أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - صعود القوى الإقليمية وحروب منطقة الشرق الأوسط















المزيد.....

صعود القوى الإقليمية وحروب منطقة الشرق الأوسط


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3100 - 2010 / 8 / 20 - 08:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبح الغرب الأوروبي (ثم الغرب الأميركي بعد عام1945)منذ حملة نابليون بونابرت على مصر عام1798عاملاً فاعلاً(إذا لم يكن الأكثر فاعلية)في تقرير مسارات منطقة الشرق الأوسط.لم يقتصر ذلك على ادخال المنطقة في مسارات مفروضة من خارجها(مثل اتفاقية سايكس -بيكو،ووعد بلفور)وإنما امتد هذا إلى منع الغرب لمسارات ذاتية قادت إليها العوامل الداخلية في هذا البلد أوذاك أوفي عموم المنطقة ،متجسدة في نمو القوة الإقليمية لبلد معين لأبعد من حدوده الجغرافية ليصل للتأثير والتقرير لمسارات عموم المنطقة ، والتي سمَاها الجنرال ديغول يوماً بأنها"قلب العالم".
أدت محاولات الغرب لمنع هذه المسارات إلى حروب،أوأخذت شكل الحرب،فيماكان استخدام الغرب لوسائل أخرى،مثل تنظيم الإنقلاب العسكري لمنع مسارات داخلية غير مرغوبة كان يمكن أن تؤدي لنمو قوة البلد الإقليمية (أوللتأثير على الإقليم) كماحصل من واشنطن ضد رئيس الوزراء الايراني محمد مصدِق في آب1953 بعد تأميمه لشركة النفط الإنكليزية- الفارسية للنفط في أيار1951،مؤدياً إلى تفادي الحرب.
في حالات أخرى ، كانت الحرب هي الوسيلة الوحيدة عند الغرب: نجد هذا أولاً في الحالة المصرية التي جسدَها محمد علي باشا(1805-1849).في البداية،كان نمو قوة الباشا المصري،الألباني الأصل والذي عُيِن حاكماً على مصر بموافقة السلطان العثماني ورضا ضمني من باريس ولندن،تحت المظلة العثمانية وتحت ظلال الإنشغال الأوروبي بالحروب النابليونية(1805-1815)وآثارها هناك،وهوماجعله يقوم بمهام لصالح العثمانيين ضد الوهابيين(1811-1818)،وفي السودان(1821)اسمياً لصالح استانبول وفعلياً للقاهرة،وضد الثورة اليونانية على العثمانيين(1821-1829).كانت سيطرة محمد علي باشا على بلاد الشام ووصوله إلى مدينة كوتاهية على بعد250كم من استانبول بعد هزيمته للجيوش العثمانية بين حزيران1832وشباط1833مؤدية إلى انقلاب المعادلات جميعاً اقليمياً ودولياً.كان أخذ لندن لموقف"الإنتظار والترقب"من1832إلى1839يعاكسه ويقلقله عند البريطانيين التأييد الفرنسي للباشا المصري ثم إلى درجة أبعد من هذا ارتماء السلطان في أحضان الروس في أوائل عام1833لدرجة قبوله بمرابطة الأسطول الروسي في البوسفور أثناء اقتراب المصريين من هناك ثم توقيعه معاهدة8تموز1833التي تعهد فيها السلطان بإغلاق الدردنيل أمام كل الأساطيل ماعدا الروسي. كان توقيع السلطان العثماني مع لندن لمعاهدة "انهاء الإحتكارات والإلتزامات في عموم الدولة العثمانية"بعام1838مؤدياً إلى انهاء "الإنتظار والترقب"البريطاني وحسم لندن للأمور ضد الباشا المصري وخاصة بعد هزيمته ثانية للقوات العثمانية بالعام التالي في(معركة نزب).كانت هذه السحب هي المؤدية إلى تشكيل مناخات حرب1840البادئة بإنزال القوات البريطانية-العثمانية-النمساوية عند سواحل بيروت وجونية وجبيل في يوم29آب.تجمعت هذه السحب في معاهدة15تموز1840بين انكلترا وروسيا والنمسا وبروسيا مع العثمانيين المؤكدة على توطيد"الإمبراطورية العثمانية"وماعناه هذا من انقلاب الموازين الدولية لغير صالح المصريين.بعد أربعة أشهر من الحرب ضد الباشا المصري في عموم بلاد الشام أتت معاهدة لندن في 13تموز1841لكي لاتكتفي فقط في حصر محمد علي باشا وسلالته بمصر وتحجيم عدد وأسلحة الجيش المصري وإنما أيضاً بسريان معاهدة1838على مصر(بكل مايعنيه من فتح مصر أمام البضائع الأجنبية وانهاء احتكار محمد علي باشا للصناعة) و في المستوى الدولي أخذت لندن مكسباً بإلغاء معاهدة8تموز1833 كماهو منصوص عليه في معاهدة1841.
تكررت حالة محمد علي باشا مع جمال عبد الناصر:لم يكن مشروع ثورة23يوليو1952يتجاوز ذلك الصباح الحدود المصرية،وقد قدم القادة العسكريون الجدد تنازلاً مهماً، لم يفعله أي حاكم مصري سابق منذ محمد علي باشا ،بالتنازل عن السودان في اتفاقية12مارس1953للوصول إلى اتفاقية19أوكتوبر1954المنظمة لجلاء القوات البريطانية عن منطقة السويس.استغل ضباط23يوليو أيضاً الشقوق في علاقة لندن وواشنطن للوصول إلى هذه الإتفاقية،والتي قوَت وضعهم الداخلي وهو مادفعهم بعد أسبوع منها لضرب وتصفية منافسهم الداخلي المتبقي الوحيد ممثلاً في(جماعة الإخوان المسلمين). شعرت لندن منذ ذلك اليوم الذي وقعت فيه(اتفاقية الجلاء)بالعداء للحكام المصريين الجدد،لذلك اتجهت إلى أسلوب احتوائهم عبرالمحيط الإقليمي لتحجيمهم ومحاصرتهم،متبعة طريق انشاء(حلف بغداد)في يوم25شباط1955،وهو أمر لايمكن فصله عن هجوم يوم28شباط الإسرائيلي على القوات المصرية في قطاع غزة. أخذت واشنطن طريقاً آخر لإحتواء حكام القاهرة:عرض وزير الخارجية الأميركي فوستر دالاس على عبد الناصر أثناء لقائهما بالقاهرة يوم11أيار1955"دوراً مصرياً محورياً في خطط دفاع العالم الحر عن الشرق الأوسط ضد الإختراق الشيوعي"مقابل تسليح الجيش المصري والمشاركة في مشروع بناء السد العالي مع خطة ل"سلام اسرائيلي- مصري". كان تفكير عبد الناصر في مسار معاكس لماطرحه دالاس منذ ذهابه قبل أسابيع من ذلك اللقاء إلى مؤتمر باندونغ،وماأتاحه أمامه للعب بأوراق دولية غير شقوق واشنطن ولندن،كماأن قيام (حلف بغداد ) قد جعله يبذل الكثير من أجل استمالة دمشق إلى الصف المصري ضد هاشميي العراق.لذلك كان اعلانه في يوم27أيلول 55عن صفقة الأسلحة التشيكية لمصر قلباً للطاولة على رؤوس واشنطن ،وهوماترافق بعد ثلاثة أسابيع مع"حلف عسكري مصري-سوري"انضم له الأردن في أيار56بعد شهرين من إقالة غلوب باشا من قيادة الجيش الأردني ماكان عملياً يعني افراغاً ل(حلف بغداد)من محتواه وضربة للندن وبغداد وفي الوقت نفسه أشعر إسرائيل بالخطر وأزعج باريس التي كانت تستشعر حجم الدعم المصري لثورة الجزائر.من هنا كان العرض الأميركي –البريطاني في يوم141255لبناء السد العالي عرضاً أتى في الوقت الضائع وفي خارج السياق بين (الدولي)و(الإقليمي)المتجهان إلى الصدام،وإن كان عجَل في هذا الصدام لماكان سحب فوستر دالاس للعرض في 19تموز1956مؤدياً إلى تجمع سحب وغيوم حرب29تشرين أول 1956الثلاثية على مصر من خلال قرارعبدالناصر في 26تموز1956بتأميم شركة قناة السويس.
أدت حرب 1956إلى انتصار سياسي كبير لعبدالناصر وإلى نمو قوته الإقليمية. كان صدامه مع الشيوعيين السوريين- المصريين عام1958ومعهم عبد الكريم قاسم المدعوم من الشيوعيين العراقيين مؤدياً إلى توتر مع موسكو واقتراب واشنطن منه حتى نهاية عهد جون كينيدي(22تشرين الثاني63).خلال شهر أيار1964عادت العلاقات المصرية السوفياتية إلى مجرى1955-1957وفي شباط 1964تم انشاء الحلف الإستراتيجي الإسرائيلي- الأميركي أثناء زيارة ليفي أشكول لواشنطن. حدث هذا في ظل توتر دولي كبير بين واشنطن وموسكو عشية نشوب الحرب الفيتنامية مع حادثة خليج تونكين بآب1964،وفي ظل توتر اقليمي قاد "إلى حرب باردة عربية" أثناء حرب اليمن. أدى هذا الجو إلى بداية الصدام بين واشنطن والقاهرة منذ أيار1965.تصاعد هذا التوتر مع اتفاقية41166العسكرية بين القاهرة ودمشق.في النصف الأول من عام1967كان هناك سحب وغيوم لحرب كان من الواضح أنها موجهة أساساً ضد قوة اقليمية أصبحت ذات نفوذ لايمكن احتواءه بدون حرب.هكذا كانت حرب5حزيران حرباً اسرائيلية على مصر عبدالناصر بالوكالة (مع دوافع اسرائيلية ذاتية)ولكنها أميركية بالأصالة.
أليس وضع مابعد حرب1956-1966(وشباط1833- تموز1840) شبيهاً بوضع مابعد حرب2006-2010؟.........



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدارة أوباما تكرس واشنطن قطباً عالمياً أوحد
- الملتحقون بالأجنبي
- أزمات السودان وإعادة صياغة الدائرتين العربية والإفريقية
- هل انتهت مرحلة التسوية للصراع العربي الاسرائيلي؟
- الدول المتوسطة القوة
- ايران اقليمياً
- الدولة الغيتو
- أردوغان في المدّ والجزر أو... عدنان مندريس مستعاداً
- مناخات حروب الصراع العربي الاسرائيلي: نموذجا1956و1967
- حركات الأقليات الإثنية في السودان:محاولة لمقاربة الذهنية الس ...
- حسن الترابي كنموذج سياسي
- روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة
- اهتزاز القطب الواحد للعالم
- نظرة عربية جديدة إلى المرحلة العثمانية؟
- الجوار الافريقي للعرب
- قراءة سوسيولوجية لنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية
- ما يشبه الحاج أمين الحسيني...
- أوباما وناتنياهو:تفارق في النظرة إلى المنطقة
- العلمانية والدين
- العملية السياسية في ظل الاحتلال:العراق نموذجاً


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - صعود القوى الإقليمية وحروب منطقة الشرق الأوسط