أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - لا تُفْرِطوا في -التفاؤل- ب -فشلها-!














المزيد.....

لا تُفْرِطوا في -التفاؤل- ب -فشلها-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3101 - 2010 / 8 / 21 - 15:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


من "اللجنة الرباعية الدولية" حصل عباس على ما يرضيه من حيث "الشكل"، ومن حيث "المضمون" أيضاً، وإنْ بدا هذا "المضمون"، حتى الآن، ليس بذي أهمية عملية؛ ومن "التوضيح" الذي تضمَّنته "دعوة" كلينتون الطرفين إلى بدء المفاوضات المباشِرة في الثاني من أيلول المقبل، في واشنطن، والذي جاء فيه أنَّ هذه المفاوضات يجب أن تبدأ، وستبدأ، "من دون شروط (فلسطينية) مسبقة"، حصل نتنياهو ما يريد، وعلى ما يُظْهِره فائزاً ظافراً.

قبل أنْ تُصْدِر "الرباعية الدولية" بيانها، تحدَّثت السلطة الفلسطينية، غير مرَّة، تصريحاً أو تلميحاً، عن ضغوط هائلة تتعرَّض لها، توصَّلاً إلى جَعْلِها تَقْبَل الذهاب إلى المفاوضات المباشِرة من غير أن تَقْبَل حكومة نتنياهو وقفاً تاماً للاستيطان في الضفة الغربية، وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص؛ فهل انتهى الآن التسيير للسلطة الفلسطينية بقوَّة الضغوط؟

إذا كان مطلبها الوقف التام للنشاط الاستيطاني (قبل ومن أجل الذهاب إلى المفاوضات المباشِرة) هو من عداد "الشروط المسبقة" التي أكَّدت كليتون أنَّ هذه المفاوضات ستبدأ من دونها فإنَّ "السلطة" لا تستطيع أنْ تَزْعُم أنَّ الضغوط التي تعرَّضت لها قد انتهت، أو لم تؤتِ أكلها، ففي مناخ الاستيطان المستمر بما يوافِق قرار الحكومة الإسرائيليه تجميده (جزئياً) ستبدأ (وتستمر) المفاوضات المباشِرة؛ وقد تنجح إدارة الرئيس أوباما في إقناع نتنياهو بأنْ يستمر في هذا "التجميد" زمناً أطول، أي حتى نفاد مهلة المفاوضات المباشِرة (12 شهراً بدءاً من يوم بدئها).

أمَّا إذا أرادت السلطة الفلسطينية أنْ تُظْهِر قرارها الذهاب إلى المفاوضات المباشِرة (عملاً بقرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في هذا الشأن) على أنَّه قرار جيِّد في حيثياته فإنَّ "كبير المفاوضين" الفلسطينيين صائب عريقات يسَّر لها، وسهَّل، هذا الأمر، أو الزعم، إذ وصف بيان "اللجنة الرباعية الدولية" بأنَّه أساس يصلح للتوصُّل إلى اتفاقية سلام؛ لكونه يشتمل على "العناصر اللازمة" للتوصل إلى هذه الاتفاقية؛ فالمفاوِض الفلسطيني، وإنْ لم يتوقف تماماً النشاط الاستيطاني، ذاهب إلى المفاوضات المباشِرة، تلبيةً لمطلب "الرباعية" ولدعوة كلينتون، والتي فيها نبذت "الوقف التام للنشاط الاستيطاني" بصفة كونه "شرطاً (فلسطينياً) مسبقاً"، ومن أجل التوصُّل، بعد 12 شهراً، أو في أقل من 12 شهراً، إلى حلٍّ نهائي متَّفق عليه، ويتَّخِذ من بيان "الرباعية" أساساً له.

نتنياهو، وعلى ما أظهر، لا يعنيه أمر "البيان (الذي أصدرته "الرباعية"، والذي "حجَّبت" فيه بعضاً من مواقفها التي لا ترضي الحكومة الإسرائيلية)"، وسيزعم أنَّه ذاهب إلى المفاوضات المباشِرة تلبية لدعوة كلينتون (فقط) وبعد تأكُّده أنَّ "التوضيح" الذي تضمَّنته يكفي لإظهار وتأكيد أنَّه لم يذهب إلى تلك المفاوضات إلاَّ بعدما لبَّى عباس شرطه أنْ يتخلَّى عن مطلبه الوقف التام للنشاط الاستيطاني بصفة كونه "شرطاً مسبقاً". وأتوقَّع أن يسعى نتنياهو عمَّا قريب إلى إظهار وتأكيد أنَّ المفاوضات المباشِرة لن تقيِّد النشاط الاستيطاني بقيود كتلك التي كانت تسعى إليها السلطة الفلسطينية.

أمَّا عباس الذي لبَّى دعوة كلينتون على مضض فسَيُبْرِز أهمية بيان "الرباعية"، والذي لم تجرؤ فيه على قول ما قالته من قبل في أمور مهمة، وفي أمر النشاط الاستيطاني على وجه الخصوص، في إقناعه بالذهاب، مؤكِّداً، في الوقت نفسه، أنَّه لن يستمر في المفاوضات المباشِرة إذا ما أقدمت حكومة نتنياهو على عمل استيطاني خطير.

إنَّ حيثية قرار كلا الطرفين الذهاب إلى المفاوضات المباشِرة ستشبه كثيراً عشاء البيت الأبيض في الأوَّل من أيلول المقبل، فالضيوف العرب سيعتبرونه إفطاراً رمضانياً، ونتنياهو سيعتبره عشاءً عادياً.

في حزيران الماضي، توقَّعت "اللجنة الرباعية" في بيانها (الأفضل من بيانها الجديد) أن تبلغ المفاوضات المباشِرة خاتمتها السعيدة بعد 24 شهراً من بدئها؛ أمَّا الآن فارتفع لديها منسوب التفاؤل أكثر، وتوقَّعت أنْ تبلغ هذه المفاوضات خاتمتها السعيدة بعد 12 شهراً فقط من بدئها، إنْ لم تبلغها قبل نهاية هذه المهلة.

ويتوقَّع "الوسيط" ميتشل، والذي لم ينتهِ عمله بعد، أن تتقدَّم إدارة الرئيس أوباما بمقترحات وأفكار للتغلُّب على "أزمة الثقة" بين الطرفين، وللتقريب بين مواقفهما المتعارضة كثيراً، فلا تنتهي المهلة (12 شهراً) إلاَّ وقد غدت اتفاقية السلام في متناولهما.

وأحسب أنَّ مكمن الخطر في المفاوضات المباشِرة، هذه المرَّة، هو أن تكون الولايات المتحدة وإسرائيل قد توصَّلتا إلى استنتاج مؤدَّاه أنَّ "المفاوِض الفلسطيني" قد "نضج" سياسياً، أي ما عاد لديه من خيار إلاَّ أن يقبل ما يُعْرَض عليه من حلول نهائية (رفض أمثالها وأشباهها من قبل).

وأحسب أيضاً أنَّ الخشية من ذلك، أي الخشية من أن "تنجح" المفاوضات المباشِرة، هذه المرَّة، بهذا المعنى للنجاح، يجب ألاَّ تنال من قوَّتها وواقعيتها وعقلانيتها الأحكام التي اعتدنا إصدارها وإطلاقها مع بدء كل تفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين.

واليوم نسمع ما اعتدنا سماعه من قبل، فهذه المفاوضات الجديدة، وعلى ما يقال اليوم، لن يُكْتَب لها النجاح، وسيعود الطرفان، بعد (أو حتى قبل) نفاد مهلتها، إلى نقطة الصفر، أو حتى إلى ما دونها.

وإنِّي لأرى في هذا "التفاؤل" بـ "فشلها" ما يجعل على الأبصار والبصائر غشاوة، فإنَّ ما يجعل المفاوضات المباشِرة، هذه المرَّة، مختلفة نوعياً عن كل ما سبقها من مفاوضات مباشِرة أو غير مباشِرة، هو هذا الضعف الذي يعانيه "المفاوض الفلسطيني"، والذي لم يسبق له مثيل.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب سعودية على -فوضى الإفتاء-!
- في الطريق من -العربية- إلى -الرباعية الدولية-!
- حُصَّة العرب من الضغوط التي يتعرَّض لها عباس!
- حرارة الغلاء وحرارة الانتخابات ترتفعان في رمضان!
- عُذْرٌ عربي أقبح من ذنب!
- ظاهرة -بافيت وجيتس..- في معناها الحقيقي!
- في القرآن.. لا وجود لفكرة -الخَلْق من العدم-!
- -السلبيون- انتخابياً!
- عباس.. هل يرتدي كوفية عرفات؟!
- صورة -المادة- في الدِّين!
- هل أصبحت -المفاوضات بلا سلام- خياراً إستراتيجياً؟!
- الأزمة الاقتصادية العالمية تنتصر ل -قانون القيمة-!
- هرطقة تُدْعى -الملكية الفكرية-!
- الآلة
- معنى -التقريب-.. في مهمة ميتشل!
- أمراض ثقافية يعانيها -الطلب- في اقتصادنا!
- حكوماتنا هي الجديرة بلبس -النقاب-!
- صورة -المفاوِض الفلسطيني- في مرآة -الأمير-!
- معادلة ليبرمان!
- الفقر والفقراء.. في دراسة مُغْرِضة!


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - لا تُفْرِطوا في -التفاؤل- ب -فشلها-!