أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - اللة يرحمك يا حجه نوال














المزيد.....

اللة يرحمك يا حجه نوال


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3101 - 2010 / 8 / 21 - 14:14
المحور: حقوق الانسان
    


ماتت الحاجة نوال سليم شكري الدجاني، ماتت في العاشر من رمضان وانهت 87 عاماً بايامها الحلوة والمرة، والحاجة نوال فلسطينية من سكان مدينة اريحا، الحاجة نوال الفلسطينية كانت تسكن لوحدها، ولكن كان لها جيران، ومن الممكن انها انجبت، وقد تكون الحاجة نوال من اصول غنية أو عاشت حياة اتسمت بالفقر كغيرها من البشر، ومن الممكن ان اولاد الحاجة فاطمة يعيشون في المهجر او بالقرب منها، بصراحة انا لا اعرف.
ما اعرفة ان الحاجة نوال ماتت، وما اعرفه أن الجيران عرفوا انها ماتت بعد اربعة ايام لانها كانت وحيدة وعمرها 87 عاماً! وما اعرفة انها ماتت في العاشر من رمضان شهر التكافل والسؤال عن سابع جار! ما اعرفة بدون عملية بحث ان للحاجة نوال جيران، لان احد الجيران انتبة للرائحة الكريهة الصادرة من المكان الذي تعيش فية الحاجة نوال، اي بعد ان بدات الجثة بالتحلل، حدث هذا في شهر رمضان!
لماذا ماتت الحاجة نوال وحيدة؟؟ انة قدر اللة وقضاءة ولا مهرب من قدر اللة، لماذا بقيت الحاجة نوال اربعة ايام لنكتشف موتها من رائحة الجثة المتحللة؟؟ هي حكمة اللة في خلقة، ولكن هل كان بالامكان ان تكون الامور مختلفة؟؟ عجلة الزمن لا يمكن ان تعود الى الوراء، ولذلك علينا ان نقتنع بالحقيقة التي تقول ان الحاجة نوال ماتت وحيدة في عام 2010 وتحلتت جئتها في زحمة الحديث عن دولة المؤسسات! ماتت الحاجة نوال وتحولت لخبر من مربع واحدة في الوكالات الالكتونية والصحف المحلية، مرحى لدولة المؤسسات.
ماتت الحاجة فاطمة في مدينة اريحا التي شهدت ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة وكساد في الاسواق، ماتت ونحن نتسابق على بطوننا ومساجدنا ومسلسلات الفضائيات، وقد تكون الحاجة فاطمة ماتت جوعاً، ومن الممكن انها عجزت عن الوصول لجرعة ماء، هل ماتت الحاجة فاطمة صائمة؟؟ الذي نعرفة جميعاً انها ماتت في شهر رمضان حيث ابواب السماء مفتوحة للدعاء، يا هل ترى بماذا تمتمت تلك الإنسانة قبل أن تموت؟؟ وهل كان موتها سريعاً؟؟ هل تعذبت؟ هل استسلمت لقدرها؟ هل قاومت؟ هل لعنت زمنها؟ انها ابنة ال 87 عاماً فلندفنها وننتهي من أمرها.
هو طراز جديد من الموت في بلدنا نستحق علية الدخول في موسوعة غينيس، موت يعرينا أمام أنفسنا ويكشف عن ماهيتنا الحقيقية، وخاصة أننا كفلسطينيين اتقنا لعبة المشي على الرؤوس والنظر بين أقدامنا دون تقدير العواقب، فالموت في بلدنا تداخل واختلط وغاب عن مشهدنا الحياتي الموت الطبيعي، فالموت في الأنفاق بالنسبة لنا طبيعياً، وإقبال الشباب على الانتحار موت طبيعي، والموت في زنازين الانقسام طبيعي، لذلك لا باس من موت الحاجة نوال بهذة الطريقة! فهي ماتت في زمن المشي على الرؤوس وزمن الإحياء الجثث الفاقدة حاسة الشم للروائح الكريهة المنبعثة منها.
قصة الحاجة نوال بحد ذاتها ليست ظاهرة، ولكنها قد تكون مؤشرا خطيراً يقرع الجرس للتحذير من الانحدار ألقيمي والأخلاقي الذي وصلنا إلية، وبالمناسبة نحن لا نتحدث عن سيدة ماتت في عاصمة تعد بالملايين، لان الحاجة نوال تعيش بين الناس وكان لها جيران نبذوها وتناسوا وجدودها بينهم، ولكن من يتحمل المسؤلية الحقيقية.
هل الحكومة الفلسطينية تتحمل المسئولية؟ ماذا عن وزارة الشؤون الاجتماعية؟ ماذا عن المجتمع المحلي ومؤسساته؟ هل هناك مسئولية فردية مجتمعية، ماذا عن المستقبل؟ إلا نحتاج إلى وقفة حقيقية أمام الذات؟ أما أن الأوان للاهتمام بكبار السن من خلال مشاريع تضمن لهم حياة كريمة لما تبقي لهم من أيام.
صحيح أن المسنين ليس على جدول أل NGO نظراً لاهتمام الجهات الداعمة بشريحة الأطفال لأهداف نعرفها، ولكن للمسنين على الحكومة حق، ولا تكفي مساعدات سد الرمق التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية التي يفترض منها ان تهتم بالمسنين ولا تتركهم لمصيرهم كما حدث مع الحاجة نوال رحمها اللة.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبة قطايف بعشرة الآلاف دولار: يا بلاش
- -البقر- في وطن ع وتر
- يا شهر رمضان- صرنا فرجة
- عن المفتاح العتيق واصل الحكاية
- الحكومة داخلة فينا شمال
- المشهد الفلسطيني والاستئناس بالخازوق
- عن غسان كنفاني والمخيم وتباشير الفجر
- خبر فلسطيني عادي جداً
- الحلقة المفقودة في لجم أطراف الانقسام الفلسطيني
- المصالحة والانتخابات المحلية ضدان لا يلتقيان
- مؤتمر مناهضة التطبيع وأبله دستوفسكي
- شكراً حماس
- في ذكرى النكبة 62: كان المخيم
- هل تنوفا ألذ من الجنيدي؟؟؟
- في يوم تشيع شهيد معركة الأمعاء على الجعفري
- مات على الحاجز؟؟
- يا سيدي: من حقي أن أعود وأنت لا تمثلني؟؟
- يوم الأرض 2010
- لماذا تستهدف دولة الاحتلال أطفال فلسطين؟
- الزميل عبد الناصر النجار: لا يكفي حرق أثاث النقابة


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - اللة يرحمك يا حجه نوال