أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - كفى المؤمنين شر القتال














المزيد.....

كفى المؤمنين شر القتال


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 939 - 2004 / 8 / 28 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خاطرة سريعة فى مسلسل الرهائن وسفك الدماء حيث قتلوا الصحفى الإيطالى بأسم الجيش الإسلامى ، قتلوا الصحفى الإيطالى وتهمته الوحيدة أنه إنسان غربى ينتمى إلى إيطاليا التى تقوم قواتها بمهمة إنسانية فى منطقة الناصرية ، لنا أن نختلف أو نتفق على وجود هذه القوات الإيطالية وغيرها على أرض العراق ، ولكن هذا لا يعطى الحق لأحد أن يخطف ويقتل بدون قانون أو ضمير إنسانى ، فالقانون الآن هو فى أيدى الحكومة العراقية المؤقتة والتى يجب أن يلتزم به كل فرد .
فقدان النقابات والمؤسسات الصحفية وغير الصحفية القدرة على التنديد بمرتكبى مسلسل الأعمال البربرية التى يرفضها من له مشاعر إنسانية ، هو دليل على غياب المنطق وسيطرة أشباح الظلام على المؤسسات المجتمعية فى منطقتنا العربية .
كيف تعطى جماعة ما لنفسها الحق فى قتل بشر بهذه الصورة الوحشية التى يصمت أمامها الجميع ؟ أين الشرائع والقوانين الإنسانية والإلهية أمام شريعة الغاب هذه التى يمارسها أفراد وجماعات وسط فوضى الضمير العربى ؟ أين الصوت الجمعى للقيم الدينية والدنيوية ؟ هل يتنكر المجتمع للقيم ليضع مكانها عقائد العنف والإرهاب ؟ .. كفاكم شر القتال يا أخوة إن كنتم مؤمنين وأصغوا إلى صوت العقل والحوار .
إلى كل فرد يتبنى فكر القتل والإرهاب : لا تصدقوا من يخدعوكم بشعارات كاذبة بأنكم قادرون على تغيير العالم بأختطاف البشر وسفك دمهم وإرهابهم ، لا تصدقوا أن لغة القتل لغة ناجحة فى جذب مؤمنين وتابعين لإله يعشق الدماء ويرفض الحوار ويميت العقل ، لا تصدقوا أن لغة الدم تحرر أرضاً أو عرضاً ، لغة الدم تأسر صاحبها بأنين الموت وتقيده بقيود العبودية لفكر الموت وتفصله عن التمتع بهبة الحياة التى قدسها الله .
أنقذوا أنفسكم من الطريق المظلم الذى وضعوكم فيه لتسيروا معصوبى العينين ملثمين الفم والأذنين ، أنقذوا أنفسكم من غياب العقل وممن أمات فيكم مشاعر الإنسانية ، وتعلموا النقاش والحوار ، الأتفاق والأختلاف بالتى هى أحسن .
أنتم ضحايا زمنكم الردئ الذى صنعه رجال الدين وباركه رجال السياسة وتبعته البقية الحالمة الغائبة عن وعيها تهتف وتهلل ، إن الخطف والقتل والإرهاب تجاه الأفراد ليست وسائل للضغط على سياسات الدول وحكوماتها ، لأن ضحايا أعمالكم دائماً هو الإنسان البرئ .
لا تصدقوا أن الله يفرح بقتل مئات وآلاف البشر ، الله لا يسر ولا ينشرح صدره لهلاك البشر ، بل يفرح ويسر قلب الله أن يتوب ويرجع كل إنسان عن خطاياه ويصحح طريقه !
أغلقوا آذانكم عن وساوس الشياطين التى تحيط بكم وتغلق أمامكم كل أبواب الخير والسلام والمحبة والرحمة ويفتحون لكم باباً واحداً هو باب القتل وسفك الدماء ، الله لن يقبل من أيديكم ذبائح حيوانية أو إنسانية ، إنها ذبائح مسروقة ومرفوضة لا تنجسوا أيديكم حتى لا تخسروا الدنيا والآخرة .
أفتحوا عيونكم .. الدنيا بخير .. كونوا دعاة سلام بدلاً من أن تكونوا دعاة سفك دماء ، أفعالكم تقول أنكم لستم عبيد الله بل عبيد الشيطان الذى يحجب عنكم مقدار بشاعة ما ترتكبه أيديكم .
القتل والأختطاف لن يخدم قضية أحد ، بل سيشوه صورة الجميع بتلك الأعمال البربرية ، فالقضاء على الآخر لن يحل ولن ينهى مشاكلكم ، والرغبة فى الأنتقام لن يقودكم إلى بر الأمان ، لا توجد مبررات مهما كانت مصادرها يمكنها أن تبيح أرتكاب الجرائم بهذه الصور الغير إنسانية .
إن تعليم أحترام آدمية الإنسان فى مجتمعاتنا العربية ، هو التحدى الحقيقى ضد القيم الفاسدة التى أهدرت إنسانية الإنسان وتسللت فى غفلة إلى حياتنا الشخصية .. ليكن هدفنا الآن هو تطهير عقولنا وقلوبنا من الرواسب والشوائب الضارة ، ليكن هدفنا هو تجديد شخصيتنا بتجديد أذهاننا بالمعرفة الحقة التى تجلب لنا ولمجتمعنا الخير والسعادة .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدساتير العربية واليابان
- بغداد وطبائع الأستبداد
- دارفور فى ميزان رجال الحكم السودانى
- قانون الطوارئ بين علاوى السياسى ومبارك
- إنها الفطرة يا عرب
- هموم الإصلاح والأفيون المصرى
- جريمة الفضائيات العربية
- أحمد نظيف رئيس وزراء لكل المصريين ؟
- إن الله مع الظالمين
- كبش الفداء ومسيحيو العالم العربى
- الله أكبر ... لماذا ؟
- إلغاء وزارة الإعلام المصرية
- جمال الله والقبح الدينى


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - كفى المؤمنين شر القتال