أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - مغارة اللصوص














المزيد.....

مغارة اللصوص


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3094 - 2010 / 8 / 14 - 21:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دعوني أبكي أمام مغارة اللصوص , فموضوعنا الأساسي هو البكاء بالصوت المرتفع والعالي أمام مغارة اللصوص ومغارة اللصوص ليست كمغارة علي بابا , أو السند باد ,لأنها المغارة الوحيدة التي لا يكون موقعها إلا في المعابد الدينية أو التي تكون بجانب المعابد الدينية أو التي تمارس أنشطة كالتي كانت تمارسها في الهيكل (الأقصى) أيام السيد المسيح , واليوم توسعت التجارة وأصبح لها أفق جديد وأبعاد جديدة وتشبيهات جديدة ومن الممكن أن نطلق على مجالس النواب كلمة مغارة اللصوص ومن الممكن أن نطلق على بعض الجامعات كلمة مغارة اللصوص أو الشركات الكبيرة أو الصغيرة , وأهم شيء المتمسحون بالدين مهما كان نوعه فكل أولئك لصوص يختبئون في المغارة التي كرهها المسيح وطردهم منها وطهّر الهيكل من أمثالها وأمثالهم , لذلك يجب طرد اللصوص من مجالس النواب وأن لا يدخلوا المجلس ليتحول إلى مغارة لصوص ويجب طرد الأدباء والمثقفين أو بعض أنواعهم من المؤسسات المدنية لكي لا تتحول تلك المؤسسات إلى مغارة لصوص , وويلٌ للصوص من اليوم الذي يوعدون.

على إذنكم جميعاً : أنا واحد مهموم جدا وشايل همكم على أكتافي وشايل الدنيا على راسي وبدي أبكي عليكم ساعة من الزمن أبلل فيها جوانحي وترتاحُ فيها أعصابي من القلق عليكم , فكما أن الضحك يهدأ من الأعصاب كما أن البكاء يهدأ من الأعصاب أكثر وهذه دعوة مني للبكاء لتتحسن صحتنا النفسية جميعاً , فالبكاء مفيد للنفس البشرية ويُخرجها من مستنقعها الكحلي , أنا أريد أن أبكي عليكم جميعاً لأنكم أفاعي ولها قرون تخرج من جحورها في أوقات الذروة لتلدغ جماعة المؤمنين يا أبناء الأفاعي .
كل المشاهد الدرامية والصاخبة على أبواب المغارات التي تخرجُ منها الأفاعي والعقارب والسماميات , فأنا وأنا أقف أو وأنا أمرُ بجانب أي مغارة من مغارات اللصوص أشاهد أناساً يخرجون من المغارات بأشكال مختلفة فمنهم بلون الأفعى ومنهم بحك أفعي (الأَصَله) ومنهم من يكون بحجم أفعى المامبا الأفريقية السوداء ذات السُم الفتّاك, وهنالك أقيسة وأشكال مختلفة لأناس بحجم أو على هيئة العناكب السامة والعقارب , والمهم أن المغارات تنتشرُ في كل حارة وفي كل بيت وفي كل دائرة حكومية.
ما أشبه اليوم بالبارحة , لذلك على إذنكم أريد أن أصف هذا العصر بعصر السيد المسيح الذي لم تكن تحكم فيه الرومان لوحدها وإنما الأفاعي هي التي كانت تحكمُ أكثر منها لذلك لم يكن المسيح ليضحك كثيراً بل كان يبكي كثيراً على الخارجين وعلى الداخلين للمغارات , واليوم كلهم يخرجون من نفس الجحور التي كانوا يخرجون منها أيام المسيح , واليوم طاب لنا البكاء على ضحايا المغارات التي لا تخرجُ منها إلا الأفاعي.

على إزنكم بدي أبكي , وأريد أن أسمع صوتي أنا حين أشد على حلقي بصوتي وأريد أن أسمعكم تنهداتي وبكائي وعويلي , أريدُ أن يخرج صوتي عاليا شاهقا بالبكاء وأريد أن يسمع الطيرُ بكائي وأن ترتوي أوراق الشجر من دموعي ومن أحزاني .

على إذنكم بدي أعيط: أريد أن تتبللُ جوانحي وأريدُ بأن أعطي لنفسي مزيدا من الوقت لكي أبكي عليكم وأنتم خارجون من (مغارة اللصوص) يا أيها الأفاعي المنتشرة بين الرمل وبين الماء وبين المد وبين البحر وبين الدكاكين وعتبات المساجد والهياكل , أريد أن أبكي عليكم يامن حولتم معبد الرب إلى دكاكين ويامن حولتم خُدام الرب إلى جواسيس وصيارفة وتجار بالجملة وبالمفرد, على إزنكم لحظة واحدة أريد أن أضع رأسي على جدار البيت ويداي تمتدان على جبهتي من تحت الرأس وأنتم تنظرون لمنظري هذا وأنا أبكي عليكم يامن حولتم معبد الرب إلى فنادق خمسة نجوم , أريد أن أطردكم شر طردة من بيت حانون ومن بيت لحم ومن الناصرة ومن عمان ومن قرية قمران أريد أن أمنعكم من المسير على الأرض التي مشى عليها يسوع الناصري وأريد أن أمنعكم من بيع الشرف بالجملة وبالمفرد في الأرض الدمشقية التي مشى عليها يوحنا المعمدان .

على إزنكم : أنا الآن مشغول جدا بالبكاء عليكم وعلى أتباعكم يا أبناء آوى ويا أبناء الأرض التي نمشي عليها والنير على رقابنا وفوق أكتافنا , على إذنكم أريد أن أبكي لوحدي ولا أريدُ بأن يشاهدني أحد , أريد أن أبكي على الذي ـضاع عمره بل على الذين أضاعوا 1500 عام من أعمارهم وهم صيارفة وأبناء أفاعي الذين بنوا في موقع كل كنيسة مغارة للصوص.

على إذنكم أنا مش فاضي : أنا أريد أن أحزن عليكم كثيراً أريد أن أعبر للسماء عن نصحي لكم وأريد من نجمة الصباح أن تبقى شاهدة على بكائي عليكم وليشهد على بكائي التينُ والزيتون وأغصان الدوالي , أريدُ أن أعبر عن غضبي واستيائي بالحزن وبالبكاء , أنا لا أحبُ التعبير بيدي عن غضبي ولا أحب التعبير بسلاحي عن غضبي, أنا أحب أن أعبر عن كل شيء بدموعي فدموعي هي أداة التعبير المُثلى لدي, فإذا فرحت أبكي وتغرقُ عيناي بالدموع , وإذا حزنت ُ أبكي وأرفع صوتي لتسمعه كلُ الناس المارة , وإذا احترتُ أبكي وإن نمتُ أبكي وإن صحوتُ أبكي , وإن رسمت لوحة فأول شيء أبدأ به هو الدموع , وخارطة العالم عندي تبدأ بدمعة وتنتهي بدمعة وتمرُ على خدودي خطوط الطول وخطوط العرض وهي تتساقط دمعاً وحنينا وعذابا.

أنا لا أحسنُ شيئاً في حياتي كما أُحسنُ البكاء فإن دعاني أحدكم للفرح فلا أستطيع أن أعبر له بأسناني أو وبمبسمي عن فرحي, أنا لا أعبرُ إلا بالدموع وبالانفعالات, فعلى إذنكم اسمحوا لي أن أغلق الباب على نفسي وأن أبكي.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمية السياسية
- من أفضل من يتحدث عن الفساد؟
- عيد ميلاد ابنتي لميس
- الفقراء أعداء الثقافة
- على حافة الهاوية
- أولادي يسألونني عن وفاء سلطان
- لستُ غنياً لأشتري صناعه عربيه
- إحدى أهم مشاكل الإسلام
- هل تثق كمواطن عربي بجهاز المخابرات؟
- وين زُلم أيام زمان !
- اخترنا لكم : عصمت سيف الدولة /مختصر تاريخ البشرية
- مؤسسات الحكم حسب الترتيب
- عندنا جهاز كشف الكذب
- أين التحديث؟
- اللغة الميتة
- اللغة العربية لغة إقليمية
- هذا ولدي وأنا أبوه وذاك حماري
- الطاعة العمياء
- الجريمة الكبرى
- عيد ميلاد ابنتي برديس


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - مغارة اللصوص