أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مهند السماوي - الصعود الى القمة















المزيد.....

الصعود الى القمة


مهند السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3098 - 2010 / 8 / 18 - 00:18
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الصعود الى القمة:
عندما تحل النكبات والازمات على امة من الامم وخاصة ذات التاريخ العريق، فأن خطوات النهضة الثانية لها سوف تكون اسرع من نهضة الامم الاخرى التي لم تتعرض لنفس الظروف!...
هناك دوافع عديدة تسرع في ظهور النهضة الثانية وايضا في استمرارية النمو ضمن معدلات عالية وقد يكون من ضمنها:ان النكبات والازمات التي تمر بها الامة هي دافع قوي لابنائها للنهوض مرة اخرى وتعويض ما فاتهم من فقدان لثرواتهم وابنائهم واعتداء على حرمات بلادهم التي تعرضت للهزيمة او فقدان كرامتها وحريتها في حرب او سلم او قد يكون خروجها من حقبة زمنية طويلة ومظلمة لعدة اسباب قد يكون الاحتلال والاستبداد اهمها...الخ من الاسباب الكامنة وراء تأخر الامم عن ركب الحضارة الانسانية.
الارقام الاخيرة التي اذيعت يوم (16-8-2010)حول تجاوز حجم الاقتصاد الصيني للاقتصاد الياباني وبالتالي انتزاع المرتبة الثانية ضمن تسلسل اكبر الاقتصاديات في العالم من اليابان بعد ان تربعت في هذه المرتبة الخطيرة لمدة اربعة عقود من الزمن هي من اكثر الاخبار اثارة الان،وهي تحمل ضمن طياتها ليس فقط دروسا وعبر بل وايضا علامات استفهام حول تفصيلات بنية المستقبل المجهول الدائم التغير والذي يظن عدد كبير من البشر انه ثابتا لكون التغير لم يحدث ضمن فترة حياتهم القصيرة! وبالتالي يصعب عليهم التنبؤ بحدوثه مرة اخرى خاصة وانهم تربوا ضمن مناهج تحث على الثبات دون التغيروعلى الركود العقلي دون تحفيز نموه من جديد! بينما كان يكفي سقوط دولة عظمى مثل الاتحاد السوفييتي السابق كافيا لرجوع الوعي او على الاقل اثارة لمكنونات العقل الراكد!...الا انه لم يحصل ذلك مع شديد الاسف!...
غالبية المراقبين في العالم العربي للوضع الدولي الراهن،لم يقيسوا حالة التغيير الهائل في الصين منذ انفتاحها على العالم نهاية عام 1978،وبالتالي فأن فرص المقارنة واستنباط النتائج والدروس والعبر هي ضعيفة سواء في حالة التحليلات او الدراسات بل حتى في حالة المقالات الصغيرة التي تكتب بالعربية عن حوادث صغيرة غالبا ما يجري تضخيمها ضمن مناهج متخلفة موضوعة مسبقا او قد تحصل بدون ادنى وعي او حتى تجاهل الاحداث الحقيقية الهامة حتى لا يؤثر على هدوء سبات العقل النائم!.
لقد كان حال الصين مأساويا حتى عام الانفتاح 1978 ويكفي للمقارنة ان دخل الفرد السوداني آنذاك(360$) اي كان ثلاثة اضعاف دخل الفرد الصيني(120$) بينما كان الفرد الهندي حوالي(180$)! وفي مقارنات اخرى محزنة، كان المصري اربعة اضعاف(480$) والسوري سبعة اضعاف ونصف!(910$) والان اي في عام 2010 تجاوز دخل الفرد الصيني(اكثرمن 4000$) كل هذه البلدان وبلاد اخرى عديدة مثل تونس والمغرب واليمن وغيرها!...هذه الارقام تعطينا دلالة واضحة على مقدار التخلف والفقر والجوع الموجود في الصين ابان فترة تشدد النظام الشيوعي الذي رأى كيف ان البلاد قد سقطت في مستنقع رهيب من التخلف من خلال سياساته الخاطئة وبالتالي عليه واجب التغيير دون فقدان السلطة!وهذا القرار الجذري يحتاج الى قيادة عليا تتصف بالشجاعة ومدركة لعواقب الامور لكون التراث المأساوي للحكم قد خلف عشرات الملايين من ضحايا القمع الرهيب والجوع خلال الفترة 1949-1978 وبخاصة اثناء الثورة الثقافية(1966-1976) سيئة الصيت، فكان من حسن حظ الصين ان القيادة الجديدة التي خلفت ماو عام 1976 وضع على رأسها رجل منفتح مثل دنغ هسياو بنغ الذي قاد البلاد نحو الانفتاح على العالم مع الاحتفاظ بالسلطة وبعض مظاهر الاشتراكية الشيوعية البسيطة!.
ان النهضة الصينية مشابهة لنهضة اليابان والمانيا من خلال العمل الجاد ضمن ظروف قاسية في محاولة لجذب الاستثمارات الاجنبية والاستفادة منها في بناء البلاد،هذا يعني ان نهضة الصين الحديثة مقاربة لنهضة الامم المهزومة في الحروب او التي تعرضت لنكبات قومية عديدة وخرجت بعد ذلك قوية الارادة واستطاعت كسر الحواجز واعادة بناء الذات ضمن الحدود المسموح لها دوليا حتى يحين الوقت لانتزاع مراتب الصدارة ضمن اقوى الامم اقتصاديا وسياسيا وفرض الامر الواقع على الجميع! والاختلاف اليسير بين الصين من جهة واليابان والمانيا كون الاخيرتين بالرغم من اتساع حجم الاقتصاد الا انهما لم يستفادا منه في اعادة بناء قدراتهما السياسية والعسكرية على العكس من الصين التي هي في حالة نمو متواصل في كافة الاصعدة يساعدها في ذلك ضخامة عدد سكانها حتى اصبح النفوذ الصيني منافسا قويا للنفوذ الامريكي في بلدان العالم الثالث بالخصوص!.
ان ازاحة الصين لليابان كان امرا متوقعا بسبب حالة النمو الاقتصادي المذهل، حيث استطاعت خلال العقد الاول من الالفية الجديدة ان تزيح كافة الدول الصناعية السبع الكبرى ماعدا الولايات المتحدة والتي يتوقع ان تزيحها الصين عام 2025! عن مرتبتها التي تربعت عليها اكثر من قرن ونصف! ومن يدري فقد يحدث ذلك قبل هذا التاريخ المتوقع اذا حدثت مفاجئات اخرى!...
في الحقيقة ان الارقام الصينية عن الاقتصاد الداخلي ليست بدقة الاحصائيات الغربية او اليابان بل دائما اقل بحوالي 20% من الرقم الحقيقي كما قيل لاسباب عديدة مما يعني ان ضخامة الاقتصاد الصيني الحقيقية قد تجاوزت اليابان قبل عام او عامين والتي تعيش حالة ركود مستديمة منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي، والازمة الاقتصادية الاخيرة التي اصابت الاقتصاد العالمي عام 2008 قد اسرعت في حصول الصين ليس فقط على المرتبة الثانية بل وايضا المصدر الاول في العالم عام 2009 عندما ازاحت المانيا عن مرتبتها الاولى التي تربعت عليها لفترة طويلة!...
كان اثر النمو الاقتصادي المذهل في الصين قد انعكس ايجابيا على كافة الاصعدة الحياتية في البلاد الا ان الامر لا يخلو من سلبيات عديدة تحاول الحكومة الصينية حلها خاصة حالة اتساع دائرة الفوارق بين الطبقات الغنية والفقيرة في البلاد مع شيوع حالة البطالة والفقر والفساد ايضا! وبالرغم من التطور الكبير والذي ادى الى وصول حجم الاحتياطيات النقدية للحكومة الصينية الى نسبة 30% من كافة الاحتياطيات المالية العالمية اي حوالي 3 تريليونات دولار الا ان مستوى دخل الفرد مازال يقدر بحوالي 10% من دخل الفرد الياباني او الغربي! وبالتالي فأن قاطرة النمو الصينية الرهيبة اذا ما استمرت على هذا النحو من النمو الذي يصل الى 10% فأن الفارق مع دخل الفرد الغربي سوف يتقلص مثلما قلصت اليابان ذلك الفارق معه في عقد الستينيات من القرن الماضي! اي ان التاريخ دائما يعيد نفسه ولكن بشخوص وجموع وصور مختلفة!.
ان الحالة الصينية الجديدة هي مثال بارز على نهضة الامم بعد طول فترة سبات وهي دليل على ان الشرق لا يقل ابداعا وتطورا واستيعابا للعلوم والتكنولوجيا من الغرب ايضا،وبالتالي فأن ذلك هو مدعاة لتحفيز الامم والشعوب الخاملة كي تنهض من جديد والتي مازالت تعيش ضمن حالة سبات فرضتها عليها ظروف خارجية وداخلية والتي حالتها تستدعي اليأس من التغيير على الاقل ضمن الامد المتوسط مثل حالة العالم العربي الذي يمتلك الامكانيات البشرية والجغرافية والمادية التي تساعده على الوصول الى اعلى المراتب الا انه مازال مقتنعا في البقاء ضمن حالة شبه دائمية من المساواة مع دولة متوسطة الحال مثل اسبانيا!...
يخطأ من يظن ان حالة الامم تبقى ضمن مستوى واحد شبه ثابت او ان الظروف لا تتغير واذا تغيرت فأنها تأتي ضمن سياق بطيء، بل ان الحالة الطبيعية هي دائمة التغيير حتى ضمن فترة زمنية قصيرة قد يعيشها الفرد الواحد،وبالتالي فأن الدروس الحالية هي لجيل واحد وليست لاجيال عديدة مما يعني استنفاذ كافة الحجج التي تدعو الى التجاهل والتي من بينها ان التطور يحتاج الى فترة زمنية طويلة!...



#مهند_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويكيليكس:كاشف الحقيقة الغائبة
- ثروة الارض:الحلقة الاولى
- ثروة الارض:الحلقة الثانية
- ثروة الارض:الحلقة الثالثة
- قراءة حتى الموت!
- حصار الشعوب
- في سياحة الكتب -8
- اتفاقية امنية علنية
- تعليقات اخبارية سريعة
- الاقليات ...نار تحت الرماد
- رهانات خاطئة
- مملكة الخوف
- اثرياء العرب والغرب


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مهند السماوي - الصعود الى القمة