أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - النهج الديمقراطي و نظرية الحزب الثوري















المزيد.....

النهج الديمقراطي و نظرية الحزب الثوري


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 3102 - 2010 / 8 / 22 - 08:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


قال مصطفى براهمة في إحدى مداخلاته في ندوة نظمها النهج الديمقراطي حول الماركسية :
"الماركسية كمنهج لتحليل المجتمع و صراع الطبقات ، و كنظرية للتغيير الثوري هو المنهج الأكثر قدرة في تقديرنا على تحليل المجتمع الرأسمالي و تفكيكه ، و الأكثر تطويرا و تطبيقا للمعرفة العلمية ، و هي نظرية للتغيير الثوري و القادرة على خلخلة المجتمع بأدواتها المادية الجدلية و المادية التاريخية ، و هي التي تعطي الأهمية الكبرى لقضايا العلم و للتحليل الملموس للواقع الملموس ، كما أنها تعطي دورا متميزا في التغيير للطبقة العاملة على الخصوص و للكادحين بصفة عامة."
إن في تعريفه هذا للماركسية لبس و غموض و عدم انسجام حيث يختزل الماركسية في "منهج لتحليل المجتمع و صراع الطبقات " الذي ينسجم و موقف الحزب من الماركسية اللينينية و من الماركسية بصفة عامة ، و التي يعتبرها فقط أداة لتحليل المجتمع دون أن يربطها بالواقع الموضوعي الذي انبثقت منه ، و بذلك يجعل فصلا بينها كمذهب و بين الواقع الموضوعي الذي أنتجها و هو المجتمع البورجوازي ، و يعتبرها فقط منهجا للتحليل مما يفرغها من مضمونها الأيديولوجي المرتبط بالواقع الموضوعي الذي عايشه ماركس و إنجلس ، في محاولة لفصل الذات عن الموضوع و هو نقيض الدياليكتيك الماركسي الذي ناضل من أجل وضعه ماركس و إنجلس و طوره لينين بتطبيق الدياليكتيك الماركسي على المستوى المعرفي .
و لتوضيع منظوره حول الماركسية يضيف مصطفى براهمة قائلا :
"هو المنهج الأكثر قدرة في تقديرنا على تحليل المجتمع الرأسمالي و تفكيكه " و هو يضيف هنا صفة "المجتمع" الذي يريد تحليله و هو "المجتمع الرأسمالي" ، معتقدا أنه بإضافة صفة الرأسمالية للمجتمع قد خرج من تناقضاته لأن الرأسمالية ليست فقط صفة كما يعتقد فهي نظام و نمط إنتاج و أيديولوجية ، و هي نتاج حركة المجتمعات البشرية و هي قابلة للتطور و الإندثار ، و هو بقوله هذا يسير نحو تعميق التناقضات في توضيحه لتعريف للماركسية ، و الذي يسير في اتجاه فصل الذات عن الموضوع بفصل الماركسية عن الواقع الموضوعي الذي أفرزها ، و بالتالي فصل ماركس و إنجلس باعتبارهما واضعي أسس الماركسية عن المنظومة الماركسية التي وضعا أسسها ، و اختزال هذه المنظومة في اعتبارها "منهج لتحليل المجتمع" و يعتبرها أداة للتحليل فقط ، و ليست منظومة معرفية أفرزتها التناقضات التي عرفها مجتمع ماركس و إنجلس و هو المجتمع الرأسمالي في مرحلة الرأسمالية التنافسية ، و المذهب الماركسي نتاج للصيرورة التاريخية للحركة الإجتماعية بعد الثورة الصناعية و بروز الرأسمال الصناعي الذي هيمن على السوق و الذي تجاوز الرأسمال التجاري ، و الماركسية ليست فقط أداة للتحليل بقدر ما هي نتاج معرفي لتناقضات الواقع الموضوعي للرأسمالية التنافسية ، و هي في صراع دائم مع المعرفة البورجوازية التي أفرزها تطور القوى المنتجة في المجتمع الإقطاعي التي تطلبت إنجاز الثورة البورجوازية.
و باقي ما جاء في قوله من مصطلحات ك"التغيير الثوري" و "الطبقة العاملة" ما هو إلا تنميق لإيهام القراء بأن صاحب المقولة مرتبط حقا بالماركسية ، في الوقت الذي يريد اختزالها في قوله : "المنهج الأكثر قدرة " و هنا يعتبرها فقط الحل الأفضل من بين باقي الحلول "في تقديرنا" كما قال ، و بمعنى آخر أن هنا حلولا أخرى يمكن اللجوء إليها و هي طبعا الحلول البورجوازية و المنهج البورجوازي ، و يعتبر أن الماركسية فقط تفوق المناهج الأخرى و التي بالطبع لا يمكن أن تخرج عن نطاق البورجوازية .
و هنا يتضح عدم الوضوح الفكري و الأيديولوجي لدى كاتب هذه المقولة حيث يسعى إلى تمرير الفكر البورجوازي عبر القول بالماركسية ذلك ما سيتضح لنا فيما بعد ، و هو يقول بتفوق الماركسية عن المناهج الأخرى التي لم يفصح عنها من أجل مزيد من الغموض و زرع التشويش في أذهان القراء ، إذ كيف يعقل أن تكون الماركسية نقيضا للبورجوازية و في نفس الوقت تتفوق عليها فقط في "التحليل" و القدرة على "التفكيك" ، و هو هنا يضعهما في سلة واحدة للوصول إلى هدفه و هو تفوق البورجوازية على الماركسية و الخيار البورجوازي في المنهج و الأيديولوجية ، طبقا لمقولة الحزب : "الماركسية المنفتحة على الفكر الإنساني" و الفكر الإنساني هنا لا يعدو أن يكون الفكر البورجوازي نقيض الماركسية ، الذي يرى فيه براهمة امتدادا للماركسية عبر مفاهيم الديمقراطية و حقوق الإنسان و الإقتراع المباشرة و الحداثة كحل آخر ممكن بدل الحل الماركسي.
و هو يعتقد أنه بتنظيم جزء قليل من المجتمع بواسطة البرلمانية و الأحزاب البورجوازية يجد حلا للصراع الطبقي ، و هو ينسى أن الصراع بين الماركسية و البورجوازية صراع تاريخي ينبع من عمق الصراع بين المادية و المثالية ، و الماركسية ليست فقط عدو للمثالية و لكنها أيضا عدو للاعرفانية التي تسعى للجمع بين المادية و المثالية ، كما يريد براهمة التوفيق بين الماركسية و البورجوازية لينطلق من المادية متوقفا عند اللاعرفانية في اتجاه المثالية ، في محاولة منه للتخلص من الماركسية بالرجوع إلى الوراء للبحث عن الحلول في الفكر البورجوازية بدل التقدم إلى الأمام في اتجاه الماركسية اللينينية.
و في تناوله للماركسية اللينينية يقول :
" لينين قائد عظيم و منظر كبير ، طور الماركسية و طبقها على المجتمع الروسي المتخلف قياسا آنذاك مع أوربا ، و من أهم ما جاء به و ما زال قائما لحد الآن ، نظريته حول الإمبريالية باعتبارها أعلى مراحل الراسمالية ، و هي نظرية قائمة الآن ، ثم نظريته حول الحزب و التي اعتبرت بناء الحزب بمثابة منظمة للمحترفين الثوريين " .
و هنا يتناول شخص لينين بمعزل عن الماركسية اللينينية ، و ذلك مقصود لإبعاد النظرية الماركسية اللينينية التي لا يرغب في الحديث عنها رغبة في فصلها عن الماركسية ، كما فعل فيما سبق عندما تناول الحديث عن الماركسية دون الحديث عن ماركس و إنجلس و علاقتهما بالواقع الموضوعي التي انبثقت منه الماركسية ، و كل ما قاله عن لينين عبارة عن تنميق من أجل إيهام القراء بأنه بالفعل معجب بما قام به لينين من تطوير للنظرية الماركسية ، و في نفس الوقت يريد اختزال عمل لينين في تطبيق الماركسية على المجتمع الروسي و يقدمه على أنه قائد بالدرجة الأولى فمنظر بالدرجة الثانية ثم "طور الماركسية و طبقها في المجتمع الروسي" ، و هكذا عزل لينين عن العالم باتهامه بتطبيق الماركسية في وطنه و هو بذلك يصبح قائدا قوميا فقط و ليس قائدا أمميا ، وبالتالي عزل الماركسية اللينينية عن مضمونها الأممي باعتبارها فقط نظرية للتطبيق في روسيا و ليست تطويرا تاريخيا للماركسية في المستويات المعرفية و الإقتصادية و السياسية و التنظيمية ، و التي انبثقت وفق الشروط التاريخية للواقع الموضوعي الذي عايشه لينين و هو مرحلة من مراحل تطور الرأسمالية ، و هي الرأسمالية الإمبريالية كأعلى مراحل تطور النظام الرأسمالي الذي يهيمن فيه الرأسمال المالي على الرأسمال الصناعي في ظل تقسيم العمل دوليا ، و الذي استطاع لينين بالفعل إبرازه في نظريته حول الرأسمالية الإمبريالية باكتشاف الرأسمال المالي و تجاوزه للرأسمال الصناعي.
و يتعمد براهمة اختزال الماركسية اللينينية في الحديث عن شخص لينين لعدم فهمه على أنها جوهر الدياليكتيك الماركسي محاولا جعلها مجرد تجربة قومية فاشلة ، معتبرا لينين ابتدعها كما ابتدع "نظريته حول الحزب" الذي يريد اختزاله في مقولة "منظمة المحترفين الثوريين" من أجل تمييع مفهوم الحزب الثوري.
و انتقل براهمة إلى مضمون تدخله و هو الإبتعاد عن الماركسية اللينينة بعد "إنهيار الإتحاد السوفييتي" و هنا صلب الموضوع ، و هو تلفيق كل إخفاقات التحريفية الخروتشوفية في الإتحاد السوفييتي بشكل لاعرفاني للماركسية اللينينية و هو يقول :
"ليس لنا تقييم دقيق و موضوعي لما جرى ، أردنا أخذ مسافة و تحفظ مع اللينينية رغم أننا لسنا ضدها".
و هذا تعبير دقيق و صريح ، وهو ليس "أخذ مسافة" و الإبتعاد فقط عن الماركسية اللينينية و إنما إبعاد اللينينية من خط حزب النهج الديمقراطي ، إذ كيف يعقل لحزب يدعي أنه استمرار للحركة الماركسية اللينينية المغربية و خاصة منظمة إلى الأمام أن لا تكون له تقييمات حول ما جرى بالإتحاد السوفييتي ، فإما أنه لم يطلع قط عن الماركسية اللينينية و هذا جهل أيديولوجي غير مقبول لدى حزب يدعي الماركسية ، و إما أن هناك موقف و لا يريد هذا الحزب الإفصاح عنه ، إذ كيف يمكن لهذا الحزب الذي ليس له تقييم أن يبتعد عن الماركسية اللينينية التي يحملها فشل التجربة الإشتراكية بالإتحاد السوفييتي.
و كيف يمكن التعامل مع اجتهادات ماركسية كما قال :
"إجتهادات ماركسيين آخرين من أمثال روزا لكسمبورغ و التي أعطت أهمية للحزب الجماهيري و غرامشي الذي أعطى أهمية في نظريته للمجتمع المدني و لبناء المجتمع الجديد في ظل المجتمع القديم ".
و هنا يوضح اختياره لاتجاهات ماركسية خارجة عن الماركسية اللينينية و ليس جهل لتقييم تجربة ، هنا الرجوع إلى "القديم" من أجل بناء "الجديد" و مزجه ب"العمل الجماهيري" الذي يتناقض و مفهوم الحزب الثوري ، و بالتالي الرجوع إلى المفاهيم البورجوازية للبحث عن الحلول للماركسية و أي خليط هذا غير خليط اللاعرفانية في اتجاه المثالية الحديثة ، و ذلك بمحاولة التوافق بين البورجوازية و الماركسية و بالتالي التوافق بين المادية و المثالية بالرجوع إلى الكانطية و الهيومية و الماخية التي حاربها ماركس و إنجلس و بعدهما لينين.
و في مزيد من الخلط يضيف برهمة :
"و ماو تسي تونغ الذي أعطى دورا قويا و كبيرا للفلاحين في نظريته للتغيير الثوري ، و بالتالي فهذا يفسر أننا نتحدث عن الماركسية في جوهرها الحي ، و نفتح مجالا لمختلف القراءات ".
و هنا يكتمل الخليط الذي يريد براهمة تكوينه من أجل مزيد من تمييع الماركسية اللينينية ، فلم يكتف بإبعاد الماركسية اللينينية فقط و محاولة إيجاد بديل مناسب لها بل أنجز حساءه "الحساء الإختياري الهزيل" كما يقول إنجلس في حق الماخيين ، و أراد مزج الثورة الصيفية بحسائه هذا معتقدا أن جوهر الثورة الصيفية ليس هو الماركسية اللينينية ، و أنه باستطاعته تجاوز الماركسية اللينينية بالقفز على امتداداتها بالإتحاد السوفييتي في مرحلة ستالين الذي لم يستطع ماو تسي تونغ تجاوزه ، و ذلك بالإعتراف به كأحد القادة الماركسيين اللينينيين و الذي يأتي ماو تسي تونغ بعده باعترافه هو نفسه بذلك.
و يعتقد براهمة أنه بجرة قلم يستطيع تجاوز المرحلة الفعلية لتطبيق الماركسية اللينينية و ليس الماركسية بالإتحاد السوفييتي و الصين ، بتجميع خليط من النظريات غير منسجم و إعادة بنائها في "حسائه الإختياري الهزيل" و تقديمه للجماهير في حلة ما يسمى ب"الجوهر الحي للماركسية".
إن ما قام به براهمة هو إعادة إنتاج الفكر الماخي بعد قرن من الزمن من دحضه من طرف لينين ، و قدمه لنا معتقدا أنه اكتشف نظرية جديدة و التي ابتدعها الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي عبد الله الحريف و اعتنقها الماخيون بحزب النهج الديمقراطي ، إنهم في الحقيقة أساتذة أتباع الماخية الحديثة و التي تميز كل تحليلاتهم الأيديولوجية و السياسية و التنظيمية معتقدين أنهم يسيرون في طريق تطوير الماركسية و أنهم ماركسيون فعلا.
فالماخية كما تناولها لينين تحارب مادية ماركس و إنجلس من خلال منطلقاتها المثالية في الوقت الذي تدعي فيه محاربة المثالية ، و أتباع الماخية بروسيا يدعون أنهم ماركسيون و يطورون الماركسية جاهلين أسس الماخية ذات المنطلقات المثالية و التي تحارب المادية ، كما يفعل الماخيون الجدد بحزب النهج الديمقراطي الذين يدعون أنهم يطورون الماركسية بإدماج المفاهيم البورجوازية جاهلين أنهم يحاولون تحريف الماركسية ، في الوقت الذي يتحدثون فيه عن الجوهر الحي للماركسية متجاهلين أن الماركسية اللينينية هي جوهر الدياليكيتيك الماركسي .
و يضيف براهمة قائلا :"كنهج ديمقراطي و بتبنينا للنظرية الماركسية المنفتحة على التجارب و على الإجتهادات الأخرى ، ر بما انفتحنا على قضايا لم ترد بشكل دقيق و واضح في النظرية الماركسية ، و لكنها لا تتعارض مع قضايا طرحت في فكر الأنوار ."
إنه بالفعل "حساؤه الإختياري الهزيل" الذي يريد من خلاله تطوير الماركسية في اتجاه المثالية بعد التوقف عند اللاعرفانية ، و هذا صلب الموضوع الذي يريد الوصول إليه في محاولة تجاوزه للماركسية اللينينية بالعصف بالماركسية بشكل مكشوف نحو البورجوازية ، متجاهلا أنه في محاولته لتكريس جهله للماركسية يريد تغليط القراء بأن في الماركسية ما يتناقض مع الحقوق و الديمقراطية ، في الوقت الذي يحاول فيه تمرير الأيديولوجية البورجوازية و هو يعتقد أنه بتغيير الكلمات يمكنه تغيير جوهر منطلقاته البورجوازية ، التي تساوي بين الطبقة البورجوازية و الطبقة العاملة في الحقوق و يعتبر ذلك ديمقراطية ، متجاهلا أن في ذلك ضرب لجوهر الماركسية الذي يدعيه مع باقي الماخيين الجدد بحزب النهج الديمقراطي ، و كأن الماركسية تفتقد للمفاهيم الكفيلة بالتعبير عن جوهرها الذي يتجلى في الصراع الطبقي و ديكتاتورية البروليتاريا ضد ديكتاتورية البورجوازية و بناء الحزب الثوري و المجتمع الإشتراكي ، و هو بمشروعيه هذا يقبل بالرأسمالية و استمراريتها في ظل القبول بالفتات الذي تتجلى في حقوق الإنسان و الديمقراطية ، ضاربا عرض الحائط ما أشار إليه في تعريفه للماركية ك"نظرية التغيير الثوري" التي استعملها كتنميق كما تمت الإشارة إلى ذلك سابقا.
إنه يريد لف مفاهيمه البورجوازية بما يسميه العلمانية حسب الفهم البورجوازي "فصل الدين عن السياسة و عن الدولة" بدل العلمانية في شموليتها التي ناضل من أجلها ماركس و إنجلس في صراعهما ضد الفلسفة المثالية ، و أليس هذا إلا فكر الماخيين الجديد ذو المنطلقات اللاعرفانية الذي يحاول الدمج بين الماركسية و البورجوازية ، بين المادية و المثالية ؟
و للهجوم على الماركسية يقول براهمة :
"لدي تحفظ بالنسبة للماركسية كنظرية علمية ، علينا أن نقول الماركسية تستند إلى المعرفة العلمية ، فالماركسية تقول عن نفسها نظرية الطبقة العاملة و العلم يفصل الذات عن الموضوع ".
و في قوله هذا جهل حقيقي بالماركسية كنظرية علمية ، و هو ينسى أو يتجاهل أن ماركس و إنجلس كرسا حياتهما لدحض الإتجاه الفلسفي المثالي لفلسفة هيكل و ذلك بتطوير مفهوم الديالكتيك ، بإزالة صفة المثالية في أطروحة هيكل حول الصيرورة التاريخية و القوانين التي تحكمها ، و اعتبرا أن قوانين التطور الإجتماعي هي تعبير عن الضرورة التاريخية لتطور المجتمعات باعتبارها قوانين علمية ، و تناسى أو يتجاهل أن الماركسية هي علم معرفة قوانين الحركة الطبيعية و الإجتماعية و التي وضع أسسها ماركس و إنجلس باكتشافهما الدياليكتيك الماركسي.
و هو ينسى أو لا يعرف أن لينين طور الدياليكتيك الماركسي على مستوى المعرفة من خلال دحض الماخية التي حاولت تحريف الفكر الماركسي ، و هو ينسى أو لا يعرف أن لينين منذ قرن من الزمن ناضل على المستوى المعرفي و قاوم مثل هذه الأفكار التي اعتبرها برهمة اكتشاف ، و يريد من خلالها تجاوز الدياليكتيك الماركسي على المستوى المعرفي الذي اكتشفه لينين و هو ينسى أن منطلقاته النظرية خاطئة و غير منسجمة و تتسم باللاعرفانية ، و هو ينسى أو يتناسى أن لينين قد وضع الأسس النظرية للحزب الثوري الضروري في إنجاز الثورة الإشتراكية كضرورة تاريخية في عصر الرأسمالية الإمبريالية ، و أن الإضراب الجماهيري الذي تقول به روزا لكسمبورغ قد أنجزته الثورة الروسية في 1905 كتمهيد للثورة الإشتراكية لسنة 1917 ، و أن إخفاق الثورة الروسية الأولى ناتج عن فقدان الحزب الثوري/ منظمة الثوريين التي لا يجب الخلط بينها و بين منظمة العمال كما يقول لينين ، و ذلك بالفرق بين النضال السياسي و النضال الإقتصادي باختلاف منظمة الثوريين مع منظمة العمال التي يجب أن تكون مهنية و واسعة و علنية ، بينما منظمة الثوريين يجب أن تضم فقط الثوريين الذين يتخذون في المهام الثورية مهمتهم الأساسية و يقول لينين :
" ينبغي لمنظمة الثوريين أن تضم بالدرجة الأولى وبصورة رئيسية أناسا يكون النشاط الثوري مهنتهم (ولذلك أتحدث عن منظمة الثوريين، وأنا أعني الثوريين-الاشتراكيين-الديموقراطيين). وحيال هذه الصفة المشتركة بين أعضاء مثل هذه المنظمة ينبغي أن يمحى بصورة تامة كل فرق بين العمال والمثقفين فضلا عن الفروق بين مهن هؤلاء وأولئك على اختلافها. ينبغي لهذه المنظمة بالضرورة أن لا تكون واسعة جدا، وأن تكون على أكثر ما يمكن من السرية".



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد القائد عبد اللطيف زروال و مفهوم الحزب الثوري
- منظمة إلى الأمام و إمكانية إنجاز الثورة
- طبيعة الصراع حول استغلال المياه المخصصة للأغراض الزراعية بأو ...
- ما معنى أن يكن الماركسيون اللينينيون -الماويون- المغاربة الع ...
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين ج 2
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين
- طبيعة الصراع بفرع تارودانت للجمعية المغربية لحقوق الإنسان
- ما معنى أن تتدحرج كرة الثلج من القمة إلى السهل ؟ ج 9
- ما معنى أن تتدحرج كرة الثلج من القمة إلى السهل ؟ 8
- ما معنى أن تتدحرج كرة الثلج من القمة إلى السهل ؟ 7
- ما معنى أن تتدحرج كرة الثلج من القمة إلى السهل ؟ 6
- ما معنى أن تتدحرج كرة الثلج من القمة إلى السهل ؟ 5
- ما معنى أن تتدحرج كرة الثلج من القمة إلى السهل ؟ ج4
- ما معنى أن تتدحرج كرة الثلج من القمة إلى السهل ؟ ج3
- ما معنى أن تتدحرج كرة الثلج من القمة إلى السهل ؟ ج 2
- ما معنى أن تتدحرج كرة الثلج من القمة إلى السهل ؟
- الأمازيغية و الدولة ج 6
- الأمازيغية و الدولة ج 5
- الأمازيغية و الدولة ج 4
- الأمازيغية و الدولة ج 3


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - النهج الديمقراطي و نظرية الحزب الثوري