثلي بالعبقري علماً أن الذي مثلي إما أن يكون مخبولاً فعلاً أو غبياً فأنا أضعت العمر في الحبر والممحاة والقلم وعلى أي حال بإمكانك يا أستاذ نبيل أن تأت إلى قريتنا لتسأل عني ولتعرف بأن الناس يعرفونني باسم (الواعي) وهو لقب قديم أطلق على جدي وعلى أبيه لأنهم اتصفوا لعشرات السنين بالتطور وبالمدنية فكانوا أول من قاد السيارة وأول من اشتراها وأول من حمل رخصة قيادة في بلدتنا الكبيرة والتي تبلغ مساحتها ربع مساحة محافظة إربد وحين قامت حكومة الاستقلال أو الانتداب البريطاني بأن تعبد شارعا من الأردن إلى فلسطين قالت الناس يومها : هذا الشارع عشان تمشي عليه سيارة الواعي) وكل الناس يصفوننا بالتقدميين أما أقربائي جدا فهم يقولون بأن جدي وأبي وجد جدي كلهم كان دينهم (سُكر خفيف) يعني مثل دين الشعب الروسي, وهذه ليست تهمة ولكن أنا نفسي محتار من أين جاءتني العبقرية؟ وأنا ضائع؟ ومقهور وتمرُ عليّ بعض الأيام أكون فيها لا أملك ثمن رغيف الخبز وبنفس الوقت في رأسي عشرة عناوين لكتابة عدة مقالات!.
سامحني يا أستاذ نبيل إذا وصفتُ نفسي بالعبقري فالناس هنا في بلدتنا مختلفون في وصفي فمنهم من يراني مهنيا بارعاً ومنهم من يراني شاعرا كبيرا لا يشقُ له غبار أو فارساً لا يشق له رمحاً أو كاتبا لا يشق له قلماً ,ومنهم من يعرف بأنني ملحد , وأخيرا جاء خبرٌ ليس من السماء وإنما من الفيس بوك لأحد أقربائي الذي يمتلك شركة كبيرة للاستثمار في أبو ظبي حيث أبلغ فيها كل أصدقائه بأنني تمسحت أو انتسبت لدين المسيحية وذلك من أجل أن تتف الناسُ عليّ بالشوارع والأزقة , وبالنسبة لي هذا ليس مشكلة أن أكون عابداً لله ثم أتحول إلى عبادة الله نفسه فسواء كنت مسيحيا أو يهوديا أو مسلما فهذا ليس مهما المهم والأهم في حياتي أن أكون إنسانا محترما ومهذبا يحترمني الناسُ وأحترمهم ويغفرون لي زلّات لساني.

لم أحلم طوال العمر بأن أكون عبقريا ولم أفكر يوماً بأن أُحسب إنسانا ذكيا أو أن أُحسب على تيار العباقرة فبلدتنا أو بلادنا وبحمد الله لا تحتاج إلى عباقرة ولا إلى مصلحين اجتماعيين أو تطورين أو كتاب ولو نظرت من البحر إلى النهر لن تجد موهوباً واحداً أو فنانا موهوبا أو رساما أو نحاتا إلا إذا كان عربيا مقيما في الخارج أو غير مسلم ,ولم يخطر ببالي أن أتجاوز الأرقام القياسية في القراءة والكتابة كل ما أحلم به أن أكون حرا وأن أجد بيتاً فيه حب وحنين وعاطفة وامرأة متسربلة برمال الصحراء لها وجه ليس كأي وجه وعيون ليست كأي عيون وشفاه ملتصقة في بعضها لا تضع عليهن لا سيليكون ولا ميليكون , أنا رجل لا أقول بأنني عبقري حتى وإن تضارب الناس واختلفوا في أمري حتى وإن انقسموا وانشقوا على بعضهم البعض أنا أحلم بأن أصبح كاتبا أكتب بيسرٍ وبسهولة يفهم كلامي عالم الذرة وعالم الزبالة.
كل الناس أو غالبيتهم قد اختلفوا في وصف المشهد الذي أكون فيه وأنا أتكلم فمنهم من يقول بأن كلامي يسمم البدن ومنهم من يقول بأن كلامي يشحن العاطفة ويريح القلب والوجدان , وبعض الأصدقاء أو العشرات منهم يرسلون لي برسائلهم وهم يقولون بأن كتاباتي تدخل إلى قلوبهم السعادة , وفي الواقع وفي الحقيقة أنا مبسوط جدا لهذه الأوصاف خصوصا وأن يكون كلامي ممتعاً أو أن يكون عميقا أو أنه يدخل السعادة إلى قلوب القراء فهذا معناه أنني شخصية مهمة ومؤثرة وأستحق أن أوضع على قائمة أهم رجالات عصري الذي أعيش فيه الآن فأنا قد أكون أعظم أهل زماني , ولا يهمن بأن يقال عني بأنني عبقري ما يهمني هو أنني أسعدتُ في حياتي بعض الناس وكنت سبباً في سعادتهم جميعاً.

لا أنكر عليك رأيك بي يا صديقي فكثيرون هم من قال عني بأنني عبقري ومنهم من قال بأنني مخبول عقليا أو مجنون أو مصاب بجنون العظمة, فجنون العظمة يفعل ذلك فكل الأعراض التي أشكو منها يقال بأنها أعراض جنون العظمة.. وما زالوا حتى هذه اللحظة مصرين على أنني مجنون ولست طبيعياً, وأريد
بأن أقول لأولئك بأن الشخصية العادية لا تستطيع أن تؤثر في الجماهير ولا تستطيع أن تشعر بمشاعر حساسة جدا فلو كنتُ رجلاً عاديا لَما عشقت امرأة مستوحاة من رمال الصحراء ولما كتبت تلك الكتابات أنا أجزم بأنني لست عاديا ولكن لا أستطيع القول بأنني عبقري , كل ما أشعرُ به في هذه اللحظة هو أن الكمبيوتر خلق لأجلي أنا ,من أجل أن أكتب عليه مقالاتي ,وأيضاً أشعرُ بأن الحوار المتمدن قد خُلق لأجل أن أنشر عليه كتاباتي بديلاً عن الصحف الأردنية التي تستهتر بالحرية وبالديمقراطية وبمؤسسات المجتمع المدني, وأشعرُ أيضاً بأنك أنت يا أستاذ نبيل قد خلقت أيضاً من أجلي من أجل أن تحبني ومن أجل أن تُصلي من أجلي , وأشعر بأن وفاء سلطان وجانيت الحايك قد خُلقت أيضاً لأجلي أنا من أجل أن أفرح بما يقدمانه لي من دعمٍ وتأييد ,وحين أكتب أو أنشر مقالا جميلا أشعر بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد خلقها الرب من أجلي من أجل حماية حقوق الإنسان والكُتّاب فلولا أمريكيا ما كتبتُ مقالا واحداً ولولاهم لكنتُ الآن أكتبُ إليك رسالتي هذه من سجن (السواقة) أو (قفقفا) أو (أم الولو) أو (الياسمين) فأسماء السجون في بلادي تضاهي أسماء مؤسسات المجتمع المدني في العدد والعُدة, وأشعرُ بأننا جميعاً قد خلقنا من أجل بعضنا البعض أنا وأنت وجانيت والدكتورة وفاء سلطان وحبيبة قلبي (نانا) , فبوركت يداك التي كتبت فيها مقالتك عني وبورك لك بقلبك الذي أحبني وبورك للسماء بنا جميعا وبورك للأرض التي تتكلم سرياني, واشكر شركة الياهو والجوجل التي جمعتنا ببعضنا البعض وشكر خاص لأمريكيا ولليمين المتطرف فيها والمعتدل.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلا الحمقى
- أمي عليها السلام
- هل هذا مُدهش؟
- سيكولوجيا اللعب
- مغارة اللصوص
- التنمية السياسية
- من أفضل من يتحدث عن الفساد؟
- عيد ميلاد ابنتي لميس
- الفقراء أعداء الثقافة
- على حافة الهاوية
- أولادي يسألونني عن وفاء سلطان
- لستُ غنياً لأشتري صناعه عربيه
- إحدى أهم مشاكل الإسلام
- هل تثق كمواطن عربي بجهاز المخابرات؟
- وين زُلم أيام زمان !
- اخترنا لكم : عصمت سيف الدولة /مختصر تاريخ البشرية
- مؤسسات الحكم حسب الترتيب
- عندنا جهاز كشف الكذب
- أين التحديث؟
- اللغة الميتة


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - رسالة إلى الأستاذ نبيل