أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - حتى يظل السلاح طاهرا...!!














المزيد.....

حتى يظل السلاح طاهرا...!!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3101 - 2010 / 8 / 21 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى يظل السلاح طاهرا...!!
تشكل شهادة رئيس اركان الجيش الاسرائيلي جابي اشكنازي امام لجنة تركيل ، التي تحقق في الهجوم الاسرائيلي على قافلة سفن الحرية اشارة بالغة الخطورة لأسلوب التفكير العسكري الأسرائيلي في التعامل مع المدنيين . وهي تؤكد من مصدر اسرائيلي مسؤول وغير قابل للتأويل او للتفسيرات المتشاطرة ، التي تحاول تفسير التجاوزات القانونية الدولية بتعابير خاوية عن طهارة السلاح والقيم الانسانية .. الخ !! .
شهادة الجنرال اشكنازي تفسر المنهج العسكري الاسرائيلي في التعامل مع السكان في المناطق التي تتعرض لهجمات الجيش الاسرائيلي ، هذا ما جرى في لبنان ، وأخيرا في غزة ، ولن اعود للتاريخ الأقدم ، فمدرسة بحر البقر ماثلة في ذهننا وقانا اللبنانية لا يمكن ان تنسى .
عمليا ما ذهب اليه تقرير القاضي غولدستون حول جرائم حرب ضد المدنيين ، جاءت أقول قائد الأركان امام لجنة تركيل ، لتنقض كل النهج الإعلامي الاسرائيلي الذي حاول نفي الحقائق التي طرحها تقرير غولدستون ، وغيره من تقارير هيئات حقوق الانسان الاسرائيلية والدولية، رغم ان الجيش اضطر الى الاعتراف بتجاوزين من عشرات التجاوزات التي بات من الصعب تجاهلها بسبب تراكم الشهادات الدولية والاسرائيلية حولها.
ماذا قال اشكنازي ؟
قال اشكنازي ان درسه المركزي من الجزء العملياتي ( العسكري ) لقضية الاسطول هو انه اذا تعين على الجيش الاسرائيلي ان يتصدى لسيناريو مشابه في المستقبل – لن يكون مفر من استخدام القناصة لمنع، على حد قوله، مس بالجنود.
هذا تصريح واضح وبالغ الخطورة ، بأن المدنيين لا يشكلون في التفكير العسكري الاسرائيلي الا أهدافا عسكرية.حتى لو كانوا مجردين من السلاح كما كان الحال بقافلة السفن التركية. هذا ليس تفكير قائد ما لأاركان ، بل تفكير منهج عسكري متجذر التفكير والممارسات خلال كل حروب اسرائيل ، اي لم تكن غزة الا نموذجا ، افنضح الأمر هنا لأسباب مختلفة ، أهمها قدرة وسائل الاعلام على نقل صورة الواقع بالوقت الصحيح ، وتعمق الوعي الانساني والحساسية الانسانية لموضوع حقوق الانسان .
ويبدو أيضا ان عصر العولمة الذي اختصر المسافات بين القارات والشعوب ، ساهم بدوره في الانتباه لما يجري وراء الباب الاسرائيلي ، الذي كان يتمتع بحصانة تمنع الدخول عبره وكشف الحقائق المذهلة التي لم يصدقها احد في السابق ، او تجاهلوا تصديقها . واليوم مع تحول الاعلام الى سلطة رهيبة في عالمنا لم يعد من الممكن اللتظاهر باننا لم نسمع ولم ونر . وهذا حول التجاوزات الخطيرة الى مسألة لا يمكن اخفائها بحجج السلاح الطاهر .
التفسير الوحيد لكلام اشكنازي ان الجيش لن يتردد في التعرض للمدنيين بنيران قناصة او نيران اخرى .
صحيفة رصينة مثل "هآرتس" انتبهت لأقوال قائد الأركان وعقبت بقولها :"هذه بالضبط كانت ايضا عقيدة "رصاص مصبوب": حد أدنى من الخسائر للجيش الاسرائيلي، تقريبا بكل ثمن، بل واحيانا في ظل المس بالمدنيين وتجاهل قوانين الحرب. لقاء ذلك دفعت اسرائيل ولا تزال تدفع ثمنا دوليا باهظا، والان يتبين ان رئيس الاركان يهدد بمواصلة ذات العقيدة."
وأضافت هآرتس : " لا يدور الحديث فقط عن صورة اسرائيل، يدور الحديث ايضا عن صورتها الاخلاقية وصورة جيشها: استخدام القناصة ضد المدنيين يجب ان يكون محدودا فقط بأوضاع متطرفة يكون الجنود فيها يتعرضون لخطر على الحياة. السيطرة على سفينة، مسافروها غير مسلحين بالسلاح الناري، يمكن ويجب أن يتم على نحو مغاير" .
بالنسبة لبعض الاسرائيليين حُصر الموضوع بشكل التعامل مع سفن تأتي لكسر الحصار على غزة مستقبلا. ايضا هنا توجد اشكالية اخلاقية ، واستعداد رسمي للتصرف بما يتعارض والقوانين الدولية . وماذا مع تصرفات الجيش مع الشعب الفلسطيني المحاصر ليس في غزة فقط بل في كل انحاء الضفة الغربية عبر مئات الحواجز واغلاق الطرق ومصادرة الأرض وحرق الحقول والتعامل المذل والقمعي ؟؟
الأمر المميز هنا انه لا يمكن ايجاد اعتراف اكثر وضوحا حول العقيدة العسكرية التي توجه حروبات اسرائيل ، أكثر من شهادة اشكنازي.
السؤال الكبير هو في التعامل الحربي مع مواطنين عزل كما كان الحال في عملية "الرصاص المصبوب" في غزة . كل يوم نسمع عن توتر جديد . عملية جديدة ضد حماس في غزة متوقعة، أمس سمعنا ان تدخل دول مختلفة من العالم لمنع ضربة عسكرية ضد لبنان . نسمع عن استعدادات لضرب حزب الله في نهاية الصيف ، وتهديد لضرب سوريا ، نسمع جاهزية كاملة لضرب ايران .. دولة لا تفكر الا في الحرب . وفي حربها لا قيمة للمدنيين .. وكل الحديث عن حسابات لتقليل الاصابات بين المدنيين ، هو ادانة بأن المدنيين لا يشكلون مانعا عسكريا . افهم ان دولة ترد على تهديد مباشر على امنها ، اما ان تمنع غيرها من بناء قوته الموازية لها او القادرة على تشكيل عائق عسكري لا يجوز الاستهتار به ، فهذا لا يعطيها الحق بأن تحرك الجيوش للتدمير والقتل .
المطلوب تغيير السياسة التي لا تفكر الا بالتفوق العسكري والحروب القادمة..
عندها لن نكون بحاجة الى لجان تحقيق ، والى ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين .
المطلوب الاعتراف بحق المساوة والتحرر لكل شعوب المنطقة وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني.
عندها سيظل السلاح طاهرا في المخازن!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة قانونية اسرائيلية تدعي: لا حق قانوني للاجئين بالعودة
- بورغ يعود للسياسة برؤية سياسية مثيرة
- مرتعبون من سجلاتهم!!
- الثقافة والعولمة
- القصة كمادة فكرية
- انصرف من امامي ايها المغفل *
- ما هو الرنين من تصفيق يد واحدة ؟
- حوار مع الكاتب نبيل عودة
- عسر الفهم والرؤية المغلقة المسبقة في نقاش غطاس ابو عيطة
- متشائم ، متفائل وواقعي
- الكرامة...
- العجرفة والغطرسة حين تصير سياسة دولة !!
- رجل السياسة
- رسالة ليست شخصية فقط
- الناقد د. حبيب بولس يواصل رحلاته ودراساته النقدية
- لقطات قصصية *
- الحماة..!!
- رؤية مشوهة للقصة القصيرة في ندوة القاسمي
- قصة جديدة : اوباما يتنكر
- مفاوضات بدون شروط مسبقة مع واقع كله شروط مسبقة !!


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - حتى يظل السلاح طاهرا...!!