أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - على المخرجين أن يظلوا الطريق الى الهدف














المزيد.....

على المخرجين أن يظلوا الطريق الى الهدف


فاضل خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3096 - 2010 / 8 / 16 - 23:35
المحور: الادب والفن
    


[عندما أقرأ مسرحية أحبها اكتب عنها تلقائيا
ملاحظات ممتعة طوال الوقت ـ مايرخولد](*)
اخترت مجموعة من افكار كتبها المخرج الروسي ( فيسفولد مايرخولد ) التي خص بها المعني من المخرجين أولا، مثلما خص بها بقية المعنين بشأن المسرح، ولم يتجاوز الجمهور. في دراسة لافكاره التي توصل الينا ما كان يعنيه النجاح في تقديم الرؤيا التي تختزل المعاني لتوجزها بعرض لا يتجاوز الساعتين، حين تقدم الكثير من التصورات المحاكية للواقع بقراءة مسؤولة. تبدأ من التدريبات التي يجريها المخرج على أي عمل يقوم به، فهو ـ مايرخولدـ يوصي المخرجين أن يضلوا الطريق، ويجرؤوا على ارتكاب الاخطاء عند تدريباتهم. هذا السلوك سيجعلهم يصلوا الأهداف بوقت أسرع لهم من أن يحبو نحو أهدافهم، بالسير البطئ وبعدم ثقة. فالأخطاء في الحالة الأولى يستطيع أن يتراجع عنها ويتلافاها دائما في اليوم التالي، لكن يستحيل على المخرج غير الواثق استعادة ثقة فريقه به بسهولة. لأنك حين تقول اليوم للمثل ـ أنت جيد ـ لايعني أبدا، بأنني سأكون راضيا عنه، عندما يعيد لك الشئ نفسه بالضبط في اليوم التالي.
وفي حديث له خص به العاملين معه في المسرح، يوم قال لهم:
ـ اشعر بالأسف لأني لم أخرج مسرحية " منزل القلوب المحطمة" لبرنادشو. فكّرت كثيرا بهذه المسرحية المتميزة، وبإمكاني مع ممثلين جيدين أن أخرجها الآن في غضون ثلاثة أسابيع.
ابتسم الحضور.
فسارع (مايرخولد) ليسألهم عن اسباب تلك الابتسامة:
ـ لماذا تبتسمون ؟!
لم يكن ستانسلافسكي ـ أستاذه ـ في شبابه يستحيل عليه ذلك. لقد اصبحنا الآن كسالى، حتى نسينا كيف يجب أن نعمل بكثافة، نعم، نعم، وأنا كذلك.
ويستمر في أحاديثه التي خصت ذكرياته وتجاربه في المسرح، فهو الذي أخرج ما يقارب من العشرين عملا مسرحيا، كانت بالنسبة له ـ مايرخولد ـ اسكيتشات ( رسوم تخطيطية ) سبقت اقدامه على اخراج المسرحية الأشهر ( المفتش العام ) لـ ( غوغول ). كانت جميعها بمثابة التمهيد للامساك بعصا النجاح للـ ( المفتش العام ). فمن الممكن اخراجيا أن تدهش المتفرج كما تشاء في المشهد الأول ـ حسبه ـ، ولكن الأهم من خلق الدهشه، أن يصدقك المتفرج ذاته، تماما في المشهد الأخير. فهناك الكثير من الأخطاء التي نمارسها حين نقدم على تأسيس أي عمل مسرحي، ولن يتم ذلك قبل أن نستخدم موهبتنا في الفن أكثر من ممارستنا للادهاش المفتعل، الذي يشكل ( القوة ) التي تدفعنا للسقوط في مهاوي اللاعلمية. وفرق أن نستخدم في الفن الكم الأكبر ( قوة ) بدلا من الفن المدهش. ولعل ( بتهوفن ) الذي لم يبلغ الحرفية الا عندما توقف عن محاولاته في وضع المضامين التي تكفي لعشرة سوناتات في سوناتا واحدة. ويستدرك:
ـ ان كان هذا صحيحا، فأنا ما زلت بعيدا عن الحرفية.
وعند حديثه عن أمنياته في الخطاب الذي يتمنى له نتائج مذهله عند وصوله الى الناس، حدد ذلك بقوله:
ـ عندما أخرجت مسرحية ( غادة الكاميليا )، كان حلمي أن يطير الطيار بسرعة أقصى من السرعة العادية التي تعود عليها بعد خروجه من مشاهدة العرض المسرحي!!
ومن طروحاته الطريفة حول المخرجين اللذين يقدمون عروضا فقيرة وغير ممتعة، الحالة التي اعتبرها من أصعب الحالات، تلك التي تدفع بك لأن ( تخرج ) مسرحيات رديئة وضحلة؟!! فهو يقول:
ـ بودي ان أدفع للمخرج ضعف المبلغ المألوف مقابل إخراجه مسرحيات رديئة. ولكن مقابل فرصة إخراج " هاملت" أو" المفتش العام" بودي ان أجعلهم يدفعون !!! فمن أصعب الممارسات أنك تخرج مسرحيات رديئة وضحلة.
هناك رأي بات ثابتا، من أن ( الواقعية ) انما تعني: كل ما يقدم وتحت طائلة أي من العناوين من المذاهب والأساليب، والتي جميعها تعني ( الواقعية )، ويؤكد ( مايرخولد ) في معنى الواقعية بقوله:
ـ أن من الخطأ الكبير أن نضع مسرح الأسلبة جنب المسرح الواقعي، فالصيغة في التعامل والتسمية، انما هي ( المسرح الواقعي المؤسلب ).
وله رأي يكاد يكون مفاجئا حول عمل الفريق على الطاولة الخاص بالقراءة والتحليل، فقد تجاوزها جدا وقال فيها ( لا ... أنا لا أحب العمل على الطاولة ... لا أحب ذلك، وهذا كل ما في الأمر! وقد سمعت أن ستانيسلافيسكي أيضا قد تخلى عن ذلك ).
وسأترك لنهاية الكلام، بعضا من أقواله التي هي دروس للمخرجين لأن يتيهوا في دروب التجسيد، كي يكونوا حقيقين، فالتعلم من الأخطاء أكثر جدوى من النقل عن الآخر. ومن الوصايا: أنك حين تبدأ بقراءة مسرحية، فلا تتوقف للاستراحة. ولكن ان كان لابد من ذلك، فابدأ بقراءتها من الصفحة الأولى.
ـــــــــــــــــــــــــــ
*) (مايرخولد يتحدث: حول فن المخرج المسرحي)، للكاتب:الكسندر غلادكوف، والترجمة عن الروسية: د.فاضل الجاف.



#فاضل_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرحية الجيدة.. الممثل الجيد
- التأليف... المهنة الأسهل في المسرح
- عودة المسرح الضال
- المسرح المتشائل
- قاسم محمد .. وعمق البساطة في مسرح الواقع
- يوسف العاني، ومسرحية [خيط البريسم] ، وأنا
- مسرحية (السفينة التي لم تبحر)
- مسرحية قمر من دم
- جليلة بكار ... التكامل الفني في المونودراما
- آفاق اللقاء بين القديم والجديد في المسرح العربي
- الممثل يصنع المسرح
- في ذكرى رحيله .. جعفر علي عراب السينما العراقية
- يوسف الصائغ
- ماكس راينهاردت
- القصب والتحطيم الغاضب للتقليد
- أهمية الثقافة و الديمقراطية
- قاسم محمد ... وسلطة المسرح المسكون بالناس
- الرأي الجاهز في التلقي ... والنقد الاكثر جاهزية في المسرح
- الموسيقى في المسرح ... بين التأليف والاختيار
- الواقعية في المسرح (1)


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - على المخرجين أن يظلوا الطريق الى الهدف