أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بلند حسين - التقليد الروماني الذي تلقفته تركيا














المزيد.....

التقليد الروماني الذي تلقفته تركيا


بلند حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3102 - 2010 / 8 / 22 - 10:15
المحور: القضية الكردية
    


في روما القديمة، حين امتثال المتّهَم أمام المحكمة، كان القاضي يوجه له سؤالاً محدداً: أمازلت تضربُ زوجتكَ؟. فإن أجابَ بـ(نعم) فهو مدان، وإن أجابَ بـ(لا) فهو مدان أيضاً، لأن الاجابة تُوحي بأن المتّهَم لم يعد يمارس فِعْلَ الضرب في الوقت الحاضر، لكنها لاتوحي بعكس ذلك في الماضي.
ومن المفيد قوله أن تركيا تلقفت هذا التقليد الروماني تلقفته، كي تثبت أمامَ الملأ إدانتها لحزب العمال الكردستاني على الطالع والنازل، مثلما تلقفته الأنظمة التي تتحكم بأجزاء كردستان الأخرى في غضون السنوات الماضية، بهدف وصم حركة التحرر الكردية بالتطرف والارهاب تارة أو بالتمرد والانفصالية تارة أخرى !.
مامن شك أن الارهاب شكلٌ غير مشروع من أشكال العنف، لأن غايته بلوغ هدف محدد، عن طريق القتل أو التدمير أو إحداث ضرر معنوي بالآخر، دون الاكتراث بحقائق التاريخ والجغرافيا، لكِنْ من الخطأ الفادح وصم كل عنف بالارهاب أو المساواة بين المقاومة والارهاب أولاً، وليس من الانصاف بشيء الخلط بين العنف المبرّر(المقاومة)، كأداة لاستعادة حق مغتصَب أو كوسيلة للدفاع عن النفس من جهة، والعنف المدان الذي يمكن أن يصنف تحت خانة الارهاب من جهة أخرى ثانياً.
طبيعي أن يعيد هذا الأمر إلى الأذهان المفهوم الذي لم يعد متداولاً اليوم، أعني مفهوم(الحرب العادلة والحرب غير العادلة)، الذي تداولته ردحاً من الزمن أدبيات اليسار قبل إنهيار المعسكر الشرقي بزعامة الاتحاد السوفييتي. فحرب المقاومة التي خاضتها الجزائر في القرن الماضي، وَجَدَ فيها(فرانز فانون) فعلاً تطهرياً مبرراً، كما وجد فيها المسلمون فعلاً جهادياً، مثلما وجد فيها الكرد إسلوباً مشروعاً لنيل الحرية، من هنا يمكن أن نفسر سرّ الدعم الكردي المادي والمعنوي لجبهة التحرير الجزائرية آنذاك، وحريق سينما (عامودا) خير شاهد على هذا القول.
ورغم أن الأنظمة الحاكمة في العراق كانت تبرر شَنَّ حربها القذرة ضد الكرد، وتُقْدِمُ على استخدام كل الوسائل البشعة للقضاء على الثورة، لكن(البارزاني)، القائد التاريخي المشهور بحكمته وتسامحه، والحريص على الأخوة العربية ـ الكردية، كان ينهى دوماً عن إلحاق الأذى بالمدنيين، ويعامل الأسرى بالحسنى، ويبادر إلى إطلاق سراحهم في أسرع وقت ممكن، من هنا يمكن فهم الفشل الذي مُنيتْ به الأنظمة التي تعاقبت على سدة الحكم في بغداد، حين استماتَتْ لتحويل أنظار العرب وكأن الأمر ماهو سوى صراع بين العرب والكرد.
ومما يلفت النظر أن تركيا بدورها تصول وتجول اليوم، وتتلقف أيضاً هذا التقليد المترهل من النظام العراقي البائد، وتمضي في دس السم في الدسم، في محاولة يائسة لخداع الرأي العام التركي، أو النيل من حزب العمال الكردستاني ووضعه في قفص الاتهام، بغية دق إسفين بين الترك والكرد؛ لكن المبادرات المباركة لهذا الحزب من أجل وقف إطلاق النار، ومن طرف واحد، أماطت اللثام عن النفاق الذي غدا سلوكاً مميزاً لسدنة النظام وبطانته في انقرة.
خلاصة القول، ان الخصوم يُقْدِمون على تأويل وتشويه نضال الكرد من أجل الانعتاق من النير القومي، بحيث يبدو الكرد من المؤتمرين بأوامر(من الخارج)، تساوقاً مع نظرية المؤامرة التي أضحت بمثابة الماركة المسجلة، للتشكيك في مصداقية المقاومة الكردية، ووسمها بالارهاب والانفصالية أمام السواد الأعظم من الرأي العام الاقليمي والدولي، بينما الأجدر بحراس التقاليد البالية ومتلقفيها والذين يباركونهم، الانخراط في حوار مباشر مع الكرد، يقوم على الشفافية والعقلانية والديمقراطية، ويقر بالهوية الكردية دستورياً، بعيداً عن إمتلاك الحقيقة المطلقة، حقناً للدماء وقبل فوات الأوان، كما أكد الأخ مسعود البارزاني، رئيس اقليم كردستان العراق، أكثر من مرة.



#بلند_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (هنيئاً لمن يقول بعد اليوم: أنا تركي)!
- بئس هذا الاعلام المسكون بهوى أنقرة
- الحِراك التركي: خمرٌ قديم في أوانٍ جديدة !


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بلند حسين - التقليد الروماني الذي تلقفته تركيا