حينما حاولت ثقافة ال ( ...... ) نقد نظرية دارون

عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3097 - 2010 / 8 / 17 - 00:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تتصاعد مؤخرا نشر كتب ومقالات تحاول بطلان نظرية التطور !! وهذه المرة كان الجهة هم ثلة و بالأحرى أكثرية أصبحوا مؤخرا ، من الباحثين الأكاديميين أو خلاصات الترف الفكري العربي من شعراء وأدباء ، أقحموا أنفسهم بالدفاع عن الدين في حربه الطويلة مع نظرية التطور !! يحاولون عبر فبركة الأدلة أثبات العجز في هذه النظرية ، طبعا دون فهم حقيقي لواقع الأشياء وللنظرية كما هو معتاد مع هؤلاء الذين رافقتهم رمال الصحراء لجامعاتهم .. الكتابات تتزايد وتتزايد ويزيد معه التطبيل والتهليل على طريقة ( هشك بشك ) العربية ، وأمة العرب التي وصفها النبي بأنها كالشعرة البيضاء في جلد الخنزير الأســود ، تجيد هز الوسط وهز العقل معه ( ولله الحمد ) ، لعلها الأمة الوحيدة التي تجيد هذا بين باقي الأمم ، تلك الحرب على نظرية التطور تدل على مقدار عمق الكهف المظلم الذي عاش فيه المتدينون من أنصاف العرب وأرباع العرب !! ، تلك الأمة التي أعلنت من الله أبا .. أبا لهذا لعالم ، يحكم العالم عن طريق وكلائه من الذكور فقط !! عالم هذه الأمة بخصيتيها الكبيرتين التي تفوق في وزن أنسجتها وزن الدماغ .. عالم غريب جدا ، مازال يؤمن بأن الأموات يؤثرون في حياتها وقدرها ورزقها ، بوجود سلما صاعدا نحو الله ، عالم الاســتهلاك الظاهري والشحنات المنتهية صلاحيتها من زمن وعالم قمصان النوم وحبوب تقوية الجنس ..
في عام 1831 أبحرت سفينة الأبحاث بيغل وعلى متنها عالم شاب طموح اسمه جارلس دارون ، وخلال رحلة دامت خمســة أعوام عاد لنا هذا الشاب محملا بنظرية فلسفية حياتية قلبت العلم رأسا على عقب ...
ابسط بديهة في الوجود ، هي إن كل شيء منم حولنا يتغير باســـتمرار ، وكذلك الكائنات الحية يشملها هذا القانون ، والتغير هذا يعرف في علم الحياة بالتطور العضوي ( Organic Evolutions ) ، التغيير هذا يأتي حسب التغييرات البيئية المحيطة بالكائن الحي .. من الثابت بأن مناخ الكرة الأرضية تغير منذ عبر حقب طويلة جدا ، أستقر نوعا ما بعد العصر الجليدي الرابع .. وجود الكائنات الحية بقى أسير تلك المتغايرات المناخية ، بعضها لم يصمد وانقرض والبعض الأخر صمد لامتلاكه الآلية التي تكفل بقائه عن طريق صفة كانت قبل التغيير غير ذات أهمية وبعد الانقلاب المناخي ، كانت تلك الصفة هي العامل المهم الذي كفل بقائه !! تلك هي أهم الثوابت التي بنيت عليها نظرية التطور ، التي كانت بحق من أهم انجازات الفكر البشري .. يبحث علم التطور في الإجابة عن عدة أســئلة منها :
- وجود العدد الهائل من الكائنات الحية .
- لماذا انقرضت أنواع كثيرة من الكائنات الحية .
- كيف نشأت الحياة ؟
نظرية التطور لديها كم هائل من الأدلة العلمية على كونها صحيحة وتصنف كثابت علمي وحيد في تفسير نشوء الإنسان والإجابة على أهم سؤال فلسفي : ( من أين أتينا ) الذي حاول فقهاء الأكليروس الديني أن يجيبوا عليه بشكل فنطازي مقيت ..
الأدلــــــــــــــــــــة :
الدليل الأول : المتحجرات التي وجدها العلماء في الصخور الرسوبية التي تكونت على شكل طبقات .. حيث وجد العلماء بأن الكائنات المطمورة ( المتحجرة ) في الطبقة الأعمق تعود لعمر زمني أكبر لو قارناه بالمتحجرة التي وجدت في الطبقة الأعلى .
الدليل الثاني : في علم الأجنة هناك شبه كبير بين المراحل الجنينية لأنواع الحيوانات في نفس العائلة الواحدة ، نأخذ مثلا عائلة الثدييات كمثال ، فالجنين البشري ذو عمر الشهرين يشبه جنين البقرة وجنين الحصان وجنين الأرنب .. يثبت العلماء هنا : الانحدار المشترك لتلك العائلة .
الدليل الثالث : في علم التشريح نلاحظ التطابق الكبير بين أفراد مجموعة تصنيفية معينة ، مثلا عظام جناح الطيور جناح الخفاش والساق الأمامية للحصان وذراع الإنسان مبنية وفق الطرف خماسي الأصابع .
الدليل الرابع : الأعضاء الأثرية هي أعضاء ضامرة في الكائنات الحية ، كانت فعالة في وقت سابق لكنها فقدت وضيفتها مع عدم الحاجة أليها .. مثلا الزائدة الدودية في الإنسان ، هي عضو مهمل في جدار الأمعاء الغليظة ، يقول العلماء بأنه كان متخصص لهضم السليلوز النباتي حين كان البشر الأوائل يتغذون فقط على النباتات .
الدليل الخامس : في علم الكيمياء الحياتية ، تتكون كل الكائنات الحية ومن ضمنها الإنسان من نفس المركبات العضوية ( البروتينات ، الدهنيات ، الأنزيمات وغيره ) .. فلو أخذنا بروتينا معينا من الإنسان ، وحقناه في أجسام كل من القرد والأرنب والحصان والسلحفاة ، سنلاحظ تفاعل قوي جدا في دم القرد وأقل منه في دم الأرنب واقل أكثر في دم الحصان ويكاد يكون معدوما في دم السلحفاة .. التدرج في قوة التفاعل دلالة أكيدة القرابة الواضحة بينا وبين تلك الكائنات .

اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

( رجال الدين من مختلف الطوائف ، يعانون من تقدم العلم ، كما يعاني السحرة من موعد شروق الشمس ، ويعبسون في وجه تلك الإطلالة ، التي تعلنهم بأن تلك الأوهام التي يعتاشون عليها في طريقها للزوال .. )
توماس جيفرسون

#عماد_البابلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات