أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بن بيه رشيد - في الحاجة إلى حركات علمانية في الدول العربية














المزيد.....

في الحاجة إلى حركات علمانية في الدول العربية


بن بيه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3098 - 2010 / 8 / 18 - 08:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مازالت نسبة قليلة من المثقفين العرب تدافع عن العلمانية، وتلفت انتباه المسؤولين إلى أهميتها بالنسبة لمستقبل المجتمعات العربية. كما أنها تدعو، دون توقف، إلى بناء مجتمع الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة... غير أن موازين القوى الحالية الطافحة لصالح الأطراف المعادية للتحرر، والأنماط الثقافية الموروثة، والإيديولوجيات المدعومة من طرف الأنظمة القائمة تحول دون تطور وانتشار الفكر العلماني في جل الدول العربية.
فالعلمانية في هذه الدول، لم تتحول بعد إلى حركة مجتمعية ذات امتدادات في مختلف مناحي الحياة العامة: السياسية والثقافية والقانونية والاجتماعية والأدبية والفنية كما هو الشأن مثلا بالنسبة للحركات الإسلامية، التي استطاعت أن تسيطر على أغلب الفضاءات كالنقابات، والجامعات،.. وتخترق جميع الطبقات: الفقيرة والمتوسطة والكبيرة، وتحقق انتصارات انتخابية في أكثر من دولة عربية مثل فلسطين والمغرب ومصر و الجزائر، والكويت...
ذلك أن المجتمعات العربية تكاد تخلو من حركات علمانية قوية ومنظمة وفاعلة ومؤثرة في مسار تطور الأحداث والوقائع. فلا يمكن أن ننكر بأن العلمانية في هذه الدول ما تزال شأن النخبة، وتفتقد لامتداد داخل مؤسسات المجتمع كالمدارس والجمعيات المدنية والسينما ودور الشباب والأحياء... وهو ما يبرز، في جانب كبير منه، إخفاق الدعوات العلمانية في هذه الدول.
إن العلمانية في الدول العربية، لم تغادر بعد دائرة الأكاديميين وصفوة المفكرين والمثقفين والسياسيين إلى فضاءات المجتمع الثقافية والسياسية والاجتماعية الواسعة والممتدة والمرتبطة بالحياة اليومية للمواطنين والمواطنات. وهو ما يشكل أهم مظاهر قصور الخطاب العلماني، في نظرنا، لأن ما أنتجه المفكرون العلمانيون يكاد يقتصر على التأسيس النظري للعلمانية، ومساجلة المعارضين لفصل الدين عن الدول.
فعلى خلاف الحركات الإسلامية التي تنشط في كل الدول العربية، وتشتغل بوسائل مختلفة ومتعددة من أجل بناء الدولة الدينية، تغيب حركات علمانية جماهيرية وديمقراطية تناضل من أجل إبعاد الدين عن الاستغلال السياسي، وإقرار المساواة بين الطوائف الدينية، والمجموعات العرقية، وضمان حرية العقيدة وحقوق الإنسان والمرأة، والأقليات المعارضة... ونعني "بالحركة العلمانية": مجموعات منظمة من أفراد أو حساسيات فكرية تسعى بوسائل مشروعة إلى الدفاع عن تصور علماني واضح ومحدد للدولة قادر على استقطاب مختلف فئات المجتمعات العربية وتعبئتها للمطالبة بفصل الدين عن الدولة.
إن غياب مثل هذه الحركات يشكل أكبر إخفاقات مفكري العلمانية والأحزاب السياسية اليسارية، والمنظمات المدنية التقدمية والحركات الحقوقية. فبالرغم من مساهمة هؤلاء المثقفين في التأسيس النظري للعلمانية، وكشف زيف التشويهات التي تلاحقها، وتألق المدافعين عنها من أمثال صادق جلال العظم، وفرج فودة، والعفيف الأخضر، ونصر حامد أبو زيد وآخرون، لم تنشأ مثل هذه الحركات العلمانية في الدول العربية بسبب تخلف الأحزاب اليسارية العربية عن أداء مهامها التاريخية في هذا الجانب.
فقد اكتفت بالتنصيص على العلمانية في وثائقها، دون العمل على بناء حركات للعلمانية، عن طريق فروعها وقواعدها ومنظماتها الموازية وصحافتها. فلا يتصور أن تترك هذه المهمة للمثقفين والمفكرين وحدهم. لأن التأسيس النظري للعلمانية، كيفما كانت دقته المفاهيمية، وأهمية الوقائع التاريخية التي يحيل عليها، لا يكفي للوصول لفصل الدين عن الدولة. بل لابد من توفر أشكال تنظيمية وقنوات التعبئة و التأطير والتواصل الجماهيري. وما يؤكد عجز المدافعين عن العلمانية في الدول العربية، هو أنهم لم يقنعوا إلا فئة قليلة من الناس بأن العلمانية لا تعني القضاء على الدين، ولا تتضمن أي احتقار للأديان .. بينما بقي السواد الأعظم منهم يعتقد بأن العلمانية هي نقيض الدين ودعوة إلى الإلحاد.
إن الشروط العامة داخل الدول العربية، تقدم في الوقت الراهن، إمكانيات هائلة للنضال من أجل العلمانية. فمن جهة هناك مثقفون علمانيون يواجهون بشكل مستمر كل أشكال التشويه التي تتعرض لها العلمانية. ومن جهة ثانية، تؤكد التطورات الإقليمية والدولية الراهنة المتسمة بالصراعات الدينية، والعرقية على ضرورة اعتماد نموذج الدولة العلمانية لوضح حد لتلك المشاكل كما هو الشأن في العراق. إلا أن هذه المقومات غير كافية لتشكيل الحركة العلمانية في الوطن العربي، فلابد من تحمل الأحزاب اليسارية والقوى التقدمية لمهامها التاريخية في هذا الجانب.



#بن_بيه_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر التمويل الأجنبي والرسمي لمنظمات المجتمع المدني
- تقييم التجربة المغربية في مجال التربية على حقوق الإنسان
- الجامعة والزاوية أو علاقات المشيخة في التعليم العالي
- تقرير التنمية البشرية 2009 ومعضلة التخلف الاجتماعي بالمغرب
- عوائق تشكيل الرأي العام في الوطن العربي- نموذج المغرب- (الجز ...
- عوائق تشكيل الرأي العام في الوطن العربي: - نموذج المغرب - ال ...
- -مذكرة المنظمات الحقوقية والمدنية حول إصلاح القضاء- بالمغرب: ...
- الانتخابات المغربية وعقدة الأعيان لدي بعض أحزاب اليسار
- العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي المغربيين: تحالف تكتيكي ...
- مستقبل مهنة التدريس بالمغرب: من الأستاذ المرسم إلى الأستاذ
- لماذا لم تتمكن أحزاب اليسار الحكومي من استمالة الهيئة الناخب ...
- حق الإضراب في الوظيفة العمومية بالمغرب


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بن بيه رشيد - في الحاجة إلى حركات علمانية في الدول العربية