أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - علي الأسدي - الشروط الكردستانية التسعة عشر.... ومعاناة العرب والكرد...؛؛















المزيد.....

الشروط الكردستانية التسعة عشر.... ومعاناة العرب والكرد...؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3098 - 2010 / 8 / 18 - 20:45
المحور: القضية الكردية
    


وثيقة التسعة عشرة اقتراحا التي قدمتها القيادة الكردية لزعماء القوائم الانتخابية الكبرى كشرط للتعاون مع أي مرشح لرئاسة الحكومة القادمة ليست جديدة ولا غير متوقعة ، فالمتابع للعلاقات الكردية مع الحكومات الاتحادية المتعاقبة ربما كان يتوقع الأسوء. ولمن اطلع على الوثيقة دون المام مسبق بملابسات الموضوعات التي تناولتها ، لابد ويصاب بالصدمة والذهول ، وبدون شك سيتمتم مع نفسه " شبلونه أخوتنا الكرد ببلوة ، أي ميستقلون ويفكون ياخة ، شنو هيه نهيبة ، كردستان مامكفيتهم هالنوبة جوي علينه ، أي أحنه شنو لعد زاروعة خضرة ، أي ماتجوزون من حالنه ييزي قهر"؟؟

إن الكرد لا يجهلون رد الفعل هذا من أخوتهم العرب ، فهم أيضا لهم ردود فعلهم تجاهنا ، وهي في الحالتين جزءا أساسيا من الفولكلورالشائع بين أبناء شعبينا ، ولم تكن أبدا تعبيرا عن عنصرية شوفينية من أحدنا تجاه الآخر ، فحبنا للكورد فطري ، وعززه أكثر كفاحنا المشترك من أجل عراق ديمقراطي ، وعمق مداه المظالم التي تعرضنا لها كلينا. لكن دراسة متأنية ببال صاف سينظر للوثيقة بموضوعية ، باعتبارها مبادرة صريحة من شريك يحاول أن يقدم نفسه كلاعب مهم في تطورالأحداث في العراق التي يتفق أكثرنا على انحرافها ، واضطرابها بعيدا عن خدمة مصالح الشعب العراقي. ونكاد نتفق جميعنا على اخفاق السلطة التنفيذية في التعامل بجدية مع اساسيات التنمية الاقتصادية والثقافية والتربوية ، وعدم استشعارها بأهمية أن يكون لها مشروعها الوطني الديمقراطي الذي يمهد لبناء مستقبل زاهر وواعد للعراقيين. ورغم مرور أكثر من سبع سنوات على الاطاحة بالدكتاتورية ما يزال مستقبل العملية الديمقراطية في العراق غامضا ، بسبب النهج الفوضوي المنفلت للقيادة الحاكمة في ادارة شؤون البلاد .

تتضمن الوثيقة اقتراحات وشروطا لاقتسام السلطة الاتحادية ، تتمحور حول احترام مبدأ التوافق في اتخاذ القرارت من قبل القوى السياسية المشاركة في الحكومة والبرلمان ، وبضرورة ضمان مراعاة التوازن في كافة مؤسسات الدولة ، ما يعني ضمان مشاركة مكونات المجتمع العراقي في تلك المؤسسات وفق نسبتها في مجتمع البلاد ، وهو ما يطالب به العرب أيضا من غير المنتمين للأحزاب الدينية الطائفية المهيمنة على تلك المؤسسات. ويأتي في مقدمة ذلك الجيش وقوى الأمن والشرطة ، و تشترط المقترحات موافقة البرلمان ورئاسة الجمهورية على تعيين قادة الفرق وتعداد القوات المسلحة. و تطالب بتمويل ميزانية قوات البيشمركة ، وإقرار تعويضات عادلة لضحايا الكرد من النظام السابق كالانفال وحلبجة وغيرها ، وبتوزيع الصلاحيات في مجلس الوزراء باتفاق القوى السياسية ، وضمان احتفاظ الكرد بالمناصب السيادية كرئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية إلى جانب مشاركتهم في أمانة وسكرتارية مجلس الوزراء ، والالتزام ببنود الدستور بدون انتقائية وبالأخص تنفيذ بنود المادة 140. كما تضمنت الوثيقة مقترحا يطرح ربما لأول مرة ، وهو حقهم في نقض القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء ، وفي حالة خروج الوزراء الكرد من الحكومة يتحتم عليها حين إذن تقديم استقالتها. وواضح من مجمل ما ورد في الوثيقة أن الغرض منها هو تعزيز الدورالكوردي في قيادة الدولة الاتحادية ومنح هذا الدور صفة الديمومة والحسم اعتمادا على بنود دستورية صيغت في ظروف قاهرة جدا ليس هنا مجال شرحها.
وينبغي الاشارة هنا إلى أن أكثر الآراء الواردة في المقترحات كانت موضوع سجال دائم بين القادة الكرد والحكومات الاتحادية وبالأخص مع رئيسها السيد نوري المالكي ، فهي ليست جديدة بمجملها ، بل تضمنت مطالب جديدة ، عبرت عن رغبة صريحة في تبوء مواقع جديدة في إدارة الدولة العراقية.
دراستنا للمقترحات المنوه عنها تلقي الضوء على حقيقة أن بعضها قد صيغ لمعالجة الخلافات التي نشأت مسبقا خلال فترة حكومات ما بعد الاطاحة بالنظام السابق ، فيما كرس البعض الآخر لتعزيز الدور الكردستاني في صنع القرار السياسي في بغداد ، بينما ترمي أخرى ولو شكليا على الأقل لبناء قيادة جماعية تشارك فيها القوى السياسية الكبرى يكون للكرد فيها دورا حاسما لبناء عراق فيدرالي مسالم مع مكوناته ومع محيطه الخارجي. إلى هذا الحد يمكن أن نتفق مع غالبية الآراء اعلاه ، ونقر بأهمية متابعة كل ذي حق حقه بالوسائل الديمقراطية ، ويبقى لنا أن نتساءل ، هل من اللياقة والأخلاق اللجوء للابتزاز بفرض مطالب على القوى السياسية كشرط للتعاون معها لتشكيل حكومة شراكة وطنية ، وهي تعرف التعقيدات السياسية والأمنية التي تحيق بالمجتمع العراقي؟
والمثير للغرابة أن المقترحات والشروط التسعة عشر لم تأت من قوة سياسية مهمشة ، لا وجود مميزا لها في مؤسسات الجهاز الحاكم ، فالتحالف الكردستاني كما نعرف قوة فاعلة وجزءا عضويا في هذا الجهاز. فهي ممثلة بالبرلمان الاتحادي السابق بأكثر من خمسين نائبا ، وحول هذا الرقم في البرلمان الحالي ، وهي تحتل مواقع مهمة في الجهاز التنفيذي سابقا وحاليا ، بينها رئاسة الدولة اعلى منصب في مدرج المناصب السيادية ، ويحتل ممثلوها نوابا لرئيس الوزراء ورئاسة مجلس النواب ، ويقود ممثلوها لجانا مهمة في تركيبته الوظيفية ويحتل ممثلوها أهم الوزارات في الحكومة الحالية ، بينها وزارة الخارجية ، ولهم ممثلون كثر في شبكة السفارات والممثليات الدبلوماسية والقنصلية في أنحاء العالم ، ولها قيادات عسكرية عالية الرتب في الجيش العراقي. ما يعني أن وجودها في الحكومة أوسع حتى من وجود ممثلي العرب السنة في الدولة ، ما يجعلها عمليا لاعبا فعالا في اقتراح وصياغة وتنفيذ ومعارضة سياسات الحكومة الاتحادية في أي مجال من مجالات نشاطها. وبناءا على هذا الوزن المهم وربما الأهم في معادلة الحكم ، يتوقع أن تكون كتلة التحالف الكردستاني أكثر من راضية عن حجمها ودورها في السياسة العراقية الداخلية والخارجية. ولكن ، وبرغم كل ذلك فإنها بدت غير راضية عن واقع وجودها وعلاقاتها مع قيادة الحكومة الاتحادية ،بل وناقمة بسبب ما تعتبره نكوصا عن تعهدات واتفاقات سابقة مع أطرافها.
وأمام هذا الدور القوي في الحكومة الاتحادية لم نلمس من التحالف الكردستاني ما يوازيه من فعل على صعيد الانجازات ، بل نكاد لا نرى اية انجازات على الاطلاق في مجال اشباع الحاجات الأساسية للشعب العراقي بكافة مكوناته. بل على العكس فقد كان للتحالف الكردستاني دورا سلبيا في اقرار قوانين لا ديقراطية ورجعية ، كقانون الانتخابات،والموقف من القائمة المفتوحة ، ومن أصوات الجاليات العراقية في الخارج ، ومن أصوات الكتل الانتخابية والمرشحين الفرديين التي ذهبت دون وجه حق للقوائم الطائفية النافذة ، ونظام الرواتب ومكافآت قادة الدولة والوزراء والنواب الذي شكل وما يزال وصمة مخزية في جبين قيادات الدولة وأعضاء مجلس النواب ، والكل يعرف أنه صيغ لشراء ضمائرهم إذ تزامن صدوره مع حملة تمرير قانون النفط والغاز السيئ الصيت الذي قبرته المعارضة التقدمية في مهده.

إن المعدمين من أبناء شعبنا عربا واكرادا وتركمانا وأيزيديين ومسيحيين وغيرهم ، لايسمعون من التحالف الكردستاني غيرالشكوى والحديث عن كركوك والمناطق المتنازع عليها ، ولا شيئ عن مشاكلهم المعاشية اليومية وعن الأمن المفقود. أما الوثيقة ذات التسعة عشر اقتراحا فلم يرد فيها اقتراحا واحدا لمعالجة سوء إدارة الموارد المادية والبشرية العراقية لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة ، تعيد الحياة للقطاعات الانتاجية الزراعية والصناعية والخدمية التي طالها الاهمال والتخريب ، فهي الوحيدة الكفيلة بحل مشاكل البطالة والفقر والعوز والتشرد ، وتخلف الخدمات الصحية والتربوية. ولم تشر الوثيقة إلى حلول لمشاكل المياه الصالحة للشرب وشحة الكهرباء والنقص الكبير في خدمات الصرف الصحي ، أو حل للأزمة السكنية التي تعاني منها ملايين من المواطنين في شتى أنحاء العراق. وأمام هذا الاهمال المتعدد الأوجه والاأبالية الشنيعة ، لا نرى في الوثيقة اكثرمن كونها محاولة لاقحام الكرد في حلبة الصراع على السلطة والنفوذ والموارد مع حلفائها في بغداد ، وهو صراع لا يطور اقتصادا ، ولا يرسخ حقوقا قومية أو دستورية أو ديمقراطية ، ولا يعززالتآخي بين أفراد الشعب ، بل يزرع الأحقاد والشرور، ويقود إلى الفوضى والخراب وضياع المستقبل.
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما ثمن ... زيارة المالكي لرئيس اقليم كردستان ... ؟؟
- من المستفيد من بقاء العراق تحت طائلة البند السابع ....؟؟
- دردشة مع والدتي .... حول حوار قناة العراقية مع المالكي .... ...
- هل يفقه القادة الإيرانيون تبعات تهديداتهم ... بابادة اسرائيل ...
- نعم ... لحكومة عراقية تفرضها الأمم المتحدة ....؛؛
- أحمد الجلبي ... السياسي العراقي الذي خذله أقرب حلفائه .....؛ ...
- مالجديد .... في تهريب النفط العراقي من كوردستان ...؟؟
- من يقاضي الولايات المتحدة عن فظائع حربها في العراق... ؟؟
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (الثالث والأخي ...
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (2)
- مناقشة محايدة لعقود النفط العراقية الأخيرة .. (1)
- دردشة مع والدتي... حول مقتل متظاهرين في البصرة ... ( 9 ) ... ...
- هل يخرج وزير المالية العراقي ... عن صمته ...؟؟
- مظاهرة البصرة ... - دراما شعبنا - على الهواء مباشرة....
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....( الأخ ...
- عندما يكون للعدالة وجهان ....أحدهما ظالم ،،،
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....(2 )
- من قال .. إن اسرائيل دولة نازية ....؟؟
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....(1 )
- هل تطيح أزمة اليونان المالية .... بالاتحاد الأوربي ....؟؟ .. ...


المزيد.....




- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...
- إعلام عبري: مجلس الأمن الإسرائيلي بحث سرا سيناريوهات اعتقال ...
- ذياب: يطالب بالافراج عن المعتقلين والنشطاء فورًا، ويقول سياد ...
- الخارجية الإسرائيلية: قرار ألمانيا تجديد التعاون مع -الأونرو ...
- بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر ...
- تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟
- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - علي الأسدي - الشروط الكردستانية التسعة عشر.... ومعاناة العرب والكرد...؛؛