أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن مدن - ترشيد الخطاب السياسي














المزيد.....

ترشيد الخطاب السياسي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 3096 - 2010 / 8 / 16 - 23:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


منهجنا يقول بأن مصدر التناقض في أي مجتمع، هو مصدر اجتماعي ذو صلة بتوزيع الثروة على المواطنين بروح العدل والمساواة، حيث إن هذه الثروة حق عام للمجتمع كله، ومن حق أفراد هذا المجتمع الانتفاع بها بشكلٍ يؤمن لهم الحياة الكريمة . لذا فان التأكيد على فكرة المواطنة مدخل صائب للتصدي لقضايا المجتمع ومعضلاته.
مسؤولية الدولة في تثبيت هذه الفكرة وتطبيقها على أرض الواقع مسؤولية حاسمة، بصفتها الجهة المعنية بالرعاية الاجتماعية وضمان حقوق المواطنين، وإشاعة ثقافة المواطنة المتكافئة، وسيظل حقاً وواجباً على القوى المجتمعية والسياسية المعنية أن تواصل عملها لحمل الدولة على تخطي جوانب الإخلال بهذا المبدأ، في أي صورة من الصور تبدت.
وكلما تحسن أداء الدولة في هذا المجال، وزادت استجابتها لأشكال الرقابة البرلمانية والشعبية، ومناشدات هيئات المجتمع المدني، كلما أسهمت في تعزيز مناخ الثقة في المجتمع، وإزالة العوامل المساعدة على أوجه الاحتقان الاجتماعي، التي يجب احتواؤها بما يعود بالنفع على التنمية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي.
لكن للأسف الشديد فان الطائفية، وعياً وسلوكاً، باتت في ظروف اليوم ممارسة مجتمعية أيضاً تتورط فيها جمعيات سياسية وصناديق خيرية ومنابر دينية وصحافية ومواقع الكترونية .
عندما كانت تياراتنا الوطنية والديمقراطية في صدارة المشهد السياسي نجحت في خلق وعي وطني عميق لدى منتسبيها وأنصارها وجمهورها، عمت تأثيراته على المجتمع، وفي أصعب الظروف استطاعت هذه التيارات أن تُبقي جذوة الأمل حيةً في القلوب والعقول بالمستقبل الموحد للشعب .
لكن مجمل التطورات الموضوعية التي شهدناها في السنوات الأخيرة خاصة، والناجمة عن تحولات محلية وعن تأثيرات إقليمية حاسمة في المحيط المجاور لنا، الذي هبت علينا بعض رياحه المسمومة أدت إلى شيوع الخطاب الطائفي البغيض، وصار يمارس تأثيره على عامة الناس.
فلم تعد المسألة مواجهة الاستحقاقات الوطنية الجامعة، وإنما التعبير عن مصالح الطائفة، مما ولدّ مفاهيم ومفردات جديدة من نوع المظلومية أو المحاباة، وهي تعبيرات حين تُطلق فان التفكير ينصرف نحو الطوائف لا نحو المجتمع كاملاً . هذا الخطاب الطائفي غالباً ما اقترن بدرجة من السطحية السياسية والابتذال التي نطالع نماذج لها على بعض المواقع الالكترونية وفي بعض خطب المنابر الدينية، وفي بعض الفعاليات الاحتجاجية التي لا تأخذ طابع الدفاع عن حقوق الناس، وإنما الانتصار للطائفة ورموزها .
هناك ما يحملنا على القلق من آثار مثل هذه التطورات على مستقبل الوضع السياسي في البلد، ونقول ذلك من موقع الحرص الشديد على صون ما حققناه بفضل المشروع الإصلاحي من مقادير للحريات جديرة بأن نعض عليها بالنواجذ، لأننا نعرف من واقع تجربتنا في العمل السياسي أهمية ذلك بعد الذي عانته البلد في مرحلة قانون أمن الدولة.
وهي مناسبة لأن نكرر ما قلناه كثيراً ومراراً حول ضرورة ترشيد الخطاب السياسي في البلد وعقلنته ليكون خطاباً مسؤولاً، يتوجه نحو الجوهري من الأمور، حيت تغدو الجمعيات السياسية معنية ليس فقط بأن تقوم بدور الرقيب لأداء السلطة التنفيذية ونقد ومعارضة أوجه الخلل والتقصير والفساد في أدائها، وإنما أيضاً تقديم البديل المقنع على شكل برامج اجتماعية واقتصادية وسواها، وهي أمور لن تنجزها الخطابة الثورية وما يندرج تحتها من أشكال تحريض لفظية.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعدوا الناس بالمن والسلوى!
- المكاسب وإعادة الزخم
- ذاكرة المنامة في عيون عبدعلي
- من أجل مجلس متوازن
- رسائل قريبة من القلب
- الوحدة الوطنية لماذا؟!
- «الديجتال» الخادع
- كيف نشأت الفكرة الوطنية في البحرين؟
- رحيل محمد حسين فضل الله
- حكايات قاسم حسين
- هل علينا أن ننسحب من المشهد السياسي؟
- خليجنا بلا نفط
- إدوارد سعيد والجامعة
- رافعة الوحدة الوطنية
- أطفال أذكياء.. مجتمعات غبية
- لتفادي المجلس الطائفي
- فارس آخر يترجل
- البحرين بحاجة إلى الصوت الآخر
- قافلة الحرية وبلاغة الرسالة
- ديمقراطية 1973 في صور


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن مدن - ترشيد الخطاب السياسي