أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد مراد - وجهة نظر /على ضوء التدهور الامني الاخير في العراق















المزيد.....

وجهة نظر /على ضوء التدهور الامني الاخير في العراق


احمد عبد مراد

الحوار المتمدن-العدد: 3095 - 2010 / 8 / 15 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من البديهي والمعروف عندما يتم استلام الحكم من قبل قوة سياسية منظمة لديها امتدادات فكرية عقادية، تطرح نفسها بديلا لحكم بائد عرف بجبروته وظلمه ودكتاتوريته المرعبة الرهيبة . وحيث ان هذه القوة تطرح نفسها منقذا مخلصا تدافع عن الوطن والمواطن والتضحية في سبيله،وان هذه القوة سواء كانت متمثلة في حزب سياسي واحد اومجموعة احزاب كجبهة وطنية مثلا فهي حال وصولها الى دست الحكم بغض النظرعن الطريقة التي اوصلتها اليه سواء بواسطة الثورة اوالطريق السلمي الانتخابي، حيث يتعين على من تسلم زمام الحكم ان يشرع في ترتيب الوضع الامني والحفاظ عليه وقيادة وتوجيه جماهير الشعب للسهر والمحافظة على امن البلاد والعباد وخلق الطمئنينة والشعور لدى الناس بان هناك من يحرص عليهم وعلى ممتلكاتهم وحقوقهم ويوفر لهم كافة اسباب الراحة والامان سواء كا نوا في بيوتهم اوفي مواقع عملهم اوفي اوقات الفراغ . .وفي حالة الوضع في العراق حيث تم سقوط النظام السياسي عن طريق الاحتلال الاجنبي ومن ثم تمت عملية تسليم الحكم بشكل تدريجي الى العرقيين حيث شكلت حكومات موقتة ثم جرت الانتخابات التي تقدمت بها القوى السياسية الدينية وسيطرة على زمام الامور وتحملت مسؤولية الوطن والمواطن وشؤون الدولة عامة وبذلك وقعت عليها مسؤولية بناء اجهزة السلطة الامنية وكان يفترض بالحكومات المتعاقبة ان تبني تلك الاجهزة على اسس مهنية منطلقة من المصلحة العامة و التي من شأنها تجاوزة المنطلقات الطائفية والعشائرية مركزة في الاختيار على العناصر الواعية والمثقفة نسبيا وزجها في العمل الامني والمخابراتي لكي تستطيع خدمة الوطن والمواطن بالدرجة الاولى، و لكي تحظى بحب واحترام الشعب من خلال انعكاس مواقفها الانسانية على الناس والمجتمع..ومن جهة اخرى تكون بمستوى الاهلية والقدرة للوقوف بوجه الموجة التكفيرية الارهابية الظالمة، ولكن مما هو مؤسف حقا ان القوى النافذة والتي سيطرت على اجهزة الحكم منذ ان تم حل قوى الامن بكل تشكيلاتها بما في ذلك الجيش العراقي، نقول ان تلك القوى فرضت هيمنتها بشكل طائفي فوضوي عشائري لا يعكس وعيا لطبيعة المخاطرالمروعة والاحداث الجسيمة التي ستواجه البلاد ..كما سادت المحسوبية والمنسوبية والجاه والوجاهة والرشى في تنسيب واختيار قوى الاجهزة الامنية والجيش وقد لعب شيوخ العشائر ومنتسبي احزاب السلطة الدور البارز والاساس في اختيار وتنسيب تلك العناصر فاينما يكون حزبا نافذا في قطاع معين او وزارة من الوزارات يجنح ذلك الحزب الى اجبار من يروم الحصول على وظيفة حتى لوكانت بسيطة على الانتماء لذلك الحزب وحتى اثناء صولة الفرسان في البصرة عندما طلب المالكي تجنيد 20000 منتسب جديد الى اجهزة الامن واكد على ان يجري ذلك بشكل مباشر ودون وساطات لم ينجح في تمريرنزاهة طلبه حيث تم تقسيم العددعلى شيوخ العشائر والحزبيين المتنفذين وتم تعيين ذلك العدد لقاء مبالغ معينة. .ولا اضيف شيأجديدا في هذا الموضوع فالامر معروف للجميع.
ان ما اريد الوصول اليه هو ان الاحزاب التي استولت وادارت دفة الحكم سواء قبل الانتخابات اوبعدها كانت تفتقر الى الحد المطلوب من الشعور بالمسؤولية ليس فقط على الدولة والوطن والمواطن ونجاح العملية السياسية بل كانت تفتقر تماما للاهتمام والحرص على سمعة ومكانة احزابها وتأكيد اخلاص وتفاني تلك الاحزاب وانحيازها الى صف الشعب بل ما حصل هو العكس حيث انغمر منتسبي تلك الاحزاب الى تقاسم المكاسب والمناصب والاستيلاء على كل شيء لصالح عوائلهم وابناء عمومتهم وعشائرهم مما ادى ذلك الى كشف الجوهر الزائف الذي طالما تشدقت به من شعارات العدل والمساواة وشعار حب لاخيك ما تحب لنفسك مما وصل الامر بانحطاط سمعة تلك الاحزاب الى الحضيض وقد برهنت انتخابات 2010 على تشرذم وتفكك تحالفاتها المبنية على اساس المصالح الشخصية والولاءات الحزبية،كما لم تحصل بعض الاحزاب المتنفذة الا على عدة مقاعد في البرلمان الجديد بعدما كانت مهيمنة تماما على البرلمان السابق مما كان ذلك هوالسبب الاساس في التحول الواضح في مواقف الناس وتغيير ولاءاتهم كما ان الكثير من منتسبي تلك الاحزاب التي كانت منظوية في كنف تلك الاحزاب هي الاخرى اصطدمت بمواقف التمييز والتهميش مما دفعها الى تغيير ولاءاتها هي الاخرى وقد تجسدت تلك المتغيرات بأربعة مسارات مختلفة متمثلة في:
1-المجموعة الاولى التي اصطدمت بالولاءات الشخصية والعشائرية واصحاب النفوذ في السلطة والتي اوصلت اتباعها الى المراكز العاليا والحساسة في مواقع السلطة فما كان من رد فعلها الا ان تحولت من تنظيمها الاسلامي الى تنظيم اسلامي اخر، اوالعزوف عن العمل السياسي والانزواء جانبا، وجل هؤلاء من الفقراء وابناء الطبقات المسحوقة.
2- المجموعة الثانية هي مجموعة الميليشيات التي حصلت على امتيازات لم تكن تخطر في ذهنها تمثلت في دمجها بالقوات العسكرية وبرتب عالية تبدأ من رتبة نقيب فما فوق في الوقت الذي لم يحصل اكثر هؤلاء على التحصيل الدراسي المطلوب كما ان بينهم الكثير من الاميين وبما ان ذلك قد جعلهم موضع السخرية والتندر من قبل الاخرين فقد تم نقل اعداد كبيرة منهم الى المناطق الحدودية والقسم الاخر يعيشون في دول المهجر .
3- اضافة اعداد كبيرة جدا من المحسوبين على احزاب السلطة الى قوائم منتسبي الميليشيات ومنحهم رواتب ورتب عالية مع انهم كانوا يمارسون وظائف بالدولة او ممن هاجروا الى دول اخرى.
4 - اما المجاميع المتنفذة والمتحكمة بزمام الامور في تلك الاحزاب فقد تعمل جاهدة نفسها اليوم للحفاظ على ديمومة احزابها وضمان استمرار بقائها في الظهور على الساحة من خلال تحالفاتها مع احزاب دينية اخرى لازالت تتمتع بنفوذ سياسي وجماهيرى واسع نسبيا. ملقية بالفشل الذي اصابها على الاخرين سواء كان ذلك الفشل في الجانب السياسي والاجتماعي والخدماتي.

وعلى ضوء ما تقدم ونتيجة الازمة السياسية المستفحلة في خضم التدافع نحو الوصول الى السلطة ورئاسة الوزراء وما سببه ذلك من فراغ سياسي استغلته القوى الارهابية لتنفذ هجماتها النوعية لتأكيد وجودها وقوتها من جانب وضعف وغفلة وهشاشة تركيبة الاجهزة الامنية من جانب اخر.. لا بد من ذكر امثلة بسيطة تكشف ضعف الحس الامني والاختراقات وعدم المبالات والغفلة لدى اجهزة الامن بشكل عام اثناء تنفيذ واجباتها اليومية،،فعندما تدخل البصرة مثلا قادما من مدينة صفوان الحدودية فانت تمر بمجموعة سيطرات امنية وقد تحفزت انت المسافر لاظهار وثائقك الشخصية، لكن سرعان ما ان تصل السيطرة الامنية حتى تفاجأ بأشارة من رجل الامن باستمرار العربة دون توقف لا بل ان رجل الامن لا يكلف نفسه بصرف التفاتة نحو السيارة ومن بداخلها وهكذا حتى مرورك بالبصرة القديمة ثم دخولك قلب المدينة العشار ومن ثم تجوب المدينة شمالا وجنوبا شرقا وغربا دون ان تلاحظ بأن هناك عينا ساهرة على امن المواطن ومن هو معني بحفظ امن المحافظة ،ثم تتوجه الى بغداد وحتي وصولك اليها فأنت لاتصادف من يعترضك ويسألك عن اي شيء واذا ما حصل وان استوقفتك سيطرة فان الامر لا يتعدى عن سؤال عابر من اين اتيتم والى اين متجهين مع نظرة مصحوبة (بالضجر وعدم الاهتمام)..واختصارا للموضوع واكتفاءا بتلك الامثلة يمكن الخروج بالحقائف التالية:
1- ان بداية تركيبة الاجهزة الامنية كان عشوائيا فوضويا .
2- جرى اختيار الاجهزة الامنية بكل فروعها على اساس الولاءات الشخصية والطائفية والعشائرية.
3- زج مليشيات الاحزاب المسيطرة على زمام السلطة بالتشكيلات الامنية وتسليمها القيادات العليا دون مراعات جانب الكفاءة والخبرة.
4- تم التجنيد لهذه الاجهزة الحساسة وبشرط من يدفع اكثر فمثلا من يدفع 600 دولارا يكون برتبة عادية اما من يدفع من 1000 دولار فما فوق يعين برتبة عسكرية تتناسب مع مادفع.
5- استطاع الكثير من منتسبي حزب البعث الفاشي وكذلك عناصر القاعدة الاجرامية من التسلل الى صفوف الاجهزة الامنية نظرا لتوفر المال لديهم وقدرتهم على الدفع وهذا ما تؤكده الاحداث اليوم والمتجسد ة بسهولة وصولهم الى مواقع حساسة وتنفيذ اهدافهم بيسر.
وخلاصة القول ان ما حصل من ضربات دامية سواء في مدينة البصرة او بغداد اوالرمادي مرده الى تلك الاسباب المذكورة اعلاه مضافا اليها الاسباب السياسية التي تتحملها الكتل الاربعة الفائزة والتي تتصارع على قيادة السلطة وفي مقدمتها منصب رئاسة الوزراء محدثة الفراغ السياسي الذي تستغله القوى الارهابية التي تسرح وتمرح في تنفيذ اهدافها الاجرامية، كما ان هناك الكثير والكثير من الاسباب والدوافع التي لا مجال لذكرها هنا.



#احمد_عبد_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسمع كلامك اصدق اشوف افعالك اتعجب
- من يتحمل مسؤولية عودة البعث الفاشي
- على البرلمان الجديد ان يمرر نفسه قبل تمرير قوانينه على الشعب
- وحدة الطبقة العاملة السلاح الامضى في دحر اعدائها
- نضوج عوامل الانتفاضة الشعبية السلمية
- تطورات متسارعة على الساحة السياسية العراقية
- اماني في مهب الريح
- انها سخرية القدر
- هل لعب المالكي جميع اوراقه
- ماذا يفعل بايدن في بغداد
- لو دامت لغيرك لما اصبحت لك.
- حصاد الطائفية بيادر من تبن
- تطورات ازمة الحكم العراقية الى اين
- سوار الذهب خرج ولم يعد
- خيبتهم تدفعهم لمهاجمة الحزب
- مالذي دفع الجماهير الى المربع الاول
- مسؤولية الموقف تجاه الاخرين
- مصانع وموانئ البصرة و الفساد الاداري والمالي
- اية حكومة ينتظرها الشعب العراقي
- انتم نقيض الديمقراطية ايها السادة المحترمين


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد مراد - وجهة نظر /على ضوء التدهور الامني الاخير في العراق