أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل من علاج للعجز الحكومي المزمن ؟















المزيد.....

هل من علاج للعجز الحكومي المزمن ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3099 - 2010 / 8 / 19 - 17:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعرف المشهد السياسي في المغرب مفارقة بين ديناميكية ملكية تزداد وتيرتها باضطراد ، وبين عجز حكومي مزمن لا يزيده مرور الأيام إلا استفحالا . وإذا كانت الحكومات على عهد الملك الراحل الحسن الثاني تبرر تقاعسها وعجزها عن اتخاذ المبادرة بافتقارها للآليات القانونية والدستورية من جهة ، ومن أخرى بغياب إرادة سياسية حقيقية لدى الملك والدولة معا لإنجاز الإصلاحات الكبرى وتطويق الفساد ، فإن الحكومة الحالية ليس لها ما يبرر عجزها وترهل جسمها أمام الديناميكية الفعالة التي تطبع حكم الملك محمد السادس على عدة مستويات . قد تشكو الحكومة من بعض القيود الدستورية التي لا تسمح باتخاذ القرارات المصيرية التي تهم مستقبل الشعب ، لكن لا عذر لها في عجزها عن اتخاذ القرارات السليمة والجريئة في نطاق ما يسمح به الدستور ويدخل ضمن اختصاصاتها . ذلك أن الوقائع المتواترة على مدى السنوات التي تولت فيها الحكومة تدبير الشأن العام تكرس العجز الحكومي وتراجعه قياسا إلى الوتيرة التي يسير عليها نشاط الملك . إذ لم تعد إرادة الملك عائقا في وجه العمل الحكومي أو حائلا دون تطبيق الإصلاح والاقتراب من مشاكل المواطنين قصد فهمها وإيجاد الحلول المناسبة لها بما يخفف عنهم أقصى ما يمكن من المعاناة . وكانت الكوارث الطبيعية مثل زلزال الحسيمة والفيضانات التي عرفتها بعض مناطق المغرب دليلا ملموسا على هذا العجز الحكومي الذي أصاب آلة الدولة بالعطل لولا التدخل الفاعل للملك وإشرافه المباشر على عمليات الإنقاذ والإيواء لصالح الفئات المتضررة ، حيث ظل أعضاء الحكومة في مكاتبهم بالرباط فيما ضرب الملك خيمته إلى جوار خيام المنكوبين بزلزال الحسيمة . ورغم تواتر الوقائع التي أظهرت عجز الحكومة ، فإن هذه الأخيرة لم تبذل أدنى جهد للرفع من مستوى ووتيرة أدائها . فحتى القوانين التي سطرتها عجزت عن تطبيقها ( منع التدخين في الأماكن العمومية ، من أين لك هذا ). وليس الأمر متعلقا بغياب السند الدستوري ، ولكنه الوهن الحكومي حتى في مراقبة وتتبع الأوراش التي أشرف الملك على انطلاقتها . ولا يكاد يخلو خطاب ملكي ، في أي مناسبة ، من حث الحكومة على تحسين أدائها والانخراط الجدي في عملية الإصلاح بدءا من قطاع القضاء وانتهاء بالتعليم . لكن شيئا من هذا لم يحدث . فلا غرابة إذن ، أن يكون الملك هو الفاعل الرئيسي إن لم يكن الوحيد . علما أن الحكومة تشتغل ضمن مناخ تبرز فيه رغبة ملكية قوية في الإصلاح . وما اصطلح على تسميته "بالإشارات الإيجابية" التي بعث بها الملك إلى أول حكومة في عهده ، كان من المفروض التقاطها وأجرأتها عبر سلسلة من التدابير والقرارات التي تخدم أهداف الإصلاح وتدعم مقوماته . بل إن خطاب العرش 2003 كان السند القوي للحكومة عبر انتقاد عجزها وضعف أدائها وطنيا ومحليا كالتالي (وقد اكتفيت لحد الآن بتوجيه السلطات العمومية والمنتخبة كل في نطاق اختصاصه لينهضوا بمهامهم كاملة عن قرب لأنه لا يمكن لملك البلاد أن يقوم بعمل الوزير أو العامل أو رئيس جماعة محلية ولأني حريص على ممارسة كل سلطة لصلاحياتها بروح المسؤولية والفعالية ) . ولا شك أن عجز الحكومة هذا له انعكاسات سياسية سلبية على مستويين :
المستوى الأول : يتعلق بالإصلاحات الدستورية التي تطالب بها الأحزاب سواء المشكلة للحكومة أو التي في المعارضة . لأن العجز الحكومي ليس ظرفيا ولا ناتجا عن غياب الضمانات الدستورية ، بقدر ما هو من صميم الحكومة ومرتبط بهياكلها الحزبية . فالحكومة التي تعجز عن تفعيل الإجراءات الإدارية التي تخص القطاعات الخاضعة لسلطتها لن تستطيع أبدا اتخاذ مبادرات جريئة وقوية تخص طريقة إدارة الشأن العام ومحاربة الفساد . فالملك أعطى ما يكفي من الإشارات والأمثلة في إطار محاربة المفسدين بدءا من إيزو الذي واجه العدالة دون حماية أو حصانة رغم الموقع الذي كان يحتله ، وانتهاء بالقرارات الجريئة المتعلقة بالإعفاء والتوقيف والمحاكمة في حق المسئولين على مختلف القطاعات بالحسيمة . وكان من المفروض في الحكومة أن تلزم أعضاءها بمراقبة الأوراش التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك وبتتبع مراحل إنجازها . كما لا يعفيها التدبير اليومي للشأن العام من الاستماع إلى المواطنين والتعرف إلى المشاكل التي يعانون منها والأطراف التي تعرقل جهود الإصلاح والتنمية . وهذه مهمة في متناول الحكومة تقوم بها عبر لجان المراقبة والتفتيش وكذا تنقل أعضائها إلى كل مناطق المغرب ، سواء باعتبارهم مسئولين حكوميين أو مسئولين حزبيين . فالحكومة التي تهمل التزاماتها الدستورية تجاه المواطنين والتزاماتها الحزبية تجاه المناضلين تقدم ، بالملموس ، أنها لا تستحق إصلاحات دستورية أوسع . فالذي لا يحسن استغلال القليل من الصلاحيات لن يفعل الأفضل حين توسيعها .
المستوى الثاني : يتعلق بالعزوف السياسي لدى فئات واسعة من المواطنين الذين لا يرضيهم الأداء الحكومي . وبالقدر الذي يتعمق العجز لدى الحكومة في إيجاد الحلول للمشاكل اليومية التي يعانيها المواطنون مع الوثائق الإدارية والحفر والإنارة والنقل والغلاء والبطالة والرشوة، فإن العزوف سيتسع مداه ليشمل فئات ظلت تأمل في الإصلاح ولو بوتيرة أبطأ .
فهل تستحق الحكومة ، بوزرائها وأحزابها ، إصلاحات دستورية جذرية وهي التي تتجاهل تقارير المجلس الأعلى للحسابات عن درجات الفساد ومستويات سوء التسيير التي تنعكس سلبا على الحياة اليومية للمواطنين ؟ ما يمنع الحكومة من محاسبة كل أعضائها عن طريقة تدبير القطاعات التي يشرفون على تسييرها بدءا من العاصمة وانتهاء بجميع المدن والقرى ؟ لماذا لا تواكب الحكومة جهود الملك لتعميم الإصلاح والتهيئة الحضرية على كل المدن أسوة بما تعرفة مارتيل والمضيق ؟ الأكيد أن من حق المواطنين التطلع إلى زيارة الملك للمدن والإقامة فيها لما تبعثه هذه الزيارة من آمال في التغيير والإصلاح كاد العجز الحكومي أن يقضي عليها . لكن الذي لا تأخذه الحكومة في الاعتبار هو أن عجزها يذكي تربص فئة من الإسلاميين والمتطرفين بالدولة ومؤسساتها واستهداف شرعيتها القانونية والدستورية ، كما يغذي أطروحات التيئيس والإنقلاب .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمايز بين الحركة والحزب شعار تعوزه الجرأة والمصداقية .
- هل جماعة العدل والإحسان تعارض سياسة النظام أم تناهض وجوده ؟
- هل فقد الفيزازي الحماسة والمشيخة ؟(3)
- جماعة العدل والإحسان تدين الاختطاف والتعذيب وتمارسهما ببشاعة ...
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب (الأحداث المغربية ) الجزء ...
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(2)
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(1)
- هل غدا -الجهاد- ضد الشعب المغربي مقدما عن الجهاد ضد الاحتلال ...
- النقاب الدخيل والنقاب الأصيل !
- هل سينفذ تنظيم القاعدة تهديده ضد المونديال ؟
- هل تحترم الجمعية حقوق الإنسان حتى تدافع عنها ؟
- التطرف عقائد واحدة غايتها فرض الوصاية على المجتمع (6) .
- الحوار الذي لم ينشره موقع إسلام أون لاين حول جماعة العدل وال ...
- الغلو والتطرف دوائر تتكامل في الأهداف والوسائل (5) .
- حوار لفائدة جريدة المنعطف
- بعد سبع سنوات عن الأحداث الإرهابية ، أين المغرب من خطر الإره ...
- التطرف ثقافة ومواجهته فرض عين وليس فرض كفاية(4) .
- التجديد ولعبة وضع السم في العسل؟(3)
- متى يدرك المثقفون مثل الأستاذ الساسي غلو التجديد وتطرف أصحاب ...


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل من علاج للعجز الحكومي المزمن ؟