أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - توم مالينوسكي - كيف يمكن للمصالحة مع طالبان أن تضيع حقوق الأفغانيات














المزيد.....

كيف يمكن للمصالحة مع طالبان أن تضيع حقوق الأفغانيات


توم مالينوسكي

الحوار المتمدن-العدد: 3097 - 2010 / 8 / 17 - 00:58
المحور: بوابة التمدن
    


جريدة الشرق الاوسط


«إذا ما خُيّرت بين إنقاذ حياة طفلة وتمكينها من الذهاب إلى المدرسة، فأيهما ستختار أولا؟ كان هذا هو رد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي عندما سئل الشهر الماضي عن التضحية بحقوق النساء الأفغانيات من أجل تسوية سلام مع طالبان.
وعلى الرغم من أن محادثات السلام هذه قد لا تبدأ خلال الفترة المقبلة، فإنه اتضح لي خلال الرحلة التي قمت بها مؤخرا إلى كابل أن الأرضية السياسية والفكرية جرى تمهيدها استعداد للمصالحة مع المتمردين. فقد سئم كرزاي من كلفة الحرب والشكوك بشأن بقاء القوة الدولية في البلاد. أضف إلى ذلك ازدياد تشاؤم العديد من حلفائه بشأن الوضع القائم في أفغانستان إلى حد أنهم لا يستطيعون تخيل كيف يمكن لاتفاق مع طالبان يمكن أن يزيد الأوضاع سوءا. بيد أن هذه الاحتمالات تزيد من قلق الأفغان الذين عانوا بشدة إبان سيطرة طالبان على مقاليد السلطة في أفغانستان، والمتمثلين في النساء والأقليات العرقية.
وقد خاضت النساء الأفغانيات نضالا حظين ففيه ببعض النجاح - ودعم قوي من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون - ليتم ضمهن في المناقشات بشأن المصالحة مع طالبان. لكن إدارة أوباما لم تستبعد دعم عملية يمنح فيها قادة طالبان، ممن يحملون سجلا من العنف والفظائع التي ارتكبوها بحق الشعب الأفغاني، مناصب حكومية أو حتى السيطرة على بعض المناطق ما داموا لا يرتبطون بـ«القاعدة» ويعدون باحترام الدستور الأفغاني. وكما أخبر أحد الدبلوماسيين الغربيين مجلة «تايم» مؤخرا «يجب أن نكون واقعيين. لن نستمر في إرسال الجنود والمال إلى الأبد، ولا بد من تسوية وتضحيات يجب القيام بها».
إذا كان علينا أن نكون واقعيين، فيجب علينا على الأقل أن نعلم ماهية تلك التضحيات. فطالبان ليست مجرد ميليشيا تسعى إلى نصيب في حكم البلاد، بل هي حركة آيديولوجية يؤمن قادتها بأحقيتهم في العودة بأفغانستان إلى الحقبة الظلامية التي غرقت فيها عندما حكموا البلاد في التسعينات. ولا تزال طالبان تمارس تسلطها في قتل الفتيات اللاتي يذهبن إلى المدارس أو العمل أو المشاركات في العملية السياسية في المناطق التي يسيطرون عليها. وإذا ما تولى حاكم الظل في طالبان منصب الحاكم الفعلي فإن رسائل التهديد التي ترسل في الليل لتهديد النساء ستصبح مرسوما حكوميا في النهار.
ربما لا يكون ذلك كافيا لوقف استراتيجية أميركا لإنهاء الحرب، لكن قبل أن نسمح لأنفسنا بالتضحية بمبادئنا من أجل السلام، يجب علينا أن نتساءل: هل ستكفي هذه المفاضلة في تحقيق الأمن المنشود؟ التاريخ ينبئنا أن هذه الحجج دائما ما تتداعى.
الحجة ذاتها ساقتها حكومة باكستان خلال التسوية مع طالبان عندما فاوضتها عام 2008 ومنحتها السيطرة على وادي سوات مقابل تعهدات باحترام أوامر الحكومة المركزية وترك النساء يعملن دون خوف، لكن طالبان خالفت هذه الوعود وساد الباكستانيون الرعب من مشهد المرأة التي تجلد بالسياط والمدارس التي تخرب. وشن الجيش الباكستاني عملية عسكرية شاملة استمرت شهورا لاستعادة ما منحته.
تكررت الكثير من هذه الوقائع في كولومبيا عندما منحت الحكومة الكولومبية منظمة فارك المتمردة قطعة من الأرض عام 1999 لكن المنظمة المتمردة واصلت عمليات الخطف والقتل والحرب، وكذلك كان الحال في أنغولا عندما تولى جوناس سافيمبي، زعيم الحرب الوحشي وقائد حزب يونيتا منصبا وزاريا (انهار الاتفاق مع يونيتا وعاد الجانبان إلى القتال مرة أخرى. وعندما أسهم المجتمع الدولي في اتفاق سلام في سيراليون عام 1999 منح مجموعة فوداي سنكوح المتمردة حق المشاركة في الحكم (واصلت قوات سنكوح شن هجمات حتى تدخلت القوات البريطانية وأعادت النظام إلى البلاد).
في كل مرة ندهش عندما نعلم أن الحركات الوحشية عندما تمنح السلطة تواصل التصرف بالوحشية ذاتها التي اعتادت ممارستها.
ومن المتوقع أن يحدث الشيء ذاته في أفغانستان إذا ما تولى قادة طالبان الذين أدينوا بارتكاب أسوأ الفظائع السيطرة على المناطق التي مارسوا فيها إرهابهم. الصور عن الانتهاكات التي تمارس ضد النساء يتوقع أن تنشر حول العالم، لتثير أسئلة مؤلمة حول ما إذا كان هذا هو ما ترغب القوات الأجنبية والأفغانية التضحية من أجله. وربما تكون هناك عمليات انتقامية ضد مؤيدي الولايات المتحدة والحكومة وضد من هربوا من المناطق التي يتولى المتمردون السلطة فيها. وتخشى الأقليات العرقية (التي تشكل في مجموعها أغلبية) على نحو خاص من اتفاق يزيد من نفوذ طالبان. ويعتقد العديد من الأفغان أن التعجيل في العملية يمكن أن يؤدي إلى حرب مدنية أوسع نطاقا.
إن أيا من هذه العواقب المروعة لن يسرّع من انسحاب القوات الأميركية، بل العكس، نظرا لليقين الناتج عن الإحباط، في الاعتقاد بأن ذلك يمكن تجنبه ببساطة عبر طلب المصالحة مع قوات طالبان لنبذ العنف واحترام الدستور الأفغاني.
يعتقد البعض أن الحديث عن حقوق المرأة ما هو إلا ذريعة لبقاء الولايات المتحدة في أفغانستان إلى الأبد (من المثير للسخرية، أن أنصار الرئيس أوباما الأكثر اهتماما بالدفاع عن المرأة في أفغانستان هم أيضا الأكثر قلقا بشأن التزام الولايات المتحدة هناك). لكن إذا كان هناك من أحد يؤمن باستراتيجية الجنرال ديفيد بترايوس لمكافحة التمرد مهما تطلبت من وقت، أو مهمة أكثر محدودية لمكافحة الإرهاب بعدد أقل من الجنود، فليست هناك حاجة لصفقات متسرعة تعطي حركة طالبان نصيبا من السلطة.
وأيا كانت رؤية المرء منا حول المضي قدما في أفغانستان، فيجب أن تكون الإجابة عن سؤال كرزاي ما يلي: يجب أن تساعد هذه الفتاة على البقاء حية والذهاب إلى المدرسة في الوقت نفسه، لأنك إذا حاولت تسوية النزاع بطريقة تضحي فيها بحقوق الإنسان باسم السلام، فلن تحصل على أي منهما.
* الكاتب مدير فرع واشنطن لمنظمة «هيومان رايتس ووتش»
* خدمة «واشنطن بوست»



#توم_مالينوسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - توم مالينوسكي - كيف يمكن للمصالحة مع طالبان أن تضيع حقوق الأفغانيات