أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - قانون اجتثاث البعث جريمة ضد الانسانية















المزيد.....

قانون اجتثاث البعث جريمة ضد الانسانية


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 3100 - 2010 / 8 / 20 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قانون اجتثاث البعث جريمة ضد الانسانية
اود قبل ان ابدأ الكتابة في هذا الموضوع ان اسد الطريق امام منتقدي المقال بابتدع الاتهامات التي قد يتوصلون اليها من قراءة ما ساكتبه عن هذه الجريمة. فليس في الدنيا انسان يستطيع ان يتهمني بالبعثية او بتأييد حزب البعث او باني من ازلام صدام او غير ذلك من الاتهامات. ففي ١٩٧٥ حين وصلت الى لندن للمرة الاولى التقيت بثلاثة من اعضاء الحزب الشيوعي العراقي في دعوة منهم للعشاء في بيت احدهم. وفي ذلك اللقاء ابديت لهم رأيي بان حكومة البعث هي حكومة فاشية وان الجبهة معها هي ضد مصالح الطبقة العاملة والشعب العراقي. ادى ذلك الى برود في علاقاتهم معي ولكنهم حين تبين فعلا ما اكدته في هذا الموضوع وتحطمت الجبهة وشن صدام هجومه على الاف الشيوعيين قرروا مقاطعتي مقاطعة نهائية ما زالت قائمة حتى اليوم. وقد حاول ثلاثة او اربعة من قادتهم التهجم علي علنا في الحوار المتمدن فالقمتهم حجرا. اقول ثلاثة او اربعة لان احدهم كتب تحت اسم مستعار خجلا من تفاهة ما يكتبه ولا ادري ان كان واحدا من الثلاثة ام كان شخصا رابعا. فطريق كيل الاتهامات والتهجم الشخصي مسدود امام من يريد انتقادي في هذا الموضوع وعليه ان ينتقد الاراء الواردة في هذا المقال اذا رأى فيها ما يخالف اراءه. انا ارحب بكل انتقاد مهما كان اذا ناقش الاراء الواردة في مقالاتي ولكني لا احترم انتقادا ينطوي على تهجم شخصي. وانا احاول في هذا المقال ان ادافع عن حزب البعث وعن البعثيين وعن فلول البعث ضد قانون اجتثاث البعث وتحوله الى قانون المساءلة.
وقبل البدء في صلب الموضوع ايضا اود ان ابدي ملاحظة حول الاحزاب عموما. ان طبيعة اي حزب تتحدد بقيادته وبالسياسة التي تتبعها في اللحظة المعينة وليس باراء جماهيره او قواعده. فوجود اراء مخالفة لاراء القيادة لدى قواعد اي حزب قد تؤثر احيانا على قيادة الحزب ولكن سلوك القيادة مع ذلك هو الذي يحدد طبيعة الحزب. واذا مارست قيادة اي حزب سياسة مخالفة للمبادئ التي قام عليها الحزب فلا يغير ذلك من وجود عناصر مؤمنة ومخلصة لمبادئ الحزب الاصلية. لذلك فان تمسك هؤلاء الاعضاء القاعديين بالحزب استنادا الى المبادئ الاصلية بانتظار تغيير قيادة الحزب والرجوع الى المبادئ الاصلية لا يؤدي الا الى تقوية القيادة المنحرفة وادامة وجودها. ان اصرار هذه القواعد على الحزب بانه حزبهم استنادا الى ماضيه هي سياسة كان ابي. وامثلة ذلك في الحركات الشيوعية كثيرة.
نشأت الاممية الثانية في عهد انجلز وربما بقيادته من الناحية الشكلية على الاقل. وكانت قيادة الاممية الثانية في البداية قيادة ثورية وكان قائدها كاوتسكي يعتبر خليفة ماركس وانجلز. ولكن قيادة هذه الاممية انحرفت عن المبادئ الاساسية التي انشئت على اساسها وانحازت في الحرب العالمية الاولى الى برجوازياتها بحجة الدفاع عن الوطن. فما هو الموقف الصحيح في مثل هذا الوضع؟ هل كان الوضع الصحيح التمسك بالاممية الثانية، اممية انجلز، رغم انحراف قياداتها؟ ام التخلي عن هذه القيادات واعتبار الاممية الثانية اممية مفلسة؟ كان موقف لينين صريحا وواضحا حين دعا اعضاء الاممية الثانية المخلصين لمبادئها الاساسية الى التخلي عن الاممية المنحرفة وتشكيل اممية جديدة تقوم على اساس المبادئ الاصلية.
واورد مثلا واحدا من العراق والامثلة كثيرة. اعاد فهد بناء الحزب الشيوعي العراقي عند عودته من الاتحاد السوفييتي على اساس المبادئ التي تعلمها في مدرسة كادحي الشرق وفي الاتحاد السوفييتي اي الماركسية. وقد انجز الحزب الشيوعي تحت قيادته منجزات عظيمة واصبح الحزب الشيوعي اقوى حزب سياسي في البلاد. ولكن جاءت قيادات بعد فهد انحرفت عن سياسة فهد وسلكت سياسات اخرى غير السياسة التي بنى فهد الحزب على اساسها. وعلى سبيل المثال اتخذت اللجنة المركزية للحزب في براغ فيما سمي خط آب قرارا بحل الحزب. ولكن معارضة قواعد الحزب لمثل هذا القرار ادت الى الغائه. ولكن القيادة التي لم يهمها حل الحزب بقيت هي القيادة التي ادارت شؤون الحزب بعد ذلك فقادته الى الجبهة مع البعث والسير تحت قيادته بحجة المسيرة نحو الاشتراكية. فهل بقي الحزب تحت هذه القيادة حزب فهد؟ ان حزب فهد هو الحزب الذي يسير وفق المبادئ التي حددها فهد. واذا تخلت القيادة عن هذه المبادئ فلا يبقى الحزب حزب فهد. وهناك الكثير من اعضاء الحزب الشيوعي داخل الحزب وخارجه يغنون بحزب فهد ويبقون على اعتباره حزبهم انتظارا لتغيير القيادة وتصحيح مسارها الى مبادئ فهد. اعتقد ان وجود مثل هؤلاء هو احد اهم الوسائل التي تساعد الحزب بصورته الحالية على البقاء. ان السياسة الصحيحة في رايي هي نبذ مثل هذه القيادة والعمل على انشاء حزب تسلك قيادته سياسة فهد. والخلاصة هي ان طبيعة اي حزب وليس الحزب الشيوعي وحده تتقرر بطبيعة قادته والسياسة التي تتبعها بصرف النظر عن وجهات نظر قواعده.
بعد هذه المقدمة اود الان ان انتقل الى صلب الموضوع واتحدث عن حزب البعث. كان حزب البعث حزبا حاكما لفترة طويلة اصبح خلالها حزبا واسع العضوية يحصى عدد اعضائه بالملايين. فهل كان جميع اعضاء حزب البعث ذوي طبيعة واحدة؟ اعتقد اننا يمكن ان نقسم طبيعة الملايين من اعضاء حزب البعث الى ثلاثة اصناف على الاقل. الصنف الاول هو القيادة. الصنف الثاني هو الاعضاء الذين انتموا اليه عن قناعة وعن ايمان بالمبادئ التي قام عليها حزب البعث. والصنف الثالث هو الاعضاء الذين انتموا الى الحزب مضطرين من اجل ضمان معيشتهم او ضمان مستقبلهم الاقتصادي والثقافي. هل يمكن معاملة كافة هؤلاء الاعضاء بنفس الطريقة؟ لا اعتقد ان هناك من يعتقد ذلك.
نبدأ بالقيادة. اقترفت قيادات البعث اثناء فترة حكمها جرائم فظيعة بحق الشعب العراقي وشعوب اخرى. وحتى اقترفوا جرائم التخلص من اعضاء القيادة الذين عارضوا السياسة القائمة او للتخلص من منافستهم. ومن قام مرة باقتراف جريمة ضد الشعب وضد الانسانية لا يتورع عن القيام بمثلها او افظع منها بعد ذلك. وقد وصلتني رسائل الكترونية تحصي عددا كبيرا من هؤلاء المجرمين الذين غيروا سلوكهم فلبسوا العمائم او لبسوا بزاتهم العسكرية لكي ينتموا الى ما يسمى العملية السياسية القائمة في العراق. وبقي بعض هؤلاء القادة الذين اقترفوا جرائم ضد الشعب العراقي مطلقي السراح ولو انهم لم ينتموا بعد الى العملية السياسية.
ما هو الموقف من مثل هؤلاء المجرمين؟ انه نفس الموقف من كل مجرم اخر. فالعراق اليوم والحمد لله زاخر بالمجرمين الذين يقترفون الجرائم ضد الشعب العراقي. ومصير هؤلاء المجرمين ككل مجرم هو التقديم الى المحاكم ونيل العقاب الذي يستحقه لدى توفر الفرصة امام الشعب العراقي لتحقيق ذلك. ومثل هذه المحاكم لا تحكم على اساس انتماء المجرم الى هذا الحزب او ذاك بل تحاكم المجرم على الجرائم التي ارتكبها بصرف النظر عن الحزب او التنظيم الذي ينتمي اليه.
النوع الثاني من اعضاء حزب البعث هو النوع الذي انتمى الى الحزب ايمانا بمبادئه المعلنة والمسجلة في برامجه ووثائقه. ليس المهم هنا صحة او خطأ هذه المبادئ في رأينا وانما المهم هو اعتقاد وايمان العضو بها. واذا كان عدد هؤلاء الاعضاء المنتمين الى حزب البعث عن ايمان يحصى بالملايين او مئات الالوف فهل يمكن اعتبار هؤلاء مجرمين لان قادتهم السابقين كانوا مجرمين؟ لا اعتقد ان اي انسان مالك لقواه العقلية يمكن ان يعتقد ذلك. واذا كان هذا العدد متمسكا بالحزب وبمبادئه فهذا يعني ان الحزب ما زال قائما. ان اعضاء هذا الحزب المتمسكين بمبادئه بشر لهم احساساتهم واراؤهم ومصالحهم وكل ما يتصف به الانسان من صفات. هل بامكان الشعب العراقي ان ينبذ كافة هؤلاء الملايين لانهم كانوا او ما زالوا اعضاء في حزب البعث؟ لا اعتقد ذلك. ان الموقف الصحيح من مثل هؤلاء البعثيين هو محاولة اقناعهم بخطأ المبادئ التي يؤمنون بها لكي يمكن تغييرهم من اعضاء متمسكين بالحزب الى ترك الحزب وتغيير المبادئ التي يؤمنون بها. طريقة الاقناع هي الوسيلة الوحيدة لتغيير اراء هؤلاء الاعضاء البعثيين. ومن حق هؤلاء ايضا ان يبشروا بآرائهم ومبادئهم كما يحق لغيرهم ان يبشروا بمبادئهم.
والسؤال هو هل هؤلاء البعثيون الذين ما زالوا مؤمنين بالمبادئ التي نشأ عليها حزب البعث اشخاص خلوا من كل احساس وطني؟ هل كل هؤلاء الاعضاء تخلوا عن وطنيتهم واصبحوا اعداء للوطن العراقي والشعب العراقي بسبب انتمائهم لحزب البعث؟ ان ايمان البعثي بالمبادئ التي نشأ عليها لا يمنعه من ان يكون وطنيا حريصا على مصالح الوطن العراقي والشعب العراقي ولكنه يعتقد ان تحقيق مبادئ حزب البعث يؤدي الى ذلك.
ان الكارثة التي يعاني منها الشعب العراقي اليوم هي الاحتلال وجميع النتائج التي ترتبت عليه. فهل يحق للبعثي ان يشعر بهذه الكارثة وان يكرهها ويعمل على التخلص منها؟ لا اعتقد ان اي انسان له الحق في ان يحرم البعثي من مثل هذا الشعور الوطني. اذا قرر بعثي كهذا النضال ضد الاحتلال من اجل التخلص منه فليس من حق اي انسان ان يمنعه عن ذلك وان يشكك في نياته لمجرد انه عضو في حزب البعث الذي يختلف عن مبادئه التي يؤمن بها. فاعتقاد الانسان بان مبادئ حزب البعث خاطئة شيء ومحاولة منع الانسان البعثي من النضال الوطني ومقاومة الاحتلال شيء اخر. ان من يؤمن بمبادئ غير مبادئ حزب البعث عليه ان يعمل على اقناع عضو البعث بخطأ مبادئه وجعله عن طريق التجربة يشعر بهذا الخطأ ويتخلى عنه. هذه هي الوسيلة الوحيدة لتقويم مسيرة البعثي او غيره ولا وسيلة غيرها.
والقسم الاخر من اعضاء حزب البعث هو القسم الذي انتمى الى حزب البعث مضطرا وليس عن قناعة او ايمان بمبادئ الحزب. اذا لم تكن امام الطالب فرصة ان يواصل دراسته العالية ما لم يكن عضوا في الحزب فلا مفر له من ان يصبح بعثيا او ان يتخلى عن دراساته الجامعية. واذا كان رب عائلة لا يستطيع ان يجد عملا في الدوائر الحكومية ما لم يكن بعثيا فلا مفر له من ان يكون بعثيا. وقد كان بين اعضاء حزب البعث الكثير من مثل هؤلاء المنتمين الى الحزب اضطرارا. واليوم حين زالت ضرورة الانتماء الى حزب البعث لم يعد ما يجبر هذا العضو على ان يبقى عضوا في حزب البعث وله ملء الحرية في ترك الحزب والانتماء الى الحركة التي يعتقد بمبادئها ويؤمن بها. فهل يحق لانسان ان يضطهد مثل هذا البعثي بسبب انتمائه الى الحزب اثناء حكم البعث؟ لا اعتقد انه يوجد انسان مالك لقواه العقلية يعتقد ان من الواجب اضطهاد مثل هذا الانسان بسبب انتمائه السابق الى حزب البعث. ولكنه يبقى بعثيا في عرف من يريد اضطهاد البعثيين. هؤلاء الاعضاء هم مواطنون عراقيون لهم كل مشاعر المواطن العراقي ضد كارثة الاحتلال ومصائبه وتدمير الدولة العراقية ومؤسساتها وبناها التحتية.
ومع ذلك صدر فور الاحتلال قانون اجتثاث البعث. وقانون اجتثاث البعث يعني في الواقع قتل البعثي او اضطهاده او معاقبته او سجنه وتعذيبه لانه بعثي اي القتل على الهوية. انه شكل من اشكال الابادة الجماعية. لا يختلف قانون اجتثاث البعث عن قتل الانسان على الهوية الذي جرى ويجري في العراق منذ الاحتلال، اي قتل السني لانه سني وقتل الشيعي لانه شيعي وقتل الصابئي لانه صابئي. ولكني لا اقصد في مقالي هذا الذين وضعوا قانون اجتثاث البعث. ان جريمة الذين وضعوا قانون اجتثاث البعث تافهة بالقياس الى جريمتهم الكبرى حين باعوا العراق والشعب العراقي وثروات الشعب العراقي الى المحتل لقاء حفنة من الدولارات.
انني اقصد في مقالي هذا عناصر وطنية حريصة على مصالح الشعب العراقي وتشعر بوطأة الاحتلال واعوانه والتدمير المقصود الذي جرى نتيجة له. عناصر تناضل ضد الاحتلال باشكال النضالات المتنوعة. عناصر تريد انقاذ العراق من الاحتلال ومن عملائه واعوانه. ومع ذلك فهي تتحدث عن البعثيين وفلول البعث بدون تمييز بين المجرم الذي اقترف جرائم ضد الشعب العراقي واكثرهم موجودون الان فيما يسمى بالعملية السياسية وبين البعثي الذي انتسب الى البعث لاعتقاده وايمانه بمبادئ حزب البعث او انتسب اليه مضطرا. وهؤلاء يحصون بالملايين وليس بالعشرات او المئات.
ان الحديث عن البعثيين او الصداميين او فلول البعث بصورة عامة شاملة مضر بالحركة المعادية للاحتلال وبمصالح الشعب العراقي. واول هذه الاضرار هي عزو كل التخريبات والقتل والتفجيرات للبعث والبعثيين. ان هذا النوع من السياسة يخفي حقيقة اعمال الارهاب الجارية في العراق من جرائم الابادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال بالطائرات والدبابات واسلحة الدمار الشامل وتهديم المدن وتهجير سكانها ليصبحوا لاجئين في الخيام في وطنهم، يخفي حقيقة وجود ميليشيات لكل حزب من احزاب العملية السياسية، وجود جيش المرتزقة الذي لا يقل عددا واجراما عن جيوش الاحتلال ووجود مخابرات مختلف الدول وغيرها من القوى التي تمارس الارهاب والتخريب ضد المدنيين من الشعب العراقي.
وضرر مثل هذه السياسة من الناحية الثانية حرمان جميع هذه الملايين من شعورهم الوطني واستعدادهم للنضال ضد المحتل ومن اجل تحرير العراق واستعادة سيادته سواء مع بقائهم اعضاء في حزب البعث او بتركهم له.
ان موضوع المقاومة المسلحة ضد الاحتلال موضوع شائك ومعقد لان الكثير من الشخصيات الوطنية ذاتها تخلط بين الارهاب والمقاومة المسلحة. ولكن ما اقرأه عن هذه المقاومة هو انها محصورة في منظمات اسلامية. ومن الطبيعي استبعاد ان تساهم القيادات الاجرامية لحزب البعث في مقاومة الاحتلال مقاومة حقيقية. لا اعرف اية تفاصيل حقيقية عن المقاومة المسلحة ومداها وواقعها وهذا ليس موضوعي. موضوعي هو هل عدم اشتراك البعثيين غير المجرمين في المقاومة المسلحة دليل على قوة المقاومة ام على ضعفها؟ السؤال هو لماذا لم يشترك البعثيون الوطنيون في المقاومة المسلحة؟ وهذا السؤال يمكن صياغته ايضا بشكل اخر، لماذا لم يشترك اليساريون او العلمانيون في المقاومة المسلحة ليتركوها لمنظمات اسلامية؟
السؤال هو هل المقاومة المسلحة ضرورية لتحقيق طرد الاحتلال واعوانه من البلاد ام يمكن تحقيق ذلك بالوسائل السلمية وحدها والمفاوضات وعقد الاتفاقيات والمعاهدات؟ هل يمكن منع البعثي ذي الشعور الوطني او اليساري او العلماني او العراقي غير الاسلامي من ان يشترك في كل انواع الصراع ضد الاحتلال بما فيها المقاومة المسلحة؟
اعتقد ان التخلص من الاحتلال لا يمكن ان يتحقق بدون مقاومة مسلحة قوية والتاريخ شاهد على ذلك. واعتقد ان الشعب العراقي كسائر الشعوب لا يمكن ان يتحمل الاحتلال واعوانه بدون مقاومة وتاريخ الشعب العراقي شاهد على ذلك. واعتقد ان المقاومة بما فيها المقاومة المسلحة واجب على عاتق الشعب العراقي وهو كفء للقيام بواجبه. واعتقد ان اية قيادة حقيقية للشعب العراقي لا يمكنها ان تستغني عن اي انسان وطني حريص على مصلحة الشعب العراقي بالتحرر من الاحتلال بصرف النظر عن ماضيه اذا لم يكن اجراميا وبصرف النظر عن قوميته او دينه او وضعه الاجتماعي او معتقده الفكري ما دام قادرا على المساهمة في المقاومة بكل اشكالها ومخلصا في مساهمته فيها.
ان العمل على تغيير المبادئ التي يعتنقها اي انسان مهما كانت لا يمكن تحقيقه بالقوة. وتاريخ النضال الثوري في العراق شاهد على ذلك. لقد استخدمت السلطات الحكومية كل وسائل الاكراه على ترك المبادئ ولم تفلح. اعدم فهد ورفاقه لكونهم شيوعيين فلم يفلح ذلك في تخليهم او تخلي غيرهم عن الشيوعية. وسجن وقتل الالوف من العراقيين لنفس السبب ولم تفلح السلطات في تخلي هؤلاء البشر عن مبائهم التي يؤمنون بها. ان تحقيق اقلاع الشخص عن مبادئه والتحول الى مبادئ اخرى لا يتحقق الا بالاقناع. فالمبادئ في الحقيقة صراع فكري قائم ومتواصل في ذهن كل شخص منذ الطفولة وحتى الوفاة. وطريق التأثير على مختلف جوانب الصراع الفكري هو الوسيلة الوحيدة لتغيير الكيان الفكري لكل انسان. وقد يكون من المفيد في المستقبل بحث هذا الصراع الفكري مفصلا في مقال منفصل.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول انتفاضة الكهرباء
- جواب جديد على رسالة
- انبياء واولياء عبادة الشخصية (2)
- انبياء واولياء عبادة الشخصية (١)
- الاحدى والستون لاحقيقة لدى خروشوف
- العلاقات التنظيمية بين اعضاء حزب شيوعي
- طبيعة النقابات الاقتصادية والسياسية
- ذكريات شخصية (اخيرة)
- ذكريات شخصية 3
- ذكريات شخصية 2
- ذكريات شخصية 1
- شكرا يعقوب ابراهامي
- رأي على تعليق
- الديالكتيك الالهي والديالكتيك المادي
- حميد عثمان والديالكتيك وحسقيل قوجمان
- مجزرة الكوت كما اتذكرها
- الطبابة او العناية الصحية في السجون السياسية
- الانشاد والغناء في السجون السياسية
- رسالة شكر للاخ وصفي يوسف
- هل ستالين ام تروتسكي احد قائدي ثورة اكتوبر؟


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - قانون اجتثاث البعث جريمة ضد الانسانية