أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرهاد عزيز - رسالة من عاشقة














المزيد.....

رسالة من عاشقة


فرهاد عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3099 - 2010 / 8 / 19 - 04:06
المحور: الادب والفن
    


رســـــــــــــالة من عاشـــقة

سيدي العزيز
أنا في الوقت الذي اشكركم فيه على هذا الاهتمام بي ، استغرب ان البشرية وعلى مر العصور اعطت للكلمات دلالات لتصيرها معاني ، بل اندهش ان عواء الانسان الاول ومقاطعه الصوتية قد اعطت نتائجها لتتحول الي تسميات لافعال وحركات ، ماذا لو سمى الاحمر اصفرا ، هل كان الاحمر الاصفر يسود علينا اصفرا في الوقت الذي نرى فيه الاحمر ، هل محاولة العواء الاول لايجاد اللغة وسيلة للتفاهم جعلت منها وسيلة عدم اللقاء على حروف وارقام التقويمات المبتكرة لسير البشرية ، حيث الزمنكان المتحرك معنا ملازما ايانا حيث مانتنفس ونكتب ؟،
سيدي الجميل
انا احتج على معاملتكم هذه معي لأنني لم اتعود عليها ، وقد جبلت على ان اعوي سيدي ، هل بامكانك ان تتصور مسرح العرائس حيث تتحرك الدمى ، والصوت كيان ، نعم سيدي ان البشرية على الاقل في بعض من بلداننا يسعون الى استخدام لغة الآدمية ، لكن بقدرته يحولنا الصوت الهاتف الى دمى ، انه عواء داخلي لاجساد تتحرك بعيون مبحلقة الى السماء ، اننا كنا نتحرك سيدي وعيوننا الى السماء بحثا عن منقذ هاد ، لأن السماء تمطر كتبا وفرمانات ، نعم كنا نعوي جمعا ، لاننا كنا نخشى ان نعوي فرادا ، حيث يضيع الصوت ، كنا نقف سيدي منذا ان ابتكر الاصطفاف المدرسي ، طوابير ، على الخبز ، على البيض عند بياع البيض المخصي ، عند محطة البنزين ، عند مولدات الكهرباء ، عند المستشفى ، وعند الضفاف نقف طوابير سيدي ، كي نقدم القرابين .
سيدي المفدى
نحن نقف طوابير ونقدم القرابين وهم يقفون هناك على المنصات ويأتينا الصوت الهادر سيدي ، دون ان تتحرك الشفاه ، لكنه صوت البوق سيدي يعصف بكل المدينة ، وتهيج الثيران تركض في الشوارع بحثا عن منطوح ، ونركض لا نعرف اينا الثور ، نعم سيدي كانت الثيران بيننا وتنفرد بنا مستخدمة قرنيها ، ويكون الصوت موجها لنا ، دليلا مرشدا الى حيث الملعب ، ومن ثم يلعلع الرصاص ، نسقط فردى ، نعوي للقمر في ليل الملعب سيدي ، عسى ان يظهر في السماء ، هلالا ، ينقذنا من ارداننا ، ونجول في الساحة سيدي ، الابواب مغلقة ، المتفرجون يهتفون ، يعوون ، ونحن نركض والثيران تركض ، في ساحات العالم يسقط الثور سيدي الا الثيران عندنا فهي التي تسقط الابطال ، او تسقط الدمى ، لاننا لم نكن في الحقيقة غير عواء ، نعم نهيق وعواء جمعي بارادة الاله القابع على المنبر ، المنصة ، المسرح ، الكرسي ، لايحركون الشفاه ، لكنهم يفهمون بعضهم سيدي ، وكنا نسعى جهدنا لتوحيد اللغة ، لكننا نسقط والساحات تتعدد ، الرصاص ينهمر.
سيدي سيد الاكوان
كنا نسقط والرصاص ينهمر كما المطر عندكم سيدي ، المطر جميل عندكم ، الارض وحيثما سارنا خضراء سيدي لأن الماء شح عندنا سرقتموه ، حتى المقبرة لديكم جميلة ، بينما الارض هناك قاحلة ، والمقبرة مخيفة موحشة ، ارثي أ جدادي العظام في وحشة المقبرة وحرارة صيف آب هناك ، لانهم في وحشتهم تلك يتأملون الجنة ، بل هي الدلالة الموحشة على قساوة الحياة والتهديد المبطن بقساوة الموت في جهنم ، بينما اجدادكم العظام قابعون في جنات الارض هنا في الحدائق التي تذهبون اليها في الصيف ، بل في ليالي القمرية تستأنسون بصمتها وهدوئها ، بينما تخيفنا هناك الارواح ولا نتجرأ ان نسير بين القبور ليلا سيدي . هل ابوح لك بسر سيدي ، بانهم هددونا بملك الموت بالناكر والنكير وصرنا نخشى من مواجهة انفسنا ، لانهم يعرفون بماذا يخيفونا ، لأنهم من الغى العقل يوم لقنونا الطلسم منذ الدرس الاول سيدي والتاريخ يسير بغير صالحنا ، انهم يعرفون الديباجة وقرأوا الكتاب ، والسلاطين العظام يفكون الحرف السري في اجتماعاتهم حيث السحر والطلاسم عند اضرحة الاولياء ، لدرجة صرنا نخشى مواجهة ا نفسنا في المرآة؟ سيدي هل لاحظت تكوراتي ؟ انه هو العالم مافي الصدور وما فوقها ، هو الذي يرسل لنا ولكم الهداية مبشرا ونذيرا ، انكم مجتمع الرجس ، حيث كلابكم معكم في البيوت ، وحيث تضاجعون نساءكم ولا تغتسلون ، لذلك انا هكذا خلقت ، لا ترمي باللوم على ابوي سيدي فهما بريئان من الخلق ، لانهما وفي لحظة لذه ، تبادلا الهموم ، لكنه الاكس الاكس الواي الواي سيدي ، انا عندي الاثنين ، والعلة عندي لكنني كنت معلولا بقراراتهم ، ومفعولا فيه ، بقراراتهم الجمعية حيث تتجمع العادات والتقاليد ، هل اقول لك انهم اخرجوني من بيت الله وكأنني الدنس ، والحمد لله الذي لم يكشفوا عن عورتي والا كنت جلدت سيدي مائة وستين جلدة ، ثمانون عن الفعل ، وثمانون عن المفعول فيه ، لأنني كنت احمل معي دنسي في الفاعل والمفعول به ، كنت الاثنين معا . بعرفهم سيدي كنت الخطيئة ، لأنني كنت اتجانس مع نفسي في السر سيدي ، قالتها امي لي ، بأن الطبيب الذي شخصني في المرة الاولى قال لها ، وكان عليها الانتظار في البت في هذا الامر ، لأني احمل الاثنين ، الدنس ، الخطيئة ، المبايض سيدي سبب كارثتي ، بل وسبب كل الدمار في الارض وليس كيس الصفن ، سيدي اعتقد بأن الكوارث الطبيعية التي تبيد البشر هي ايضا من فعلهم سيدي ، الفيضان ، العواصف ، المطر الهاطل ، البراكين والطوفان العظيم كلها من افعالهم سيدي ولم نكن وراء رجال الافعال ، بل شاركناهم العواء نحن ابناء الارض . نعم سيدي كانت الخطيئة في جسدي أنا وكان على ان اتوحد مع نفسي كي اعرف ذاتي بأني الخصب والرحمة وهم الحرب والقسوة ، لأنهم لم يبصروا في غير ذلك ، وها انذا احمد الاعظم واشكره على فعله.



#فرهاد_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان هام
- حول مؤتمر الاتحاد الوطني الكردستاني
- شر البلية مايضحك
- دعو البشر ليوم يكون فيه الله خير محاسب .. يامن تتحدثون عن ال ...
- المقدس بممارسة روحية مع الله لا غير


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرهاد عزيز - رسالة من عاشقة